المنتدى السعودي للإعلام يواصل أعماله لليوم الثاني
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
الرياض : البلاد
تتواصل أعمال النسخة الرابعة للمنتدى السعودي للإعلام؛ في يومه الثاني؛ لتطرح مسارح “المنتدى” ومنصاته المتعددة: (المسرح الرئيس: مسرح صُنّاع التغيير – أرامكو، ومسرح حديث المنتدى، ومسرح منصّة الاستثمار، ومنصّة الإلهام)، العديد من الموضوعات والمحاور، في الوقت الذي يواصل فيه معرض مستقبل الإعلام “فومكس”، جذب كثير من المختصين والمهتمين للاطلاع على أحدث منتجات وحلول تقنية، وآخر الابتكارات في مجال الإنتاج وصناعة المحتوى، التي تعرضها أكثر من 250 شركة إقليمية وعالمية مُشاركة.
وتتصدر المشهد في اليوم الثاني، جلسات خاصة بموضوعات التقنية والابتكار المهني والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وأدوات التسويق الرقمي الحديثة وسائل الإعلام الجديدة والتواصل الاجتماعي، بجانب مناقشة عدد من المختصين لموضوع الارتباط الوثيق بين “الدبلوماسية والإعلام” في جلستين متتاليتين، لينتقل الحضور للشأن الاقتصادي، على مسرح منصّة الاستثمار”، عبر عدد من الجلسات المتخصصة، منها جلسة تستعرض دور الإعلام في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وأخرى لبحث مجالات تنويع الاقتصاد الوطني؛ وأيضًا إبراز دور الإعلام منصةً لتمكين رواد الأعمال والتحول الرقمي”، وأيضًا لطرح موضوع: “دور منصات التواصل في تطوير ريادة الأعمال والاقتصاد الإبداعي”؛ مع تخصيص جلسة للعلامات السعودية. وللمهتمين في الشأن الرياضي، تشهد جلسات اليوم الثاني عقد عددٍ من الجلسات التي تتناول هذا الجانب، منها طرح موضوع: “الرياض إكسبو 2030″، و”الرياضة الإلكترونية”.
وفي “منصّة الإلهام”، تستعرض جلسات اليوم الثاني، بعض الموضوعات الإعلامية المتخصصة؛ منها موضوع: “التلفزيون: بين الصنعة والصناعة، لتناقش بعده مسألة التحول الإعلامي والعلاقة بين وسائل الإعلام والهوية الثقافية وتشكيلها والصحافة العالمية، والإذاعة المجتمعية، وتمكين الجيل القادم.
كما سيبحث المتحدثون المختصون والخبراء؛ موضوعات ومحاور متعددة، منها تأثير وسائل الإعلام الجديدة، والاتصال، والمحتوى الإذاعي والأفلام الوثائقية، وكيفية تحقيق المنصات النجاح في سوق الإعلام المزدحم، هذا بالإضافة إلى مجموعة من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة، التي تتناول عدد من الموضوعات، منها الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وأدوات قوقل، والتواصل متعدد اللغات، والتحليق في عالم البودكاست، وغيرها من موضعات تتخص الشأن الإعلامي، يقدمها مدربون وخبراء واستشاريون متخصصون.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد والهدف منها
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، لتكون تحت عنوان "لله درٌّك يا ابن عباس" معلنة أن الهدف من خطبة الجمعة اليوم هو تسليط الضوء على خطورة الانجراف خلف التيارات الفكرية المنحرفة.
وأوضحت وزارة الأوقاف، أنه سيتم خلال خطبة الجمعة اليوم، استحضار الموقف التاريخي البارز للصحابي الجليل عبد الله بن عباس، المُلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، في تصديه للفكر الخارجي بالحكمة والعلم والبصيرة.
كما تهدف خطبة الجمعة اليوم، إلى إبراز قيمة الفهم العميق للنصوص الشرعية، وأهمية الحوار الهادئ المدعوم بالحجج والبراهين، كوسيلة فعالة لمواجهة الغلو والتطرف، دون اللجوء إلى الشدة أو التعصب.
ومن المقرر أن تناول خطبة الجمعة اليوم، التأكيد على ضرورة فهم النصوص في سياقها الصحيح، ومعرفة أسباب نزولها، والرجوع إلى الكليات والمقاصد الشرعية الكبرى، بما يسهم في تحصين المسلم من الوقوع فريسة لأصحاب الفكر المنحرف.
وفي الخطبة الثانية، سيتم التركيز على قضية "يقظة الضمير" كعنصر أساسي في إصلاح الأفراد والمجتمعات، والتنبيه إلى أن ضمير الإنسان هو بوصلته الأخلاقية التي توجهه نحو الصواب وتجنبه الانحراف.
نص خطبة الجمعة اليومالحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، هدى أهل طاعته إلى صراطه المستقيم، وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وتاج رؤوسنا وقرة أعيننا وبهجة قلوبنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإننا نقف اليوم وقفة تأمل عند حادثة عظيمة، ومناظرة فريدة، سطرها التاريخ الإسلامي بمداد من نور؛ إنها مناظرة الصحابي الجليل حبر الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس للخوارج، تلك الحادثة التي لم تكن مجرد سجال عقلي، بل كانت رحمة من الله، ونموذجا يحتذى به في التعامل مع الفكر الضال، وسبيلا لانتشال الأمة من هوة الشقاق والخلاف، لقد خرج الخوارج عن جماعة المسلمين، شقوا عصا الطاعة، وكفروا بالمآل، واستحلوا الدماء؛ ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا، وأنهم على الحق المبين، عميت أبصارهم عن فهم مقاصد الشرع، وتحجرت قلوبهم عن سماع صوت الحكمة، يفهمون الظواهر ويغفلون عن الجواهر، يركزون على الحرف ويتركون الروح، وقد نتج عن ذلك أن قامت التيارات الفكرية في زمان سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بتكفير المجتمع وحمل السلاح في وجهه.
أيها الكرام، يشاء الله أن يقيم سيدنا عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، في زمانه نموذجا ملهما في الجرأة والوضوح في مواجهة هذا الفكر المنحرف، فقام رضي الله عنه يناقشهم ويفند باطلهم، ويرد عليهم في كل النقاط التي يتطرفون فيها، من مسائل الحاكمية، والولاء والبراء، والتكفير، واستحلال الدماء، والغلظة في الفهم، وقد ضرب رضي الله عنه مثلا للعالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، والذي لا يترك الساحة للفكر المتشدد حتى يعيث فيها فسادا، لقد بين لهم، قولا وفعلا، أن فكر التطرف في حقيقته قبح شديد، قبح يعتدي على كل ما في الشريعة من نور ورحمة وسعة وجمال، وأن ما يحمله هذا الفكر من عنف في المظهر، وغلظة في الفهم، وضيق في الأفق، لا يمت إلى هدي الإسلام بصلة، وإنما هو غلو مردود، تحصن المجتمعات من شره بالعلم والحوار والبيان.
أيها الناس، هذه رسالة إلى أصحاب الفكر المنحرف، هل أنتم حقا تفهمون حكم الله؟ سؤال إلى خوارج العصر، هل سألتم أنفسكم حقا: هل الرحمة تتجسد في قتل الأبرياء، وتدمير الأوطان، وإشاعة الخوف والرعب بين الناس؟ ألم يقل رب العزة في كتابه الكريم: }وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
أيتها الأمة المرحومة، لقد امتد هذا الإشكال إلى واقعنا المعاصر، فقامت سائر التيارات المتطرفة في زماننا نتيجة هذا الفهم بتكفير المسلمين؛ مما يوصلنا إلى أن نصبح أمام منهجين؛ منهج فكري مستقيم ومستنير يقابله منهج فكري سقيم ومضطرب، مفعم بالتشنج، غاضب ومندفع وعدواني، عنده حماس الفهم للإسلام دون فقه ولا بصيرة ولا أدوات للفهم إلى غير ذلك من سماته وخصائصه الثابتة، وهو يظهر عبر الزمان على هيئة موجات متتالية، وكلما مضت عدة أجيال برزت منه موجة جديدة، بهيئة مغايرة، وتحت شعار واسم جديدين، لكنها تستصحب طريقة التفكير بعينها، وتعيد نفس المقولات والنظريات بعينها، وترتكب الأخطاء الفادحة في فهم الوحي بعينها.
أيها الكرام، قد أثمرت هذه المناظرة المباركة ثمارا عظيمة؛ حيث رجع منهم ما يقارب ألفين أو ألفين وخمسمائة رجل، وهو عدد هائل في ذلك الوقت، وهذا يدل على قوة الحجة، وصفاء المنهج، وتوفيق الله لمن قام بواجب البيان، فكيف واجه ابن عباس التطرف في زمانه؟ واجهه بالعلم الراسخ، والفهم العميق، والحوار الهادئ، والبيان الشافي، بعيدا عن الغلظة والشدة في بداية الأمر، وإنما بالحجة التي تقيم الدليل وتوضح السبيل، ليعلمنا ابن عباس رضي الله عنهما دروسا بليغة في مواجهة التطرف في أي زمان ومكان، وأنه لا يواجه بالشدة والعنف إلا بعد استنفاد كل وسائل الحوار والبيان، فلله درك يا ابن عباس.