العثور على مجموعة من التمائم والحُلي الذهبية بمعابد الكرنك
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك بمحافظة الأقصر (CFEETK)، عن الكشف عن مجموعة من الحُلي يرجع تاريخها إلى بداية الأسرة السادسة والعشرين، وذلك أثناء أعمال الحفائر التى تجريها البعثة في القطاع الشمالي الغربي بمعابد الكرنك، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، تحت إشراف الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومحمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر، ورئيس البعثة من الجانب المصري، أنه تم العثور على هذه الحلي داخل إناء صغير مكسور من الفخار ولكنه كامل الأجزاء، وجميع قطع الحلي في حالة جيدة من الحفظ، مشيرًا إلى أن مجموعة الحلي تضم خواتم مصنوعة من الذهب والمعادن، وتمائم ذهبية صغيرة من بينها تمثال ثلاثي للآلهة المصرية القديمة آمون وموت وخونسو، بالإضافة إلى بروش معدني، وتمائم تمثل الآلهة في أشكال حيوانية، وعدد كبير من الخرز بعضها مطلي بالذهب، منوهًا إلى أن البعثة تعمل حالياً على ترميم وتوثيق هذه المكتشفات والتي سيتم عرضها في متحف الأقصر.
فيما أكد الدكتور جيريمي هوردان رئيس البعثة من الجانب الفرنسي، أهمية هذا الكشف الذي يساهم في تقديم رؤية أوضح عن معابد الكرنك وتطوراته التاريخية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، مشيرًا إلى أن فريق العمل يواصل الأعمال البحثية في المنطقة الواقعة شمال معبد الكرنك، والتي تم الكشف بها عن العديد من المباني الطينية الضخمة التي تعود إلى بداية الأسرة السادسة والعشرين، ومن المرجح أنها كانت قد استُخدمت كمناطق ورش أو مخازن مرتبطة بمعبد الكرنك أو بأماكن عبادة أخرى.
وزير السياحة يشيد بالتعاون المثمر بين الجانبين المصري والفرنسيمن جانبه، أشاد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بالتعاون المثمر بين الجانبين المصري والفرنسي، خاصة وأنه يأتي ضمن مشروع ضخم داخل معابد الكرنك أحد أهم المعابد المصرية القديمة، والذي يهدف إلى تطوير منطقة المتحف المفتوح به ورفع كفاءة الخدمات المقدمة المقدمة به لتعزيز تجربته السياحية، حيث قامت البعثة بتحديث مسارات الزيارة بالمتحف وتركيب نظام إضاءة جديد، بالإضافة إلى ترميم وإعادة تركيب مقصورة الملك أمنحتب الأول، في إطار مشروع تطوير المتحف المفتوح مما يساهم في تحويله إلى منطقة جذب سياحي للزائرين من المصريين والسائحين.
IMG-20250228-WA0193 IMG-20250228-WA0194 IMG-20250228-WA0195المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع الآثار المصرية معابد الكرنك المجلس الأعلى للآثار الأقصر
إقرأ أيضاً:
معابد الكرنك بمصر.. لوحة إبداعية منحوتة بأسرار التاريخ
أعداد كبيرة من السياح من جنسيات عدة يتجمعون أقصى جنوبي مصر حول أبنية تاريخية شاهقة تطل على ضفاف نهر النيل وتعود إلى ما قبل 4 آلاف عام، إنه مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا بـ"معبد الكرنك".
تلك الأبنية المهيبة تعرف سنويا ظاهرة فلكية نادرة تتعامد فيها الشمس أواخر العام على صروحها وأعمدتها المنظومة بأنامل أرقى النحاتين من المصريين القدماء، مما جعلها تعرف بأنها "أيقونة الجمال".
هذا فضلا عن احتضانها بحيرة "مقدسة" لا يُعرف سر بقاء مياهها لأكثر من ألفي عام، رغم عدم اتصالها بأي ممر بمائي.
المعلومات السابقة، يسردها كبير الأثريين في مصر مجدي شاكر الذي قدم فيه وصفا للإطلالة المهيبة والساحرة لمعابد الكرنك، الواقعة بمحافظة الأقصر السياحية، أقصى جنوبي البلاد.
شاكر الذي عمل نحو 23 عاما بين آثار محافظة الأقصر، أوضح أن تلك المعابد بمثابة "أكبر دار عبادة في العالم القديم من حيث المساحة والاستمرار والصحيح أن نقول عليها معابد الكرنك وليس معبد الكرنك كما هو شائع، لأنها تضم العديد من المعابد".
و"بين عصور عدة عاشت تلك المعابد، سواء في العصور القديمة أو الوسطى وازدهرت في الدولة الحديثة، لا سيما وهي توجد في أهم عاصمة دينية حكمت العالم ألفي عام التي تسمى الأقصر حاليا"، يضيف شاكر.
لم يفقد ذلك المكان التاريخي دوره في عصري الرومان واليونان بمصر، بدليل أنه منذ أسابيع عند بوابة رمسيس الثاني وجدوا اكتشافا أثريا يعود للعصر الروماني لإمبراطور يرتدي الملابس المصرية ويقدم قرابين، كما يذكر الخبير الأثري المصري.
ويستكمل شاكر قائلا: "وبخلاف ذلك ستجد نحوتا غاية في الجمال وصروحا ومعابد صغيرة وأكبر صالة أعمدة بالعالم".
إعلانوأضاف: "يكفي أن العالم الأثري الشهير شامبليون عندما زار معبد الكرنك قال كلمة عبقرية: كم نحن أقزام أمام هذه الحضارة، ونحن يقصد بها الحضارة الأوروبية في هذا الوقت، التي تبدو وقتها كقزم في العمارة والفن".
ولا يزال اختيار مكان معابد الكرنك، عبقريا، إذ تقع شرق نهر النيل بالأقصر، وهي معروفة بأنها بيوت ومعابد دينية للآلهة، بينما يوازيها بالجانب الآخر غربي النيل، المعابد الجنائزية وواديا الملوك والملكات، وفق شاكر.
إضافة إلى أن معابد الكرنك تشهد سنويا، بحسب شاكر، تعامد الشمس على صرح المعبد الرئيسي على شكل حزم ضوئية من خلال فتحات الأسقف، لتنير التماثيل وأماكن موائد القرابين وصالات الأعمدة، في 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
ولفت إلى أن "البحيرة المقدسة بالمعابد والتي توجد فيها مياه حتى الآن، دون أن تكون متصلة بأي ممر مائي، وهذا سر فرعوني".
وزاد أن "المعابد تضم أيضا 10 صروح مسجلة على جدرانها معارك الملوك الحربية وبعض من حياتهم، بخلاف طريق يمتلئ بتماثيل يتجاوز عددها 300، وهي عبارة عن جسم أسد ورأس كبش، وهي رموز قوة بالتاريخ المصري القديم".
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا في مصر بـ"معبد الكرنك"، بدأ إنشاؤه أيام الدولة الوسطى عام 2000 ق.م، واستمر حتى انتهاء التاريخ المصري القديم (الأسرة الـ30، وتعود إلى 332 ق.م).
وكان كل ملك يضيف جديدا إلى تلك المعابد "تقربا إلى الآلهة، ورغبة في الخلود والحصول على شهرة كبيرة بين أفراد الشعب"، وامتد تشييدها لنحو ألفي عام، وفق الهيئة الرسمية العامة للاستعلامات المصرية.
وفي تلك البقعة التاريخية، تجتمع معابد وآثار فرعونية عديدة ومتنوعة، منها معبد آمون (إله بالمعتقد المصري القديم)، وتماثيل ومسلات.
وتبلغ المساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانا، بينها 46 فدانا هي مساحة معبد آمون، وتقدم وزارة الآثار والسياحة بداخلها عروضا بالصوت والضوء تروي قصتها بلغات عديدة.
وتنقسم الحقبة الفرعونية إلى 30 أسرة حاكمة، ومر تشييد معابد الكرنك بفترات الدولة الوسطى، وتشمل الأسر من 11 إلى 14 (حوالي 2060 – 1710 ق.م)، وعصر الانتقال الثاني (من 1785 إلى 1580 ق.م)، والأسر من 13 إلى 17.
كما تشمل الحقبة الفرعونية، الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية، وتضم الأسر من 18 إلى 20 (حوالي 1580-1085 ق.م)، ثم العصر المتأخر، أي الأسر من 21 إلى 30 (1085 ق. م-332 ق. م).
"وتظهر براعة المصريين القدماء في فنون البناء والنحت في معابد الكرنك، حيث تتزين الجدران بنقوش رائعة، وتماثيل ضخمة، وأعمدة عظيمة"، وفق معلومات أوردتها وزارة السياحة المصرية.
ومن أبرز معالم المعبد قاعة الأعمدة الكبرى، والتي تحتوي على 134 عمودا ضخما، يصل ارتفاع بعضها إلى 15 مترا، بينما يصل ارتفاع الأعمدة الكبرى في المنتصف إلى 21 مترا.
إعلانوبدأت أعمال بناء هذه القاعة في عهد أمنحتب الثالث (حوالي 1390-1352 ق.م)، ولكن الزخارف والبناء الرئيسي تما في عهد كل من سيتي الأول (حوالي 1294-1279 ق.م)، ورمسيس الثاني (حوالي 1279-1213 ق.م).
وبالقرب من هذه الأعمدة تقف مسلتان ضخمتان، شيدت إحداهما الملكة حتشبسوت (حوالي 1473-1458 ق.م)، ويبلغ ارتفاعها نحو 30 مترا، ووزنها أكثر من 300 طن.
ولا تزال معابد الكرنك بعد كل هذه الآلاف من السنوات، شاهقة البينان مطلة على النيل تحوي أسرارها الفرعونية وتجذب سنويا أعدادا كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم.
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline