كيف يواجه البابا فرنسيس الحياة برئة واحدة؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ سنوات، يعيش البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، حياة مليئة بالتحديات الصحية، خاصة مع حالته الطبية المتعلقة برئة واحدة فقط.
لكن رغم الظروف الصحية الصعبة، يواصل البابا أداء مهامه الدينية والإدارية بعزيمة قوية، وهو مثال حي على قوة الإرادة والإيمان في مواجهة المصاعب.
التحديات الصحية التي يواجهها البابا
البابا فرنسيس يعاني من مشكلة صحية كبيرة بدأت في عام 1957 عندما أصيب بعدوى في الرئة، مما تطلب استئصال جزء منها.
رغم هذه الصعوبات، يعاني البابا في بعض الأحيان من ضيق في التنفس بسبب قلة الأوكسجين في جسمه نتيجة لوجود رئة واحدة فقط. كما أُصيب بعدة مشاكل صحية في السنوات الأخيرة، مثل التهاب مفاصل في الركبتين، وهي التي تسببت له في صعوبة الحركة. لكن البابا لم يسمح لهذه التحديات بأن تعيقه عن متابعة مهامه الروحية.
دوره الروحي والقيادي رغم المرض
البابا فرنسيس، الذي أصبح قدوة للمؤمنين في مختلف أنحاء العالم، يستمر في أداء مهامه الروحية والإدارية بعزم غير مسبوق.
وعلى الرغم من معاناته من هذه الأمراض، لا يتوقف عن زيارة الكنائس والمعابد، والتواصل مع المؤمنين، والمشاركة في الاحتفالات الدينية الكبرى.
يرتبط البابا فرنسيس ارتباطًا وثيقًا بالقيم المسيحية الأساسية مثل الرحمة والتواضع والتضحية. هو شخص يتفانى في خدمة الآخرين، حتى في ظل معاناته الصحية. يواصل البابا الظهور علنًا في المناسبات الدينية، ويحرص على تقديم رسائل السلام والمحبة والمغفرة للجميع.
التعامل مع تحديات التنقل
البابا فرنسيس اعتمد في بعض الأحيان على استخدام كرسي متحرك بسبب آلام الركبة، لكن رغم ذلك، لم يتوقف عن أداء واجباته. بالإضافة إلى ذلك، حرص على تعديل جدول أعماله بحيث يتناسب مع قدراته البدنية، حيث يتم تخفيف الظهور العلني المكثف في بعض الأوقات للسماح له بالراحة.
وفي الوقت نفسه، تتواصل زيارته لمستشفيات المرضى والمناطق الفقيرة في العالم، حيث يصر على الاقتراب من الناس الذين يعانون من مختلف أشكال الألم الجسدي والمعنوي. يمثل ذلك جزءًا من رسالته الدائمة حول أهمية العناية بالآخرين ومواساة المحتاجين.
الروح المعنوية العالية
رغم حالته الصحية الصعبة، لا يدع البابا فرنسيس المرض يعيق عزيمته في نشر رسالته الروحية. ففي ظل الجائحة التي اجتاحت العالم، كان البابا أول من أصدر رسائل دعم للأشخاص المتضررين من الفيروس، ولم يتوقف عن التوجيه والتواصل الروحي عبر الفضاء الرقمي.
كانت رسالته “أوربي إي تي أوربي” في ساحة القديس بطرس في أبريل 2020، وهي الصلاة الخاصة التي يدعو فيها البابا للمغفرة والسلام، من أبرز اللحظات التي أظهرت التزامه العميق بدوره الروحي رغم محنته الصحية.
التفاؤل والأمل في مواجهة الصعاب
البابا فرنسيس لم يتوقف عن الحديث عن الأمل في الأوقات الصعبة. أكد في كثير من المناسبات على أن “الإنسان لا يستطيع العيش بلا أمل”، وأن الإيمان بالله هو مصدر القوة في مواجهة الألم. هو يسلط الضوء على المعاني الروحية التي يمكن أن نستلهمها من الصعاب التي نواجهها في حياتنا.
هذا التفاؤل العميق يجسد جوهر إيمانه، فهو يثق في قدرة الله على منح الراحة والشفاء حتى في أصعب اللحظات. وكان يحث الجميع على الحفاظ على الروح المعنوية في الأوقات العصيبة، سواء كانت تلك الأوقات تتعلق بالمرض أو التحديات الحياتية الأخرى.
يذكر أن البابا فرنسيس ليس مجرد زعيم روحي، بل هو مثال حي على كيفية تجاوز المحن الصحية بروح من التفاني والرحمة. بالرغم من أنه يعاني من مرض مزمن ويمتلك رئة واحدة فقط، إلا أن قوة عزيمته وحبه لخدمة الآخرين تجعل منه رمزًا حيًا للقوة الروحية والتضحية. تواصل البابا فرنسيس في أداء رسالته من خلال الصلاة، والخدمة، والإلهام، ليظل شعاعًا من الأمل لجميع المؤمنين في العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اصابة البابا فرنسيس البابا فرنسیس فی مواجهة واحدة فقط فرنسیس ا یتوقف عن
إقرأ أيضاً:
«حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء أمس، من مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في إطار ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم.
وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وعبر قداسته عن سعادته بلقاء الشباب خلال أيام الملتقى، لافتًا إلى أن المشاركين من الشباب أتوا من ٤٤ دولة، ومع تنوع ثقافاتهم ولغاتهم، إلا أن الملتقى يجمعهم معًا في حضن الكنيسة، يصلون ويدرسون، ويتناقشون ويكتسبون خبرات.
حكايات الشجرة المغروسةواستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، وقرأ الآية: "قِفُوا عَلَى الطُّرُقِ وَانْظُرُوا، وَاسْأَلُوا عَنِ السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ: أَيْنَ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّالِحُ؟ وَسِيرُوا فِيهِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (إر ٦: ١٦).
وأوضح قداسته إلى أن موضوع اليوم مرتبط بشعار الملتقى وهو "متصلون Connected"، لأن الجذور القبطية الأرثوذكسية تجعلنا مرتبطين بالأصل من خلال حضن الكنيسة (الشجرة).
وأشار إلى خمسة جذور قبطية أرثوذكسية، وهي:
١- التقويم القبطي:
- السنة القبطية تتكون من ١٣ شهر وكل شهر فيها يتكون من ٣٠ يوم ما عدا شهر نسيء والذي يتكون من ٥ أو ٦ أيام.
- التقويم يُمثل ذاكرة الكنيسة من أعياد وأصوام، مثال العيد العالمي: عيد دخول السيد المسيح مصر Global Coptic Day والذي نحتفل به في الأول من يونيو.
- مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها "علم المصريات"، لذلك التقويم القبطي هو أول جذور الكنيسة.
٢- اللغة القبطية:
- لغة موسيقية وروحانية، وأول فِعل بها هو "إشليل" أي صلوا.
- اللغة تحمل ثقافتنا، مثل لحن "خين إفران".
- هي لغة مصرية قديمة مكتوبة بحروف يونانية، ويوجد بها أسماء لبلاد مصرية مثل "شبرا" وتعني قرية.
- تحمل صلوات وألحان وليتورچيات.
- الكنيسة هي المكان (الحُر) الذي يختاره الإنسان ويجد فيها اللغة القبطية.
٣- الألحان:
- هي موسيقى جميلة تتمثّل في كلمة تخرج من اللسان ونغمة تخرج من القلب.
- اللحن ينقل المشاعر، مثل لحن "غولغوثا".
- أصغر لحن وأقصر صلاة هي "كيرياليسون".
- اللحن يعطي جمالاً للعبادة.
٤- القديسين:
- الكنيسة وضعت كتاب السنكسار والذي يحتوي على سير القديسين يوميًّا، حيث تحتفل الكنيسة بفرح يوميًّا "نُعيّد في هذا اليوم...".
- نسمي أبناءنا بأسماء القديسين والتي تحمل معاني مثل بيشوي والذي يعني سامي.
- نصلي التماجيد ونقيم نهضات للقديسين.
- القديسين أصبحوا في السماء ومن خلالهم نستمد العصارة والغذاء الروحية.
- حامل الأيقونات "الأيقونستاسز" والذي يحمل صور القديسين كأنهم يشجعوننا للوصول إلى السماء.
ودعا قداسته الشباب إلى أن يطلقوا على أبنائهم مستقبلاً، أسماء قديسين.
٥- الرهبنة:
- هي الكنز الروحي لنا.
- فيها يتطلع الإنسان إلى الأبدية ويحيا بالوصية.
- أول راهب هو القديس الأنبا أنطونيوس (الكبير).
- توجد أديرة كثيرة في مختلف دول العالم، وفي مصر يوجد أكثر من ٥٠ ديرا للرهبان وأكثر من ١٥ ديرا للراهبات.
- الكنيسة تُعلمنا تعليم رهباني في كل قداس لكي نعيش بالروح، "لا تحبوا العالم.. ".
- أجمل ما في الدير هو التسبحة.