لبنان ٢٤:
2025-06-13@10:02:06 GMT

أزمة التيار السياسية.. لا حلول

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

يمرُّ "التيَّار الوطني الحر" في لبنان بأزمة سياسية عميقة، تبدو مُتعددة الأبعاد، بدءاً من تراجع نفوذه داخل مؤسسات الدولة، وصولاً إلى أزمة شعبية مُتفاقمة، مروراً بفقدان الحلفاء التقليديين الذين ضمنوا لها في الماضي حضوراً مؤثراً في المشهد السياسي. تُعتبر خسارة التحالف الاستراتيجي مع "حزب الله" أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى تراجع وزن "التيار"، إذ مثّل هذا التحالف لسنواتٍ عموداً فقرياً لتحالفات التيار داخل السلطة والبلد، وحاجزاً أمام محاولات عزلته.

فبعد سنواتٍ من التنسيق الوثيق، بدأ التباعد بين الطرفين يتّسع تدريجياً، لا سيّما بعد خروج مؤسس التيار، العماد ميشال عون، من سدّة الرئاسة، وتباين الأولويات في ظلّ الأزمات المُتعاقبة التي عصفت بلبنان، ما أفقد التيار جزءاً كبيراً من قدرته على الضغط أو التأثير في القرارات السيادية أو الحكومية.

في السابق، استطاع التيار الوطني الحر، بفضل تحالفه مع حزب الله، أن يحجز موقعاً متقدماً في الحكومات والمؤسسات، لكنّ المشهد اختلف اليوم. فبعد انحسار التحالف، وجد التيار نفسه معزولاً على الساحة السياسية، مع عدم قدرة واضحة على بناء تحالفات جديدة تكفل له استعادة دوره. تُفاقم هذه العزلة من أزمته الداخلية، وتُضعف موقفه التفاوضي أمام القوى الأخرى، في وقتٍ تزداد فيه الانقسامات بين مكوّنات المشهد اللبناني، وتتصارع فيه الأطراف على تقاسم النفوذ.

الأزمة السياسية لا تنفصل عن تراجع شعبية التيار، الذي دفع ثمن إدارته الفاشلة للدولة خلال فترة وجوده في السلطة. فخلال سنوات حكمه، تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ووصلت البلاد إلى حافّة الانهيار مع انهيار العملة، من دون أن يتمكّن التيار، رغم مشاركته في الحكومات المتعاقبة، من تقديم حلولٍ فعّالة. كما أن اتّساع الفجوة بين خطابه الإصلاحي وممارساته، عمّق أزمة الثقة مع الشارع، الذي بات يُحمّله جزءاً من المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد.

اليوم، يواجه التيار الوطني الحر تحدّياً وجودياً. فمن جهة، لم يعد قادراً على الاعتماد على تحالفات سابقة لتعزيز موقعه، ومن جهة أخرى، يُعاني من شرعيةٍ مُتداعية بسبب فشله في إدارة الدولة، ما يجعله عُرضةً لمزيدٍ من التهميش.
في ظلّ هذا الواقع، يبدو مستقبله مرهوناً بقدرته على مراجعة استراتيجياته، وربما خوض معركةٍ داخلية لإصلاح بنيته واستعادة الصدقية. لكنّ هذه المهمّة ليست سهلة في مناخٍ لبناني مُتشظٍّ، تعصف به الأزمات من كلّ جانب، وتغيب فيه أيّ رؤيةٍ واضحة للخلاص.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إدارة الأزمات: صافرات الإنذار إجراء احترازي

صراحة نيوز -قال مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أحمد النعيمات، الجمعة، إن إطلاق صافرات الإنذار صباح اليوم في جميع المحافظات جاء كإجراء احترازي لتنبيه المواطنين، وذلك استنادًا إلى التحذيرات والتعليمات التي أصدرها المركز، والتي شملت جزئية إطلاق صافرات الإنذار.

وبيّن النعيمات أن هذا الإجراء جاء لتنبيه المواطنين تجاه تطورات الأحداث في المنطقة، وكيفية التصرف واتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية، بهدف الحفاظ على سلامتهم.

مقالات مشابهة

  • إدارة الأزمات: صافرات الإنذار إجراء احترازي
  • التيار بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران: لبنان يجب ألا يكون طرفاً في هذا النزاع
  • أقوى امرأة بالبيت الأبيض.. من هي سوزي وايلز التي أنهت أزمة ترامب وماسك؟
  • مضاعفة قيمة مقابل التصالح في جريمة سرقة التيار الكهربائي بهذه الحالة
  • المغرب يدين تعنت الجزائر التي ترهن العملية السياسية على حساب الاستقرار الإقليمي
  • عدن تُنهكها الأزمات.. أزمة غاز منزلي تدخل يومها السادس وسط سخط شعبي وتحذيرات اقتصادية
  • كمال حسنين: معركتنا الحقيقية ستكون على المقاعد الفردية ولدينا كوادرنا التي تحظى بثقة الشارع المصري
  • جرفة التيار..مصرع تلميذ بترعه العبادلة بمركز المراغه بسوهاج
  • المشهد الانتخابي في العراق: أزمة ثقة وتكرار الفشل
  • أزمة تجنيد الحريديم تعصف بالحياة السياسية في إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