اشتهر الحزب الجمهوري عن الديمقراطي بتطرفه في دعم الاحتلال وإن خالف في تلك المقاربة الرئيس الديمقراطي"جو بايدن" من خلال تواطئه مع الإبادة التي شنتها إسرائيل بعد انطلاق "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقارب 50 ألف فلسطيني من الأطفال والنساء من المدنيين العزل.

.

لكن الرئيس الحالي "دونالد ترامب" قد تخطى جميع من سبقوه حتى منذ تأسيس الولايات، بشخصيته التي تفتقد الدبلوماسية والذوق وخلفيته كمقاول عقارات ومالك لاتحادات المصارعة، مع فقدانه البُعد الأخلاقي في تفكيره ومنهجه، لتصبح هذه كلمة السر في جميع قراراته التي تتسم بالتعالي الممجوج وعدم الاحترام لأي بُعد إنساني؛ خلال عهدته الأولى بالبيت الأبيض ومطلع رئاسته الثانية التي بدأت قبل قليل.

وناقض "ترامب" نفسه بعد تدخله في نهاية عُهدة "بايدن" ليفرض على حكومة الاحتلال القبول بعقد الصفقة مع المقاومة من خلال الوسطاء، ثم عاد أدراجه مشجعا "نتنياهو" على قلب الطاولة مرة أخرى بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، ليعود رئيس الكيان أقوى مما ذهب بعدما كان منكسرا ذليلا مُجبرا على تكملة المراحل الخاصة بالصفقة، حتى أصبح العنصر الرئيس في جدول أعمال الكابينيت الحكومي هو مناقشة قرارات الرئيس الأمريكي الخاصة بالتهجير وطرق تنفيذها، وتوقف الاحتلال عن الحديث عن أسراه لدى المقاومة!

وثمّة محطات للرئيس الأمريكي تُظهر تمييزا مبالغا فيه في علاقة إدارته بالاحتلال وربما لم يفعلها رئيس قبله، وهي:

1- الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل كأحد أهم وأخطر القرارات التي اتخذها "ترامب"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

2- الزيارة التي قام بها "دونالد ترامب" كأول رئيس أمريكي يزور حائط البراق في البلدة القديمة في القدس الشرقية، خلال شغله منصبه.

3- ارتداؤه ثوب الحكمة ومطالبته الفلسطينيين بالتخلص من بعض الكراهية التي يتعلمونها وهم في عمر صغير للغاية ضد الإسرائيليين! على أساس أن الصهاينة يتحلون بالتسامح والمحبة التي يشهد لهم بها العالم!

4- تصريح ترامب عام 2018 خلال مقابلته لنتنياهو بالقول: إن حل الدولتين ليس الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط!

5- تصريحه بأن مساحة الدولة العبرية صغيرة وغير كافية وأن إسرائيل تستحق مساحة أكبر من تلك الحالية، في إشارة لمباركته عمليات توسع في دول الطوق كالأردن ومصر وسوريا لمصلحة الكيان..

6- تعهُّد سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي" في خطابها أمام المؤتمر السنوي لمنظمة "إيباك"، أكبر لوبي داعم للاحتلال داخل أمريكا، قائلة: زمن تقريع إسرائيل قد ولى!

7- وصف السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة -في عهدة ترامب الأولى- "ديفيد فريدمان"، الاحتلال الإسرائيلي بالاحتلال المزعوم! مما أثار غضب الفلسطينيين. يذكر أن والد السفير "فريدمان" كان حاخاما معروفا بدعمه للمستوطنات في الضفة الغربية.

والسؤال الذي يحتاج منّا إلى الإجابة عليه:

ما الذي يشجع "دونالد ترامب" على قراراته التمييزية بتلك الصفاقة لمصلحة الكيان الصهيوني؟!

