الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ24 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ11، وسط تصعيد عسكري من هدم وتفجير وحرق للمنازل وتدمير واسع للبنية التحتية.
وقالت نصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية الى مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) مترافقا مع سماع اصوات إطلاق النار وانفجارات، في الوقت الذي اقتحمت ضاحيتي ذنابة شرق المدينة وارتاح جنوبا وداهمت عدة منازل ومباني سكنية، واعتقلت عددا من المواطنين، بينهم نازحين من مخيم نور شمس، وعرف من المعتقلين: علي أبو زهرة، وأيمن ترابي، ونائل البنا ونجله يوسف، وعبد الرحمن هاني محمد عبد الله.
وانتشرت قوات الاحتلال في مختلف شوارع وأحياء المدنية، ونصبت حواجز عسكرية فيها، تمركزت في شوارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، ودوار شويكة في الحي الشمالي، ومفرق أبو صفية في الحي الشرقي، ودوار فرعون جنوبا، في الوقت الذي جابت فيه الدوريات الراجلة شوارع المدينة وتحديدا سوق الخضروات، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.
وأوقفت قوات الاحتلال المركبات، وفتشتها ودققت في هويات ركابها، ومنعتهم من المرور، في الوقت الذي اعترضت فيه شبانا واحتجزتهم وحققت معهم ميدانيا، ونكلت بهم، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
واصطدمت آلية عسكرية للاحتلال الليلة الماضية بمركبة مدنية على شارع نابلس، حيث أفاد شهود عيان لـــ"وفا"، بأن جنود الاحتلال أطلقوا القنابل الصوتية تجاه المركبة، ومنعوا طواقم الإسعاف من الاقتراب منها، لوقت طويل قبل السماح لها بنقل الاصابة الى المستشفى.
في السياق ذاته، شهد مخيم طولكرم، عملية هدم واسعة لمنازل المواطنين بعد أن أخطرت بهدم 14 منزلا داخل المخيم، بذريعة شق شارع وسط المخيم يمتد من منطقة الوكالة الى حارة البلاونة.
وواصلت جرافات الاحتلال هدم عدد من المنازل في المخيم منذ صباح أمس، فيما أحرق الجنود عددا آخر، وسط سماع أصوات إطلاق الأعيرة النارية، حيث أن المنازل المستهدفة تعود لعائلات: أبو شهاب، والشيخ علي، وبليدي، والتركي، وحاجبي، وإبراهيم، وعبد الرزاق، وقاسم، وكنعان، وعابد، وسالم، والحاج يوسف، وشهاب.
وأوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، أنه خلال هذا العدوان المتواصل، وحسب الإحصائيات حتى اللحظة، فإن 50 منزلا تم تدميره وإحراقه، وتدمير 300 محل تجاري بالكامل، إضافة إلى تدمير وتخريب أعداد كبيرة من المركبات، وبالتالي أصبح المخيم بلا حياة، حيث انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات بعد تخريب وتجريف البنية التحتية، إضافة لنزوح 11 ألف مواطن من أصل 15 ألفا كانوا يعيشون فيه.
في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال حصارها المطبق على مخيم نور شمس، وسط انتشار جنود المشاة في حاراتها، ومداهمتهم للمنازل وتخريبها، في الوقت الذي احرقت فيها منزل لعائلة فيصل في حارة المنشية.
وتواصل قوات الاحتلال استيلاءها على منزلين في شارع نابلس، حيث حولتهما إلى ثكنة عسكرية، وسط انتشار للدوريات الراجلة في محيطهما.
في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ 12 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين لبنان: انتشال 23 جثمانا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن مستقبل المقاومة في غزة الأكثر قراءة أسعار العملات في فلسطين اليوم - سعر صرف الدولار الديوان الملكي الأردني يكشف تفاصيل مباحثات الملك عبدالله مع ترامب طقس فلسطين: حالة عدم استقرار جوي وسقوط أمطار اليوم كوريا الشمالية تُعقّب على مخطط ترامب بشأن غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: قوات الاحتلال فی الوقت الذی
إقرأ أيضاً:
أهالي مخيمات طولكرم يبثّون أحزانهم بعد طردهم من منازلهم
طولكرم- "حولوا قضية المخيم واللاجئين إلى طرد طعام، وإيجار منزل، واحتياجات. مطلبنا الوحيد هو العودة الى منازلنا، لأنها أمننا وأماننا"، تقول الفلسطينية عبير الدسوقي من مخيم طولكرم أثناء انتظارها على مدخله للوصول إلى منزلها الذي يخطره جيش الاحتلال الإسرائيلي بالهدم.
وتتابع بحرقة كبيرة ويأس "انتظرت ساعتين ونصف ساعة ولم يسمح لي جنود الاحتلال بالدخول، ومنعوا آخرين لديهم تنسيق من الوصول إلى منازلهم، كنا نحاول أخذ بعض الأغراض لكن لم نتمكن".
وعبير الدسوقي واحدة من عشرات النازحين الذين تلقوا إخطارات بهدم منازلهم داخل مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، وتجمعوا عند مداخله بعد ورود معلومات تفيد بسماح جنود الاحتلال لهم بالدخول وجمع مقتنياتهم منه.
تنكيل وإطلاق نارإلى جانب الدسوقي كانت إحدى سيدات المخيم تواسي الموجودين، وتقول "نحن نريد أرض المخيم، لا البيوت والحجارة، لا نسعى لأخذ ثلاجة أو طقم كنب، لأن من ابتاعها سابقا يشتري غيرها، نحن نريد أرض المخيم كي نعمره ونسكنه من جديد".
لكن على الأرض، أعاق جنود الاحتلال دخول الأهالي، ومنعوا بعضهم الوصول لبيوتهم، في حين لم يتمكن من دخل إلى عمق المخيم من جمع ما يحتاجه لضيق الوقت وصعوبة التنقل في شوارعه وأحيائه المدمرة، وأعلن جنود الاحتلال انتهاء المهلة قبل الوقت المحدد، وأخرجوا الأهالي بالتهديد والصراخ وإطلاق الرصاص عشوائيا.
إعلانوعند مدخل المخيم انتشر الجنود، ودققوا في هويات المواطنين واستجوبوا عددا منهم، وأطلقوا الرصاص الحي مباشرة على طواقم الهلال الأحمر الذين تواجدوا بتنسيق مسبق لمساعدة الأهالي.
وقالت مديرة جمعية الهلال الأحمر في طولكرم، منال الحافي، إن جيش الاحتلال استهدف طواقمهم بإطلاق النار مباشرة على المركبة الإدارية للجمعية وسائقها أثناء توجههم لمساعدة سكان المخيم، كما اعتدوا على منسق المتطوعين أثناء قيامه بعمله هناك.
هدم النسيج الاجتماعيويرى أهالي مخيم طولكرم أن قرارات الهدم تطول الجميع، لأنها تشمل بالدرجة الأولى هدم النسيج الاجتماعي في المخيم، في حين يعتقد بعضهم أن أعداد المنازل المعلن هدمها تختلف عما تسعى إسرائيل لهدمه فعليا داخل المخيم.
يقول رامي أبو سرية، وهو أب لـ4 من الأبناء نزحوا منذ بداية العملية العسكرية في المخيم عن منزلهم، واستأجروا منزلا في حي يقع بمنطقة متوسطة بين مخيمي طولكرم ونور شمس "أمل العودة للمخيم صعب جدا، إسرائيل تسعى لجعل المخيمات منطقة منكوبة، وحتى إن انسحبت منها يصعب العودة إليها لأنها لن تكون آمنه ولا يمكن التكهن بما سيتركه الجيش تحت أنقاض المباني المهدمة والشوارع المدمرة".
ويؤكد أبو سرية للجزيرة نت أن إسرائيل ستحول المخيم الى منطقة عسكرية مغلقة بوضع بوابات حديدية على مداخله كما فعلت بمخيم جنين، ولم يتمكن من وصول منزله منذ نزوحه عنه، واليوم أيضا، لم يحصل على تنسيق للدخول مع بقية الأهالي.
وكحال جيرانه وأقاربه تشمل قرارات الهدم منزل أبو سرية، ويقول إن محل الحلاقة الخاص به داخل المخيم الذي كان مصدر دخله الوحيد هو وأولاده هدمه الاحتلال بوقت سابق.
ويضيف "120 يوما لم يدخل أحد المخيم، الوضع ليس سهلا وإعادة الإعمار شبه مستحيلة، وإسرائيل تحاول تغيير مسمياتنا أولا من لاجئ إلى نازح ثم تسعى الآن لتحولها لمواطنين داخل المدن التي هجرنا إليها، وتغيير المسمى ليس بالشيء البسيط ويترتب عليه الكثير، فوصف اللاجئ عنوان وله دور في هذه القضية".
وقبل نحو 4 أشهر وسعَّت إسرائيل عمليتها العسكرية "السور الحديدي" في مخيمات شمال الضفة الغربية، لتصل إلى مخيمي نور شمس وطولكرم في مدينة طولكرم، وأجبرت سكانها على النزوح، فيما دمرت منازل المواطنين وممتلكاتهم، وتستمر في شق الطرق وتغيير معالمها.
إعلانوحسب محافظة طولكرم، فقد أجبر الاحتلال 25 ألف مواطن على النزوح من المخيمين والأحياء المحيطة بهما، وهو ما يعني تهجير 4200 عائلة، في حين استشهد خلال العملية 13 مواطنا، وتم تدمير 200 منزل بشكل كلي وقرابة 2537 منزلا بشكل جزئي في المخيمين.
وكانت قوات الاحتلال قد أخطرت في الأيام الأخيرة بهدم 58 بناية من مخيم طولكرم، و48 بناية في مخيم نور شمس، مما يعني نية الاحتلال هدم 106 بنايات تشمل 400 منزل خلال العملية المستمرة.
وأعلن جيش الاحتلال تحديد 4 مداخل ومخارج فقط لأصحاب المنازل المهددة بالهدم، وتشمل حارات البلاونة، والمدارس، ومربعة حنون، والمقاطعة، وأمهلهم 3 ساعات فقط، تبدأ التاسعة والربع صباحا وتنتهي الساعة 12:15 ظهرا.
من جهته، يقول فيصل سلامة نائب محافظ طولكرم إن كل بناية أخطرت بالهدم تضم على أقل تقدير 3 منازل وفي كل واحدة منها يسكن 3 إلى 4 عائلات، مما يعني أن الهدم يطول منازل 200 عائلة من المخيم.
ويؤكد للجزيرة نت أن عدد النازحين من مخيم طولكرم وأطرافه وصل إلى 15 ألفا، وأن جيش الاحتلال أعطى مهلة قصيرة جدا، لم تمكن الناس من نقل مقتنياتها خاصة مع انتشار الجنود داخل المخيم، وتدمير الجرافات العسكرية الشوارع وهو ما أعاق دخول الشاحنات والمركبات الفلسطينية لنقل أمتعة الأهالي.
ويضيف سلامة "الناس دخلت لتأخذ صورا تذكارية مع بيوتها، ولتلقي نظرة الوداع الأخيرة عليها".
وحسب المحافظة فإن أوضاع النازحين صعبة للغاية، فالبطالة متفشية بينهم، وبعد مرور120 يوما على العملية العسكرية الإسرائيلية اضطرت عائلات كثيرة منهم لاستئجار شقق سكنية على حسابها الشخصي، مما يعني أعباءً اقتصادية أخرى، منها توفير الإيجار والماء والكهرباء وغيرها من خدمات أساسية.
إعلانويتابع سلامة "الوضع من سيئ إلى أسوأ عند النازحين، والمواطنون متمسكون بأمل العودة للمخيم فور انسحاب الاحتلال، وما يحدث يوميا من هدم المنازل ترك حزنا ووجعا كبيرا بين الناس، لأنه ليس سهلا أن يهدم منزل الأجداد الذي بني قبل 70 عاما أمامك في دقائق".
والأصعب -حسب سلامة- أنه لن يكون ممكنا إعادة بناء كثير من المنازل المهدمة حال انسحاب الاحتلال، لأن إسرائيل عملت على شق شوارع وطرق ووسعّت الحارات في أماكن هدم البيوت.