أفادت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميريكة، أن حركة حماس أبدت انفتاحا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة، لكنها طلبت مهلة إضافية لدراسة تفاصيلها، في ظل ضغوط مكثفة من دول عربية وإسلامية لإقرار المقترح. 

وبحسب وسطاء مطلعين على المحادثات، أعربت الحركة عن تحفظات على عدة بنود في الخطة المكونة من 20 نقطة، أبرزها الشرط المتعلق بنزع سلاحها وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو مطلب سبق أن رفضته مرارا.

كما أبلغت الحركة الوسطاء بصعوبة تنفيذ بند الإفراج عن جميع الرهائن البالغ عددهم 48 خلال 72 ساعة، مشيرة إلى أنها فقدت الاتصال بعدد من الفصائل المسلحة الأخرى التي تحتجز بعضهم.

وشهدت الدوحة، الثلاثاء، لقاءات بين قيادات من حماس ووسطاء من قطر ومصر وتركيا، حثت خلالها الدول الثلاث الحركة على الرد الإيجابي على الخطة قبل مساء الأربعاء، معتبرة أن هذه قد تكون "الفرصة الأخيرة" لوقف الحرب.

وجاء ذلك غداة إعلان ترامب عن خطته، حيث حذر من أن حماس "ستمحى" إذا لم توافق على المقترح، مضيفا أن أمامها "3 أو 4 أيام" للقبول، وإلا "سيدفع أعضاؤها الثمن في الجحيم"، على حد تعبيره.

وأكد دبلوماسيون لـ"وول ستريت جورنال" أن الدوحة والقاهرة وأنقرة أبلغت حماس بأنها لن تحظى بدعم سياسي أو دبلوماسي في حال رفضت الخطة، مما يضع الحركة أمام خيارات محدودة في ظل اشتداد الحملة العسكرية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

 

انقسامات داخلية وتراجع المطالب

في المقابل، أشار مسؤول في حماس، إلى أن الحركة "منفتحة على أي مبادرة توقف الحرب وتضمن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم"، من دون توضيح موقفها الرسمي من خطة ترامب.

وتشير تقارير إلى وجود انقسامات داخل قيادة الحركة بين الجناح العسكري في غزة والقيادة السياسية في الخارج، فبينما ترفض قيادات غزة عادة التنازل عن شروطها، يرى وسطاء أن عز الدين الحداد الذي تولى القيادة بعد مقتل الأخوين يحيى ومحمد السنوار، أكثر ميلا للقبول بتسوية.

ومن المؤشرات على ليونة موقف حماس، تخليها عن شرط انسحاب إسرائيل الكامل من ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومناطق العزل مع إسرائيل، وفقا لما أفاد به الوسطاء.

خطة ترامب

تنص خطة ترامب على تشكيل "مجلس سلام" بقيادة الرئيس الأميركي يتولى الإشراف على إدارة مؤقتة لغزة، تزامنا مع تدفق المساعدات، ودخول قوة عربية لحفظ الاستقرار.

كما تنص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية مع الإبقاء على منطقة أمنية، مقابل نزع سلاح حماس بشكل كامل وتخليها عن أي دور سياسي مستقبلي.

ويرى مراقبون أن العقبة الأكبر تكمن في قبول حماس بتفكيك منظومتها العسكرية والأنفاق، إضافة إلى القبول بإدارة مؤقتة تعينها الولايات المتحدة، وتخضع لإشراف مباشر من ترامب.

في سياق متصل، تواجه حماس أزمة مالية خانقة تعيق دفع رواتب عناصرها، مما يضعف من قدرتها على فرض السيطرة في غزة، حسبما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال".

في المقابل، يطالب سكان القطاع بوقف فوري لإطلاق النار، بعد أن خلفت الحرب أكثر من 66 ألف قتيل، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

كما أدت الحرب إلى نزوح مئات الآلاف، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: خطة ترامب فی غزة

إقرأ أيضاً:

تايمز: هذه خطة إسرائيل البديلة لغزة إذا فشلت خطة ترامب

كشفت "ذا تايمز" عن وثيقة عسكرية إسرائيلية سرية تتضمن خطة طوارئ شاملة تعتزم إسرائيل تنفيذها في حال فشل مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مع حركة حماس.

وحذرت الصحيفة البريطانية من أن الخطة المؤلفة من 3 مراحل رئيسية تنذر بإثارة مزيد من الخوف لدى الفلسطينيين ومعارضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية) من أنه يعتزم مواصلة الحرب حتى بعد الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: أبرز الأسرى الـ4 الذين تطالب حماس بالإفراج عنهمlist 2 of 2فورين بوليسي: العالم بعد السابع من أكتوبرend of list

وتبدأ الخطة بنشر كتائب إسرائيلية إضافية بهدف إحكام السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتقسيمه إلى 5 مناطق عسكرية مغلقة أُطلق عليها اسم "المناطق العقيمة" ويُسمح فيها بوجود القوات فقط و"تُطهَّر تماما" من أي وجود لحركة حماس، حسبما ورد في تقرير الصحيفة.

وفي موازاة ذلك، يُعزل المدنيون في مناطق مخصصة وصفتها الحكومة بأنها "مدينة إنسانية" إلا أن شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة شبهتها بـ"معسكرات اعتقال".

وتتضمن المرحلة الثانية تشجيع المدنيين الغزيين على مغادرة القطاع بشكل "طوعي" وذلك عبر "مكتب الهجرة الطوعية" الذي أنشأته الخارجية الإسرائيلية لتأمين "ممرات آمنة" نحو دول ثالثة.

ووفق هذه الخطة، سيتم نقل الراغبين بالمغادرة من غزة إلى مطار رامون في إيلات، ومن هناك إلى وجهات خارجية لم تُحدد بعد.

وتأتي هذه الخطوة -بحسب التايمز- في سياق تصريحات إسرائيلية أميركية سابقة دعت سكان غزة إلى مغادرة القطاع لإعادة بنائه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" وهي فكرة وصفها خبراء حقوقيون بأنها نوع من "التطهير العرقي" خصوصا في ظل غياب أي دولة مستعدة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.

أما المرحلة الثالثة فتتمثل في حملة اغتيالات واسعة تستهدف قادة حماس داخل القطاع وخارجه بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وتضم قائمة الأهداف -طبقا للتقرير- شخصيات بارزة مثل خليل الحية وخالد مشعل المقيمين في قطر، بالإضافة إلى عز الدين الحداد ورائد سعد داخل غزة، إلى جانب شخصيات أخرى في لبنان وقطر مثل أسامة حمدان وموسى أبو مرزوق وغازي حمد.

إعلان

كما شملت القائمة خالد غانم رئيس استخبارات حركة حماس خارج غزة، الذي تصفه التايمز بأنه شخصية غامضة لا تتوفر عنها سوى تفاصيل قليلة، ويُنظر إليه على أنه "متشدد إسلامي" وعقبة أمام التفاوض مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • الخطة الأمريكية بشأن غزة.. بين المؤامرة والفرصة
  • كيف تنجح حيلة حماس وتنجو من الفخ؟
  • تايمز: هذه خطة إسرائيل البديلة لغزة إذا فشلت خطة ترامب
  • المفاوضات حول خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة مستمرة
  • وزير الخارجية الألماني: محادثات غزة الحالية الأكثر تفاؤلا منذ اندلاع الحرب
  • كيف أجبر ترامب نتنياهو على قبول خطته بشان غزة؟.. تقرير يكشف
  • انقسامات داخل الفصائل الفلسطينية تُهدد فرص تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
  • مكالمة متوترة بين ترامب ونتنياهو بعد رد حماس على الخطة الامريكية
  • خطة غزة تكشف من "يدير اللعبة".. نتنياهو أم ترامب؟