أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
في خطوة مفاجئة، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. هذا المقترح أثار مخاوف كبيرة في أوروبا، التي عبرت عن قلقها من احتمال إقصائها من عملية المفاوضات أو من تهميش مصالحها في أي تسوية محتملة.
وفي هذا السياق، أعلن دونالد دونالد ترامب، الذي لطالما كان يحظى بعلاقات ودية مع الرئيس الروسيفلاديمير بوتين، مؤخرًا أنه يسعى إلى التوصل إلى اتفاق يسمح بإنهاء الصراع لصالح موسكو وكييف.
لكن هذا الاقتراح يثير الكثير من الشكوك في أوروبا حولنوايا الرئيس الأمريكي وطريقة إدارة هذا الصراع، إذ يرون أن غياب التنسيق مع حلفائهم الأوروبيين قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية.
قبل أكثر من عشرة أيام، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي المكالمة التي أعلن خلالها عن البدء في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
ورغم التوقعات التي كانت تشير إلى أن أي وساطة منالولايات المتحدةستكون ضمن إطار تحالفات غربية متناسقة، إلا أن غياب التنسيق مع حلفاء أوروبا قد أثار استياء عدد من قادة الدول الأوروبية.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنغريت كرامب كارنباور، إنه "إذا تمت هذه المفاوضات من دون مشاورة الأوروبيين، فإننا نواجه خطرًا كبيرًا في تقويض استقرار القارة".
في الوقت نفسه، أشار ترامب إلى رؤيته حول ضرورة تقديم أوكرانيا تنازلات كبيرة لروسيا، وهو ما اعتبره العديد من المسؤولين في كييف "تنازلًا غير عادل".
كما ذكر الرئيس الأمريكي أن بوتين بحاجة إلى "خروج مشرف" من الحرب، وهو ما يعزز المخاوف من أن ترامب قد يسعى لتقديم تسويات على حساب مصالح أوكرانيا.
من جانب آخر، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن استيائه من استبعاد أوكرانيا من المفاوضات، مؤكدًا أن بلاده ستكون المتضرر الأكبر إذا تمت أي اتفاقية من دون الأخذ بعين الاعتبار مصالحها الأمنية والسياسية.
أما في موسكو، فقد بدت الحكومة الروسية مرتاحة لمبادرة ترامب. حيث أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هناك "فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية سلمية" بفضل هذه المبادرة، مما يزيد من المخاوف الأوروبية حول محاولات ترامب لتسوية قد تمنح روسيا تنازلات كبيرة، الأمر الذي يتناقض مع أهداف كييف في استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.
في وقت سابق من هذا الشهر، أرسل ترامب وزير خزانته، سكوت بيسنت، إلى كييف لتقديم عرض يتضمن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.
وكان زيلينسكي قد قدّم هذا العرض سابقًا كوسيلة للضغط على ترامب لضمان الدعم الأمريكي، وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في أوكرانيا، مع توفير ردع ضد أي هجوم روسي جديد.
وفقا لصحيفة "التلغراف"، التي اطلعت على تفاصيل الاتفاق، اقترحت الولايات المتحدة الحصول على 50% من عائدات استخراج المعادن، و50% من قيمة "جميع التراخيص الجديدة الصادرة لأطراف ثالثة".
بالإضافة إلى ذلك، "حق الرفض الأول" على صادرات المواد الأوكرانية إلى دول أخرى. هذا العرض أثار غضب الأوكرانيين، الذين اعتبروه صفقة غير عادلة تمثل تهديدًا لمصالحهم الاقتصادية والسيادية.
معارضة أوروبية متزايدةتتسارع المخاوف الأوروبية مع التصريحات الأخيرة لترامب بشأن الوساطة في النزاع الروسي الأوكراني، حيث امتدت الاعتراضات لتشمل الشروط المالية التي طرحها ترامب، والتي اعتبرها العديد من القادة الأوروبيين خطوة غير مقبولة.
رغم هذه التحذيرات، يصر البيت الأبيض على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون "في مصلحة الجميع"، مؤكدًا على الدور المحوري الذي ستلعبه الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا بعد توقيع أي اتفاق.
في المقابل، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن "أوروبا يجب أن تكون في قلب أي تسوية سياسية"، مشددًا على أهمية أخذ المخاوف الأمنية الأوروبية في الاعتبار.
كما أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أنه "لا يجب أن يكون هناك تقاسم للأمن والمسؤوليات بين أوروبا والولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن حلف الناتو يقوم على التعاون الوثيق لضمان الأمن الأوروبي.
من جانبه، أكد دونالد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، على ضرورة التعاون الأمريكي لضمان الأمن الأوروبي، قائلاً: "من دون دعم الولايات المتحدة، من الصعب تخيل ضمان الأمن بشكل فعال".
عند إعلان ترامب عن بدء المحادثات، أكد على تقديم العملية في إطار ثلاثي حصري بين بوتين وزيلينسكي ونفسه. وفقًا لهذا التوجه، لن يتم دعوة الأوروبيين إلى طاولة المفاوضات، بل سيقتصر دورهم على الاستشارة خلال سير العملية.
وفي سياق متصل، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن "أمن أوروبا في نقطة تحول"، مشيرة إلى أن أي قرار بشأن أوكرانيا يؤثر بشكل مباشر على استقرار الأمن الأوروبي.
ما يزيد من قلق أوروبا هو أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن نتائج أي اتفاق محتمل بين زيلينسكي وبوتين وترامب، تستعد لتقليص وجودها العسكري في القارة تدريجيًا. وهو ما يعيد الذاكرة إلى حقبة الحرب الباردة عندما كانت واشنطن تسعى إلى منع توسع الاتحاد السوفيتي.
منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، ارتفع عدد القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا إلى حوالي 100,000 جندي.
ومع ذلك، وفقًا لبيت هيغسيث، فإن الولايات المتحدة لن تركز "بشكل أساسي" على أوروبا، بل ستتجه بدلاً من ذلك إلى منطقة المحيط الهادئ لردع الحرب مع الصين، وإلى الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.
وفي هذا السياق، ذكرت جانا بوغليرين، الزميلة السياسية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن فبراير 2025 قد يُعد نقطة تحول جوهرية في تغيير مصلحة أمريكا الأمنية عن مصلحة أوروبا.
تلك التحولات في سياسة واشنطن تترك القارة العجوز في موقف غير مريح، حيث يخشى القادة الأوروبيون من أن يتم إجبارهم على تحمل أعباء تسوية غير مستدامة بين أوكرانيا وروسيا في ظل تقلص الدعم الأمريكي في أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم ميلوني؟ محادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتيندونالد ترامبروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا قطاع غزة روسيا دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا قطاع غزة روسيا محادثات مفاوضات فلاديمير بوتين دونالد ترامب روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا قطاع غزة روسيا الاتحاد الأوروبي غزة أسرى حركة حماس فلاديمير بوتين الصحة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الرئیس الروسی دونالد ترامب فی أوکرانیا یعرض الآنNext فی أوروبا أی اتفاق
إقرأ أيضاً:
ترامب: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك
أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على رغبته في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى إطعام الناس هناك، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل لها منذ قليل.
يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، كان قد أدلى ببعض التصريحات حول الوضع في غزة، قائلا:« لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية فحماس تسرق المساعدات، وتحدثت مع نتياهو بشأن إدخال المساعدات إلى غزة وأمور أخرى».
وأضاف خلال حديثه للصحفيين قبل اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «سنقدم مزيدا من المساعدات إلى غزة لكن على بقية الدول المشاركة في هذا الجهد»
وتابع ترامب أن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في غزة، موضحا أنه لا يعلم ما سيحدث بعد تحرك إسرائيل للانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حماس.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يوجه نداءً عاجلا لترامب والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب بشأن قطاع غزة
ترامب: سكان غزة يعانون من الجوع ولو كنا مكانهم لمتنا جوعا