يجتمع أعضاء مجموعة البريكس الاقتصادية للاقتصادات الناشئة الكبرى اليوم في جنوب أفريقيا لعقد قمة يمكن أن تحدد مستقبل الكتلة، في ضوء مدى صعوبة صدها للنظام العالمي الذي ترى أنه يهيمن عليه الغرب بشكل غير عادل، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.

لم تكن مجموعة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا أكثر بروزًا على الساحة العالمية في أي وقت كما الآن.

لكن مجموعة البريكس نفسها معقدة.

ارتفاع معدلات الرهن العقاري لأعلى مستوى في أمريكا.. تفاصيل

ولا يستطيع الزعيم الروسي حضور القمة لأن الدولة المضيفة جنوب إفريقيا ستكون ملزمة باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة. 
وهناك عضوان آخران، الهند والصين، يعانيان من صراع حدودي محتدم .


وبينما تخوض بكين منافسة مع الولايات المتحدة، تتمتع نيودلهي بعلاقات وثيقة مع واشنطن.

ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذه الكتلة تتلقى الآن عروضاً رسمية من ما يقرب من عشرين دولة للانضمام إلى تكتلها الذي يضم الاقتصادات الناشئة الكبرى.

ومن المتوقع أن تتصدر المناقشات حول إضافة أعضاء جدد جدول أعمال القمة التي تستمر ثلاثة أيام والتي تبدأ اليوم الثلاثاء، حيث سيجتمع قادة البريكس – باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – شخصيًا لأول مرة منذ الوباء .

وسيكون بوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب تحركه ضد أوكرانيا ، حاضرا افتراضيا من خلال برامج الفيديو كونفرانس.

وأعرب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا يوم الأحد عن دعمه لتوسيع مجموعة بريكس، قائلا إن هيئة أكبر “ستمثل مجموعة متنوعة من الدول” التي تشترك في “رغبة مشتركة في الحصول على نظام عالمي أكثر توازنا” في عالم “معقد وممزق بشكل متزايد” .

ومن هذا، فإن ما هو على المحك في القرارات المتعلقة بالتوسع هو اتجاه وهوية المجموعة، التي يهدف أعضاؤها إلى أن يكون لهم دور أكبر في النظام الدولي الذي يرون أنه يفضل الغرب ودول مجموعة السبع.

ويقول المحللون إن الكتلة  تحاول إعادة توازن القوى العالمية، خاصة وأن الصين وروسيا تسعيان إلى جعل الكتلة تقف إلى جانبها في مواجهة التوترات المتزايدة مع الغرب - وهو أمر يمكن أن يسهله توسعها.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي قبل القمة الأسبوع الماضي، قال مبعوث الصين في جنوب إفريقيا إن المزيد والمزيد من الدول تأمل في الانضمام إلى البريكس "لحماية مصالحها المشروعة".

وقال السفير تشن شياو دونج: "في مواجهة بعض الدول التي تستخدم "العصا الغليظة" للعقوبات الأحادية الجانب، تصر دول البريكس على الحوار والتشاور على قدم المساواة"، مستخدماً لغة بكين النموذجية لانتقاد ما تعتبره بمثابة سياسة الولايات المتحدة .

وقال محللون، أن هناك اختلافات في الرأي حول ما إذا كان سيتم التوسع أم لا، وبالتأكيد لن يؤيد جميع (الأعضاء) انضمام نفس الدول.


يقول المحللون إن قرار بوتين، ورئيس الصين شي جين بينج، ورئيس الهند ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ومضيفهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، بإضافة المزيد إلى كتلتهم - وكيفية اختيار هؤلاء الأعضاء المحتملين - سيكون له آثار عالمية كبيرة.

وسيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المحافل العالمية.

وقد بنيت المجموعة على مصطلح صاغه في الأصل الاقتصادي السابق في بنك جولدمان ساكس جيم أونيل لوصف فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة الرئيسية، وقد استمرت المجموعة على الرغم من الاختلافات العميقة في الأنظمة السياسية والاقتصادية بين أعضائها.

وعقدت قمتها الأولى في عام 2009 بمشاركة أربعة أعضاء ثم أضافت جنوب أفريقيا في العام التالي. أطلقت مجموعة البريكس بنك التنمية الجديد في عام 2015.

وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إن الدول التي تقدمت بطلبات رسمية هي الأرجنتين والمكسيك وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ونيجيريا وبنجلاديش.