- شخصية ترامب التي تؤمن بالصدمة ولا تراعي ردود الفعل لقراراته التي تعتمد على امتلاكه للقوة، كما جاء في معرض رده على أحد الصحفيين حينما سأله في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالعاهل الأردني قائلا له: أي السلطات المخوّلة لك للزعم بتملك أرض غزة؟! فرد عليه بكل بساطة قائلا: بموجب السلطة الأمريكية!

- غياب المجتمع الدولي تماما وضعف المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنبثق عنها، وانفراد الولايات المتحدة -المنحازة للاحتلال- بالوساطة القسرية دون مزاحمة من أحد!

- ضعف الحكومات والأنظمة العربية عن مجابهة الإدارات الأمريكية ولو بموقف سياسي موحد، واستخفاف الرئيس الأمريكي الحالي بهم حيث لا يرى فيهم غير أدوات تساعده على تنفيذ شطحاته ورغباته الصهيونية التي تتسق مع جموح أعضاء إدارته من اليمين المتطرف!

- وقوف المقاومة ومعها حاضنتها الشعبية من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي والمخططات الأمريكية دون دعم رسمي، وانحسار الدعم الشعبي والذي جرّمته الحكومات إلا النذر اليسير الذي يخرج بطريقة ذر الرماد في العيون!

ختاما:

يبدو أن اتفاقا سريا -في عُهدة بايدن- أعلنه بعض الصحفيين الأمريكيين يفيد بأن بعض الأنظمة العربية كانت ترحب بالخلاص من المقاومة والإجهاز عليها، ونقل تبعية غزة وشعبها إلى وصاية السلطة الفلسطينية ورئيسها "عباس" ليعيد الاحتواء والتركيع لها كما فعل مع الضفة الغربية، لكنهم فوجئوا بأن اتفاقهم السري قد تغير بما أعلنه ترامب بترحيل أهل غزة إلى داخل أقطارهم العربية، وبذلك تتحول غزة بصلابتها وممانعتها في وجه الاحتلال إلى قنبلة موقوتة في وجه الأنظمة! فماذا تفعل الحكومات العربية مع شعبٍ واجه كل العالم الغربي تحت بيارق وأعلام الكيان الصهيوني وانتصر عليه؟!

هذا ما حمل الأنظمة العربية على رفض مقترحات ترامب من خطة التهجير لمعرفتهم بانتهازية ترامب ورغبته الجامحة في استنزاف ثراوتهم وتصدير المشاكل إليهم خدمة للاحتلال، وهكذا فشلت الخطة التي تدثرت ببعض العبارات المعسولة عن السعي لإيجاد حياة أفضل للفلسطينيين وتعويضهم بعد الجحيم الذي عاشوه طوال السنين والعقود الماضية.

ورب ضارة نافعة!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال فلسطيني ترامب نتنياهو تهجير غزة مصر الاردن احتلال فلسطين غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عن حزب الله... إليكم ما قاله ترامب من البيت الأبيض

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ "هناك دولاً ترغب في التدخل والتعامل مع "حزب الله" في لبنان".
وأضاف ترامب خلال دردشة مع الصحافيين في البيت الأبيض: "أقول الآن لستم مضطرين إلى فعل ذلك. قد تضطرون لاحقًا، لكن هناك دول تتطوّع للتدخل والتعامل مع هذا الملف بالكامل".   وتابع: "لدينا سلام عظيم في الشرق الأوسط، وهذا لم يحدث من قبل، وأعتقد أنه سلام قوي للغاية".       مواضيع ذات صلة "حرب مُقبلة"؟ هذا ما قاله تقريرٌ إسرائيلي عن "حزب الله" Lebanon 24 "حرب مُقبلة"؟ هذا ما قاله تقريرٌ إسرائيلي عن "حزب الله" 12/12/2025 16:42:41 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 البيت الأبيض يدافع عن ترامب بعد وصفه مراسلة بـ"الخنزيرة" Lebanon 24 البيت الأبيض يدافع عن ترامب بعد وصفه مراسلة بـ"الخنزيرة" 12/12/2025 16:42:41 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 "سأدعو عون إلى البيت الأبيض".. هذا آخر ما قاله ترامب Lebanon 24 "سأدعو عون إلى البيت الأبيض".. هذا آخر ما قاله ترامب 12/12/2025 16:42:41 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 البيت الأبيض: استراتيجية ترامب تهدف إلى "استعادة الهيمنة الأميركية" في أميركا اللاتينية Lebanon 24 البيت الأبيض: استراتيجية ترامب تهدف إلى "استعادة الهيمنة الأميركية" في أميركا اللاتينية 12/12/2025 16:42:41 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان عربي-دولي قد يعجبك أيضاً قائد الجيش استقبل السفير الهندي Lebanon 24 قائد الجيش استقبل السفير الهندي 09:40 | 2025-12-12 12/12/2025 09:40:15 Lebanon 24 Lebanon 24 يدفعون ثمن الانهيار.. إحموا شباب لبنان Lebanon 24 يدفعون ثمن الانهيار.. إحموا شباب لبنان 09:30 | 2025-12-12 12/12/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عبد المسيح: صوت جبران تويني بقي أعلى من الرصاص Lebanon 24 عبد المسيح: صوت جبران تويني بقي أعلى من الرصاص 09:29 | 2025-12-12 12/12/2025 09:29:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في الحلوسية Lebanon 24 الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في الحلوسية 09:23 | 2025-12-12 12/12/2025 09:23:41 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان والعراق يتباحثان تعزيز التعاون في شؤون اللاجئين والمهجّرين Lebanon 24 لبنان والعراق يتباحثان تعزيز التعاون في شؤون اللاجئين والمهجّرين 09:17 | 2025-12-12 12/12/2025 09:17:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان 13:34 | 2025-12-11 11/12/2025 01:34:13 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ 11:21 | 2025-12-11 11/12/2025 11:21:06 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات استخباراتية.. هذه خطة إسرائيل في جنوب لبنان Lebanon 24 معلومات استخباراتية.. هذه خطة إسرائيل في جنوب لبنان 12:00 | 2025-12-11 11/12/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شعر بحالة إعياء شديدة ودخل إلى المستشفى.. ما الذي كُِشِفَ عن وضع الفنان سعد رمضان الصحيّ؟ Lebanon 24 شعر بحالة إعياء شديدة ودخل إلى المستشفى.. ما الذي كُِشِفَ عن وضع الفنان سعد رمضان الصحيّ؟ 16:12 | 2025-12-11 11/12/2025 04:12:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر 05:30 | 2025-12-12 12/12/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 09:40 | 2025-12-12 قائد الجيش استقبل السفير الهندي 09:30 | 2025-12-12 يدفعون ثمن الانهيار.. إحموا شباب لبنان 09:29 | 2025-12-12 عبد المسيح: صوت جبران تويني بقي أعلى من الرصاص 09:23 | 2025-12-12 الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في الحلوسية 09:17 | 2025-12-12 لبنان والعراق يتباحثان تعزيز التعاون في شؤون اللاجئين والمهجّرين 09:11 | 2025-12-12 خريش بحث مع النائب الحاج في دعم مراكز الدفاع المدني فيديو هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 12/12/2025 16:42:41 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • عن حزب الله... إليكم ما قاله ترامب من البيت الأبيض
  • لغز الضمادة على يد ترامب: البيت الأبيض يؤكد صحة الرئيس جيدة ويبرر الإصابة بـكثرة المصافحة
  • البيت الأبيض يتحدث عن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم
  • ضمادة على يد ترامب.. كيف برّرها البيت الأبيض؟
  • كدمات على يد الرئيس.. البيت الأبيض يكشف سبب ضمادة يضعها ترامب
  • ما تفسير البيت الأبيض لوضع ترامب ضمادة على يده؟
  • البيت الأبيض: ترامب متعب من كثرة الاجتماعات بشأن أوكرانيا ويشعر بخيبة أمل
  • البيت الأبيض يُعلق على اتصال بوتين ومادورو: لا يُقلق الرئيس