التعليم المهني… ثروة بشرية كامنة تنتظر استثمارها بالشكل الأمثل في التنمية والإعمار المنشود
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
دمشق-سانا
مئات الآلاف من طلاب وخريجي التعليم المهني في سوريا يشكلون ثروة بشرية هائلة كامنة لم يتم استثمار إلا بعضها، في وقت السوق متعطشة ليد عاملة تجمع بين التأهيل العملي والأكاديمي، القادر على تلبية متطلبات مرحلة استثنائية بحاجة لكل مخرجات التعليم، وبأقصى الحدود الممكنة.
وزارة التربية والتعليم تسعى اليوم إلى الاستفادة ما أمكن من نحو 500 ثانوية مهنية، موزعة بمختلف المحافظات، تعلّم أكثر من 20 مهنة منها الكهرباء، وتقنيات الحاسوب والميكانيك والخياطة وتصميم الأزياء وغيرها، لربط خطط التعليم بخطط التنمية الاقتصادية، وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
مدير التعليم المهني والتقني في الوزارة المهندس عبد المجيد رنه، أوضح أن المدارس الصناعية والتجارية والنسوية تضم حالياً 83 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى أعداد أخرى في المعاهد الصناعية، معتبراً أن لدينا الكفاءات والكوادر البشرية اللازمة للانطلاق بعجلة الإنتاج.
هذا التعليم، يعاني وفق رنه من عدم توافر الطاقة الكهربائية، والمولدات، والمحروقات اللازمة لتشغيل الأجهزة والمعدات، وضعف تزويد المدارس بالمواد التشغيلية، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية للمنشآت التعليمية، وخاصةً التعليم المهني.
المعهد الصناعي الأول، والثانوية الصناعية الأولى بدمشق يقدمان للطلاب المعارف والمهارات العملية التي يحتاجونها في سوق العمل، باختصاصين رئيسيين هما تقنيات الكهرباء والإلكترون، حسب مدير المعهد، المهندس خليل أسعد الذي أوضح، أن اختصاص تقنيات الكهرباء يضم أقسام تعلم التمديدات الكهربائية، ولف المحركات وأنواعها وصيانتها، والطاقات المتجددة لتعلم تركيب منظومة الطاقة البديلة وصيانتها، وبرمجة الإنفرترات الخاصة بها.
وأشار إلى اختصاص تقنيات الإلكترون، الذي يضم صيانة الأجهزة الإلكترونية كالترفيه المنزلي، بما في ذلك الشاشات، والتلفزيونات، وأجهزة الراديو، والأجهزة المنزلية الأخرى، وإلى تعليم الطلاب كيفية التحكم بالأقمار الصناعية والمحاكاة، إضافة إلى قسم التحكم الآلي، الذي يُشترك فيه بين كلا التخصصين، حيث يتعلم الطلاب كيفية التحكم في الآلات وبرمجتها.
مدرسة مادة (أسس الكهرباء) أولغا الشعار، رأت أن معلومات هذه المادة من الأساسيات، التي ينبغي على الطلاب تعلمها وإتقانها، حيث يتعلمون عناصر الكهرباء وأجهزتها ومقاييسها، وطريقة التوصيل في المنازل.
الطالب محمود المصري، من الصف الثالث الثانوي في اختصاص الكهرباء، قال: “أنا أتعلم الكثير عن الآلات الكهربائية والمحركات، وهذا سيساعدني في فهم كيفية عملها، وعندما أتخرج، سأكون قادراً على إجراء صيانة شاملة للمحركات، وهذا شيء مهم جداً في سوق العمل”.
الطالب أحمد شويخ، من اختصاص الإلكترون، تحدث بخصوص ما يتعلمه: ”نحن نتلقى دروساً تتعلق بالأجهزة وكيفية صيانتها، أشعر أنني أكتسب مهارات ستساعدني في حياتي العملية، ويمكنني الدخول إلى سوق العمل بشكل مباشر”.