لدى البلدان مجموعة من الأسباب لتقديم الطلبات، بدءاً من الاهتمام بمبادرات اقتصادية محددة مثل التحول إلى دعم العملات المحلية، والحد من قوة الدولار، في ظل سعي دولي لموازنة قوة الدولار والتخلص من الدولرة.
ومن الممكن أن يعمل المنضمون الجدد الذين يتمتعون بالنفوذ الاقتصادي على تحفيز قدرة المجموعة على إعادة تشكيل أو خلق بدائل لمؤسسات القوة العالمية القائمة.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ارتكاب جرائم حرب استثمار اقتصادات الاقتصادات الناشئة الهند الجنائية الدولية التشاور الدولار الأمريكى الدولار الدولار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفيديو كونفرانس الولايات المتحدة توسيع مجموعة بريكس جولدمان ساكس جنوب افريقيا مجموعة البريكس

إقرأ أيضاً:

جنوب أفريقيا تعتزم تقديم عرض محسّن لإبرام اتفاق تجاري مع أميركا

تستعد جنوب أفريقيا لتقديم مقترح تجاري "محسّن" للولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري، وذلك بناء على طلب مسؤولين أميركيين، في محاولة لتفادي فرض تعرفة جمركية بنسبة 30% غدا الجمعة، وفق قول وزير التجارة الجنوب أفريقي، باركس تاو.

كانت جنوب أفريقيا قدمت مقترحا تجاريا أوليا لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار، ثم عدّلته في يونيو/حزيران، لكنها لم تتلق ردا.

وقال الوزير تاو في حديث لإذاعة 702 الجنوب أفريقية اليوم الخميس: "نحن بصدد التعامل مع مقترح محسّن مقارنة بالمقترح السابق الذي قدمناه، والواقع أن الأمر لا يزال في خانة الترقب والانتظار".

وأثار اقتراب الموعد النهائي في أول أغسطس/آب حالة من القلق وعدم اليقين في جنوب أفريقيا، إذ قدّر محافظ البنك المركزي أن فرض تعرفة جمركية بنسبة 30% من شأنه أن يهدد نحو 100 ألف وظيفة، مع تأثر قطاعي الزراعة وصناعة السيارات بشكل خاص.

وتُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا بعد الصين، إذ تصدر إلى أميركا سيارات، وسلعا مصنعة، وفواكه حمضية.

محادثات

وأضاف الوزير أن مسؤولين من جنوب أفريقيا أجروا محادثات مساء أمس الأربعاء مع نظرائهم الأميركيين، على مستوى السفارة الأميركية في بريتوريا وممثل التجارة الأميركي، لكن الغموض لا يزال يلف مصير التعرفة المرتقبة.

وأشار إلى أن الأميركيين "حثّونا على إعادة تقديم المقترح، وربما بصيغة محسنة، إلى الحكومة الأميركية".

ونفلت رويترز عن دبلوماسي جنوب أفريقي قوله الثلاثاء الماضي إن مطالب واشنطن بشأن سياسات التمييز الإيجابي المحلي تعقّد جهود التوصل إلى اتفاق تجاري.

وتشهد العلاقات الثنائية توترا على خلفية سياسات التمكين الاقتصادي للسود، التي تهدف إلى معالجة إرث قرون من التمييز العنصري، إضافة إلى موقف جنوب أفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وهي قضية تعارضها بشدة كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا تعتزم تقديم عرض محسّن لإبرام اتفاق تجاري مع أميركا
  • بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل ينجو نتنياهو من تصاعد الضغط الدولي؟
  • توتر دبلوماسي يهدد مشاركة ترامب في قمة الـ20 بجنوب أفريقيا
  • كأس أمم أفريقيا للمحليين بوابة المغربي أيوب الكعبي من ورش النجارة إلى العالمية
  • «أمم أفريقيا للمحليين».. المغربي الكعبي من ورش النجارة إلى العالمية!
  • ترامب يهدد برسوم جمركية على مشترين نفط روسيا وسط تحديات دول بريكس
  • ملاك ليفربول يقتربون من شراء ناد إسباني
  • ضربة لإسرائيل.. 10 دول جديدة تعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • 214 مليون درهم صافي أرباح مجموعة ملتيبلاي بالربع الثاني
  • مجموعة قوية لمنتخب الشباب في بطولة الخليج