في أول تعليق له بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الألمانية، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الهزيمة التي مني بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بأنها "صادمة ومريرة"، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن التراجع الكبير في أصوات الناخبين.  

وقال شولتس، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الحزب ببرلين "نتائج الانتخابات صادمة بالنسبة لنا.

لا شك أن هذه خسارة كبيرة، وأنا أتحمل المسؤولية عنها كرئيس للحزب ومستشار لألمانيا".  

هزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي الديمقراطي  

وفقًا للنتائج الأولية، حل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الثالثة بعد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU/CSU) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، حيث حصل على أسوأ نتيجة انتخابية له منذ عقود.  

وتُظهر البيانات أن الناخبين فضلوا التحول نحو أحزاب اليمين والمحافظين، تعبيرًا عن عدم الرضا عن أداء الحكومة الائتلافية، التي كان شولتس يقودها بالشراكة مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (FDP).  

أسباب التراجع وفق المحللين  
 

ويرى المراقبون أن أسباب الهزيمة تعود إلى عدة عوامل، أبرزها: الأزمة الاقتصادية، وارتفاع التضخم وتراجع النمو الاقتصادي أثرا على ثقة الناخبين في قدرة الحكومة على تحسين الوضع المعيشي.  
وفي مقدمة هذه الاسباب يأتي ملف الهجرة: تصاعد الجدل حول سياسات اللجوء أدى إلى تحول أصوات الناخبين نحو الأحزاب اليمينية، التي تعهدت بتشديد القيود.  
فضلا عن تفكك التحالف الحاكم بسبب الخلافات المستمرة بين أحزاب الائتلاف الثلاثي أضعفت صورة الحكومة أمام الناخبين.  

مستقبل شولتس السياسي في مهب الريح؟  
 

مع هذه النتائج الكارثية، يواجه شولتس ضغوطًا هائلة داخل حزبه، حيث بدأت أصوات داخلية تطالب بتغيير القيادة أو تبني نهج جديد لاستعادة ثقة الناخبين.  

وبينما لم يعلن شولتس صراحة عن أي خطوات مستقبلية، فإن البعض يرى أن هذه الهزيمة قد تمهد لخروجه من المشهد السياسي خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع صعود فريدريش ميرتس مرشح المحافظين الأوفر حظًا لتشكيل الحكومة الجديدة.  

تبقى ألمانيا أمام مشهد سياسي متغير، حيث تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، بينما يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي إعادة تقييم سياساته واستراتيجيته، في محاولة للعودة إلى المنافسة مستقبلاً. والسؤال الأبرز الآن: هل ستكون هذه الانتخابات نهاية حقبة شولتس في السياسة الألمانية؟
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أولاف شولتس المستشار الألماني الانتخابات الألمانية المزيد الاشتراکی الدیمقراطی

إقرأ أيضاً:

البيانوني ينهي شهادته لـ عربي21 حول تاريخ سورية والتحول الديمقراطي

اليوم أصل مع المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، المحامي علي صدر الدين البيانوني، إلى الحلقة الأخيرة من رواية سيرته الذاتية وشهادته على تاريخ سورية الحديث والمعاصر، ودور الإسلاميين فيه.

عايشت معه تجربة امتدت 19 سنة ضمن القيادة الفعلية للجماعة، وخلال جلسات مطولة سرد لي رؤيته لتاريخ سورية وحاضرها بكل ما تحمله من تعقيدات وصراعات. رغم تقدمه في العمر وضعف قدرته على الحركة والعودة إلى مدينته حلب التي نشأ وترعرع فيها، يظل البيانوني متمسكاً بشغفه الكبير تجاهها، معبراً عن سروره بالتحول السياسي الكبير الجاري في سورية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.

قد لا يصل السياسي الحالم دائماً إلى مراده، لا سيما في عالمنا العربي عامة، وسورية على وجه الخصوص، لكن ما جرى في سورية منذ 8 ديسمبر الماضي، حين أعلن رسمياً نهاية نظام بشار الأسد، يشكل منعطفاً تاريخياً وإنجازاً يحق للسوريين ومن بينهم البيانوني نفسه أن يفخروا به. ويأمل البيانوني أن تفتح هذه المرحلة مجالاً لتجربة ديمقراطية حقيقية تنهي عقوداً من الاستبداد وترسخ مبادئ الحرية والعدالة.

فيما يلي التفاصيل الكاملة.

19 ـ بعد تسليمي أمانة المسؤولية في عام 2010

بعد تسليم أمانة المسئولية للأخ المهندس محمد رياض الشقفة في شهر أيلول 2010، وضعت نفسي تحت تصرّفه، وبقيت قريبا من إخواني أشارك بما يُطلَب مني. ولما كان النظام الأساسي للجماعة، يمنح العضوية الحكمية في مجلس الشورى للمراقبين العامين السابقين، فقد كنت ـ وما زلت ـ أمارس مسؤوليتي عضواً في مجلس الشورى، منذ ذلك الحين.

ومع انطلاقة الثورة السورية المباركة في شهر آذار 2011، كان شأني شأن كلّ السوريين الأحرار، في تأييد الثورة السلمية، ودعمها ومساندتها. وكنت قد أيقنتُ من خلال سنوات طويلة من المراس السياسي، أن النظام السوري بتركيبته الحالية، غير قابل للإصلاح، بل هو أصلاً لا يملك أي توجّه نحو الإصلاح، لأن الإصلاح الحقيقي يعني سقوط منظومتَيْ الاستبداد والفساد، اللتين يقوم عليهما.

وأذكر أنني في بداية عام 2011، بعد أن شعرت بشيء من الفراغ، هممتُ بكتابة مذكراتي عن العمل في الجماعة، لأضع أمام إخواني، وخاصةً الأجيال الشابّة، خلاصة هذه التجربة، بكلّ نجاحاتها وإخفاقاتها، وإنجازاتها وأخطائها، لتقويمها والاستفادة منها، وبدأت بتجميع الوثائق والمستندات وفرزها وتصنيفها، تمهيداً لكتابة هذه المذكّرات.. إلاّ أنني وبعد انطلاقة الثورة السورية المباركة، وجدت أن واجب الوقت أصبح هو التفرّغ لدعم هذه الثورة السلمية، بكلّ جهدٍ ممكن، واستفراغ كل الجهود والإمكانات، لمساندتها حتى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة..

أذكر أننا عندما عقدنا مع مجموعة من القوى الوطنية، (المؤتمر الوطني لدعم الثورة) في بروكسل في بلجيكا، بتاريخ 3 حزيران 2011، وقبيل إلقائي كلمتي في المؤتمر، وصلتني اتصالات هاتفية عديدة من سورية، وعندما رددت عليها كان على الهاتف هناك أخ صديق من سورية، يبلغني بأنني مدعوّ لزيارة سورية، والاجتماع مع رئيس الجمهورية مباشرة، للبحث في أوضاع البلد، وأنهم سينقلونني مباشرة من المطار إلى القصر الجمهوري، فأجبت مستغرباً: وهل يجتمع الرئيس مع المجرمين؟.ولا أخفي أنني كنتُ في بداية الثورة، مشفقاً على الثورة والثوار، ومتحفّظاً في حديثي عنها أمام وسائل الإعلام، لأنني كنت أدركُ مدى بطش النظام، واستعدادَه لتدمير سورية فوق رؤوس أبنائها، في سبيل بقائه متسلطاً على رقابهم، ولم أكن متأكّداً في الوقت نفسه، من مدى قدرة الشعب السوري على الثبات والصمود، وتقديم التضحيات.. إلاّ أنه بعد انتشار الثورة في كلّ المحافظات والمدن والبلدات، وبعد ظهور البطولات الرائعة من الثوار، والتضحيات الكبيرة، من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال.. لم يعدْ أمامي، وأمامَ كلّ مواطن حرّ، إلا بذل الغالي والنفيس لنصرة أهلنا الثائرين، وتقديم العون الممكن لهم بكلّ أشكاله، عملاً بقوله تعالى: وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة.. وكنت أحضّ إخواني على ذلك في كلّ مناسبة أو لقاء. وكنت أعمل منذ انطلاقة الثورة، على مشروع التسديد والمقاربة والتحشيد والتجميع، في إطار وطنيّ جامع، وأشجّع الجميع على ذلك.

وفي تلك الفترة، بعد انطلاق الثورة، دعاني فضيلة الأخ المراقب العام، مع مجموعة من الإخوة، للالتحاق بقيادة الجماعة، لتوسيع دائرتها، استجابة لمتطلّبات دعم الثورة، فاستجبنا للدعوة، ولبّيْنا النداء، وأخذنا مواقعنا في القيادة، وكنتُ حينها النائبَ الأول للمراقب العام، مسؤولاً عن الدائرة السياسية.

وعندما اتخذت قيادة الجماعة قراراً عهدت فيه إلى الإخوة في كل محافظة بدعم الثورة في محافظتهم، سارعتُ مع إخواني في محافظة حلب، إلى دعوة الناشطين في المحافظة، من الإخوان وغيرهم، لتشكيل (اللجنة المركزية لدعم الثورة في محافظة حلب)، التي اختارني الإخوة رئيساً لها، وقمنا بما نستطيع في تقديم الدعم والعون والمساندة، بكل أشكالها، إلى فصائل الثورة في المحافظة، دون تمييز بين فصيل وآخر، ودخلتُ مع مجموعة من الإخوة إلى الداخل السوريّ عدة مرات، وتجوّلنا في المدينة والريف، والتقينا بأعدادٍ كبيرة من الثوار والضباط والمقاتلين والمدنيّين، نشدّ من أزرهم، ونؤكّد على دعمهم. ولا أخفي أننا كنا نعود من كلّ جولة، بمعنوياتٍ عالية، وتفاؤل كبير، لما نجده عند أهلنا من صمود وثبات، واستعداد كبير لبذل الغالي والنفيس، وتقديم التضحيات.

وأذكر أننا عندما عقدنا مع مجموعة من القوى الوطنية، (المؤتمر الوطني لدعم الثورة) في بروكسل في بلجيكا، بتاريخ 3 حزيران 2011، وقبيل إلقائي كلمتي في المؤتمر، وصلتني اتصالات هاتفية عديدة من سورية، وعندما رددت عليها كان على الهاتف هناك أخ صديق من سورية، يبلغني بأنني مدعوّ لزيارة سورية، والاجتماع مع رئيس الجمهورية مباشرة، للبحث في أوضاع البلد، وأنهم سينقلونني مباشرة من المطار إلى القصر الجمهوري، فأجبت مستغرباً: وهل يجتمع الرئيس مع المجرمين؟.

أنا في نظر القانون مجرمٌ، محكومٌ عليه بالإعدام، بموجب القانون رقم (49) لعام 1980، فقال لي لقد صدر قانون بالعفو منذ أيام، قلت: ولكن القانون نصّ على يعفى عن الجرائم المرتكبة قبل 30 أيار 2011، ونحن الآن في 3 من حزيران، وأنا ما زلت مصرّاً على انتمائي للجماعة، وما زلت مجرما في نظر القانون، فسألني هل تريد أن أجيبهم بأنك تشترط إلغاء هذا القانون؟. قلت: فات أوان مثل هذا الشرط، بعد أن تم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ودُمّرت الأبنية على ساكنيها، واستشهد الآلاف من المدنيين. أطالب الآن بوقف عمليات القتل، وسحب الجيش من الشوارع، ومحاكمة المجرمين الذين قتلوا الأبرياء من المدنيين.. وعندئذ أفكّرُ في تلبية الدعوة. وقلت: لوكان بشار الأسد يريد حلاًّ حقيقياً، لوجد الطريق إليه واضحا. وانتهت المكالمة.

وخلال وجودي في القيادة، مسئولاً عن الدائرة السياسية، شاركت إخواني في إصدار وثيقة (عهد وميثاق) التي تقدمت بها الجماعة، إلى المجتمع السوري، وكلّ القوى الوطنية بتاريخ 25/3/2012.

وعندما بدأت مشاورات تشكيل (الإئتلاف الوطني للثورة وقوى المعارضة) في عام 2012، دعيت للمشاركة في هذه المشاورات، كشخصية وطنية مستقلة، وبعد تشاور وحوار، مع المراقب العام والإخوة في القيادة، شاركت في تأسيس هذا الائتلاف، بتاريخ 4/11/2012، وكنت عضواً في الهيئة السياسية فيه. لكن بعد أقلّ من سنتين، شعرت بعدم الجدوى من الاستمرار في هذا الائتلاف، للأسباب التي أشرت إليها في كتاب الاستقالة التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام في الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فقد كنت حريصاً منذ أن شاركت في تأسيس الائتلاف الوطني، أن يبقى هذا الائتلافُ معبّراً عن الثورة السورية ومبادئها، ساعياً إلى تحقيق أهدافها، بعيداً عن الرؤى الشخصية، والصراعات الفئوية، والأجندات الحزبية، والتدخّلات الخارجية.. وكنت أحاولُ أن أؤدّيَ دوري في خدمة الثورة ومبادئها وأهدافها، متعاوناً مع نخبة وطنية طيبة، ما زلت أحمل لها كلّ عرفان وتقدير.

لا أخفي أنني كنتُ في بداية الثورة، مشفقاً على الثورة والثوار، ومتحفّظاً في حديثي عنها أمام وسائل الإعلام، لأنني كنت أدركُ مدى بطش النظام، واستعدادَه لتدمير سورية فوق رؤوس أبنائها، في سبيل بقائه متسلطاً على رقابهمورغم أن الائتلافَ خلالَ مسيرته، والمحطّات التي مرّ بها، تعرّض  لمحاولاتٍ كثيرة لحرفه عن مهامّه الأساسية، في تمثيل الثورة وخدمة مشروعها، كما تعرّض لضغوطٍ كثيرة حاول من خلالها البعضُ أن يمليَ عليه إراداتٍ  خارجية، لحرفه عن خطه الوطني الثوريّ.. إلاّ أني كنت  أشعرُ أنه بالتعاون مع النخبة الطيبة من منتسبيه، يمكننا أن نشكلَ سدّا في وجه تلك المحاولات، وهذا ما كان يدفعني إلى المثابرة والمواظبة، حرصاً على متابعة العمل لخدمة الثورة من خلال موقع انتُدِبتُ له، على أمل أن يتعاون كلّ المخلصين والشرفاء، على إعادته إلى مساره الوطنيّ الذي أراده له مؤسّسوه.

إلا أنه في الآونة الأخيرة، بدأت أشعرُ أن الطوفانَ أصبح أقوى من السدّ، وأن النزعة الشخصية والقرارات الفردية غير المدروسة، بدأت تطغى، بعيداً عن روح ثورتنا وتطلّعات شعبنا، وأصبحنا في كلّ يوم نفاجَأ بموقف، أو نسمع تصريحاً، ثم لا يلبثُ أن يتمّ سحبه أو تصحيحه أو التنصّل منه.

ولقد فوجئت ـ كما فوجئ كثيرٌ غيري ـ بأن الائتلاف ممثّلاً برئيسه، يوجّه رسالة تهنئة للثورة المضادّة في مصر الشقيقة، ويبارك للانقلابيّين نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ، التي كانت إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري.

هذه التهنئة لا تختلف كثيراً ـ في نظري ـ عن تهنئة المجرم بشار الأسد بفوزه المزعوم في انتخابات الدم المزيّفة في سورية، وتُخرج الائتلافَ عن نهجه الثوريّ الوطني الذي اختطّه له المؤسّسون.

إن استشعاري لثقل الأمانة، وجسامة المسئولية أمام الله أولاً، ثم أمام شعبنا في سورية الجريحة ثانياً، يضطرني إلى تقديم استقالتي من الائتلاف الوطني، الذي لم يعد ـ في رأيي ـ يعبّر عن آمال شعبنا وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة.

متمنّياً لكم جميعاً الخير والتوفيق لما فيه خير شعبنا وأمتنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لندن في العاشر من حزيران 2014    علي صدر الدين البيانوني

وفي عام 2014 أعاد إخواني في مجلس الشورى، انتخابي رئيسا للمجلس، واستمررت في هذا الموقع إلى حين انتهاء دورة المجلس في عام 2018 . وكنت خلال هذه السنوات أسعى إلى تفعيل دور مجلس الشورى، من خلال تفعيل مكتب المجلس.

وما زلت أعيش هموم الجماعة والشعب السوري، وأبذل جهدي وطاقتي في تقديم المشورة والعون والمساندة،. وأشارك في كل ما أدعى إليه من جهود إيجابية وبناءة.

وأخيراً.. إن كان لي أن أختم هذه الترجمة الموجزة، فإنني أتوجه إلى أبناء شعبنا السوريّ الحر الأبي؛ بأن ثورة أهلنا في سورية، كانت ثورة الضرورة، وأننا جميعاً لم نخرجْ أشَرا ولا بطرا، وأننا لا نريد علوّاً في الأرض ولا فسادا. وأنّ وطنية الثورة لا تتعارضُ مع إسلاميتها، كما أن إسلامية الثورة لا تتعارض مع وطنيتها.. وأريد أن أؤكّدَ أن التوحّد والتوافق، لا يعني التطابق في كل شيء، فالهمّ الكبيرُ يجمعُنا، والهدفُ الكبيرُ يوحّدنا، ودولة العدل والحرية والمساواة ينبغي أن تظلّلنا..

لقد كشفت هذه الثورة المباركة، أهمية أرض الشام، وشعب الشام، وحجم المؤامرة الدولية على الشام؛ وانكشافُ كلّ هذا لا ينبغي أن يورثنا ضعفاً ولا يأساً ولا قنوطاً، بل يجب أن يزيدنا أملاً وعملاً وتوكّلاً على الله وإعداداً وإحكاماً، وثقةً بوعد الله لعباده الصالحين.

أسأل الله الرحمة لشهدائنا الأبرار، والفرج للأسرى، والمعتقلين، والمفقودين، والنازحين والمهجّرين، والشفاء للجرحى والمصابين، وأسأل الله أن يعينيهم ويحفظهم ويرعاهم. وأدعو السوريين كلّ السوريين، للتعاون والتكافل والتناصر، ومساعدة الضعيف وحمل الكلّ من الثكالى والأرامل واليتامى والمساكين.. وأدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا بجميل وعده (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)

20 ـ  وفي الختام:

 وفي ختام هذه الترجمة الموجزة، التي سطّرتها بناء على رغبة بعض الإخوة الكرام، أسجّل اعتزازي بجماعة الإخوان المسلمين، التي انتسبت إليها، بتشجيعٍ من والدي رحمه الله، ونشأت في ظلالها، منذ نعومة أظفاري، وعشت فيها مع إخوة أحبة كرام، أكثر من خمسة وستين عاماً، هي معظم سنوات عمري التي تجاوزت الثمانين.. وشهدتُ إنجازاتها ونجاحاتها، كما شهدتُ تعثّراتها وإخفاقاتها، وعاصرتُ مِحَنَها وابتلاءاتها.. فلم يزدني ذلك إلاّ اقتناعاً بسلامة منهجها وصحة طريقها، وثباتاً على نهجها ومبادئها، وحباً بقادتها وأبنائها، الذين أحببتهم في الله، وأحبّوني، وأسأل الله عز وجل أن يثبّتني وإياهم على الحق، حتى نلقاه وهو راضٍ عنا. وأن يجمعنا في مستقرّ رحمته، تحت ظلّ عرشه، يومَ لا ظلّ إلاّ ظلّه. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

أبو أنس علي صدر الدين البيانوني


إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي سيرته لـ "عربي21".. هذه بدايتي

إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي تفاصيل تجربته في سجون الأسد

إقرأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي شهادته.. من سجون الأسد إلى مفاوضات الطليعة

إقأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي كواليس توحيد اخوان سورية ومعركة حماة الكبرى

إقرأ أيضا: البيانوني: هذا ما جرى حين جلس "الإخوان" وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد

إقرأ أيضا: البيانوني يروي لـ"عربي21" شهادة مرحلة مفصلية في تاريخ الإخوان بسوريا

مقالات مشابهة

  • نتائج انتخابات بوروندي تثير جدلا وتحذيرات من تقويض الديمقراطية
  • رئيس الوزراء الإسباني سانشيز يعتذر عن فضائح الفساد في حزبه الاشتراكي
  • تصاعد فضيحة الفساد في إسبانيا بعد استقالة نائب بارز بالحزب الاشتراكي
  • الغلوسي يتهم الحكومة بوضع تشريع يحمي الفساد لأنها في حاجة لأصحاب المال في الانتخابات
  • حزب الجيل الديمقراطي: حدود مصر مصانة وسيادتها الوطنية مقدسة
  • البيانوني ينهي شهادته لـ عربي21 حول تاريخ سورية والتحول الديمقراطي
  • رئيس الشعب الديمقراطي: تحالف الأحزاب قادر على المنافسة في الانتخابات المقبلة
  • الهضيبي: استحقاقات البرلمان ركيزة للأمن القومي.. والوفد جاهز تحت أي نظام انتخابي
  • الحزب الاشتراكي الديمقراطي: التهديدات الروسية دفعت ألمانيا لتعزيز قدراتها العسكرية
  • حزب العدل: بدأنا الاستعدادا للانتخابات بكل جدية ومسؤولية