يكتبها اليوم / طه العامري

 

قيل إن (ناصر) ولج للإسلام من بوابة العروبة وإن (نصر الله) ولج للعروبة من بوابة الإسلام في تجسيد شكله الثنائي للحقيقة الراسخة أن لا عروبة بلا إسلام ولا إسلام بلا عروبة.. وأن الثنائي يتكاملان ويكملان بعضهما في مواجهة المشروع الصهيوني _الاستعماري، وإيمانهما بالحرية لكل المضطهدين في العالم وسعيهما للتصدي للهيمنة الاستعمارية والقيم الإمبريالية، بل وتسخير حياتهما النضالية في سبيل تحرير فلسطين وطرد المحتل الصهيوني والانتصار للحقوق العربية ومناصرة قضايا المسلمين والمستضعفين في الأرض وإشاعة قيم الحرية والكرامة والحق والعدل بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية.

. قواسم مشتركة جمعت بين سيرة ومسيرة (ناصر) و(نصر الله) اللذين دفعا حياتهما في سبيل فلسطين وقضيتها العادلة وفي سبيل كرامة وسيادة الأمة، وكما لم يكن (ناصر) قائدا لمصر وحسب بل كان زعيما للأمة ومنافحا عن قضاياها وقضايا المسلمين، وترك فكرا ومنهجا ورؤية ومشروعاً، قيم ومفاهيم تستوطن وجدان وذاكرة الأمة وأجيالها المتعاقبة، وبهما أوجدت مدرسة نضالية تنتمي لناصر ويعتز منتسبوها بهذا الانتماء، فإن (نصر الله) أيضا لم يكن قائدا لحزب مقاوم ولا زعيما للبنان بل كان قائدا لأمة ومدافعا عن سيادتها وكرامة المسلمين، وترك خلفه فكرا ومنهجا ومشروعاً نضالياً ومدرسة جهادية ستظل حاضرة في وجدان وذاكرة الأمة وأتباعه الذين يقتفون أثره .. زعيمان عرفتهما الأمة تركا بصماتهما في ذاكرة تاريخها وفي وجدان مواطنيها وأجيالها المتعاقبة وستبقى سيرتهما محفورة في الوجدان، رغم الحملات المناهضة لهما والتهم الجزافية والمخادعة التي طالتهما والتي صورت الأول بأنه صاحب مشروع هيمنة على الأمة وصل حد اتهامه بمحاولة (استعمار الوطن العربي)، والثاني كذلك تم تصويره بأنه صاحب مشروع مماثل، أي الهيمنة على الأمة ومحاولة تطويعها لصالح إيران ..

وكما اجتمع وتميز الزعيمان بمشروعهما المعادي للصهيونية والاستعمار، وتم تصنيفهما عربيا وإسلاميا ودوليا، كعدوين لدودين للعدو الصهيوني والمشاريع الأمريكية _الاستعمارية الغربية، وعدوين لقوى الرجعية والارتهان العربية، فإن ذات الأطراف التي عادت عبدالناصر وعادت مشروعه النضالي القومي والتحرري والحضاري الإنساني إقليميا ودوليا، هي ذاتها الأطراف التي عادت وتآمرت على السيد حسن نصر الله – سيد المقاومة والكرامة ..

 

وعادت مشروعه النضالي بكل ما يحمل من قيم وأخلاقيات عادلة، وكما وصف (ناصر) ضمن روزنامة التهم التي وجهت إليه بـ (الشيوعية)، وصف السيد (نصر الله بـ (الشيعي)، في محاولة رجعية استعمارية للانتقاص منهما ومن دورهما النضالي في سبيل الأمة وتحرير فلسطين، مع أنهما لم يكونا يعملان إلا لتحقيق حرية وكرامة وسيادة واستقلال أمة ونصرة المستضعفين وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني وتمكين الشعب العربي الفلسطيني من انتزاع حريته وإعلان دولته المستقلة على ترابه الوطني .. وذات القوى التي ابتهجت برحيل (ناصر)، هي ذاتها التي رقصت طربا بسقوط السيد حسن شهيدا على طريق القدس، حتى يخيل لي أن (حزب الله) كان في عهد سيد المقاومة يؤدي ذات الدور الذي كانت تؤديه مصر عبدالناصر، وإن بصورة مصغرة، وان كل ما نخشاه أن يوغل المتآمرون على (الحزب) لينتهي به المطاف بعد (نصر الله) كما انتهى المطاف بمصر بعد (ناصر)..

إننا في عالم استعماري أسوأ ما فيه حالة العقل العربي المستلب استعماريا والذي أصبح يرى في كل من يعادي الصهاينة والأمريكان (إرهابياً، وطائشاً، ومغامراً) رغم أن دعاة (السلام، والعقلاء، والحكماء) المزعومين الذين تمسكوا (بخيار السلام والشرعية الدولية والقوانين الدولية) وارتهنوا لأكاذيب أمريكا وخداعها وحيل وغدر الصهاينة، لم يجنوا من وراء هذه المزاعم والأكاذيب غير الهزائم والنكسات والعار الذي يلطخ سيرتهم ومسيرتهم.

فيما العدو يواصل الإيغال في استفزاز دعاة “السلام والحكمة والعقل” ومن يعتمدوا خيار المفاوضات بديلا عن خيار المقاومة والذين لم يجنوا من سلامهم وتعقلهم وحكمتهم ومفاوضاتهم سوى المزيد من الإهانات من قبل الصهاينة والأمريكان والغرب ومزيد من التحقير لهم وازدراء مواقفهم بشهادة واقع الحال والسلوك الصهيوني _الأمريكي _الغربي الذي يمارس ضد محور الانبطاح والارتهان العربي..

ظواهر وسلوكيات تجعل المواطن العربي يتمسك بخيارات ومواقف ونظرية (ناصر، ونصر الله) اللذين وحدهما من ادركا حقيقة العدو وأهدافه وحقيقة وأهداف من يقف خلفه داعما ومساندا.. رحم الله ناصر ونصرالله وأسكنهما فسيح جناته.. وإنا على يقين أن مسيرتهما لن تنطفئ والشعلة التي أوقدواها في سماء وطننا العربي وفي ذاكرتنا ووجداننا لن تنطفئ وإن خفت نورها لبعض الوقت، لكنها ستظل متقدة حتى النصر والتحرير ودحر العدو وإفشال كل مخططات أمريكا وأعوانها في المنطقة والعالم.

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسلام سمير: الفوارق بين الأندية "كبيرة".. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد

شدد إسلام سمير لاعب الاتحاد السكندري الحالي وحرس الحدود السابق، على أن الفوارق بين الأندية ليست قريبة كما يردد البعض، لكن بدايات البطولات يحدث فيها مفاجأت بسبب عدم الانسجام، كما أن القوة الشرائية الكبيرة الموجودة حاليًا في الدوري المصري ربما قللت الفوارق لكنها لا تزال بعيدة، البطل سيظل بطلًا، لأن مقومات البطولة متأصلة.

وتابع "سمير" في تصريحات لبرنامج نجوم دوري نايل مع أحمد المصري عبر إذاعة أون سبورت إف إم: سنشاهد منافسة قوية هذا الموسم بين كل الفرق ومفاجأت كثيرة، ليس هناك فريق يضمن مركزه، كل الأندية دعمت صفوفها بقوة، إنبي فريق ممتاز ووادي دجلة فريق جيد، لكن الفرق الكبيرة ستظل كبيرة، وأتمنى للثنائي التواجد ضمن السبعة الكبار لإعطاء دافع لبقية الفرق أن المنافسة ممكنة.

وأضاف لاعب حرس الحدود السابق: نادي الاتحاد السكندري اسم كبير وله تاريخ عريق في كرة القدم المصرية، لدينا عناصر مميزة وجهاز فني على أعلى مستوى، لكن هناك حالة ليست جيدة تلاحقنا منذ الموسم الماضي، وإن شاء الله سنخرج منها على يد كابتن تامر مصطفى وجهازه المعاون الذين لم يقصروا معنا في شيء، ويعملون معنا بشكل جيد على الجانب النفسي، إن شاء الله سنعود قريبًا لسابق عهدنا، الموضوع بسيط الفوز في مباراتين متتاليتين سيضع الفريق في مكانة آخرى، نادي الاتحاد السكندري يستحق مكانة أفضل مما هو فيه حاليًا.

وواصل لاعب الاتحاد السكندري الحالي: كابتن أحمد سامي ليس سبب الأزمة، هو مدرب كبير ومخضرم، وأنا كلاعب كنت سعيد بتواجده على رأس القيادة الفنية، رغم عدم مشاركتي معه، هو من نوعية المدربين الذين يساعدون اللاعبين على التطور، وشخصيته قريبة من شخصيتي، لكنني لا أعرف أسباب عدم مشاركتي معه، الرجل تعاقد مع لاعبين جيدين، لكن الحالة العامة للفريق والنتائج غير الجيدة وعدم التوفيق وقفا دون استمراره معنا.

واختتم إسلام سمير حديثه: ليس هناك عدل في كرة القدم، العدل عند الله سبحانه وتعالى فقط، هو كمدير فني يرى أن قراراته عادلة، ولذلك لم اعترض على قراره باستبعادي، رغم إن كل كلامه معي أنني اتدرب جيدًا وأؤدي عملي جيدًا لكن الفرصة لم تحن بعد.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد يطلق نداءً قرآنياً حاسماً لاستنهاض الأمة وإحياء روح الجهاد الواعي
  • القبيلة اليمنية صوت النفيّر وعزم الرجال
  • ندوة فكرية في جامعة ذمار حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني
  • إسلام سمير: الفوارق بين الأندية «كبيرة».. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد
  • إسلام سمير: الفوارق بين الأندية "كبيرة".. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد
  • مطالب بضرورة تغليظ العقوبات القانونية لممارسي السحر والشعوذة
  • مدارس أمانة العاصمة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد ضمن فعاليات مركزية: يجب استشعار عظمة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة الدين
  • عالم أزهري: الإسلام صنف السحر ضمن السبع الموبقات وحرم الذهاب للعرافين
  • أزهري: الأبراج من أكبر المصائب التي ابتليت بها الأمة
  • سبيل الله.. التفوق اليمني في معادلة الصراع العالمي