ملك المغرب محمد السادس (وكالات)

في خطوة غير مسبوقة، وجه ملك المغرب محمد السادس رسالة إلى الشعب المغربي، داعياً إياهم إلى عدم القيام بشعائر ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى لهذا العام.

وجاء هذا القرار في إطار استحضار التحديات المناخية والاقتصادية التي تمر بها المملكة حاليًا، والتي أثرت بشكل كبير على القطعان الحيوانية في البلاد، ونتج عنها تراجع ملحوظ في أعداد المواشي.

اقرأ أيضاً إسرائيل تتوجس: هذه الدولة العربية قد تصبح الخطر الأكبر في المستقبل 27 فبراير، 2025 تصعيد جديد: صنعاء تلوح بتعليق محادثات السلام بعد حدوث هذا الأمر 26 فبراير، 2025

ووفقًا للمعلومات الرسمية، فقد شهد المغرب تراجعًا حادًا بنسبة تصل إلى 38% في قطيع المواشي الوطني، مقارنة بالإحصاءات التي أُجريت قبل تسع سنوات، وهو ما يعتبر انخفاضًا خطيرًا يعكس تأثير سنوات الجفاف المتتالية التي ضربت البلاد.

هذه السنوات الطويلة من نقص الأمطار والموجات المتتالية من الجفاف كانت قد تسببت في تدهور حالة المراعي وزيادة صعوبة تربية المواشي، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل غير مسبوق.

في ظل هذه الظروف الصعبة، أشار ملك المغرب في رسالته إلى أن التوجيهات تأتي حفاظًا على استدامة الثروة الحيوانية وحماية الموارد الزراعية التي تعد من أهم دعائم الاقتصاد الوطني.

فقد أصبح من الضروري، في ظل هذه التحديات البيئية والاقتصادية، اتخاذ قرارات قد تبدو غير تقليدية، لكن تهدف إلى تحقيق مصلحة الجميع على المدى البعيد.

وتضمن خطاب الملك أيضًا دعوة للمواطنين إلى إظهار التضامن والتفاهم مع هذا الوضع الاستثنائي، مشددًا على ضرورة التركيز على التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن، والبحث عن حلول بديلة تدعم القطاع الزراعي وتحافظ على استدامة الموارد الطبيعية.

وفي نفس السياق، تم التأكيد على أن السلطات المغربية ستواصل العمل على توفير الدعم للمزارعين والقطاعات المتأثرة بالجفاف، مع وضع خطط للمستقبل تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف مع التقلبات المناخية المتزايدة.

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: الأضاحي المغرب عيد الأضحى محمد السادس ملك المغرب

إقرأ أيضاً:

ارتفاع الأسعار وشحّ المواشي يحولان الأضاحي إلى مشهد رمزي في غزة

غزة- قبل الحرب، كانت مزرعة عائلة "صالح" في شمالي قطاع غزة تمتد على مساحة 8 آلاف متر مربع، وتضم مئات رؤوس الأبقار والأغنام وحتى الجمال.

وبعد أن دمّر الاحتلال المزرعة في بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة، تُقيم العائلة حاليا مشروعها على سطح شقة سكنية لا تتجاوز مساحته 100 متر مربع في بلدة جباليا، التي يصنفها الاحتلال على أنها "منطقة قتال حمراء" ويأمر سكانها بالنزوح جنوبا.

ومع اقتراب عيد الأضحى والشحّ الكبير في المواشي وارتفاع أسعارها الفاحش، تجد عائلة صالح أن موسم الأضاحي قد تحوّل إلى مشهد رمزي ليس إلا، حيث لا يقدر على شرائها إلا بعض الجمعيات الخيرية المموّلة من الخارج وبأعداد قليلة للغاية.

ومنذ بداية الحرب قبل عام وسبعة أشهر، تمنع سلطات الاحتلال إدخال المواشي إلى غزة بشكل كامل، مما أدى إلى تدهور قطاع الثروة الحيوانية.

خالد صالح يكابد الأمرّين في توفير الطعام للماشية في ظل الحصار والمجاعة التي تواجهها غزة (الجزيرة)

ويقول خالد صالح، المُشرف على المزرعة، إن جميع الحيوانات التي كانت في مزارع قطاع غزة قد نفدت بشكل كامل، ولم يبق في القطاع سوى الخراف والماعز المملوكة لعائلات بدوية، تعيش على رعي ماشيتها في المناطق المفتوحة.

إعلان

ويضيف للجزيرة نت "لا توجد بالقطاع أي أبقار مطلقا، واشتريت هذه الخراف والماعز من عائلات البدو وسط وجنوب القطاع بأسعار عالية جدا لتلبية حاجات زبائني وخاصة من الجمعيات الخيرية حتى لا أفقدهم".

وقفز سعر الخروف المتوسط الحجم من نحو 300 دولار إلى أكثر من 5000 دولار، بحسب صالح، وهو سعر هائل وغير مسبوق.

ويضيف صالح "قبل الحرب كان سعر الكيلوغرام الحي من أفضل سلالات الخراف والماعز لا يتجاوز 21 شيكلا، اليوم يُباع الكيلوغرام نفسه بـ320 شيكلا رغم أن الحيوانات المعروضة من سلالات متوسطة أو ضعيفة".

ويقتصر عمل مزرعة صالح الآن على تلبية بعض المبادرات الإنسانية والخيرية القادمة من الخارج، حيث تشترى أعداد قليلة من الخراف والماعز لتوزيعها على الفقراء كأضاح بتمويل من متبرعين عرب يقيمون خارج البلاد، ويحرصون على إبقاء شعيرة العيد حاضرة ولو بصورة رمزية.

ويتابع صالح "نحاول أن نحافظ على تقليد الأضاحي ولو بشكل رمزي بتمويل من أهل الخير خارج فلسطين، لكن الحقيقة أن العيد هذا العام يمر على غزة دون أضاحٍ ودون بهجة".

شحّ كبير في المواشي وارتفاع فاحش في أسعارها عشية عيد الأضحى بغزة (الجزيرة) خسائر بمليون دولار

ويعترف صالح بأن غالبية الأضاحي لديه من السلالات المتوسطة الجودة (بلدي أو مهجّن) بعد أن نفدت جميع السلالات الممتازة مثل العسّاف والروماني والليبي.

ويقول، في وقت كان يساعد فيه أحد منسقي المبادرات في اختيار ثلاثة خراف لتوزيعها كأضاح، "ما ترونه من خراف وماعز هي إنتاج الحرب، حيوانات جمعناها من البدو، كل مواشينا الأصلية قتلت أو نفقت خلال القصف".

ويقدّر صالح خسارة عائلته جراء تدمير مزرعتها بنحو مليون دولار، حيث كانت تضم 80 بقرة حلوب و135 عجلا للذبح و700 رأس من الخراف و60 جملا، إضافة إلى ثلاجات لحفظ اللحوم كلفتهم قرابة 100 ألف شيكل (نحو 28 ألف دولار)، ومنظومة طاقة شمسية متكاملة، ومنشآت زراعية والعديد من المرافق والمعدات.

تواجه الماشية في غزة تهديدات القتل كالبشر وينزح بها أصحابها من مكان لآخر (الجزيرة) مهدَّدة كالبشر

ويبدي صالح خوفه الشديد على ماشيته من الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة أن مزرعته تقع في منطقة "قتال"، بحسب التصنيف الإسرائيلي، ومطلوب من سكانها مغادرتها فورا.

إعلان

ويقول في هذا الصدد "نخاف على ما تبقى من ماشيتنا من القصف، وتنزح معنا من منطقة لأخرى، من شارع لآخر، كانت أولا في منطقة "زمّو"، ثم إلى نصف جباليا، ثم نزحنا بها إلى جنوب جباليا".

وقبل خمسة أيام تعرضت المنطقة لقصف عنيف، فحملت عائلة صالح الحيوانات إلى مكان أبعد قرابة كيلومتر، وبعد أن هدأت الأوضاع عادوا بها.

ويتابع "لا مكان آمن بالفعل، نحن ننزح بها كما ينزح الناس، ونسعى لحمايتها كأنها بشر، هي كل ما تبقى لنا".

يعدّ تقديم الطعام للماشية في غزة تحديا كبيرا نظرا لمنع إسرائيل إدخال الأعلاف منذ بداية الحرب (الجزيرة) تحدي إطعامها

ويعدّ تقديم الطعام للماشية تحديا كبيرا أمام عائلة صالح نظرا لمنع إسرائيل إدخال الأعلاف منذ بداية الحرب وارتفاع أسعار البدائل المتاحة في السوق.

وحول هذا يقول "منذ بداية الحرب لا يدخل أي نوع من الأعلاف، أصبحنا نطعمها عدسا أو معكرونة أو تبنًا، وحتى الحشائش التي نقطعها من الشوارع نجففها ونطحنها" لتقديمها للماشية.

وقبل الحرب كان سعر كيلوغرام العلف لا يتجاوز شيكل وسبعة أغورات، واليوم يكلف المزرعة 45 شيكلا.

ويتابع "نعتمد على ما تبقى من البقوليات في السوق، لكن الآن الناس أنفسهم يشترون العدس والفاصوليا لطحنها وخبزها، وهذا يعني أننا قد نفقد حتى هذه البدائل، وإذا نفدت قد أضطر للذهاب إلى مناطق بعيدة وخطرة لجمع أوراق الشجر أو ما تبقى من الأعشاب".

عائلة صالح تؤوي مواشيها القليلة على سطح شقة سكنية بعد أن دمر الاحتلال مزرعتها (الجزيرة) للعام الثاني

ولا تخفي السلطات الحكومية في قطاع غزة قلقها من واقع الأضاحي التي باتت مفقودة، خصوصا مع حلول عيد الأضحى للعام الثاني على التوالي دون أي قدرة على إحياء هذه الشعيرة الدينية، وفي ظل تفاقم المجاعة.

ويقول المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "للأسف، الاحتلال يحرم شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من أداء شعيرة الأضاحي للعام الثاني تواليا".

إعلان

وأوضح الثوابتة للجزيرة نت أن الاحتلال يمنع إدخال المواشي منذ بداية الحرب، مما أدى إلى شلل شبه كامل في قطاع الثروة الحيوانية، ودمار مباشر للمزارع والبنية التحتية المرتبطة بهذا القطاع، مما ينعكس بشكل مباشر على قدرة الناس على تقديم الأضاحي.

وحول ارتفاع أسعار الأضاحي، قال الثوابتة "لقد باتت تكلفة الأضاحي خيالية، والمساعدات الخيرية تواجه تعقيدات لوجستية وميدانية مفتعلة. ونوجّه التحية لكل من حاول أن يمد يده لغزة".

عمل مزرعة صالح يقتصر الآن على تلبية بعض المبادرات الإنسانية والخيرية القادمة من الخارج (الجزيرة) 3 خراف بـ13 ألف دولار

بصعوبة بالغة، اختار خالد عبدو، منسق إحدى المبادرات الخيرية، ثلاثة خراف من مزرعة صالح لتقديمها كأضاح لمجموعات صغيرة من فقراء غزة خلال العيد.

وقال عبدو للجزيرة نت "اشترينا 3 خرفان فقط، كلفونا حوالي 45 ألف شيكل (حوالي 13 ألف دولار)".

وذكر أن المتبرعين، وهم من لبنان وسوريا وتركيا وليبيا، اختاروا تقديم الأضاحي "لأنهم يريدون أن يحصلوا على الأجر من الله هنا في غزة التي تعاني من المجاعة".

ويضيف عبدو "المتبرعون يرغبون في إحياء شعيرة الأضحية في غزة رغم كل شيء".

ورغم السعر الكبير الذي دُفع ثمنا للخراف الثلاثة، فإنها لن تعطي سوى قرابة 80 كيلوغراما فقط من اللحم الصافي، وسيتم توزيعها على العائلات الأكثر فقرا في مدينة غزة.

مقالات مشابهة

  • منال سلامة لـ"الفجر الفني": لهذا السبب قد أرفض بطولة.. ولا أفكر في الإخراج
  • «أنا رئيسها».. محمد رمضان يهدي أجدد أعماله الغنائية لـ شيكابالا لهذا السبب
  • فيديو متداول لـاحتجاجات ضد مصادرة الأضاحي في المغرب.. هذه حقيقته
  • لهذا السبب.. منة فضالي تتصدر التريند
  • ارتفاع الأسعار وشحّ المواشي يحولان الأضاحي إلى مشهد رمزي في غزة
  • لهذا السبب.. فيلم "سيكو سيكو" لـ طه دسوقي وعصام عمر تتصدر تريند "جوجل"
  • قبيل عيد الأضحى.. سوق المواشي بمنطقة نجها في ريف دمشق يشهد إقبالاً كبيراً من الأهالي على شراء الأضاحي
  • كامل الوزير يشكر أحمد موسى لهذا السبب .. تفاصيل
  • المركزي يوجه المصارف بعدم تعطيل دوامها إلا بقرار من الحكومة الاتحادية (وثيقة)
  • لهذا السبب.. ريهام حجاج تتصدر تريند "جوجل"