6 أسئلة توضح ما قد يحدث إذا تجاهلت إدارة ترامب قرارات القضاء
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
ناقش تقرير في صحيفة واشنطن بوست التداعيات القانونية والسياسية المحتملة لتجاهل الإدارة الأميركية قرارات القضاء، بما في ذلك إمكانية فرض عقوبات قانونية على المسؤولين، وردود الفعل المحتملة من الكونغرس والرأي العام.
ويأتي التقرير في سياق تصاعد التوتر بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسلطة القضائية، إذ أصدرت المحاكم الفدرالية أحكاما تعرقل تنفيذ العديد من قراراته السياسية والإدارية.
كما يتزامن التقرير مع دعوات بعض حلفاء ترامب في البيت الأبيض والكونغرس إلى تجاهل بعض أوامر القضاء أو الحد من سلطته، مما أثار مخاوف من أزمة دستورية غير مسبوقة.
وقال التقرير إنه إذا رفض مسؤول في إدارة ترامب الامتثال لأمر قضائي يمكن للمدعين في القضية أن يطلبوا من القاضي اتخاذ إجراءات لإنفاذ القرار، ويؤكد خبراء قانونيون أن مثل هذا التصرف قد يهدد مبدأ فصل السلطات الذي ينص عليه الدستور الأميركي.
ووفق التقرير بقلم المراسلين جاستن جوفينال وكولبي إتكويتز، قد يلجأ القاضي إلى فرض غرامات مالية على المسؤولين المعنيين، بل قد يصل الأمر إلى إصدار أمر بالسجن في حال استمرار تحدي أمر المحكمة.
ويتساءل التقرير عما إذا ما كانت إدارة ترامب ستلتزم بمثل هذه الأوامر، خاصة أن سلطة إنفاذ القانون بيدها.
إعلانوحددت 6 أسئلة قالت إنها توضح ملابسات رفض الإدارة الأميركية الامتثال للقضاء:
أولا: هل هناك سوابق؟لطالما امتثل رؤساء الولايات المتحدة والمسؤولون السياسيون لقرارات المحاكم، حتى في ظل انتقاداتهم لبعض القضاة، وبينما سبق لترامب أن هاجم السلطة القضائية خلال ولايته الأولى لكنه التزم بأوامرها في النهاية، وفق التقرير.
ومع ذلك، هناك سوابق تاريخية لتحدي أوامر المحكمة، مثل مقاومة بعض الولايات الجنوبية قرار المحكمة العليا عام 1954 بإلغاء الفصل العنصري في المدارس.
كذلك، تجاهل الرئيس أندرو جاكسون حكما قضائيا عام 1832 ينص على سيادة القبائل الأميركية الأصلية، مما أدى إلى تهجيرها قسريا، حسب التقرير.
ثانيا: هل يمكن للقضاء أن يفرض عقوبات على مسؤول في إدارة ترامب؟يكمن ضعف النظام القضائي الأميركي في اعتماده على السلطة التنفيذية لإنفاذ قراراته، وإذا قررت إدارة ترامب عدم الامتثال لأوامر المحكمة فقد ترفض تطبيق العقوبات ضد أعضاء حكومتها.
كما لفت التقرير إلى أن ترامب يتمتع بسلطة العفو عن أي مسؤول توجه إليه تهمة، مما قد يقوض تأثير هذه الإجراءات.
وأكد رئيس المركز الوطني للدستور جيفري روزن أن المحكمة العليا "لا تمتلك لا المال ولا السيف"، أي أنها تفتقر إلى وسائل تنفيذ القانون دون تعاون السلطة التنفيذية.
ثالثا: ما التداعيات السياسية المحتملة؟ويرى ديفيد كول أستاذ القانون في جامعة جورج تاون أن رفض الامتثال لحكم قضائي قد يكون خطوة خطيرة حتى بالنسبة لترامب، وقد تؤدي إلى ردود فعل غاضبة من الأميركيين، وتسبب الفوضى في البلاد، كما نقل التقرير.
وأشار كول إلى الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل عندما حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقليص استقلال القضاء، معتبرا أن خطوة مشابهة في الولايات المتحدة قد تؤدي إلى اضطرابات واسعة.
رابعا: هل يمكن للكونغرس عزل ترامب بسبب تحديه القضاء؟وقال التقرير إن الكونغرس يملك السلطة لعزل ترامب إذا رفض الامتثال لأمر المحكمة، كما يمكنه استخدام أدوات أخرى مثل خفض التمويل الحكومي للضغط عليه، ولكن حتى الآن لم يُظهر الجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب استعدادا لمعارضة ترامب بشكل مباشر.
إعلانوأشار التقرير إلى أنه لا أحد -سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا- يرغب في أن يتورط الرئيس مع القضاء، ولكن بعض الجمهوريين انتقدوا تدخّل المحاكم بقرارات ترامب.
وعلق رئيس مجلس النواب مايك جونسون (الجمهوري عن ولاية لويزيانا) بأن على المحاكم التوقف عن تقويض سلطة الرئيس وقراراته.
