يمانيون:
2025-12-14@16:01:46 GMT

إنَّا على العهد

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

إنَّا على العهد

زهراء العرجلي

في زمن كثر فيه حكام المناصب فباتت الشعوب أضحية يقدمها حكامها الأراذل لأسيادهم الغربيين.

وفي وقت كثر الخنوع والاستسلام لمن هم أوهن من بيت العنكبوت، فانقلبت الموازين حين خنعت الشعوب وسلَّمت زمام أمرها لحكامها المحكومين من واشنطن لتلقِّي بمقاليد الأمور لليهود والنصارى.

ومع كُـلّ هذا الضلال والذل والخزي الذي كانت تعيشه الشعوب، ومن بلد هو بلد العز والفخر والشموخ ومن بيتٍ طيب وَطاهر خرج منه سيد المقاومة كما خرج منه أمير المؤمنين قديمًا، جاء سيد المقاومة فأشرقت بقدومه الأرض وانجلى بطلعته ديجور العمالة المستبد.

السيد حسن نصرالله، حفيد المصطفى وشبيه علي المرتضى، وابن فاطمة الزهراء.

وفي عام ١٩٩٢م وبعد اغتيال السيد عباس موسوي من قبل الكيان الغاصب تولى سيد الأُمَّــة السيد حسن منصب الأمين العام لحزب الله، ذلك الحزب الذي ناصر المظلوم وثار ضد الظالم.

فكان الأمين العام رجلًا لا يخاف في الله لومة لائم، فجسد قول الحق عزيز على الكافرين رحيم بالمؤمنين، عشقته القلوب، وتعلقت به الأرواح، كان سيد الأُمَّــة وسيد القضية، ذلك هو السيد الذي لم ينس فلسطين في أي خطاب يلقيه، هو الصادق الذي كان إذَا قال فعل، ففدى فلسطين بروحه ودمه.

وحين أعلنوا العدوان على اليمن كان هو الناصر الوحيد والسيد الوفي الذي لم يتركنا ليوم واحد.

خذلنا العالم فكان السيد نصرالله هو الصوت الوحيد الذي أدان واستنكر ورفض، قتلنا العالم فأحيانًا هو بكلماته التي كانت كالبلسم.

هو الذي قال: “إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب”!

كنا حين نشعر بالخِذلان نستمع له وهو يقول إن أفضل شيء عمله بحياته هو الخطاب الذي ألقاه في ثاني أَيَّـام العدوان على اليمن، فنشعر بكفيه الحانيتين تمتد لتحتضننا، كان بالنسبة لنا الحضن الحاني، والبلسم الشافي، والعزيز الغالي.

عرفناه عزيزًا كريمًا فما ازداد إلا عزة وكرامة وحبًّا في أعيننا يومًا بعد يوم.

نحن الذين كنا ننتظر حين يلقي خطابه بفارغ الصبر فنزداد شرفًا بحديثه عن اليمن.

فكان السيد الشهيد سيدنا وأبانا ووليَّ أمرنا، وكان شعب لبنان موطننا الآخر أما حزب الله فقد كان ولا زال بمثابة الروح لأنصار الله.

وفي السابع من أُكتوبر لعام 2023 استيقظ الناس على الطوفان الذي دَكَّ عرش الكيان الغاصب وأضج مضجعهم، وبعد اندلاع الحرب على غزة وجرائم الإبادة التي توجع بشاعتها الشجر والحجر وكل شيء في هذا الوجود غير البشر، ولم يتحَرّك قلب هذا العالم الميت قيد أنملة فيشعر بواجبه تجاه هذا الشعب المظلوم المستجير.

فكان محور المقاومة السبَّاقين في الاستجابة لأنين الجرحى ودموع الثكلى، لقد كان هذا المحور المساند والمناصر والمجيب الوحيد الذي لم يلزم الصمت ويغض الطرف وأهل غزة يستجيرون وما من مجيب.

فأغاظ أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وكل من يدين لهم بالولاء، فأرادوا إشعالها حربًا كبرى قد تكون الحرب العالمية الثالثة، فكان المحور لهم بالمرصاد، فما خاف ولا وهن ولا تراجع.

بعدها قاموا بتفجيرات البيجر في لبنانَ ليبدأ العدوان على لبنان العزيز، فكان حزب الله بقيادة أسده الغالب هم جنود الله على أرضه فهم ولدوا ليزيلوا هذا الكيان الغاصب.

وفي يوم الجمعة، السابع والعشرين من شهر سبتمبر لعام 2024 حدثت الفاجعة الكبرى والجريمة النكراء، زلزال كبير هز العاصمة بيروت ويا ليته هز العالم بأكمله ولم يهزها،

قنوات الإعلام تثرثر بكلام لا يستوعبه العقل فكيف يصدقه القلب؟!

أيدٍ مرتجفة تتطلع إلى السماء، وكلمات متقطعة تتمتم بالدعاء، إلا السيد حسن، هكذا قال الجميع ولكن إرادَة الله كانت فوق كُـلّ إرادَة.

وفي الثامن والعشرين جرى تأكيد خبر استشهاد معز الأُمَّــة وحبيبها، سيد الوعد.

استشهد سيد الانتصارات فكان دمه الزاكي بركانًا يهز عروش المستكبرين.

هو الذي قال “عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر”، فانتصرت بدمه فلسطين ورفرفت راية الحق عاليًا، فكان السيد هو المربي والمعلم والأب الموجه والحنون، كان العطوف البشوش، كان آية في التواضع، ودرسًا للأخلاق النبيلة، كان القرآن الذي يمشي على هذه الأرض وما كانت تليق بسيد مثله نهاية غير هذه النهاية المشرِّفة.

لينظر العدوّ اليوم ليشاهد أنه باغتياله لسيد شهداء الأُمَّــة أحيا العالم بأكمله، لتنظروا إلى ذلك الموكب الذي يملأُ الأرض لتشييع أطهر الخلق، اغتلتم السيد حسن فكان العالم بأكمله حسن نصرالله، أردتم إبعاده فصار أقرب من حبل الوريد، فصار يعرفه من لم يتعرف عليه قبل رحيله، صار يحبه كُـلّ من سمع به.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید حسن

إقرأ أيضاً:

السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها

 

 

في أكثر المراحل خطورة على وجود الأُمَّــة ومصيرها، وفي اللحظة التي اقتربت فيها شعوب المنطقة من حافة الفناء، بزغ صوتٌ مختلف، صادقٌ، وممتلئٌ بالبصيرة؛ صوت قائد الثورة وسيد الصمود السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “نصره الله”، الذي حمل راية الوعي قبل السلاح، وتقدّم من مترسه المتقدّم لأمةٍ تأخرت كَثيرًا عن مسؤولياتها ورسالتها.
من خطوط المواجهة الأولى، ومن خنادق المبدأ التي لم يتخلَّ عنها لحظة، برز السيد القائد مخاطبًا أُمَّـة رهنت سيفها وباعت بندقيتها وتنازلت عن قضيتها؛ فأعادها إلى أصل الطريق، إلى القرآن، إلى الهُوية الإيمانية، وإلى ما يعيد الحياة في أُمَّـة كادت أن تُدفن تحت ركام الهزائم.
ظهوره في كُـلّ اللحظات الفاصلة بمثابة إنذارٍ مبكر لسقوط السيناريوهات السوداء التي حيكت في الظلام؛ سيناريوهات مكشوفة اليوم، لم تعد تخفى على أحد، من مخطّطات التفتيت إلى مشاريع الإبادة التي أعدّ لها الطغاة لتدور رحاها على رقاب الشعوب دون تمييز.
ومن موقع الربَّانية والصدق، يدعو القائدُ الجميعَ إلى أن ينهضوا بداعي الله، أن يعودوا إلى ما يُحْييهم بعد مَواتٍ طويل، وأن يستعيدوا من تحت الرماد ذلك الإيمانَ الذي صُودر منهم لسنوات من التضليل والفشل.
وفي غمرة هذا الانزواء العربي، يتقدّم اليمن ليكون – رغم الجراح والحصار – رأس الحربة، في باب المندب كسر صنميةَ أمريكا، وفي البحر الأحمر هشَّمَ أساطيرَ الصهيونية، وفي البحر العربي زلزل عبوديةَ المتصهينين، ليعلن للعالم أن إرادَة الشعوب حين تتصل بالله أقوى من كُـلّ أساطيل الأرض.
واليوم، يواصل قائد الثورة ورُبّان الانتصار دعوتَه للشعب اليمني: دعوةً للنفير، للتعبئة، للإعداد، وللجهوزية، دعوةً لا تنطلقُ من فراغ، بل من بصيرةٍ ترى ما لا يراه الآخرون، وتدرك أن اللحظةَ التاريخية التي تمر بها الأُمَّــةُ لا تحتملُ التردُّدَ ولا الوقوف في المنتصف، إنها دعوة للمسؤولية والوعي.. دعوةٌ كي يبقى اليمن كما كان دومًا: السدَّ الأول في وجه الطغيان، والصوت الذي لا يخفت حين تصمت الأصوات.

مقالات مشابهة

  • عبد الله السيد يتألق في "دولة التلاوة".. ولجنة التحكيم تشيد بتطوره الكبير
  • «امتياز ما شاء الله».. لجنة تحكيم «دولة التلاوة» تشيد بالمتسابق محمود السيد (فيديو)
  • *مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان*
  • حضرت مبكرًا للعمل.. فكان جزاؤها الفصل النهائي
  • الجميّل: العهد لم يخذلنا لكن المطلوب سرعة أكثر في اتّخاذ القرارات والحسم
  • السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • بالفيديو والصورة... هذا ما حصل في مبنى قرب مكان استشهاد السيد نصرالله
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز