الاستعدادات متواصلة ليوم تشييع نصرالله والمجلس الشيعي الاعلى يدعو إلى أوسع مشاركة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
تتجه الأنظار الى يوم الأحد المقبل الذي سيشهد حفل تشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية في بيروت، حيث تستمر التح ضيرات على قدم وساق.
وواصل "حزب الله" استكمال التجهيزات اللوجستية في مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث ستُقام مراسم التشييع، بدءاً من رفع صور نصرالله وصفي الدين الكبيرة على جدران المدينة الرياضية، باتجاه العاصمة بيروت، إضافة إلى وضع مئات الكراسي في الباحة الخارجية لتستوعب المشاركين.
وأفادت مصادر «البناء» عن حشود غفيرة من خارج لبنان من دول عربية وإسلامية وأجنبية عدة ستصل خلال اليومين المقبلين إلى بيروت وتقدر بعشرات الآلاف للمشاركة في التشييع، كما أفادت بأن الجمهورية الإسلامية في ايران ستتمثل بوفد رفيع.
وأفيد أنه من المرجّح حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري التشييع يوم الأحد ممثلاً الدولة اللبنانية الرسمية، وإلقاؤه كلمة في هذه المناسبة الوطنية. كما سيكون خلال الحفل كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وعلم أن الأجهزة الأمنية كافة ستتخذ يوم الأحد إجراءات مشدّدة في كامل أنحاء بيروت لا سيما في الضاحية الجنوبية والمدينة الرياضية لمواكبة مراسم التشييع وضبط الأمن.
وقد توّج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس في بيان الدعوات إلى الاحتشاد في يوم التشييع، إذ دعا "اللبنانيين عامة وأبناء الطائفة الشيعية خاصة، إلى أوسع مشاركة" في مراسم التشييع، واعتبر "هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيداً جامعاً على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكاً حازماً بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية".
أما في الجانب السياسي الآخر، فكان لافتاً اصدار الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً وجّه عبره "التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات". وشدّد على "روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم".
وكتبت" الاخبار": لم يكن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية بالشكل الذي يبدو عليه قبل القرار باستخدامه لمراسم التشييع. المشهد اليوم نتيجة «ورشة تأهيل طويلة على صعيد تنظيف الكراسي من الصدأ، صيانة الحمامات والمداخل، تركيب الإنارة...»، كما يقول المشرف العام على مراسم التشييع علي ضاهر لـ«الأخبار»، متعهّداً لمجلس إدارة المدينة بـ«تسليمه أفضل مما كان عليه، وعدم إلحاق الضرر بالعشب».
وقد أنجزت الفرق المسؤولة الأمور اللوجستية من نصب الرايات واللافتات وتركيب ست شاشات في حرم المدينة بشكل يسمح بالاستفادة من كل زاوية في الملعب. ومع ذلك، لا يتوقع ضاهر أن يستوعب المكان كلّ الحضور، لكنه يبتعد عن لغة الأرقام في تقدير العدد الإجمالي، ويقول: «خلي تحكي الصورة»، لافتاً إلى أن «القدرة الاستيعابية القصوى للملعب تصل إلى 65 ألف شخص، قمنا برفعها إلى ما بين 80 و85 ألفاً».
وفي خريطة انتشار الحشود، تقدّر اللجنة العليا للتحضير لمراسم التشييع أن تستوعب أرضية الملعب 23 ألف شخصٍ، والجانب الأيمن من المدرجات المخصّص للرجال 20 ألفاً، فيما الجانب الأيسر الذي يتسع لـ 30 ألفاً سيُخصص للسيدات. وبعد امتلاء المدرجات، توجّه النساء إلى مساحة مجاورة تتسع لـ 15 ألفاً، والرجال إلى موقف السيارات الذي يتسع لـ 30 ألف شخصٍ. «ويمكن إفساح المجال للجلوس على الأرض، مع الحرص على ترك مساحة فارغة لتأمين خروج الناس».
قبل أن تبدأ مراسم التشييع عند الواحدة بعد الظهر، «سنقوم بإشغال الحاضرين منذ التاسعة والنصف صباحاً ببرنامج من الأنشطة المرتبطة بالمناسبة». ثم تنطلق المراسم بتلاوة جماعية للقرآن الكريم عبر فرقة «آيات»، وتلاوة النشيد الوطني ونشيد حزب الله عبر الفرقة المركزية لكشافة الإمام المهدي. بعدها، «يدخل النعشان في آلية مخصّصة بحجم القاطرة والمقطورة ومقفلة بالزجاج من خلف السّتار، وتدور حول أرضية الملعب لـ 10 دقائق على صوت الشهيد نصرالله وفقرة وجدانية»، على أن تلي ذلك كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
السيناريو الذي يتوقعه حزب الله لما بعد مراسم التشييع في المدينة الرياضية أن لا تكون هناك مسارات للمشي في التشييع نظراً إلى العدد الضخم الذي سيملأها كلها، «الناس سيخرجون إلى الطرقات منذ الصباح، وستملأ السيدات خط «BHV» والرجال خط السفارة الكويتية مع جميع متفرعات الخطين». لذلك، «سينصب الشباب حواجز لتأمين مرور آلية نقل الجثمانين الثانية، والأكبر حجماً، بين الناس إلى مكان الدفن»، وقبل وصولها، سيُحمل النعشان على الأكتاف. كلّ هذه المراسم ستقوم اللجنة الإعلامية بتأمين «النقل المباشر لها بأربع لغات: العربية، الإنكليزية، الفارسية والتركية، وباستخدام 96 كاميرا».
على الصعيد الأمني، «نسّقنا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وستنتشر عناصرهم إلى جانب عناصر الانضباط في حزب الله لحفظ الأمن». وستكون هناك مضائف شعبية في أماكن التّجمعات ومواقف السيارات والمسارات الرديفة غير الأساسية المؤدية إلى مكان التشييع. أما عن تأمين وصول الناس من المناطق البعيدة، فستشرح اللجنة العليا لمراسم التشييع في المؤتمر الصحافي اليوم، عن الطرقات التي ستكون مقفلة أو مفتوحة أمام الحضور، علماً أن هناك مبادرات فردية لتأمين نقل الضيوف من المناطق البعيدة ومبيتهم، كما «ستُفتتح مؤسسات ومجمّعات ومدارس خاصة لاستقبال الحاضرين مساء غد السبت».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المدینة الریاضیة مراسم التشییع حزب الله
إقرأ أيضاً:
مصر في قلب المعركة.. جهود دبلوماسية وإغاثية متواصلة لدعم غزة وإنقاذ الأرواح
منذ عقود طويلة، لم تكن مصر يومًا على هامش القضية الفلسطينية، بل كانت دومًا في صدارة الفاعلين الإقليميين الذين انحازوا بثبات لحقوق الشعب الفلسطيني.
واليوم، ومع اشتداد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تجد القاهرة نفسها من جديد في مواجهة اختبار تاريخي، بين ضغوط دولية هائلة، وتعقيدات ميدانية غير مسبوقة، ومطالب إنسانية لا تحتمل التأجيل.
وبين أروقة المفاوضات السياسية وقوافل المساعدات المتدفقة عبر معبر رفح، تلعب مصر دورًا مركزيًا في مساندة غزة، سياسيًا وإنسانيًا، من أجل وقف نزيف الدم، وفتح أبواب الأمل أمام أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع.
ارتبط قطاع غزة بمصر تاريخيًا وجغرافيًا وأمنيًا، وهو ما جعل القاهرة تتحمل مسؤولية أخلاقية واستراتيجية مستمرة تجاه ما يجري داخل هذا الشريط الضيق من الأرض.
ولعبت مصر أدوارًا حاسمة في حروب غزة السابقة (2008، 2012، 2014، 2021)، سواء من خلال الوساطة لوقف إطلاق النار، أو استقبال الجرحى الفلسطينيين، أو تنظيم المؤتمرات الدولية لإعادة الإعمار، أو حتى إطلاق مبادرات للمصالحة الفلسطينية.
وكانت مصر دائمًا ملتزمة بثوابتها: رفض التهجير، دعم الدولة الفلسطينية، وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وهي المبادئ التي لا تزال تحكم رؤيتها بعد انفجار الأزمة الأخيرة في غزة.
طوفان الأقصى... ورد القاهرة الحاسمجاءت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 لتُشعل تصعيدًا غير مسبوق، ردت عليه إسرائيل بحرب شاملة أسفرت عن دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، تحركت مصر بقوة، رافضة بشكل قاطع أي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، ومعلنة تمسكها بـوقف إطلاق النار الفوري، مع تحذير صريح من استمرار العدوان وتداعياته.
قوافل الإغاثة... شريان حياة عبر معبر رفحرغم القصف الإسرائيلي المتكرر على محيط معبر رفح، لم تتوقف مصر عن إرسال قوافل الإغاثة، حيث تجاوزت المساعدات المصرية منذ أكتوبر 2023 أكثر من 130,000 طن من المواد الغذائية والطبية والوقود والمستلزمات الإنسانية.
ودخل القطاع أكثر من 7,000 شاحنة محملة بتلك المساعدات، إضافة إلى 123 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل. كما استقبلت مصر أكثر من 103,000 جريح فلسطيني، بينهم أكثر من 12,000 طفل، وتم تطعيم آلاف المدنيين ضد أمراض خطيرة.
وشملت الاستجابة تجهيز 164 مستشفى وفتح أكثر من 10,000 سرير و867 حاضنة أطفال، مع توفير 25,000 كيس دم، وطاقم طبي تجاوز 35,000 طبيب و39,000 ممرّض.
الوساطة السياسية.. محاولات مستمرة لإخماد النيرانإلى جانب البعد الإنساني، استضافت مصر جولات مفاوضات معقّدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، سواء في القاهرة أو عبر وساطات إقليمية، في محاولة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى هدنة قابلة للتمديد. كما شاركت مصر في جهود دولية لتنسيق صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ورغم تعقيدات المشهد، حافظت القاهرة على موقفها الثابت بضرورة رفع الحصار عن غزة، والسماح بالنفاذ الإنساني الكامل من كافة المعابر، وليس فقط من معبر رفح الذي ظل في قلب الحدث الإقليمي والدولي.
الضغوط والتحديات: مصر ترفض التوطين وتتمسك بالثوابتواجهت مصر ضغوطًا هائلة من بعض القوى الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، لفتح أراضيها أمام اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع، مؤكدة أن أي تهجير قسري يمثل خطًا أحمر يمس أمنها القومي وحقوق الفلسطينيين التاريخية.
ويُضاف إلى ذلك استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي يعقّد جهود مصر لتحقيق مصالحة شاملة، وهو ما يجعل التحركات المصرية السياسية تراوح بين الدبلوماسية المرنة والحسم تجاه أي تهديدات تمس وحدة القضية.
مصر... الحاضنة التاريخية للقضية الفلسطينيةمنذ نكبة 1948 وحتى حرب 2025، لم تغب مصر عن المشهد الفلسطيني. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل القاهرة دورها بصبر ومسؤولية، توازن بين متطلبات الأمن القومي، ودورها التاريخي والإنساني.
فالمعادلة المصرية لا تزال واضحة: لا للتهجير، نعم للدعم، ولا بديل عن السلام العادل والدائم، وفق حل الدولتين.
وما بين معبر رفح، وأروقة السياسة، ومخازن الإغاثة، تظل مصر ركيزة محورية لا يمكن تجاوزها في أي حديث جاد عن مستقبل فلسطين وغزة والمنطقة بأكملها.