ينبغي مشاركة السودانيين في عمليات التفاوض والمشاركة في صنع السلام
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تقرير: حسن اسحق/ إن ما يحدث في إقليم دارفور، من الاستخدام المفرط للعنف، وقتل باعداد كبيرة جدا للناس، والأشكال المختلفة للانتهاكات تتمثل في الحرمان من الغذاء، والحركة والوقود، وعدم توفر الجهاز الإداري للدولة، أنه معطل بسبب انتشار الحرب، وكل مؤسسات الدولة لا تعمل، وكل هذه العوامل تؤثر علي المواطنين، موجات النزوح في تزايد مستمر منذ 2003، وموجات النزوح واللجوء هي دليل علي وقوع انتهاكات واسعة علي المدنيين، وتسبب في أزمات إنسانية في العديد من معسكرات النزوح في دارفور، لا تتوفر الخدمات الطبية والغذائية لهم.
قال عباس التجاني الباحث في مجال السلام والإعلام أن أسباب فشل اتفاقيات السلام في السودان، لان المواطنين السودانيين ليسوا شركاء او جزء من تلك الاتفاقيات، بل تكون الاتفاقيات بين الأطراف المتقاتلة، وهناك عدم خبرة في تنفيذ البروتوكولات، وعدم جدية، واما عدم التمويل الكافي لتحقيق مشروعات السلام، وهذا ليس صحيحا، حسب تعبيره، في العديد من الاتفاقيات مثل دارفور، نيفاشا والقاهرة، اكد ان هذه الاتفاقيات توفرت لها ميزانيات كبيرة، بل جهاز الدولة غير جاد في تحقيق ذلك، اضافة الى عدم الثقة المفرطة، خاصة في ملف الترتيبات الامنية، حتي نظام الانقاذ في فترة 30 سنة كسب خبرة في التعامل مع الحركات المطلبية، وكان قادرا علي تعطيل اتفاقيات السلام، هذا كان يؤكد عدم جديته.
أوضح التجاني إذا تم توقيع اتفاقية سلام جديدة في جدة، في المسار السياسي او الانساني، الا ان الخطوة تعتبر بداية لحرب جديدة، ينصح أن يكون المجتمع المدني والمواطنين السودانيين شركاء في العملية التفاوضية نفسها، هذا يضمن عملية التنفيذ من جانب المواطنين، في اتفاقية أبوجا، كان هناك تمثيل للنازحين واللاجئين في المفاوضات، لكن التمثيل لم يكن حقيقيا، بسبب بالتسييس، وليس فيه ارادة شعبية النازحين او اللاجئين في المعسكرات تم انتخابهم، وان الالية المناسبة للتمثيل، ان الناس عليهم انتخاب من يمثلهم.
يطالب التجاني بابتداع الية جديدة للمجتمع المدني السوداني لدوره الكبير في كل مناطق السودان، هذا المجتمع في المرحلة القادمة يلعب دور في التثقيف، والتوعية، وتوصيل الخدمات، ومناصرة القضايا للمجتمعات، يمكن أن يلعب دور كبير في تنفيذ، ومراقبة اتفاقيات السلام، مع وجود أدوار يمكن أن تتدخل فيها الطرق الصوفية والادارة الاهلية، وهذا ليس إلغاء لدورهم، أن الجرائم المرتكبة تحتاج إلى إفراد فنيين للتعامل معها.
يوضح التجاني كل بقعة في السودان الان اصبحت مدمرة، وما حدث في السودان، لا يمكن معالجة دارفور وحدها، لازم يكون الحل شامل لكل السودانيين، والحاجة إلى إطار شامل لمعالجة الازمة العامة في السودان، هذا يتطلب شرطين، الشرط الأول، يجب أن تكون هناك ارادة سياسية قوية للأطراف الفاعلة حقيقية، وجودة عالية من القيادات التي تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية لمصلحة السودانيين، ليس لمصلحة الأحزاب السياسية، أو تكتلات محددة سواء كانت جغرافية أو مؤسسات عسكرية او شبه عسكرية، الحاجة إلى رؤية سودانيين صادقين في سبيل انتشال هذه البلاد إلى مربع مختلف، يجب مراجعة كل الاخطاء التي تمت أثناء التنفيذ، منها السياسية، ويجب سن قوانين جديدة، هذا بدوره يضمن استقرار في المدي البعيد للسودان.
يضيف التجاني ان السودان يحتاج إلى دعم المجتمع الإقليمي والدولي، في السياسات الخارجية، يجب أن يكون هناك دستور دائم، يحكم العلاقات بين السودانيين، ويجب التعامل مع ملف العدالة الانتقالية بشكل جدي، والحاجة إلى عملية انتقال وتحول في البلاد، وعملية بناء السلام تحتاج الى تصميم حقيقي قد تأخذ قرابة 25 عاما، مع مخاطبة مخاوف الفاعلين في المشهد السوداني.
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن سقوط مدينة هجليج النفطية في ولاية كردفان بيد قوات الدعم السريع يشكّل محطة حاسمة في اندفاعها من دارفور (غربي السودان) نحو النيل الأبيض، معتبرا أن السيطرة على المدينة تمهد لفرض فاصل جغرافي قد يعزل غرب السودان عن شرقه.
وتقع هجليج في ولاية غرب كردفان وتضم أحد أكبر حقول النفط في البلاد، وقد أكد الجيش انسحابه منها "لحماية المنشآت الحيوية" فيها، بينما حمّلت الحكومة قوات الدعم السريع مسؤولية انسحاب الشركات الصينية من قطاع النفط بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأوضح حنا أن امتداد المعارك من الفاشر بشمال دارفور إلى بابنوسة وصولا إلى هجليج بغرب كردفان يعكس مسعى الدعم السريع للسيطرة على المساحات الحيوية والثروات، مؤكدا أن المدينة تمثل نقطة تؤدي عمليا إلى الطريق نحو النيل الأبيض وما يشكله من خط فاصل طبيعي.
وأضاف أن الحرب الحالية تدور في مساحة تتجاوز مليونا و800 ألف كيلومتر مربع، ما يجعل السيطرة على المواقع الغنية بالنفط والذهب عاملا مركزيا في ميزان القوة، وسط صعوبات لوجستية كبيرة تعاني منها قوات الجيش في الجبهات الممتدة.
ويعد حقل هجليج محطة رئيسية لضخ وتكرير ونقل النفط، وقد تعرض خلال الفترة الماضية لهجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع، في حين تحدثت مصادر حكومية عن انهيار سلاسل الإمداد وتضرر الاستثمارات الأجنبية بفعل التوتر الأمني المتصاعد.
عزلة ميدانيةوعن انسحاب الجيش، رأى العميد إلياس حنا أنه نتيجة "العزلة الميدانية" وضعف القدرة على التموين في مسارح العمليات الواسعة، موضحا أن القتال التقليدي بين الدبابة والطائرة يتطلب ثباتا لا يتوفر حاليا للجيش، بخلاف قدرة الدعم السريع على الحركة والمناورة.
وأشار إلى أن تطور العمليات في الفاشر وبابنوسة يعكس نمطا متكررا من الضغط على مواقع الجيش، لافتا إلى أن اختبار المرحلة المقبلة سيكون في كادوقلي بجنوب كردفان، باعتبارها مركز قيادة عسكرية سيحدد مدى قدرة الجيش على تثبيت خطوط دفاعه جنوبا.
إعلانوكان مصدر عسكري قد قال للجزيرة إن هدف الانسحاب من هجليج هو حماية حقول النفط من الخراب، في حين أكدت مصادر حكومية أن الشركات الصينية أنهت شراكتها بعد 3 عقود بسبب المخاطر الأمنية وتعطل الإمدادات في غرب كردفان.
وبشأن المقارنة بين دارفور وكردفان، أوضح حنا أن دارفور تختلف في طبيعة الحدود والتمويل، إذ تحصل قوات الدعم السريع على دعم عبر الحدود الليبية، غير أن الهدف النهائي اليوم يتجاوز دارفور نحو الوصول إلى النيل الأبيض كخط عازل يعيد تشكيل الخريطة الميدانية.
واعتبر الخبير العسكري أن سيطرة الدعم السريع على مناطق النفط تتيح إمكانية تمويل الحرب عبر التهريب، محذرا من أن إبقاء هذه الثروة خارج سلطة الدولة يعزز التشظي (الانقسام)، ويمنح القوى المسيطرة غربا قدرة إضافية على فرض واقع جغرافي منفصل عن شرق السودان.