سأتزوج من الحور العين.. حكاية رحيل شاب أحزنت قرية بأكملها بالمنوفية |القصة الكاملة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
في قرية صغيرة، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وحيث تمر الأيام هادئة بين صلاة الفجر وأذان المغرب، لم يكن أحد يتخيل أن الصدمة ستأتيهم من حيث لا يتوقعون، هناك، في قرية بمم بمركز تلا بمحافظة المنوفية، رحل أحمد الفخراني فجأة، تاركًا وراءه فراغًا لم يكن بالحسبان، شابٌ في مقتبل العمر، حافظ لكتاب الله، طيب القلب، لم يشتكِ مرضًا، لم يظهر عليه وهنٌ أو ضعف، فقط أغمض عينيه ورحل، كأنما كان على موعد مع قدره المحتوم.
لم يكن أحمد الفخراني شابًا عاديًا، بل كان ممن يُشار إليهم بالبنان، شابٌ هادئ الطبع، لا يُعرف عنه إلا كل خير، كان يعيش وحيدًا، لكنه لم يكن وحيد القلب، فرفاقه من الأطفال الذين كان يعلمهم القرآن، وزملاؤه في البريد المصري حيث يعمل، وأهل قريته، كلهم كانوا جزءًا من عالمه، لم يكن بحاجة إلى الكثير ليكون سعيدًا، فابتسامته الراضية كانت تكفيه، وإيمانه كان دليله.
كان الجميع يسأله: "متى تتزوج يا أحمد؟" فيرد بثقة وسكينة: “سأتزوج من الحور العين”، لم يكن يقولها كمزحة، بل كأنها حقيقة يؤمن بها، كأن قلبه كان معلقًا بشيء آخر، بحياة أخرى، كأن روحه كانت تهمس له بأن رحيله قريب.
يوم لا يشبه غيرهفي ذلك الصباح، لم يرد أحمد على اتصالات أصدقائه، لم يخرج كعادته، لم يظهر على مقعده المعتاد في المسجد، ولم يسمع صوته الأطفال الذين كانوا ينتظرونه لحصتهم اليومية من دروس القرآن، طرقوا بابه، لم يجب، وحين دخلوه، كان قد غادر بصمت.
الخبر كان كالصاعقة، لم يكن أحمد يعاني من أي مرض، لم يشتكِ يومًا من تعب، لكن الموت لا ينتظر إذنًا من أحد، فجأة، تحولت القرية إلى جنازة ممتدة، صدمة انتشرت كالنار في الهشيم، وجوه مصدومة، دموع تسيل، وكلمات لا تكتمل.
جنازة مهيبة.. ووداع يليق بهحين حملوه إلى المسجد الكبير للصلاة عليه، لم يكن هناك موضع لقدم، كان الجميع هناك، من عرفه ومن لم يعرفه، من تأثر بحياته، ومن سمع عن رحيله، كانت جنازته أشبه بمشهد مهيب، لم يكن مجرد توديع، بل كان تأبينًا لشاب رحل تاركًا أثرًا طيبًا في كل قلب.
كبر الإمام للصلاة عليه، وارتفعت الأيدي بالدعاء، ثم بدأ المشيعون في طريقهم إلى المقبرة، خطوات بطيئة، وجوه دامعة لكنها تدعو له بالرحمة.
ذكرى لا تُمحىلم يكن أحمد الفخراني مجرد اسم يُضاف إلى سجل الراحلين، كان قصة لم تكتمل، وحلمًا توقف في منتصف الطريق، لكنه لم يذهب دون أن يترك بصمته.
اليوم، حين يمر أهل القرية أمام منزله، تتوقف خطواتهم لحظة، وحين يُسأل الأطفال عن أستاذهم في القرآن، تتغير نبرات أصواتهم، وحين يجلس شاب مع أصدقائه ويُسأل عن الزواج، ربما يتذكر كلمات أحمد، وربما تخرج منه الجملة ذاتها دون وعي: "سأتزوج من الحور العين".
رحل أحمد، لكن ذكراه لم ترحل، وروحه لم تغادرهم بعد، فهي لا تزال حاضرة في كل صلاة يرددها طفل تعلم على يديه، وفي كل آية تُتلى بصوت هادئ، وفي كل قلب أحبه وبكاه، وسيظل اسمه منقوشًا في ذاكرة قريته، كواحد من أنقاها، وأكثرها إخلاصًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محافظة المنوفية اخبار محافظة المنوفية أحمد الفخراني المزيد لم یکن
إقرأ أيضاً:
من المطار إلى النيابة.. القصة الكاملة للقبض على رمضان صبحي في واقعة «غش الامتحانات»
في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على رمضان صبحي بمطار القاهرة الدولي فور عودته من معسكر إعداد فريقه بيراميدز في تركيا، لتنفيذ قرار ضبط وإحضار قضائي صادر بحقه في قضية تزوير وانتحال صفة، ووفقًا لمصادر مطلعة، جاء القبض تنفيذًا لحكم صادر من نيابة أبو النمرس بحق اللاعب، وهو مرتبط بأداء شخص آخر امتحانًا بدلاً منه، باستخدام كارنيه مزوّر.
ملابسات القضيةبدأت القصة في 14 مايو 2025، حين كشف وكيل المعهد العالي للسياحة والفنادق وجود طالب يؤدي الامتحان بصفة مزوّرة باسم «رمضان صبحي» باستخدام كارنيه منتحل، واعترف المتهم بأنه تلقى مبلغًا ماليًا لأداء الامتحان، واستعان بفرد أمن داخل المعهد لتسهيل دخوله، وقد أمرت النيابة بحبس المتهمين (المنتحل للصفة، فرد أمن، صاحب كافيه تورّط في الواقعة) 4 أيام للتحقيق، وتم استدعاء موظفين آخرين، والفحص الطب الشرعي للكارنيه المزور، كما أصدرت النيابة ضد رمضان صبحي قرار ضبط وإحضار للاشتباه في مشاركته - إن كان بشكل مباشر أو عبر تحريض أو علم مسبق- في التزوير أو الاتفاق عليه.
ردّ اللاعب ومحاميهوأكّد محامي اللاعب، أشرف عبد العزيز، أن رمضان صبحي نفى نفياً قاطعاً أي علاقة بالمتهم أو الواقعة، ولم يتم استدعاؤه رسميًا من أي جهة حتى القبض عليه، وليس على علم بأي تفاصيل، ولا يعرف الشخص الذي أدى الامتحان بدلًا منه، ووفق والد زوجته، إن اللاعب غيّر عنوانه السكني منذ فترة ولم يعلم بوجود استدعاء رسمي، الأمر الذي أدى لخلاف في تنفيذ الحكم عند وصول البعثة إلى مصر، وتم القبض عليه
التحقيقات داخل النيابةبعد القبض عليه تم اقتياد رمضان صبحي إلى نيابة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وتم الاستماع إلى أقواله حول الواقعة، بحضور محاميه وبعد انتهاء التحقيقات قررت نيابة جنوب الجيزة، إخلاء سبيل رمضان صبحي لاعب نادي بيراميدز بكفالة مالية 100 ألف جنيه، في اتهامه بالتزوير، ثم غادر قسم شرطة أبو النمرس في طريقه لمنزله بعد سداد الكفالة التي امرت بها النيابة العامة.
اقرأ أيضاًبكفالة 100 ألف جنيه.. إخلاء سبيل رمضان صبحي في قضية «غش الامتحانات»
تفاصيل إخلاء سبيل رمضان صبحي في قضية تزوير