شبكة انباء العراق:
2025-06-06@05:06:07 GMT

البعث مات والبقاء في حياتك يا أبا حمزة ..!

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

أثار رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي جدلاً واسعاً في الساحة العراقية بإعلان لا يخلو من الاستفزاز حول فتح مقر لحزب البعث في إقليم كردستان، ووجود نشاط وحركة له في الإقليم..!

ولا أعرف إن كان إفشاء هذا ( السر ) قد حدث بشكل قصدي أم سهواً- !!

وطبعاً فإن هذا الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام على حكومة الاقليم والقوى السياسية فيه، ولا على الحكومة المركزية أو الفاعليات السياسية في عموم البلاد.

.إذ لابد أن يكون له وعليه ردات فعل مختلفة، و من الطبيعي أن يأتي الرد أولاً من الإقليم ليدافع عن نفسه أمام هذا الاتهام الخطير، وهل هناك تهمة أخطر من احتضان أنشطة لحزب محظور قانونياً ودستورياً وأخلاقياً كحزب البعث، ناهيك من أن الإقليم متهم أصلاً باستضافة وحماية شخصيات، وعناوين معارضة للدولة وللنظام العراقي الجديد، وفي ذمتها الكثير من الدعاوى القضائية، والملفات السياسية وحتى الجنائية أيضاً.. لذلك فإن اتهام علاوي هذا، سيضع حكومة الاقليم في حرج جديد هي في غنى عنه حتماً، وقد يضع هذا الأمر المزيد من حطب الخلاف والاختلاف فوق النار التي يزداد سعيرها هذه الايام بين حكومتي بغداد واربيل، لذلك سارع مقر البارزاني إلى اصدار بيان ينفي فيه افتتاح مقر لحزب البعث في كردستان نفياً قاطعاً.

ولم تكن حكومة الاقليم وحدها قد توقفت عند ردع مزاعم أياد علاوي، إنما ثمة الكثير من القوى والشخصيات السياسية والثقافية في عموم الساحة العراقية قد علقت أيضاً على تصريح علاوي (الغريب)- لاسيما وأن هذا التصريح قد جاء أمام تجمع سياسي يوم السبت 15 شباط – !!

ولضيق مساحة المقال، فإني اعتذر عن ذكر ردود الأفعال السياسية، بما في ذلك الرد الذي اصدره مكتب علاوي على بيان مسعود البرزاني، لأنها جميعاً منشورة في وسائل الإعلام المحلية والعربية..

وهنا اسمحوا لي أن أصف هذه القضية (بالفطيرة) والكذبة التي لاتستحق كل هذا الاهتمام والجدل ..!

وقد يسألني قارئ كريم، ويقول لي معترضاً : كيف تصف هذا الموضوع الخطير بالفطير، ثم إذا كان الموضوع ( فطيراً )، وليس ذا أهمية فعلاً، فلماذا تكتب عنه مقالاً ؟!

وجوابي على هذا السؤال: أني لم أصفه اعتباطاً، إنما لديّ ما يبرر الوصف، ومنها، أن حزب البعث (المخبوصين بيه)، هو ميت أصلاً منذ سنوات، بل وشبع موتاً حتى تعفنت جثته، وقد دفنه العراقيون في ذات الحفرة التي أُخرج منها (القائد الضرورة)، ولم يبق من البعث ( العراقي ) غير تاريخه العفن المزدحم بالدم والخراب والقتل غدراً، والتآمر على الحلفاء والأصدقاء قبل الأعداء .. والشيء نفسه يقال عن البعث ( السوري) الذي مات هو الآخر ايضاً، ودفنه السوريون بأيديهم، قبل أن يعلن حل نفسه، ويهرب قائده، فلماذا النفخ في جربة مثقوبة، وكلنا يعلم انها مثقوبة ومعطوبة منذ زمان ؟!

أقول هذا الكلام رغم أني غير متحمس لأداء النظام الجديد في العراق، وغير مؤيد للطبقة السياسية التي تحكم عراق اليوم، ولست مؤيداً أيضاً لمن يحكم سوريا الان !!

أما السبب الثاني الذي يجعلني غير مبال ولا مهتم بما قاله أياد علاوي هو أن ( أبو حمزة) طاعن في السن، ومن الطبيعي أن يصاب رجل يقف على أعتاب التسعين بالزهايمر والخرف والتيه وغير ذلك. بالمناسبة، أن مواليد أياد علاوي المذكورة في لائحته الرسمية غير صحيحة، لأني وجدت أن الصور القديمة التي كان يظهر فيها علاوي مرتدياً بدلة الحرس القومي، وحاملاً رشاشة بور سعيد (المصرية) في انقلاب شباط الأسود عام 1963 ، تظهره رجلاً في السادسة والعشرين من العمر، أو الخامسة والعشرين في أقل تقدير، وهذا يعني أن عمره الان 87 أو 86 سنة.. لذلك يتوجب إعفاؤه من (ضريبة) الأقوال، فهو حسب العمر والحالة العقلية، غير مسؤول عن ما يقول من كلام وأوهام !

ولا أعرف كيف أقتنع وأثق بقول رجل (ما يدري وين طشت ومنين هشت )؟

أما السبب الثالث، فهو الذي يتمثل بأن علاوي صدّق كما يبدو بما يشاع ويقال في الإعلام العربي، بأن البعثيين قادمون إلى حكم العراق بدعم أمريكا.

ولأن علاوي (ما يدري) كما يقول هو عن نفسه، فقد صدق الكذبة فعلاً، وقرر هذه المرة أن يرسل بلسانه رسالة واحدة، لكنها بعنوانَين مختلفين، أحدهما إلى البعثيين، والثاني إلى أمريكا يقول فيها (أنا موجود وجاهز) !

لكن المسكين (أبو حمزة) نايم ورجليه بالشمس كما يقول المثل الشعبي، فهو لا يعرف أن رغد، وجمال مصطفى، وشعيط ومعيط وجرار الخيط، وبقية رهط المرشحين لـ(قيادة الثورة البعثية الكبرى) هم أيضاً جاهزون مثله، ولن يقبل أي واحد منهم بمنصب أقل من رئاسة الجمهورية !

والحقيقة التي يجب أن نقولها هنا أن الموضوع برمته مضحك، ومن نسج الوهم والخيال أيضاً، فلا وجود لحزب البعث في خارطة الحياة، ولا لأياد علاوي وجود في ارض الواقع، ولا لرغد أو جمال مصطفى أو بقية الجوق وزن ومعنى قط، كما إن أمريكا لن تفعلها مرة أخرى وتخطئ نفس الخطأ السابق – مع أني لا اعتبر اسقاطها لنظام البعث الصدامي خطأ، مهما كانت نتائجه وواقعه الذي أوصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم من فساد وخراب شامل.

أما إذا كان هناك تغيير قادم فعلاً، فلن يكون بيد أجنبية، ولا بيد هؤلاء (الخرنگعية)، إنما يتم بيد أهله فحسب، فهم وليس غيرهم أصحاب الحق في التغيير، وأقصد بهم أبناء الفقراء، الكادحين، المستعدين للتضحية والفداء من أجل الوطن في كل الاوقات والظروف العصيبة.. وطبعاً فإن هذا التغيير لن يأتي بواسطة السلاح، إنما تستخدم فيه مختلف السبل والوسائل النضالية والسلميّة المتاحة حتى يتحقق الهدف دون اراقة قطرة دم من ابناء شعبنا الطيب. وعودة للسؤال الافتراضي الذي طرحته في أول المقال عن السبب الذي جعلني اكتب مقالاً عن حدث لا أصدقه ولا أكترث له، أو أعترف بوجوده ؟

والجواب أقوله بصدق تام، أن صديقي العزيز عدنان كريم، طالبني أمس برسالة صوتية بعثها لي من محل إقامته في المانيا، أقتطع لكم منها هذا المقطع: “عزيزي فالح ابو روزا، أرجو أن تكتب عن تصريح أياد علاوي، وتفضح فيه القتلة البعثيين، وفاءً لدم أخيك الشهيد خيون حسون ، ودم أخي الشهيد محمد كريم، ودم أخينا الشهيد خالد حمادي، ووفاءً لدماء رفاقنا واصدقائنا واحبتنا الذين ارتقوا مشانق البعثيين، أو نزفوا حياتهم برصاص القتلة المجرمين . اكتب يا فالح وكلنا معك، تسبقنا إلى دعمك أرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية الأبطال).

وما أن انتهيت من سماع رسالة صديقي (أبو آراس) حتى نهضت غاضباً متوتراً، فقد جعلتني رسالة عدنان كريم أتخيل العراق وكأن المجرمين البعثيين قد عادوا إلى سدة حكمه مرة اخرى، وأصبحنا تحت رحمة هذا الحزب الذي لا رحمة عنده ولا شفقة، ولا أخفي عليكم فقد أشعلت رسالة (عدنان) العاطفية والثورية النار في جسدي، وغدا دمي جمراً متقداً، فرحت اكتب بقوة وسرعة وقسوة ايضاً. وصدقاً فقد أعدت كتابة هذا المقال اربع مرات، لأني اكتشف في كل مرة أنه مكتوب بقسوة اكثر من اللازم، مما يتوجب التخفيف من حدته، احتراماً لمشاعر القارئ الكريم أولاً، وكي لا اقف في قفص الاتهام أمام السيد قاضي النشر المحترم ثانياً .. وهذا ما فعلته ..

ختاماً أقول لصديقي الغالي والعزيز عدنان:

يا ابن العائلة الباسلة التي أنجبتك وأنجبت القائد الشيوعي الفذ الشهيد محمد كريم، والأسطورة محمود كريم، وبقية افراد العائلة الاحرار، أقول لك : اطمئن واسترح ياصديقي، فقد فطس البعث ومات ميتة يستحقها.. فهل رأيت فطيسةً تعود للحياة ؟!

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أیاد علاوی

إقرأ أيضاً:

المشهد العالمي والتناقضات السياسية

يمانيون / مقال / إلهام الأبيض

تكشف الأقنعة يوماً بعد يوم عن حقيقة المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية. ففي حين تجيب الولايات المتحدة، الشريك الأبرز في العدوان الإسرائيلي، على انتقادات فرنسا، التي لا تخلو هي الأخرى من ازدواجية المعايير، مؤكدةً بوضوح رفضها القاطع لأي حل حقيقي للقضية الفلسطينية، فإنها تعتبر أن الدولة الفلسطينية في نظرهم لا وجود لها إلا على أراضٍ افتراضية، أو مجرد حبر على ورق في أروقة الأمم المتحدة، أو في بيانات قمم الأنظمة العربية التي فقدت بوصلتها، أو في تصريحات بعض الرئاسات والوزارات الأوروبية التي لا تتجاوز حدود الدبلوماسية العقيمة.

أما على الصعيد الميداني، ففي ظل زفة النجاة للسفن الأمريكية من نيران اليمن في أعماق البحر الأحمر، لا تزال الصحافة الأمريكية تكشف ما يخفيه العسكريون وتحرج مسؤولي إدارتها المهرجة. فجولة العدوان على اليمن كلّفت الطيران الأمريكي أكثر من 13 ألف طلعة جوية، وأخرجت من مخازن السلاح أكثر من مليون رطل من الذخيرة، صب معظمها على اليمن، في فاتورة باهظة لعدوان فاشل لم يحقق أهدافه، بل كشف عن عجزه العسكري أمام إرادة الصمود اليمني.

وفي فلسطين المحتلة، يستمر كيان العدو في انتهاكاته الواسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك، ضمن طقوس تلمودية شيطانية، مواصلاً استهداف حرمته ووجوده في مخطط لا يوفر هدمه وتدميره. وفي غزة المذبوحة المجروحة، يمعن العدو في إبادتها، وهو منهمك في وحشيته. اليوم، دمر طيرانه مسجداً في دير البلح، وقتلت مسيراته طفلاً في تل الهوى، وتسببت مدفعيته في استشهاد أربعة فلسطينيين من بينهم طفلة معاقة، وأصابت أكثر من عشرين آخرين. كما أعدمت رصاصاته اليوم أكثر من خمسة وثلاثين فلسطينياً جائعاً قرب مركز للمساعدات غرب رفح، لتصل حصيلة الشهداء من الجوعى المستهدفين خلال خمسة أيام فقط إلى نحو أربعمائة شهيد وجريح، قتلوا بالجوع والرصاص والخذلان. إنها استراتيجية التجويع والقتل الممنهج، التي تبرهن على أن المساعدات الإنسانية تحولت إلى فخاخ للموت الجماعي، في جريمة تدمي القلوب وتفطر الأكباد، وتفضح صمت وتخاذل الأنظمة العربية.

وفي مقابل كل ذلك من الجرائم والوحشية، تقدم المقاومة الباسلة في غزة نموذجاً فريداً للصمود. فرجال الله على الأرض لهم ثبات يقهر غطرسة المحتل، ولهم في الميدان بأس ينكل بعجرفة العدو. كل فصائل الجهاد والمقاومة حاضرة في الميدان بشكل فعال. اليوم، القسام تعلن، والسرايا توثق، وفي أنحاء القطاع، يتم تدمير آليات العدو وجرافاته، وتشتت تجمعات عصاباته، في مشهد يؤكد أن إرادة المقاومة هي القوة الوحيدة القادرة على كسر شوكة الاحتلال.

أما في مكة المكرمة، فمشهد مؤلم يلخص واقع الأمة. حجيجها، بعدد يعادل نصف عدد من يتجمعون في غزة، يبيتون ويرتجزون ويسعون، لكنهم لا يستطيعون التعبير عن وجع المسلم المتضامن مع جوع أخيه، ولا التبرؤ من أعداء الإسلام ومحتلي المقدسات. لا يستطيعون رفع الدعاء لأهل غزة إلا همساً، ولا الرد على المسيئين للأقصى وللرسول المصطفى إلا خفية وخفية وأسراراً. هذا المشهد يبرز عمق الأزمة التي تعيشها الأنظمة الرسمية، التي تكبلها قيود الخوف والتبعية السياسية، وتفضل الصمت على نصرة الحق.

إن هذا المشهد المعقد، الذي يجمع بين وحشية العدوان، وصمود المقاومة، وتخاذل الأنظمة، يؤكد حتمية النصر لمن آمن وجاهد. فليعلم العالم أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وأن صمت المتخاذلين لن يغير حقيقة أن الحق منتصر لا محالة. إنها دعوة لصحوة شاملة، لإدراك أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن النصر لا يأتي إلا بالجهاد والتضحية. فنسأل الله أن يحدث بعد ذلك أمرًا، لتنتصر غزة بالفرج العاجل والفتح القريب،ولتنهض الامة على بصيرة من امرها وبينة من ربها، وما ذلك على الله بعزيز.

مقالات مشابهة

  • عدسة مصرية توثق مشاهد نادرة للمدينة المنورة بعد موسم الحج قبل عقود
  • عاجل.. حمزة المثلوثي يكشف موعد عودته إلى التدريبات الجماعية مع الزمالك
  • حمزة المثلوثي: بطولات الزمالك تأتي من رحم المعاناة
  • طفل الآيس كريم والفطرة النقية التي لم تلوث بعد
  • كمين أمني يلاحق اجتماع بعثيين وزوج حلا صدام يفر من قبضة العدالة
  • رئيس حزب سني يدعو لتوزيع رواتب الكورد قبل العيد ويحذر الطبقة السياسية
  • صراع شرس.. الزمالك وبيراميدز يتنافسان لخطف حارس الأهلي السابق
  • المشهد العالمي والتناقضات السياسية
  • أفضل دعاء يوم عرفة مكتوب.. ردد هذه الصيغة وانتظر فضلها في حياتك
  • دراسة: تغذيتك تنقذ حياتك .. أطعمة على مرضى سرطان القولون تجنبها