ترامب يمحو أوروبا من الشؤون العالمية الكبرى
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
أجمعت تحليلات وآراء كبار السياسيين والمُفكّرين الفرنسيين، على خطورة التقارب بين واشنطن وموسكو على القارة الأوروبية، مُطلقين تحذيرات من سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا على حساب الأوروبيين، الذين سيُكلّفهم ضمان أمنها وإعادة إعمارها الكثير.
Guerre en Ukraine : "Avec Poutine, Trump affirme que la loi du plus fort l’emporte sur les relations internationales" https://t.
وبحسب بيير ليلوش، النائب الفرنسي ووزير الدولة السابق، فإنّ الأوروبيين، إلى جانب الأوكرانيين بالطبع، هم الغائبون والخاسرون الأكبر من المُحادثات الأمريكية الروسية حول أوكرانيا، والتي تُعتبر نقطة تحوّل تاريخية تُشير إلى محو أوروبا من الشؤون العالمية الكبرى، بعد أن فقدت الوصول إلى الغاز الروسي الرخيص، وخسرت عشرات المليارات من الدولارات كاستثمارات في روسيا.
ويرى ليلوش أنّ موسكو بذلك تُحقق هدفيها الرئيسيين من الحرب، فأوكرانيا لن تنضم أبداً إلى حلف شمال الأطلسي، بينما ستحتفظ روسيا بالأراضي التي احتلتها عسكرياً في شبه جزيرة القرم ودونباس. ومن المقرر أيضاً أن تُستأنف العلاقات الاقتصادية بين الأمريكييين والروس مع رفع العقوبات، بينما تتم دعوة الدول الأوروبية فقط إلى تحمّل مسؤولية إعادة إعمار أوكرانيا، بما يصل إلى 700 مليار يورو لا يملكونها.
وقال السياسي الفرنسي المعروف، إنّ الأوروبيين دخلوا هذه الحرب تحت تأثير العاطفة والسخط، ولم يتبعوا، ودون أن يحددوا أدنى استراتيجية، إلا إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن التي كانت مترددة ومحتضرة، وكانت هي نفسها غير قادرة على تحديد أهداف حربها الخاصة.
Pierre Lellouche : « Trump et Poutine se rapprochent, et l’Europe est effacée des grandes affaires du monde »https://t.co/7GECMjshlb
— FigaroVox (@FigaroVox) February 14, 2025 ساعة أوروباومن جهتها، اعتبرت صحيفة "اللوموند" الفرنسية، وتحت عنوان "مفاوضات أوكرانيا: ساعة أوروبا"، في افتتاحيتها أنّ الأمر الأكثر خطورة هو الطريقة التي يتعامل بها ترامب مع عملية السلام هذه من خلال الحوار مع المُعتدي، وفي غياب ليس فقط البلد المُعتدى عليه، بل وأيضاً أولئك الذين يدعمونه. ومن الواضح أنّ هؤلاء الحلفاء الأوروبيين سوف يضطرون فقط إلى تحمّل مسؤولية إعادة إعمار أوكرانيا وتنفيذ الاتفاق الذي ليسوا طرفاً فيه.
واستنكرت اليومية الفرنسية، ما أسمته الغطرسة والازدراء من قبل الرئيس الأمريكي تجاه الأوروبيين في الأيّام الأخيرة، وكذلك من نائبه جيه دي فانس، ووزير دفاعه بيت هيغسيث، وهو ما شكّل، برأيها، إذلالاً حقيقياً لأوروبا.
ودعت "اللوموند" إلى مواجهة هذا التحدّي، وشدّدت على أنّه حان الوقت لتكثيف الجهد الأوروبي المُشترك حتى يتم الضغط على الولايات المتحدة من أجل الارتباط بهذه العملية. واختتمت بالقول "لقد حان وقت أوروبا. وإنّ أوكرانيا هي، قبل كل شيء، شأن أوروبي. وإنّ السلام غير المتوازن لن يُؤدّي إلا إلى إطالة أمد الحرب، ودفع روسيا إلى فتح جبهات أخرى".
Négociations sur l’Ukraine : l’heure de l’Europe https://t.co/v3TsZyLiOW
— danielle Beer ???????? ???????? (@75irmamathilde) February 14, 2025 إيقاظ أوروباوقال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي إيمانويل بيريتا، رئيس تحرير القسم الأوروبي في مجلة "لو بوان": "نحن لم نعد نمزح.. فقد تغيّرت الأجواء بين الزعماء الأوروبيين ودونالد ترامب"، مُشيراً إلى أنّ استبعاد الأوروبيين والرئيس زيلينسكي من محادثات السلام المحتملة في أوكرانيا، قد أيقظ بيت أوروبا القديم. خاصة وأنّ الرئيس الأمريكي كشف عن أوراقه أكثر مما ينبغي عندما وافق على الفور على استبعاد أوكرانيا نهائياً من حلف شمال الأطلسي، واعتبر الاستحواذات الإقليمية التي نفذها بوتن في شبه جزيرة القرم ودونباس أمراً مفروغاً منه. ولكن بالمُقابل لم يعترف زيلينسكي ولا الأوروبيون بالتفاوض بين ترامب وبوتين، لذا يجري تنظيم الرد الأوروبي بقيادة فرنسا.
Les Européens vont tenter de gagner leur place entre Trump et Poutine https://t.co/U2B3DWF2cc
— Le Point (@LePoint) February 15, 2025 شهادة وفاة حلف الأطلسيوبدروها، اعتبرت يومية "ليبراسيون" الفرنسية، أنّ الإعلان عن مفاوضات السلام الثنائية بين ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا، يُؤكّد أنّ المظلة الأمنية الأمريكية لم تعد ذات أهمية على الإطلاق.
ونقلت عن الدبلوماسي الفرنسي رفيع المستوى، سيلفان كان، أستاذ التاريخ في مركز العلوم السياسية ومؤلف كتاب "أوروبا تُواجه أوكرانيا "، قوله إنّ "الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنّ الأوروبيين يبدون مُندهشين مرّة أخرى.. فبوحشيته المُعتادة، فاجأ إعلان دونالد ترامب تخلّيه عن أوكرانيا وعن القارة العجوز، إذ كانت أوروبا لا تزال تحت الوهم بأنّ الرئيس الجمهوري سوف يُغيّر رأيه".
وفي واقع الأمر، وفق سيلفان كان، فإنّ المعنى الحقيقي لما يحدث، والذي أعلنه ترامب، هو شهادة وفاة الحلف الأطلسي الذي ضَمِن السلام في القارة العجوز منذ عام 1945، مؤكداً أنّه كان "يجب على الأوروبيين الخروج من حالة الإنكار التي يعيشونها: فالولايات المتحدة لم تعد حليفتهم وضمان أمنهم لم يعد له أي قيمة". وبعبارة أخرى، سوف يتعين على الأوروبيين تكثيف جهودهم لبناء نظام دفاع أوروبي يرتكز على قاعدة صناعية متينة لتحرير أنفسهم من السيطرة الأمريكية.
L'abandon de l'Ukraine par Donald Trump, c'est en réalité la fin de l'Alliance Atlantique. Nous sommes seuls.https://t.co/cufVHAk8Wo
— Jean Quatremer (@quatremer) February 15, 2025 قانون الأقوىوأمام الحفل الموسيقي غير المُتناغم إلى حدّ ما للإدارة الأمريكية الجديدة، ترى مجلة "ماريان" الفرنسية أنّ مسألة نهاية الحرب في أوكرانيا، التي ستدخل عامها الرابع في 22 فبراير (شباط) الجاري، تظل دون حل، في وقت تُحقق فيه روسيا تقدّماً على الأرض وتُصبح أوروبا غير موحدة في مواجهة رئيس روسي أكثر تصميماً من أيّ وقت مضى، يُعزز عناده التقدّم الذي أحرزه على الأراضي الأوكرانية.
وذكرت "ماريان" أنّ اتفاق الرئيسين الأمريكي والروسي على إطلاق مفاوضات "فورية" بشأن الحرب في أوكرانيا، مع استبعاد كييف والاتحاد الأوروبي من هذه المحادثات في الوقت الراهن، يعني أنّ "وجود فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يؤكد أنّ قانون الأقوى يسود اليوم على العلاقات الدولية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حول أوكرانيا روسيا الحرب الأوكرانية روسيا أمريكا الاتحاد الأوروبي أوروبا الرئیس الأمریکی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
الفريق المغربي “NovaOR” يتوج بالجائزة الكبرى في مسابقة هواوي العالمية لتكنولوجيا المعلومات
توج الفريق المغربي “NovaOR Out Of The Box”، الممثل لكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية – جامعة مولاي إسماعيل، بالجائزة الكبرى في فئة مسار الابتكار، خلال النهائيات العالمية لمسابقة هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Huawei ICT Competition 2024–2025)، التي أقيمت بمدينة شينزين الصينية في الفترة الممتدة من 19 إلى 25 ماي الجاري.
وضم الفريق الفائز الطالبين أيمن أمقران ومريم الحسني، تحت إشراف الأستاذ يوسف فرحاوي، حيث قدما مشروعاً مبتكراً يحمل اسم “NovaOR Out Of The Box”، يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل التنبئي لتحسين تدبير المؤسسات الصحية.
وشهدت هذه المسابقة الدولية مشاركة أكثر من 200 ألف طالب من مختلف أنحاء العالم، تنافسوا عبر مراحل متعددة من الانتقاء، شملت المحطات الوطنية، الإقليمية، ثم العالمية، ما جعل من هذا التتويج إنجازاً بارزاً في مسار التميز الأكاديمي والتكنولوجي المغربي.
وأوضح الأستاذ يوسف فرحاوي أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تظافر جهود متعددة الأطراف، من ضمنها الوزارة الوصية، وجامعة مولاي إسماعيل، وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، مشيراً إلى أن الفريق المغربي احتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني ثم القاري، قبل أن يتوج في النهائيات العالمية بالصين.
وأكد أن هذا التتويج يعكس مكانة المملكة المغربية المتقدمة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، كما يترجم الرؤية الاستراتيجية التي ينهجها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار لدى الشباب.
إلى جانب فريق “NovaOR Out Of The Box”، شارك المغرب أيضاً في النهائيات بفريقين آخرين، يمثلان كل من المعهد الوطني للبريد والاتصالات (INPT) في فئة “الحوسبة السحابية”، وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية في فئة “الحوسبة”.
وقد استفادت الفرق المغربية المشاركة من برنامج تكويني مكثف انطلق منذ شتنبر 2024 عبر منصة Huawei eTalent، كما حظيت بتأطير ومواكبة تقنية مستمرة من خبراء وأساتذة متمرسين طيلة مختلف مراحل المنافسة.