جاكرتا- أطلقت وزارة الخارجية الإندونيسية وهيئات إنسانية ومجتمعية حملة تضامنية تحت شعار "التضامن والتفاعل الحقيقي والأمل الجديد"، وتهدف إلى تنسيق جهود عشرات المنظمات الإنسانية في البلاد وكذلك في تايلند وماليزيا لجمع ما يزيد على 200 مليون دولار خلال شهر رمضان لإغاثة فلسطين، وخصوصا قطاع غزة وإعادة الإعمار فيه.

وقال أنيس متى نائب وزير الخارجية الإندونيسي لشؤون العالم الإسلامي إن بلاده تسعى لتعزيز دور دبلوماسيتها الإنسانية، بحضور تضامني مع فلسطين من أكبر دولة في العالم الإسلامي من حيث عدد السكان.

وتمثل إندونيسيا إحدى 3 دول مسلمة مدرجة ضمن أكبر 20 اقتصاد في العالم إلى جانب تركيا والسعودية، وهو ما يعني "قوة اقتصادية تسهم في الأعمال الإنسانية" حسب وصف نائب الوزير، مع توقع أن تصبح إندونيسيا ضمن أكبر اقتصادات العالم خلال عقد أو عقدين.

وأشار أنيس متى إلى أن هذه الحملة التضامنية "تسعى إلى أن يكون العمل الإنساني والإغاثي أكثر تنسيقا، وأن يحقق أهدافا إستراتيجية مؤثرة، وذات رمزية تمثل إندونيسيا بلدا وشعبا، واهتمامها بالقضية الفلسطينية ذات الأثر على مجريات السياسة الإقليمية والدولية".

وأضاف أن تقديم الإندونيسيين الدعم الإنساني "أمانة دستورية وواجب ديني وإنساني"، مبينا أن القضية الفلسطينية من أولويات الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو.

إعلان

وتعهد الرئيس بدعم القضية الفلسطينية منذ أول خطاب له بعد أدائه اليمين الدستورية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلال حملته الرئاسية السابقة عام 2014.

أنيس متى نائب وزير الخارجية الإندونيسي أكد أهمية "الدبلوماسية الإنسانية" (الجزيرة) "دبلوماسية إنسانية"

وفي ما يخص قيمة التبرعات والدعم الإنساني الذي يقدمه الإندونيسيون، أكد متى ضرورة أن يكون لإندونيسيا إسهام "رقمي" كبير في العون الإنساني.

وهنا أشاد بدور المؤسسات الإنسانية والخيرية الإندونيسية، وعدّها رائدة في "الدبلوماسية الإنسانية"، ودعمها نضال الشعب الفلسطيني، "وهو ما يعكس ثقافة الكرم والجود للشعب الإندونيسي"، حسب تعبيره، قائلا إن "ذلك من صفات الشعوب ذات الحضارات المؤثرة".

ودُشنت الحملة في مجمع وزارة الخارجية الإندونيسية بجاكرتا. وقال بيان صادر عن المنظمات الإنسانية الداعمة للشعب الفلسطيني إنها تعكس بجهدها الخيري ما جاء في الدستور الإندونيسي والوعي الشعبي من معانٍ ومُثل، وتستجيب في ذلك للواجب الأخلاقي والإنساني، متعهدة بالإسهام في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في فلسطين، وساعية لتوحيد وتنسيق الجهود من أجل ذلك.

وإلى جانب عشرات المنظمات الإنسانية غير الحكومية شاركت في إطلاق الحملة هيئات دينية رسمية. وأشار سوريا رحمان من المنتدى الإنساني الإندونيسي، إلى تطلع المشاركين لتنسيق وتوحيد جهود عشرات من منظمات المجتمع المدني، ولكل منها مشاريع نفذت في قطاع غزة خلال الشهور والسنوات الماضية.

كما أشار مدير منتدى الزكاة ولدان ديوا يانا إلى أن 184 منظمة ومؤسسة تعمل في مجال الزكاة والصدقات جمعت ما بين ديسمبر/كانون الأول 2023 وحتى يناير/كانون الثاني 2025 أكثر من 131 مليار روبية إندونيسية، أي ما يعادل نحو 8.5 ملايين دولار. وقال إن تنسيق الجهود الإنسانية خطوة مهمة ومتقدمة.

في حين قال زينول البحر، من هيئة عاملي الزكاة الحكومية، إن هيئته جمعت نحو 350 مليار روبية إندونيسية، أي نحو 21.8 مليون دولار موجّهة لإغاثة وإعمار غزة.

المساعدات الإندونيسية لغزة لم تتوقف منذ بداية العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الجزيرة) لتنسيق الجهود

من جانبه، قال مسؤول العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في مجلس العلماء الإندونيسي سودارنوتو عبد الحكيم -في كلمته بإطلاق الحملة- إن هذه الجهود الإغاثية تأتي لتعزز الأخوة الإنسانية والإسلامية مع أهل فلسطين، مؤكدا الدور المهم الذي تقوم به إندونيسيا دبلوماسيا وإعلاميا وخيريا وشعبيا.

إعلان

وبيّن أن معونات الشعب الإندونيسي لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أنه لم يعد يجدي أن تعمل كل مؤسسة إنسانية منفردة، ومن الضرورة تنسيق جهود الإغاثة العاجلة والإعمار لإنجاحها.

بدوره، قال مدير دائرة آسيا والمحيط الهادي وأفريقيا في الخارجية الإندونيسية عبد القادر جيلاني إن إطلاق هذه الحملة في مجمع الخارجية الإندونيسية يأتي ليوحد وينسق الجهود الرسمية والشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني، من قبل الشعب الإندونيسي "خاصة مع بلوغ الأزمة الإنسانية في غزة مستويات لا يمكن للكلمات أن تفي بوصفها".

وأكد الدبلوماسي الإندونيسي أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية في كل مراحل العمل الإنساني، ضمن إطار منتدى تنسيقي تواصلي يحقق أعلى مستوى من الفاعلية والفعالية في إيصال العون الإنساني لمستحقيه، مشيرا إلى أن أشكالا من هذا التنسيق قد بدأت فعلا في حملات إنسانية سابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخارجیة الإندونیسیة الخارجیة الإندونیسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يشنّون حملة قمعية ضد الباعة المتجولين في صنعاء وسط مصادرة واسعة لممتلكاتهم وغياب أي بدائل

تشن مليشيا الحوثي حملة ميدانية واسعة منذ أسبوعين ضد الباعة المتجولين وملاك البسطات في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، شملت إزالة ممتلكاتهم بالقوة ومصادرة أموالهم، ما تسبب في خسائر فادحة ودفع الآلاف إلى حافة البطالة.

وقالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن الميليشيا نفذت الحملة بدون سابق إنذار، مستخدمة عشرات الآليات والقلابات لجرف البسطات والأكشاك، ومصاحبة بحماية أمنية مشددة من قوات عسكرية. كما طالت الحملة سحب سيارات تابعة للباعة، دون توفير أي حلول أو بدائل تُمكنهم من الاستمرار في كسب أرزاقهم.

وأوضحت المصادر أن المليشيا بررت هذه الإجراءات تحت ذريعة تنظيم المرور وإزالة العشوائيات، لكنها لم تقدم أي تعويضات للمتضررين، ولم تراعِ الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في ظل الانهيار الاقتصادي الواسع.

وأضافت أن الحملة نُفذت من قبل شرطة المرور ومكاتب الأشغال والنظافة والمديريات التابعة لسلطة الحوثيين، بقيادة المنتحل صفة أمين العاصمة حمود عباد، والمنتحل صفة مدير عام شرطة المرور بكيل محمد البراشي.

وبحسب المصادر فقد استهدفت الحملة عدداً من الشوارع والأسواق الرئيسة في العاصمة، أبرزها: حي شميلة، وشارع خولان، وباب اليمن، وباب السلام، وشارع 14 أكتوبر، وسوق الزهراوي، وشارعَي 45 والثلاثين، وشارع الصافية، وشارع الدائري، وشارع الخمسين الممتد من سوق الهندوانة حتى جولة الرويشان، بالإضافة إلى أسواق: الحثيلي، دار سلم، شميلة، الزهراوي، وشارع تعز.

وأشارت المصادر إلى أن الحملة لم تكتفِ بجرف البسطات، بل طالت كذلك رفع ومصادرة مئات السيارات القديمة والمتهالكة، والعربات المتنقلة، وسط تنديد واسع من ناشطين على مواقع التواصل، الذين دعوا إلى إنشاء أسواق نموذجية بديلة بإيجارات رمزية بدلاً من محاربة المواطنين في أرزاقهم وابتزازهم المستمر.

ويعاني الباعة المتجولون في صنعاء من تضييق متواصل وابتزاز مالي متزايد منذ سنوات، تفرضه ميليشيا الحوثي في صورة جبايات غير قانونية، ما دفع كثيرين إلى ترك هذه المهنة والبحث عن مصادر دخل بديلة.

ومنذ استيلاء الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العاصمة في سبتمبر 2014، فرضت سلطات الحوثيين سلسلة من الإتاوات والجبايات غير القانونية على التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة، بما فيهم الباعة المتجولون، رغم أن غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر.

مقالات مشابهة

  • مركز حقوقي يدين حملة الإختطافات الحوثية في إب ويدعو لوقفها
  • سقيا الإمارات تدعم حملة ثلاجة الفريج
  • في 5 محافظات يمنية.. حملة قمع حوثية تطال عشرات المدنيين
  • بنك عُمان العربي يُطلق حملة "خريف ظفار" بمزايا حصرية
  • حملة مكبرة لرفع الإشغالات وتعديات الطريق بضواحي بورسعيد
  • المركز الأمريكي للعدالة يقول إن الاختطافات الحوثية في إب تصعيد خطير يرقى لجرائم ضد الإنسانية
  • «براند دبي» يُطلق موسماً جديداً من حملة «وجهات دبي»
  • حملة تموينية مكبرة بمركز طنطا لضبط الأنشطة التجارية المخالفة
  • وزارة الصحة تستعد لتنفيذ حملة تحصين ضد شلل الأطفال منتصف الشهر الجاري
  • الحوثيون يشنّون حملة قمعية ضد الباعة المتجولين في صنعاء وسط مصادرة واسعة لممتلكاتهم وغياب أي بدائل