الجزيرة نت ترصد مناطق المعارك الساخنة بالخرطوم
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
الخرطوم- تشهد العديد من محاور القتال بالعاصمة الخرطوم اشتباكات يُمسك فيها الجيش السوداني بزمام المبادرة في معارك "كسر العظم" ضد قوات الدعم السريع التي أصبحت في تراجع مستمر أمام ضربات الجيش والقوات المساندة.
وفيما يلي نقاطٌ شارحةٌ لأهم مسارح العمليات النشطة بالخرطوم:
وسط الخرطوم
يمكن تقسيم نطاق المعارك "الضارية" في الخرطوم، والتي تدور بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، لعدة قطاعات من أكثرها أهمية وسخونة قطاع وسط الخرطوم الذي يشهد معارك عنيفة حتى صبيحة اليوم الخميس.
ومن أهم مسارح العمليات وسط الخرطوم مناطق الوزارات والأعيان الحكومية والسوق العربي وقاعة الصداقة التي شهدت حريقاً هائلاً، مما يشير إلى انسحاب الدعم السريع على طريقة انسحابه ذاتها من مصفاة الخرطوم للنفط تاركاً خلفه الحرائق وأكوام الرماد.
وتستمر المواجهات وسط الخرطوم كذلك في القصر الجمهوري ومحيطه الذي ظل مسرحاً لأشرس المعارك منذ فك الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي وذلك لرمزيته العالية وما تعنيه السيطرة عليه.
جنوب الخرطوم
من المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات متفرقة جنوبي الخرطوم هي الأحياء التي لا تبعد كثيراً عن سلاح المدرعات مثل مناطق "الرميلة، جبرة، والصحافات" حتى تخوم جبل أولياء. بينما يتوقع أن تتسع رقعة الاشتباكات الأيام القادمة لتمتد إلى مناطق "الكلاكلات، الشقيلاب، مايو، الأزهري، الاحتياطي المركزي الذي تعني سيطرة الجيش عليه تمهيد الطريق لتحرير العديد من المناطق في الحدود الفاصلة بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض".
إعلانوأدى التقدم المحرز للجيش السوداني في محاور القتال المختلفة بصورة مباغتة لحالة إرباك وسط قوات الدعم السريع المنتشرة جنوب وشرق ووسط الخرطوم وهو ما تسبب -وفقاً لشهود عيان- في هروب وانسحاب الآلاف من المقاتلين عن طريق جبل أولياء باتجاه ولايات دارفور.
وتدور معارك نشطة في مناطق مختلفة شرق النيل بولاية الخرطوم، حيث يحتضن الجيش جسر سوبا من الناحية الشرقية بينما تتمترس قوات الدعم السريع من الناحية الغربية. في حين يستميت الجيش في إحكام السيطرة على جسر سوبا لأنه يُعد من أهم الجسور المؤثرة في مسار العمليات العسكرية الحالية باعتباره مدخلاً لجنوب الخرطوم.
ويخوض الجيش الاشتباكات على جسر سوبا بإسناد متقدِّم من قوات درع السودان بقيادة اللواء أبو عاقلة كيكل الذي شكل انضمامه المفاجئ للجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2024 دفعاً كبيراً لصالح العمليات العسكرية، حيث تمكنا الأيام الماضية من السيطرة على مناطق ود أبو صالح وأم ضوابان والعسيلات والعيلفون بمحلية شرق النيل التابعة لولاية الخرطوم.
وتعني سيطرة الجيش على جسر سوبا وضع يده على أحد أهم الجسور بولاية الخرطوم مما يمكنه من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع ومحاصرتها في رقعة جغرافية محدودة يصعب وصول الإمدادات إليها، ويجعلها في مرمى نيران الجيش من أكثر من اتجاه.
على تخوم العاصمة
ويدقُّ الجيش القادم من ولاية الجزيرة بقوة على أبواب الخرطوم من ناحية ضاحية سوبا في وقت يقترب فيه اللواء الأول شمال الجزيرة من الحد الفاصل بين ولايتي الجزيرة والخرطوم.
وتدور الاشتباكات المتقطعة في منطقة بتري، وهي آخر نقطة شمالي ولاية الجزيرة في حدودها مع ولاية الخرطوم، وذلك وسط توقعات بحسم الجيش للمعارك الدائرة الآن على مشارف الخرطوم في أي لحظة.
إعلانوكان الجيش قد استكمل الأيام القليلة الماضية تحرير مناطق "الباقير، المسعودية، التكينة، النوبة، المعيلق، ود الترابي، ومدينة جياد الصناعية".
مواجهات أم درمان
وأدت الانتصارات الأخيرة والمطردة -التي حققتها القوات المسلحة السودانية على قوات الدعم السريع- إلى حصر المعارك في مناطق بعينها على مستوى ولاية الخرطوم.
وفي مدينة أم درمان التي حقق فيها الجيش السوداني انتصارات عسكرية مُبكرة، انحصرت المعارك هذه الأيام في مناطق غرب الحارات بمحلية كرري، ومحيط سوق ليبيا وأجزاء أخرى وعدد من الحارات بمحلية أمبدة، بجانب مناطق الصالحة جنوبي أم درمان التي يوجد بها أحد أكبر معسكرات قوات الدعم السريع.
وفي الخرطوم بحري سيطر الجيش السوداني على مناطق بحري القديمة والعديد من الأحياء الأخرى كالحلفايا والدروشاب والسامراب وشمبات، بينما تدور المعارك حالياً في الأجزاء الشرقية لمدينة بحري في المربعات الشرقية بمنطقة كافوري وبعض الأحياء المتاخمة لشرق النيل.
ويرى عسكريون أن قوات الدعم السريع فقدت الفترة الماضية الكثير من قوتها الصلبة في الخرطوم، ولم تعد قادرة على الالتفاف وعلى تكتيك "الفزع" الذي ظلت تنتهجه طوال فترة الحرب بتوفير الكثير من القوات والتعزيزات العسكرية لإسناد قواتهم المحاصَرة أو للاستيلاء على مناطق جديدة.
لكن من سير الاشتباكات المستمرة الآن في محاور القتال المختلفة بالعاصمة الخرطوم، بدا واضحاً أن قوات الدعم السريع مازالت قادرة على ضرب محطات المياه والكهرباء والبنية التحتية بالمسيرات، بينما ظل سلاح الطيران التابع للجيش السوداني يسجل ميزة نسبية وتفوقاً ميدانياً حيث وفّر غطاءً للقوات المتقدمة في المحاور المختلفة.
بعد هدوء دام أربعة أيام.. عودة المعارك المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع حول تخوم ولاية الخرطوم | تقرير: هيثم أويت #الأخبار pic.twitter.com/5XVuveXykF
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 13, 2025
إعلان مناطق سيطرة متحركةوباستعراض أهم مناطق الاشتباكات والمعارك التي تدور في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث "الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان" نجد أن القوات المسلحة تُحكم حصارها على الخرطوم شيئاً فشيئاً مما يجعل أمر اجتياحها بالكامل مسألة وقت على الأرجح، في وقت لا يستبعد فيه البعض إقدام قوات الدعم السريع على مغامرات عسكرية وإشعال الحرائق التي تستهدف مرافق الدولة الحيوية للتأكيد على أنها مازالت في دائرة الفعل العسكري.
ومن جهة أخرى، تبدو مناطق الاشتباكات والسيطرة الميدانية في حالة سيولة وتمدد مستمر ولديها قابلية كبيرة للحركة والتغيير في أي وقت، خاصة أن وتيرة تقدم الجيش السوداني الأخيرة تجعل من حسمه لأيٍّ من المعارك في مناطق العاصمة المختلفة عسكرياً وارداً بشكل كبير وفقاً للمعطيات العسكرية الراهنة بالعاصمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی ولایة الخرطوم الخرطوم بحری وسط الخرطوم جسر سوبا فی مناطق
إقرأ أيضاً:
تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان
جوبا – متابعات تاق برس كشفت مصادر ميدانية في دولة جنوب السودان عن تزايد ملحوظ في أنشطة عناصر وقيادات من مليشيا الدعم السريع، لا سيما في العاصمة جوبا والمناطق الحدودية القريبة من ولايتي جنوب وشرق دارفور السودانيتين.
ورشحت معلومات حول وصول قوو مكوّنة من نحو 350 فردًا إلى جوبا خلال الأيام الماضية، قادمة من إحدى دول الجوار، في تحرك وصف بالمفاجئ والسريع، يُعتقد أنه يهدف إلى إعادة ترتيب الصفوف الميدانية بعد سلسلة من الخسائر التي لحقت بالمجموعة داخل الأراضي السودانية.
وتأتي هذه التحركات وسط حالة من الإنهاك الميداني الذي تعاني منه قوات الدعم السريع، نتيجة للعمليات العسكرية المتواصلة التي تنفذها القوات المسلحة السودانية.
وتشير التقديرات إلى أن الدعم السريع بدأ في الاعتماد على خطوط إمداد خارجية بسبب تراجع الدعم المحلي وصعوبة تجنيد عناصر جديدة من داخل دارفور، مع تزايد معدلات الانشقاق والعزوف الشعبي عن الانضمام لها.
في السياق ذاته، أكدت ذات المصادر أن مستشفى “مادول” الذي تم تشييده حديثًا بدعم إماراتي في جنوب السودان، استقبل مؤخرًا نحو 200 من جرحى الدعم السريع الذين تم إجلاؤهم من مناطق القتال، وتم نقلهم عبر محوري الميرم وأنجوك، في حين سبقهم تسعة من كبار قيادات الدعم السريع المصابين لتلقي الرعاية الطبية في نفس المستشفى، مع الترتيب لترحيلهم لاحقًا إلى جوبا.
وفي تطور آخر، كشفت مصادر عن جهود جديدة لاستقدام مقاتلين مرتزقة من دولة النيجر، في محاولة لتعويض الفشل الذي واجهته حملات التعبئة التي أطلقتها قيادات الدعم السريع داخل الإقليم.
ويرى مراقبون أن اللجوء إلى مقاتلين أجانب يكشف عن عمق الأزمة التي تمر بها القوة، ويؤكد تراجع الحاضنة الشعبية الداخلية لها، مقابل تزايد الاعتماد على عناصر مدفوعة الأجر من الخارج.
الدعم السريعالسودانجوبا