في قسم التصنيع الميكانيكي بمدرسة الصناعة الثانية بدمشق، أكد المدرس أحمد بدران أهمية التطبيق العملي للطلاب على الآلات المتوافرة بالثانوية والمعهد، مبيناً أن هذا التدريب العملي يمكّنهم من الانخراط بسوق العمل بشكل مباشر.
التجربة المحلية وتلك التي في الدول المتقدمة صناعياً تؤكد أن التعليم المهني الصناعي ركيزة أساسية في بناء اقتصاد قوي، عبر جيل من المهنيين القادرين على المساهمة الفعالة في مختلف القطاعات، وأن دعم هذا القطاع يعد خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة وإعادة الإعمار المنشود.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: التعلیم المهنی
إقرأ أيضاً:
سعود بن صقر: التعليم أساس بناء الحضارات وركيزة لتحقيق التنمية الشاملة
رأس الخيمة - وام
استقبل صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، الخميس، في قصر سموّه بمدينة صقر بن محمد، أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2024 – 2025 على مستوى الإمارة، وذلك بحضور عدد من القيادات والكوادر التربوية والتعليمية، وأولياء أمور الطلبة.
وهنّأ سموّه الطلبة الأوائل وأولياء أمورهم، ومعلميهم، مشيداً بجهود الطلبة ومثابرتهم التي أثمرت تفوّقاً مشرّفاً تجاوزوا من خلاله المرحلة التعليمية المهمة بنجاح واستحقاق، متمنياً لهم دوام التوفيق في مسيرتهم الأكاديمية المقبلة.
وأكد سموّه، خلال اللقاء، أن التعليم هو أساس بناء الحضارات، وركيزة رئيسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تولي قطاع التعليم اهتماماً بالغاً، باعتباره عماد تطور المجتمعات، منوهاً سموّه بأن الدولة حققت في هذا المجال قفزات نوعية واستثنائية، مكّنت مدارسها من تبنّي معايير عالمية تعزّز التعلّم مدى الحياة، وتدعم الابتكار والتكنولوجيا، وتقدّم أفضل الممارسات التربوية والتعليمية.
وشدّد سموّه على ضرورة أن تواكب منظومة التعليم في الدولة متطلبات الحاضر واستحقاقات المستقبل، مؤكداً أن تفوق الطلبة يعكس وعيهم بالمسؤولية الوطنية، وحرصهم على المساهمة في مسيرة النهضة والازدهار التي تشهدها الدولة.
وأثنى صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة على عزيمة الطلبة المتفوقين وإصرارهم على نيل المراكز الأولى، مؤكداً أن الدولة تولي أبناءها الطلبة اهتماماً كبيراً، وتحرص على دعمهم، وتشجيعهم، لمواصلة مسيرة التعليم والتقدم، مشيراً إلى أن هذا الدعم يشكل حافزاً لهم لمتابعة دراساتهم العليا، وتحقيق المزيد من النجاحات العلمية والعملية.
وأشاد سموّه بالدور المحوري الذي تقوم به الكوادر التربوية والإدارية في دعم الطلبة، من خلال توفير بيئة تعليمية محفّزة تشجّعهم على التميّز، والإبداع، الأمر الذي يسهم في تحقيقهم لنتائج أكاديمية مشرّفة.
وحث سموّه الطلبة على مواصلة السعي لبلوغ أعلى مراتب التفوق، وتطوير مهاراتهم، وقدراتهم العلمية، والعملية، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مسيرتهم المستقبلية، سواء في التعليم العالي أو في الحياة المهنية.
من جانبهم، أعرب الطلبة الأوائل عن سعادتهم بلقاء صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، واعتزازهم بتهنئة سموّه لهم، مؤكدين أن هذا اللقاء يمثل حافزاً كبيراً لمواصلة رحلة الجدّ والاجتهاد، ويعكس حرص سموّه على دعم أبناء الوطن وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم.
كما توجه الطلبة بالشكر والتقدير للهيئتين التدريسية والإدارية في مدارسهم، على ما بذلوه من جهود مخلصة في دعمهم طوال مسيرتهم الدراسية، وحتى لحظة تخرّجهم وانتقالهم إلى مرحلة جديدة من التعليم العالي والحياة العملية.