أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول “إمكانية نقل الفلسطينيين وتوطينهم في السعودية” موجة من الغضب والاستنكار، حيث تعكس هذه التصريحات نهجًا استعماريًا قديمًا يسعى إلى إقصاء الفلسطينيين عن وطنهم بدلًا من الاعتراف بحقوقهم المشروعة.
لكن!

إذا كان الحل الذي يطرحه القادة الإسرائيليون يكمن في التهجير، فلماذا لا يتم تطبيق المبدأ نفسه على المستوطنين الذين جاؤوا من أوروبا وأماكن أخرى ليستوطنوا أرضًا ليست لهم؟

إزدواجية المعايير الصارخة

حيث إن الفكرة التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي تتجاهل الحقائق التاريخية والجغرافية، حيث إن الفلسطينيين هم السكان الأصليون لهذه الأرض، بينما يعود وجود معظم الإسرائيليين الحاليين إلى هجرات من أوروبا وروسيا وأمريكا وغيرها.

وإذا كان المنطق الإسرائيلي يقضي بإبعاد الفلسطينيين بحجة “إيجاد حل للصراع”، فإن الحل الأكثر عدالة – وفقًا لنفس المبدأ – يجب أن يكون عودة المستوطنين إلى الدول التي جاؤوا منها.

والتاريخ لا يُمحى بقرارات سياسية فمنذ نكبة عام 1948، تعرض الفلسطينيون للتهجير القسري والقتل والتشريد، ومع ذلك، لا يزالون متجذرين في أرضهم رغم الاحتلال والاستيطان.

أما إسرائيل، فقد بُنيت على يد مهاجرين جاؤوا من شتى بقاع الأرض، مستغلين مظلة استعمارية دعمت مشروعهم الاستيطاني.

فكيف يمكن لمن جاؤوا كغرباء إلى هذه الأرض أن يطالبوا سكانها الأصليين بالمغادرة؟

أما عن العدالة الحقيقية تكمن في تفكيك الإستعمار وليس تكريسه

فإذا كان الحل الذي تطرحه الحكومة الإسرائيلية قائمًا على فكرة التهجير؟!

فإن الخيار الأكثر منطقية وأخلاقية هو تفكيك المشروع الاستيطاني نفسه، وليس تهجير الفلسطينيين من وطنهم.

لقد أعتمدت دول أخرى في التاريخ على سياسات الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني، ولكن جميعها انهارت في نهاية المطاف لأن الشعوب الأصلية لا تُمحى بقرارات تعسفية.

وعلى المجتمع الدولي أن يرفض مثل هذه الطروحات العنصرية، وأن يؤكد أن الحل العادل للصراع لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على أرضهم.

أما الخطابات التي تروج للتهجير القسري، فهي ليست سوى امتداد لسياسات الاستعمار التي لم تعد تجد قبولًا في عالم يدّعي احترام حقوق الإنسان.

ختامًا، إذا كان قادة إسرائيل مقتنعين بأن الحل يكمن في التهجير، فالأولى بهم أن يكونوا أول من يرحل.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: مؤتمر «حل الدولتين» رسالة واضحة لإسرائيل

قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني، إن مؤتمر «حل الدولتين» رسالة واضحة لإسرائيل.

وتابع المومني، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن هذه الرسالة مفادها «أن المجتمع الدولي موحد بشأن الحل الذي بات ضرورة لتحقيق السلام»، مشيرا إلى أهمية تطوير الموقف الأمريكي لدعم هذا التوجه، كما أن واشنطن لا تستطيع تجاهل هذا الجهد العربي والدولي.

وأكمل أستاذ العلوم السياسية، أنَّ هناك بيئة دولية داعمة لذلك الحل فضلا عن موقف إقليمي وعربي بقيادة المملكة، لكن ذلك الموقف يحتاج إرادة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وتهيئة ظروف تساعد الفلسطينيين على السير في العملية السلمية.  

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" رسالة واضحة لإسرائيل بأن المجتمع الدولي موحد على أن الحل بات ضرورة لتحقيق السلام، وما ينقص هو تطوير الموقف الأميركي لدعم هذا التوجه#الإخبارية pic.twitter.com/bduplpEMUk

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 28, 2025 إسرائيلأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةمؤتمر حل الدولتينقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • هيئة مقاومة الجدار: 1400 اعتداء للمستوطنين بالضفة
  • أونروا: الحل الوحيد لوقف المجاعة في غزة إدخال المساعدات على نطاق واسع
  • مصدر مقرب من اللاعب: إخلاء سبيل رمضان صبحي خلال ساعات
  • الحل القانوني لإخلاء سبيل رمضان صبحي بعد القبض عليه في مطار القاهرة
  • فرنسا والسعودية تؤكدان ضرورة حل الدولتين وسط انتقادات إسرائيلية
  • أستاذ علوم سياسية: مؤتمر «حل الدولتين» رسالة واضحة لإسرائيل
  • طريقة عمل التومية السورية الأصلية
  • عماد الدين حسين: مصر تدعم الفلسطينيين انطلاقًا من مصلحتها الوطنية وترفض التهجير
  • مخلفات الحرب في الشمال السوري إرث ثقيل ينتظر الحل
  • بالطريقة الأصلية.. أسرار عمل دجاج المندي بالأرز المبهر