بعد ان دعاه قائد الجيش لحمل البندقية..خالد عمر يعتذر للبرهان
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
متابعات – تاق برس – اعتذر الامين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، عن دعوة رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للحضور الى السودان والقتال مع السودانيين.
ولفت فى رسالة الى البرهان:” استمعت اليوم إلى رسالتك التي وجهتها إليّ عبر الوسائط الإعلامية، والتي أيّدتَ فيها دعوة أحد قادة الكتائب المقاتلة إلى جانبكم بأن أعود لحمل السلاح، مقاتلًا في هذه الحرب الطاحنة التي أتت على الأخضر واليابس في بلادنا”.
واضاف :”أشكرك أولًا على هذه الدعوة، وأعتذر عنها، لكن لا أخفي عليك شديد استغرابي منها. فقد عرفتني طوال السنوات الماضية داعياً للسلم، لا للعنف والاقتتال. لم أكن يوماً من دعاة الحرب أو الدمار، بل كانت رسالتي منذ لقائنا الأول، وظلت كذلك على مدار السنوات الماضية، هي الدعوة إلى السلام”.
وقال عمر،انه لم يناصر عنفاً أو انقلاباً أو حرباً في يوم من الأيام، ولهذا كنت مقاوماً لكم عقب فضكم لاعتصام القيادة العامة، ومعارضاً لانقلابكم في 2021، ومعتزلًا فتنة هذه الحرب التي اندلعت قبل عامين. هذا هو الموقف الذي لن أحيد عنه، لذا تأكد أنك لن تجدني حاملاً لأي بندقية كانت، بل ستجدني ثابتاً على موقفي بالتصدي لكافة المشاريع الشمولية التي تستند على العنف، وبدعوتكم وجميع حملة السلاح إلى تحكيم صوت العقل، وإيقاف نزيف البلاد اليوم قبل الغد.
وتابع ” أحزنتني أيضًا هذه الدعوة، لأنها جاءت بالتزامن مع تقرير مؤلم أصدرته الأمم المتحدة، صنّفت فيه مأساة السودان كأكبر كارثة نزوح وجوع في العالم. أشار التقرير إلى أن 30 مليون سوداني بحاجة ماسة للمساعدة، ودقّ ناقوس الخطر، مطالبًا العالم بالتبرع لإرسال الغذاء والدواء لأهل السودان. يا سيادة الفريق أول، هذه الحرب حوّلت أهل السودان إلى مشرّدين ولاجئين، يستجدون العطف والمساعدات الإنسانية من العالم. أما آن الأوان لإنهاء معاناة الناس؟ ألا يستحق السودان وقف هذه الحرب التي لا جدوى منها؟”.
واكد امين المؤتمر السوداني، انه جاهز متى ما كانت الدعوة موجهة للمساهمة في إحلال السلام، وتضميد جراح هذا النزاع، وبناء البلاد عوضاً عن هدمها، ورتق نسيجها الاجتماعي بدلًا من تمزيقه بخطابات الكراهية والتهييج. هذا هو الهمُّ الأوحد للقوى المدنية الديمقراطية التي أنتمي إليها، فلا صنعة لنا سوى السلام والبناء، ولم نكن يوماً من صناع القتل والدمار. سنظل متمسكين بهذه المبادئ حتى يجد السودان مخرجاً من هذا النفق المظلم، عاجلاً لا آجلا.
وكشف البرهان ان :احد المقاتلين اعلن استعداده لتسليم بندقيته الى خالد عمر “سلك” حال عودته وقال البرهان ونحن نرحب بكل من يرفع يده عن التمرد ويعود للداخل.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
تساؤلات
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول:
كلمةٌ تأرجحت من أردان الجدار، وقولٌ فقد بريقه ما بين التوجس والطمأنينة..
ويبدو أن يقظة الضمير الإنساني لدى بعض المسؤولين في الحكومة لا تأتي إلا بعد مغادرتهم مواقع السلطة.
ووزير الخارجية السابق، علي يوسف الشريف، جسّد هذه اليقظة المتأخرة في تصريحاته لقناة الجزيرة، بلغة جديدة ترى الحرب أداةً للقتل والدمار، يعاني منها المواطن ويلات الموت والدمار، حيث قال الوزير الذي تم إعفاؤه من منصبه في أبريل الماضي، متحدثًا عن ضرورة السلام والعودة إلى طاولة التفاوض، مستندًا إلى حقيقة دامغة أن الحرب لا تحصد سوى أرواح المواطنين السودانيين.
ووجّه الشريف رسالة مباشرة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، دعاه فيها إلى اتخاذ قرار شجاع بالسلام دون تردد، وحثّ الحكومة على النظر بجدية في المبادرة التي طرحتها المجموعة الرباعية. هذا الموقف، وإن جاء متأخرًا، يكشف أن البرهان قد أهدر فرصًا عديدة للسلام بسبب التردد، والتردد هنا لا يعني رفض السلام، بل الخوف من تبعاته. وهو تأكيد واضح أن “قرار السلام يتخذه الشجعان، أما الحرب فهي خيار الجبناء”.
والمفارقة أن الشريف لم يرَ في الحرب خيارًا غير حكيم إلا بعد أن غادر منصبه، وكأن المنصب كان يحجب عنه رؤية الواقع.
وهذا يؤكد أن الإيمان بالحرب، بالنسبة للمسؤولين في حكومة البرهان، ينتهي بانتهاء علاقة الوزير بالحكومة.
ففي نوفمبر 2024، حين كان الشريف وزيرًا للخارجية، صرّح بأن الجيش على وشك حسم المعركة خلال ثلاثة أشهر، مؤكدًا استحالة الحل السياسي، مشددًا على أن أي تسوية يجب أن تقوم على استسلام قوات الدعم السريع. وفي مقابلة مع “بي بي سي”، رفض الشريف حينها أي تفاوض، معتبرًا أن استقرار السودان لا يتحقق إلا بالقضاء على التمرد واستعادة السلطة، وأن الدولة السودانية تخوض قتالًا ضاريًا “لا يمكن التفاوض على مستقبل السودان مع ميليشيا متمردة”.
وحتى المبادرات الدولية، التي دعا أمس إلى قبولها، كان يرفضها، إذ قال في مقابلة سابقة (إن أي مبادرة لا تضع إنهاء التمرد كشرط أساسي فهي غير مجدية، مؤكدًا استمرار الجيش في عملياته لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
وعودة الشريف إلى رشده السياسي، وإن جاءت متأخرة، تُعد خطوة إيجابية كخطاب سلام يطالب بوقف الحرب اللعينة، لكنها في ذات الوقت تثير تساؤلات موجعة: ماذا حدث في الفترة ما بين تصريحات الوزير الأولى وتصريحاته الأخيرة..!
كم من الأرواح السودانية أُزهقت..!
وكم من المواطنين ماتوا جوعًا ومرضًا خلال عام وما حجم المعاناة المتراكمة على المواطن الذي لا يجد ثمن العلاج والخبز !
أليس كان من الأولى أن يُصدح بالحق وهو في موقع المسؤولية!!
ولو قال الشريف هذا الكلام وهو وزير، لكان لصوته أثر وقيمة، وأقصى ما كان سيخسره هو المنصب، لكنه كان سيكسب احترام الشعب.
لقد غادر الشريف منصبه وهو يردد خطابًا سلطويًا، لا خطابًا وطنيًا، ولم يشفع له ذلك عند البرهان، ولم يكن له حصن من الإعفاء. فإن المنصب الذي خشي فقدانه بقول الحق، فقده بقول الباطل.
فبالرغم من أن الوزير كان يعمل على تزييف قناعاته الشخصية بضرورة السلام، ويدعو للحرب عندما كان وزيرًا، إلا أننا نجد أنه، ورغم ما قدّمه للحكومة من تصريحات تخدم خط الحرب وكانت سببًا في طول أمدها، غادر منصبه أيضًا بسبب تصريح لم يعجب الحكومة عندما تحدث قائلًا “إن الحرب إما أن تنتهي بانتصار طرف على الآخر، أو بالاتفاق الذي تم بانسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم إلى مناطق يمكن أن ترحب بوجود هذه القوات، وهي مناطق قبلية مرتبطة بهذه القوات”. التصريح الذي عدّته السلطات سببًا في كشف أسباب انسحاب الدعم السريع من الخرطوم، لطالما أنها قالت إن الحسم والمعارك هي التي أخرجت الدعم السريع من العاصمة.
فكم شريفاً في حكومة البرهان يمنعه المنصب من كلمة الحق، وكم من دعاة الحرب تمنعهم المصالح والمواقف السياسية، وكم مدركاً للخطأ بعد فوات الأوان ينقصه الاعتراف، وكم جاهل بوزره أنه كان سببا في هذا الموت والدمار.
طيف أخير
ضغوط كيزانية على موقع إلكتروني شهير بعدم نشر زاوية “أطياف”، ومقترح “وسط” على أن يتم نشر الزاوية عندما لا يطول النقد تيارًا إسلاميًا معينًا (يهم أصحاب القرار)، وعندما يكون ضد تيار إسلامي آخر يتم نشره للحفاظ على المصداقية وثقة القارئ.
ومن هنا لكل المواقع الإلكترونية التي تخضع لسلطة وكلمة الكيزان، وتعود إليهم بالربح والفائدة يُمنع نشر هذه الزاوية.
الوسومصباح محمد الحسن