رغم خطورة التهديدات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تبدو المقاومة الفلسطينية مسيطرة على المشهد التفاوضي إلى حد كبير، وهي لا تزال ترسل الكثير من الرسائل لمختلف الأطراف، كما يقول محللان سياسيان.

فبعد تهديد ترامب بفتح أبواب الجحيم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما لم تطلق سراح كافة الأسرى بحلول ظهر السبت، لم تسلم الحركة إلا 3 أسرى وفق المتفق عليه سابقا، وذلك بعد حصولها على تعهد من الوسطاء بإدخال المساعدات التي لم تدخل لقطاع غزة حتى الآن.

لكن المقاومة اعتبرت تصريحات ترامب غير جدية وقالت إنها لا تخدم اتفاق وقف إطلاق النار، وواصلت التعامل مع الوسطاء من أجل المضي قدما في التنفيذ مع إلزام الجانب الإسرائيلي بما عليه من التزامات إنسانية لا يريد الالتزام بها.

جانب من إطلاق الدفعة السادسة من الأسرى (الجزيرة) الصفقة تواجه تحديات

وكان إطلاق سراح الأسرى الثلاثة اليوم السبت علامة على انتصار الجانب الفلسطيني في هذه الجولة، وعدم خشيتها من التهديدات الإسرائيلية أو الأميركية، والتفاوض وفق ما يعرفه من جوانب القوة والضعف لدى إسرائيل، كما يقول  الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي.

غير أن البرغوثي حذر -خلال مشاركته في حلقة مسار الأحداث- أن ثمة مخاوف كبيرة من أن تؤدي الفاشية المتزايدة داخل إسرائيل إلى مزيد من التصعيد، الذي قال إنه سيكون صعبا حتى على الاحتلال نفسه.

ومع ذلك، يقول أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبد الله الشايجي إن الصفقة تواجه العديد من التحديات بسبب تناقضات ترامب ورغبة نتنياهو في إفشالها.

إعلان

وتكمن المشكلة -برأي الشايجي- في أن ترامب لا يريد عودة الحرب بينما نتنياهو يعرف أن الانتقال لبقية المراحل تعني خسارة الحرب وربما الذهاب إلى السجن.

ويمثل الرئيس الأميركي أكبر المخاوف حاليا ليس فقط لأنه يقول الكلام وعكسه ولكن أيضا "لأنه محاط بإدارة من الخانعين الذين لا يخالفونه في شيء"، كما يقول الشايجي.

رسائل واضحة

وقد أظهرت حماس قوة واضحة -برأي المتحدث- وبعثت العديد من الرسائل لكل الأطراف وبكل اللغات خلال عمليات تسليم الأسرى، وهو أمر لا يزعج نتنياهو فقط ولكنه يزعج الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أن الحركة قد تفككت.

وبالإضافة إلى القوة التي تظهرها خلال كل عملية تسليم، والهندام والتنظيم والأسلحة الإسرائيلية التي غنمتها خلال الحرب، فقد كسبت حماس -كما يقول الشايجي- حرب الإعلام التي تشكل الرأي العام العالمي.

ويتفق البرغوثي مع حديث الشايجي عن تناقض ترامب وخطورته على مستقبل الاتفاق، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن الرئيس الأميركي "ابتلع تهديداته، وألقى بالكرة في ملعب نتنياهو حتى يحمله مسؤولية أي إخفاق محتمل".

ولا يرى البرغوثي حلا في الوقت الراهن سوى وحدة الصف الفلسطيني والعربي في مواجهة مخططات تمثل جرائم حرب مكتملة الأركان، مؤكدا أن على العرب دعم صمود الفلسطينيين في مواجهة محاولات التهجير.

ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أيضا أن على الدول العربية الدفع باتجاه حكومة وحدة فلسطينية بشكل عاجل، ودعم الأردن ومصر في مواجهة أي ضغوط اقتصادية أميركية محتملة.

وختم بالقول إن نتنياهو "يحاول تعطيل الصفقة لكنه لا يجد السبل ويحاول المناورة والتلاعب وخلق معركة كل يوم لكنه في النهاية لن يجد مخرجا سوى العودة للحرب وهذا خيار مكلف جدا".

ولم يختلف الشايجي عن الرأي السابق، بقوله إن على العرب اتخاذ موقف موحد وصارم تجاه الخطط الأميركية وتجاوز مرحلة الشجب والتنديد. مستغربا عدم الحديث عن ضرورة إلزام الاحتلال بإعادة بناء ما قام بتدميره في غزة على غرار ما يريده الغرب من روسيا في أوكرانيا.

إعلان

وخلص الشايجي إلى أن ترامب لا يفهم لغة الدبلوماسية ويعتبرها ضعفا، وقال إن نتنياهو في موقف ضعيف لأنه لن يجد مبررا للتخلي عن الأسرى والعودة للحرب بعدما التزمت حماس بكل ما نص عليه الاتفاق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کما یقول

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يدعم سياسة التصعيد ضد الأسرى

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، اليوم الأربعاء، 30 يوليو / تموز 2025 ،  بتشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، معتبرًا أن مصلحة السجون تحوّلت من موقع التهاون الذي يسيطر فيه الأسرى على السجن والسجانين إلى ما وصفه بـ"القيادة والحزم".

جاء ذلك خلال زيارة نتنياهو ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى سجن "أيالون" في الرملة، حيث يُحتجز منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 من تزعم إسرائيل أنهم مقاتلو وحدة "النخبة" التابعة لحركة حماس ، في ظروف كارثية.

وقال نتنياهو لمفوض مصلحة السجون، كوبي يعقوبي: "لا تقلق، أنت تسير في الطريق الصحيح، وتُظهر قيادة"، مضيفًا: "أحيي الوزير بن غفير لأنه من جاء بهذا التغيير، وأحييك يا كوبي لأنك عرفت كيف تنفّذه بحكمة ومكر عند الحاجة، وبحزم عندما يجب".

واعتبر نتنياهو أن "ما جرى هنا هو تغيير في الاتجاه، في وقت قصير جدًا، وفقًا للقانون والمنطق"، وهاجم ضمنًا من وصفهم بطبقة النخبة المعارضة لهذا النهج، قائلًا: "أحيانًا ما يتفق عليه الجمهور لا يلقى قبولًا لدى الدولة العميقة، هذا يحدث أيضًا".

ورأى نتنياهو أن ما يجري في السجون هو جزء من "مهمة استخبارية"، زاعمًا أن "الكثير من المعلومات التي استخدمناها لتحرير أسرانا جاءتنا من هنا". وختم بالقول: "سنحقق النصر الكامل بالتوازي مع تحرير الأسرى. هذه مهمة لن نتراجع عنها".

أما بن غفير، فاعتبر التغييرات التي طرأت على ظروف اعتقال الأسرى بأنها "نجاح إلهي"، وقال: "حوّلنا السجون من جنة إلى ما يجب أن تكون عليه: سجن فعلي، بأدنى الشروط. لا مصايف، لا امتيازات، لا تعليم أكاديمي، لا استحمام 10 ساعات، لا علاجات تجميلية، فقط الحد الأدنى من الغذاء. هناك ردع. هناك سيادة".

وردًا على التحقيقات الجارية مع مفوض مصلحة السجون، قال بن غفير: "كما حيكت لك (نتنياهو) ملفات من قِبل الدولة العميقة، كذلك تتم ملاحقة مفوض مصلحة السجون"، متعهدًا بأن يعقوبي "سيبقى في منصبه رغم أنف من يصنعون الملفات".

وانتقدت وسائل إعلام إسرائيلية تعبير نتنياهو صراحة عن دعمه ليعقوبي الذي من المقرر أن يخضع للاستجواب تحت طائلة التحذير للاشتباه بتورطه في ما يُعرف بـ"قضية المقربين من بن غفير".

وتتمحور الشبهات ضد يعقوبي، حول محادثة أجراها مع قائد الوحدة المركزية للشرطة في منطقة الضفة الغربية، أفيشاي معلم، وبحسب الشبهات، فإن معلم امتنع عن التحقيق مع مستوطنين نفذوا اعتداءات ضد فلسطينيين لإرضاء بن غفير، أملاً في نيل ترقية، وقد طلب من يعقوبي دعمه في هذا المسار.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟ ارتفاع حالات الانتحار بالجيش الإسرائيلي منذ حرب غزة ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار الأكثر قراءة محدث: ردود فعل فلسطينية على مصادقة الكنيست فرض السيادة على الضفة الغربية مركزية فتح تحذر من التداعيات الخطيرة لاستمرار حرب غزة جنين - استشهاد الطفل إبراهيم حمران في بلدة عرابة وزراء بالكابينت : فرص استئناف حرب غزة بعد الصفقة ضعيفة جدا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صور غزة غيّرت موقفه.. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع نتنياهو؟
  • تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم
  • بالفيديو: نتنياهو يلتقي ويتكوف وعلى الطاولة مصير مفاوضات غزة
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • واشنطن تُشهر سلاح الرسوم ضد نيودلهي.. وترامب: على الهند أن تدفع ثمن علاقتها بروسيا
  • نتنياهو يدعم سياسة التصعيد ضد الأسرى
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • إيران تهدد برد حازم بعد تهديد ترامب بشن ضربات جديدة