خامسا: ما موقف إدارة ترامب من أوامر المحكمة؟وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قرارات المحكمة التي تعرقل سياسات ترامب بأنها "أزمة دستورية"، واتهمت القضاة الليبراليين بتجاوز حدود سلطاتهم لمنع تنفيذ سياسات إدارة ترامب، حسب التقرير.
من جانبه، أشار جي دي فانس نائب الرئيس والملياردير إيلون ماسك إلى ضرورة الحد من سلطة القضاء على قرارات السلطة التنفيذية، وكتب ماسك على منصة إكس "السماح لأي قاضٍ بإيقاف أي قرار رئاسي يعني أننا لسنا في ديمقراطية، بل في حكم استبدادي قضائي"، وفق التقرير.
سادسا: هل سيتحدى ترامب بالفعل قرار المحكمة؟وخلص التقرير إلى أنه من الصعب الجزم بما إذا كان ترامب سيتحدى قرارات القضاء، ويرى بعض الخبراء أن المخاوف من رفض ترامب الامتثال للأحكام القضائية قد تكون مبالغا فيها.
وفي هذا الصدد، يقول أدريان فيرمول أستاذ القانون في جامعة هارفارد إن تعليقات الإدارة الجمهورية الأخيرة بشأن سلطات القضاء لا تعني بالضرورة رفضها تنفيذ الأوامر، بل تعكس انتقادات لطريقة مراجعة المحاكم قرارات السلطة التنفيذية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن احتمالية تجاهل ترامب أوامر المحكمة تثير مخاوف كبيرة، نظرا للتداعيات القانونية والسياسية التي ستنتج عن مثل تلك الخطوة، خاصة إذا تسبب الأمر في أزمة دستورية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات السلطة التنفیذیة أوامر المحکمة إدارة ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: نأمل القضاء على "النووي الإيراني" قبل أن نتدخل.. وإسرائيل لن تخفف هجماتها
◄ ترامب: أريد نهاية حقيقية لـ"النووي الإيراني"
◄ ترامب: إيران "قريبة للغاية" من امتلاك سلاح نووي
◄ ترامب يستعد لتقديم مقترح "الفرصة الأخيرة" لإيران
الرؤية- غرفة الأخبار
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد "نهاية حقيقية" للمشكلة النووية مع إيران، مع تخلي طهران عن هذا البرنامج "بالكامل"، وليس مجرد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مرجحًا إمكانية إرسال مسؤولين أمريكيين كبار، للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين، في ظل تصاعد الحرب بين الطرفين التي دخت يومها الخامس.
وأدلى ترامب بهذه التصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال مغادرته في منتصف الليل من كندا؛ حيث حضر قمة مجموعة السبع، يوم الاثنين، وفقًا لتعليقات نشرتها كبيرة مراسلي شبكة "سي بي إس نيوز" في البيت الأبيض على منصة التواصل "إكس".
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "لم أقل إنني أتطلع إلى وقف إطلاق نار"، مضيفًا أنه يريد "نهاية حقيقية"، مع "تخلي إيران عن برنامجها النووي بالكامل".
وتوقع ترامب، أن "إسرائيل لن تخفف من حدة هجماتها" على إيران، قائلًا: "ستكتشفون ذلك خلال اليومين المقبلين. ستكتشفون ذلك. لم يتباطأ أحد حتى الآن".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سيكون في غرفة العمليات في البيت الأبيض، صباح الثلاثاء، بدلًا من أن يكون في كندا، لمراقبة التطورات في الشرق الأوسط. وأشار إلى أنه يمكن أن يكون "على دراية جيدة" في البيت الأبيض، ولن يضطر إلى الاعتماد على الهواتف لمعرفة ما يحدث.
وعندما سُئل عن وجهة نظره في الدعوة إلى إخلاء طهران، قال ترامب إنه يريد "أن يكون الناس في أمان".
وبدا ترامب مترددًا بشأن إمكانية إرسال المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، أو نائب الرئيس، جي دي فانس، أو كليهما للاجتماع مع مفاوضين إيرانيين، وقال: "ربما"، لكن "هذا يعتمد على ما سيحدث عندما أعود" إلى واشنطن.
وفيما يتعلق بأي تهديد محتمل للمصالح الأمريكية، قال ترامب، إن "إيران تعلم أنه لا ينبغي عليها أن تمس القوات الأمريكية"، وحذّر من أن الولايات المتحدة "ستتعامل بقسوة شديدة إذا ما قاموا بأي شيء ضد شعبنا".
ورفض ترامب الإفصاح عمَّا إذا كان رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول، دان كاين، ووزير الدفاع، بيت هيجسيث، قد زوداه بخيارات في حال هاجمت إيران قواعد أمريكية في الشرق الأوسط. وقال: "لا أستطيع أن أقول لكم ذلك".
وقال الرئيس الأمريكي: "سنتحدث معهم"، عندما سُئل عما إذا كان قادة "رابطة الثمانية"، وهي مجموعة من كبار المشرعين من الحزبين بلجان الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ بالكونجرس، تم إطلاعهم على أي شيء حتى الآن، مضيفًا: "هذا ليس ضروريًا".
ويتحرّك مشرعون بالكونجرس الأمريكي لمنع تدخل الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران، فيما يواصل الرئيس ترامب الضغط على طهران.
وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في "تدمير" البرنامج النووي الإيراني، قال إنه يأمل أن "يتم القضاء عليه قبل ذلك بوقت طويل".
وأكد ترامب، أن إيران "قريبة للغاية" من امتلاك سلاح نووي، قائلًا: "لا يهمني ما قالته، أعتقد أنهم كانوا قريبين للغاية من امتلاكها"، في إشارة إلى شهادة مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، في مارس الماضي.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لمساعدة الأمريكيين على مغادرة الشرق الأوسط، مع إغلاق معظم المجالات الجوية في المنطقة، قال ترامب، إن الإدارة "تعمل على ذلك. نبذل قصارى جهدنا".
وفي وقت لاحق، كتب الرئيس ترامب على منصته للتواصل "تروث سوشيال": "لم أتواصل مع إيران لإجراء (محادثات سلام)، بأي وسيلة أو شكل أو صيغة".
وأضاف: "هذه مجرد المزيد من الأخبار الكاذبة والمفبركة! إذا أرادوا التحدث، فهم يعرفون كيف يتواصلون معي. كان عليهم أن يقبلوا بالصفقة التي كانت مطروحة على الطاولة- كان من الممكن أن ينقذوا الكثير من الأرواح!".
وكانت واشنطن، أعلنت أن ترامب لا يزال يهدف إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران، حتى في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بيت طهران وتل أبيب.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن ترامب لا يزال يسعى للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران حتى مع تصاعد القتال مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
ودعا قادة العالم المجتمعون في قمة مجموعة السبع، إلى وقف التصعيد في أسوأ صراع على الإطلاق بين الخصمين الإقليميين، قائلين إن "إيران مصدر لعدم الاستقرار ويجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا"، مع التأكيد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بحسب بيان القمة.
وقال ترامب، الذي غادر القمة في وقت مبكر، إن مغادرته "لا علاقة لها" بالعمل على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وإيران، بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الولايات المتحدة بادرت باقتراح وقف إطلاق النار.
وكتب ترامب على منصته للتواصل "تروث سوشيال" في وقت متأخر الاثنين: "خطأ! ليس لديه (ماكرون) أي فكرة عن سبب وجودي الآن في طريقي إلى واشنطن، ولكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار. بل أكبر من ذلك بكثير".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصدر وصفته بأنه مطلع، ومسؤول أمريكي، قولهما، إن الرئيس ترامب، أصدر الثلاثاء، توجيهات إلى أعضاء فريقه بمحاولة عقد اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين في "أسرع وقت ممكن"، في ظل سعيه العاجل لمعرفة ما إذا كانت طهران جادة بشأن المسار الدبلوماسي لحلّ صراعها مع إسرائيل.
وقال المسؤول الأمريكي للشبكة الأمريكية، إنه "على الرغم من عدم تحديد أي شيء، لكن إسرائيل وإيران تتحركان في الاتجاه الصحيح.. واعترف ترامب بأن الإيرانيين كانوا على اتصال عبر وسطاء، في وقت سابق الاثنين".
وفي تعليق على إمكانية عقد مباحثات بين ويتكوف وعراقجي، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "يجب أن نفهم أن الإيرانيين بارعون في الخداع لسنوات طويلة، لذا يجب توخي الحذر في التعامل معهم".
ويبحث البيت الأبيض إمكانية عقد لقاء بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فيما يستعد الرئيس ترامب لتقديم مقترح "الفرصة الأخيرة" لإيران.
وأضاف دانون: "لكن في نهاية المطاف، يجب النظر إلى نتائج أي اتفاق، لأنه من الممكن أن يتم منحهم مساحة للمناورة، ثم مواصلة طموحاتهم لتطوير القنبلة النووية عمليًا، أنا متشكك في نتائج أي مفاوضات معهم".
وذكرت "سي إن إن"، أنه منذ أن أطلقت إسرائيل موجتها الأولى من الهجمات، فجر الجمعة، أكد ترامب علنًا أن إيران يجب أن تجلس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، بينما حض فريقه سرًا على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الإيرانيين والوسطاء.
وأشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، في حين نفى اتهامات إيرانية بمشاركة الولايات المتحدة فيه، محذّرًا طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافًا أمريكية.
من جانبه، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضغط على واشنطن للانضمام إلى الحرب، وقصف منشأة "فوردو"، في حين لا يزال ترامب مصرًا على أنه يعتقد أن بإمكانه إبرام اتفاق، لا سيما بالنظر إلى "الموقف التفاوضي الضعيف" لإيران.
وبدأ الجيش الإسرائيلي هجمات على إيران، الجمعة، بهدف معلن هو القضاء على برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية. وردت إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بهجمات صاروخية على إسرائيل.
وواصل الجانبان تبادل الهجمات، ما أسفر عن سقوط وإصابة مدنيين وأثار مخاوف عالمية وإقليمية من أن أكبر مواجهة بينهما قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة.