لبنان ٢٤:
2025-06-16@04:59:29 GMT

تحدّيات تنتظر حزب الله بعد تشكيل الحكومة

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

تب ابراهيم بيرم في" النهار": عقد خصوم حزب الله رهانات كبرى على إقصائه تماماً عن التركيبة الحكومية، كانعكاس طبيعي للمعادلات المتحولة التي تجلت واضحة بعد سريان وقف النار.
الجهات المعنية في الثنائي الشيعي ترى أن القيمة المعنوية الوازنة لهذه المشاركة الشيعية بما فيها إشراك الحزب، ما كانت لتتحقق لو لم يجد المعنيون مباشرة بالتأليف، أن ثمة استحالة لاستيلاد أي حكومة طبيعية قادرة على الإقلاع وسط هذا البحر من المشكلات، تخلو من الثنائي الشيعي، لأن ذلك يعني إطالة أمد التأليف على غرار تجارب سابقة ما يشكل وصفة لإلحاق الأذى بصورة العهد الرئاسي الجديد.


سبب آخر ترى تلك الجهات أنه أدى إلى ضم الثنائي إلى الحكومة الجديدة وهو تماسك الثنائي وإصرار زعيمه الرئيس نبيه بري على الوقوف مع الحزب وعدم التخلي عنه في وضعه الصعب.
وثمة من يضيف عنصراً ثالثاً هو أن الرئيس نواف سلام يأتي إلى تجربته السياسية الجديدة مستندا إلى خلاصة معرفية فحواها أن المطلوب الآن استيعاب الشيعة المضرجين والمنكوبين، وليس الدخول في مواجهات معهم.
وترى تلك الجهات أن خريطة الطريق المخفية المتفق عليها بين جهات داخلية وخارجية للتعامل مع العقدة الشيعية، تعتمد أسلوب الاستيعاب أولاً تمهيداً لتطويعهم وصولاً إلى تدجينهم لاحقاً. وتستند الخريطة تلك إلى عنصرين
الأول إضعاف قوتهم العسكرية إلى أقصى الحدود.
إقناع تدريجي للبيئة الحاضنة بأنه لم يعد لما بقي من تلك الترسانة التي كانت تقدم على أنها قوة ردع، من فائدة ترجى بل إنها استحالت بعد التجربة إلى عبء ثقيل، أي إن المطلوب هو إخراج الشيعة من حال العسكرة التي أدخلها الحزب فيها قبل عقود ثلاثة إلى حال اندماجية.
واستتباعاً تعتمد تلك الخريطة خطة من بندين، الأول إنهاء تام لكل وجود عسكري للحزب في جنوبي الليطاني. وثمة معلومات تؤكد أن هذا المقصد تحقق أخيراً فقد سلم الحزب الجيش نحو 500 نقطة عسكرية فوق الأرض وتحتها بما فيها النفق المسمى عماد 4 وهو الذي أظهره الحزب على شاشات التلفزة وكان يعد استثنائياً في مجاله فيما نجح الحزب في نقل قسم من عتاده المهم إلى شمالي الليطاني، وهو ما دفعه إلى إبلاغ من يعنيهم الأمر أخيراً أن تلك البقعة صارت بعهدة الجيش تماماً.
أما البند الثاني فيعتمد على حصر ما بقي من ترسانة الحزب العسكرية في منطقة بين نهري الليطاني والعاصي. وهكذا يتضح أن الأساس في تلك الخريطة هو مبدئيا تقليم أظافر الحزب.
ومن البديهي أن الحزب يعي ذلك تماماً، ويعرف أيضاً أنه أعطي فرصة التمثل في حكومة تخلو من أي حليف (غير أمل) ليكون أمام أمرين لا ثالث لهما: إما البصم على كل ما يصدر عن هذه الحكومة بما فيها تلك التي لا تناسبه، أو إحراجه لإخراجه خصوصاً أن صدى تصريح الموفدة الأميركية من قصر بعبدا لم يزل يتردد.
وحيال ذلك فإن الحزب يعي أن لا فرصة أمامه لكي يخبئ رأسه من العاصفة، بل إن المواجهة الدائمة قد كتبت عليه، لذلك قرر أن ليس أمامه إلا المواجهة، وإثبات الذات والحضور، والمحطة الأبرز هي يوم تشييع الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله في 23 الشهر الجاري وهو يعد العدة لذلك.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران

بيروت ـ في لحظة إقليمية حرجة، شنت إسرائيل هجوما جويا واسع النطاق، على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، مستهدفة ما وصفتها بـ"عشرات المواقع النووية والعسكرية"، من أبرزها منشأة نطنز، ومقرات تابعة للجيش والحرس الثوري.

ومع إعلان طهران، أنها سترد بقوة على الهجوم الإسرائيلي تتجه الأنظار إلى "محور المقاومة"، لا سيما إلى حزب الله اللبناني، الحليف الإستراتيجي لطهران، وسط تساؤلات متزايدة: هل سيكون الحزب جزءا من الرد الإيراني، أم سيكتفي بالمراقبة في ظل توازنات داخلية وإقليمية معقدة؟

ويرى محللون تحدثوا للجزيرة نت، أن الوضع الحالي، رغم تصعيده اللافت، لا يستدعي تدخلا عسكريا مباشرا من حزب الله، مشيرين إلى أن طبيعة الصراع لا تزال ديناميكية ولم تبلغ حد التهديد الوجودي للنظام الإيراني.

وبحسب هؤلاء، فإن إيران، رغم المساس بسيادتها، تسعى -انطلاقا من منطق الدولة- إلى تولي الرد بنفسها لإثبات قدرتها على الردع، والحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية. فـ"أي رد يصدر من خارج مؤسسات الدولة، أو ينفذ من حلفائها، قد ينظر إليه كعلامة ضعف، ويفقد قيمته الاعتبارية"، بحسب ما أكد أكثر من خبير.

الكاتب والمحلل السياسي علي حيدر اعتبر في حديثه للجزيرة نت، أن قراءة المشهد الإقليمي تتطلب فهما لطبيعته المتغيرة، فهو ليس مسارا خطيا بل تطور دائم التأثر بمتغيرات داخلية وخارجية.

محللون يتوقعون أن ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي (الأوروبية) التهديد الوجودي

ويرى حيدر، أن التدخل العسكري من حزب الله "غير مطروح في الوقت الحالي"، مضيفا أن "المعطيات لا تفرض على الحزب أن يزج بنفسه في مواجهة مباشرة، خاصة أن الهجوم، رغم خطورته، لا يشكل تهديدا وجوديا فوريا لإيران".

إعلان

وعن موقف طهران، أوضح حيدر أن إيران نفسها، رغم تعرض أراضيها لهجوم مباشر، لا تحتاج إلى دعم حلفائها في هذه المرحلة، قائلا "الرد الإيراني المباشر هو الخيار الطبيعي والمنطقي، كونه يعكس قدرة الدولة على حماية سيادتها، كما يؤكد مركزية القرار الإيراني".

واستشهد حيدر بمواقف سابقة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي كان يشدد دوما على أن إيران سترد بنفسها في حال تعرضت لعدوان مباشر، معتبرا أن "الاستعانة بالحلفاء في هذه الحالة قد تفسر على أنها نقطة ضعف".

وخلص حيدر إلى أن "مرحلة تهديد النظام الإيراني، إن حصلت، ستشكل مستوى مختلفا من التصعيد، وقد تفتح الجبهات على مصراعيها، بما فيها الجبهة اللبنانية. أما حتى اللحظة، فلا مؤشرات على نية إسرائيل استهداف حزب الله مباشرة، وعليه لا تبدو هناك ضرورة لتغيير تموضع الحزب الحالي".

عاجل | رويترز عن مسؤول في #حزب_الله: الحزب لن يبادر بمهاجمة إسرائيل ردا على غاراتها على #إيران pic.twitter.com/82zvNxKTVR

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 13, 2025

الرد الحتمي

من جهته، رأى المحلل السياسي توفيق شومان، أن الهجوم الإسرائيلي يعد "اعتداء سافرا على دولة ذات سيادة لها حضور فاعل على المستويين الإقليمي والدولي"، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت، أن "الرد الإيراني الحتمي يجب أن يصدر من الدولة نفسها، لا من وكلائها أو حلفائها".

ويؤكد شومان أن "القيمة المعنوية والسياسية لأي رد، لا تتحقق إلا إذا جاء من مؤسسات الدولة الإيرانية، بما يُظهر قدرتها الذاتية على الردع"، موضحا أن الرد من حلفاء، مثل حزب الله قد يُضعف الرسالة السياسية التي تسعى طهران إلى توجيهها، خاصة للمجتمع الدولي.

ويضيف "منطق الدولة يحتم أن تكون الجهة المعتدى عليها هي المسؤولة عن الرد، وهذا ما ينطبق على إيران الآن. فالمسألة لم تعد تتعلق بتقديرات ميدانية أو تكتيكية، بل بهيبة الدولة ومكانتها الإستراتيجية".

إعلان

وفي تقديره، فإن إيران ستسعى إلى تنفيذ رد محسوب، يردع إسرائيل دون أن يؤدي إلى انفجار إقليمي شامل، في الوقت ذاته لن تُفرط في صمت قد يُفسّر على أنه تراجع.

بيان حزب الله

بين الرد المباشر والمراقبة المحسوبة، يجد حزب الله نفسه في موقع حساس. فمن جهة، يشكل جزءا من "محور المقاومة"، ومن جهة أخرى، يرزح لبنان تحت أعباء اقتصادية وأمنية قد لا تحتمل مزيدا من التصعيد.

وفي بيان له، وصف حزب الله الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه يشكل ‏تصعيدا خطيرا في "مسار التفلت الصهيوني من كل الضوابط والقواعد بغطاء ‏ورعاية أميركيتين كاملتين"، مؤكدا أن إسرائيل لا تلتزم بأي منطق أو قوانين، ولا تعرف إلا ‏لغة القتل والنار والدمار.

ودعا بيان الحزب ‏شعوب المنطقة ودولها إلى أن "تعي أن هذا العدوان إذا لم يواجه بالرفض ‏والإدانة والوقوف إلى جانب إيران وشعبها، ‏سيزداد هذا الكيان المجرم عدوانية وجبروتا وسيعزز ‏مشاريع الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على المنطقة ‏والإضرار بمصالح شعوبها وسلب ثرواتها".

وأشار الحزب إلى أن مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، ‏بل ستزيدها قوة وصلابة في مواجهة ‏الأخطار، وإصرارا على الدفاع عن سيادتها وأمنها.‎‎

مقالات مشابهة

  • احذر 7 أفعال بين المغرب والعشاء نهى عنها النبي ويقع فيها كثيرون
  • أسئلة مصيرية أمام حزب الله
  • كم ركعة صلاة الضحى .. فضلها ووقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • أدعية فيها العجب من القرآن.. 8 آيات تفتح لك كل الأبواب المغلقة
  • بيروت تنتظر باراك واليونيفيلمتمسكة بوجودها في الجنوب وبمهماتها
  • زنبو: أقترح تشكيل مجلس تأسيسي لاختيار الحكومة والإشراف على الانتخابات البرلمانية
  • حزب الله يدين الضربة الإسرائيلية على إيران ولا نيّة بالتدخل
  • على الخريطة.. المواقع الإيرانية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والمنشآت النووية
  • حزب الله يدين الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران