بلدية غزة تحذر من كارثة بيئية وصحية بسبب تراكم النفايات
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
حذّرت بلدية غزة، اليوم الاثنين، من كارثة صحية وبيئية خطيرة جراء تراكم نحو 170 ألف طن من النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة داخل المدينة.
وأوضحت البلدية، في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن هذا التراكم يعود إلى منع الاحتلال لطواقمها من الوصول إلى المكب شرق المدينة، بالإضافة إلى تدمير الاحتلال لما يقارب 80% من آليات البلدية، مما فاقم الأزمة.
وفي محاولة لمواجهة هذه التحديات، أطلقت البلدية خطة طوارئ الأسبوع الماضي لإزالة النفايات المتراكمة في الشوارع والأحياء ومراكز الإيواء، وذلك في إطار جهودها للتخفيف من المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن الأزمة.
وأشارت البلدية إلى أن الخطة تعتمد على فرق عمل متخصصة تضم مشرفين وعمالاً وفنيين، إلى جانب استخدام آليات ومعدات متنوعة لجمع النفايات ونقلها، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة ACF، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والقطاع الخاص.
وأكدت البلدية أن تنفيذ المشروع سيستغرق من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، بشرط توافر المعدات الثقيلة والموارد اللازمة. كما تتضمن الخطة تقسيم المدينة إلى قسمين، شرقي وغربي، والبدء بإزالة النفايات من الشوارع الرئيسية قبل الانتقال إلى الأحياء السكنية ومراكز الإيواء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النفايات بلدية غزة اللجنة الدولية للصليب الأحمر المزيد
إقرأ أيضاً:
التجويع الممنهج في غزة.. جريمة مكتملة الأركان تُدار بوعي سياسي!..
بقلم: د. محمد أبو طربوش ..
في قطاع غزة، تجاوزت الأزمة الإنسانية مجرد كونها وصفًا دبلوماسيًا لتصبح مشهدًا غير مسبوق يكشف كيف يمكن للمجاعة أن تتحول إلى أداة سياسية بامتياز.
الأزمة التي تعصف بالقطاع ليست نابعة من نقص التبرعات أو الأموال، بل من حصار خانق يمنع إدخال المواد الأساسية، جاعلًا حياة أكثر من مليوني إنسان رهينة قرار سياسي مُخطط بعناية.
من أزمة إنسانية إلى سلاح استراتيجي..
ما يحدث في غزة يتجاوز مفهوم “نقص الإمدادات” ليبلغ مستوى سياسة تجويع متعمدة. لا يكتفي الاحتلال بالحصار العسكري، بل يسعى إلى تحويل الغذاء والدواء إلى أدوات ضغط تفاوضي.
هذا التحول يكشف أن المجاعة لم تعد نتيجة جانبية للحرب، بل أداة تُستخدم لفرض واقع سياسي جديد على الأرض.
الموت جوعًا.. مرحلة جديدة من الحصار
ولأول مرة، تُسجل وفيات مباشرة بسبب الجوع الصريح، وليس فقط بسبب سوء التغذية أو نقص الدواء كما في جولات سابقة.
موت الأطفال بعد أيام بلا طعام يعكس أن الأزمة وصلت إلى مرحلة كسر إرادة المجتمع عبر استهداف أساس بقائه: الغذاء.
هذا النوع من الضغط لا يواجهه التصعيد العسكري وحده، بل يحتاج إلى قراءة سياسية تتجاوز لغة الإدانة.
الحصار الثلاثي.. الأرض والبحر والمعابر
الاحتلال يدير المعركة عبر التحكم الكامل في بوابة الطعام، ما يجعل أي حديث عن المساعدات مشروطًا بالمعابر التي يسيطر عليها بالكامل، حيث تشكل السيطرة على الأراضي الزراعية، وتدمير الثروة الحيوانية، وقصف البحر واعتقال الصيادين، أضلاع حصار ثلاثي يقطع أي إمكانية للاعتماد على الذات.
الإنزالات الجوية.. بين الحل والإيذاء
ويبدو الطرح الغربي بخصوص الإنزالات الجوية أقرب إلى إدارة صورة إعلامية منه إلى حل عملي. هذه الإنزالات تعني توزيع الطعام وفق منطق القوة والسرعة، ما يُقصي الفئات الأضعف من الأرامل والأطفال والمرضى. إضافة إلى ذلك، فإن المشهد نفسه يخدم رواية الاحتلال: شعب مذلول ينتظر فتات السماء بدل كسر الحصار من جذوره.
مجاعة على الهواء.. صدمة التاريخ
الفارق في هذه الجولة ليس في قسوة الحصار فحسب، بل في كونه موثقًا بالكامل بالصوت والصورة.
تُبث مشاهد الأطفال الجائعين مباشرة للعالم، ومع ذلك لا يتحرك الشارع الدولي والإقليمي بما يتناسب مع حجم الجريمة. بدا الصمت العربي، وخصوصًا من دول الجوار، صادمًا حتى للإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع هذا الفراغ الشعبي والسياسي.
إن ما يجري في غزة اليوم ليس كارثة إنسانية عابرة، بل جريمة مكتملة الأركان تُدار بوعي سياسي. لقد أصبح التجويع لغة تفاوضية ورسالة ردع في آن واحد. ومع استمرار الصمت، تتحول المجاعة من مأساة محلية إلى اختبار أخلاقي عالمي سيسجل التاريخ نتائجه بوضوح: إما صحوة توقف الجريمة، أو عار أبدي سيلاحق الجميع.
user