هيوستن-رويترز
هبطت أسعار النفط في وقت كانت تتابع فيه الأسواق محادثات شائكة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني، بينما تتأهب لرؤية تأثيرات رسوم جمركية جديدة فرضتها واشنطن وقرار العراق استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب شهر استحقاق والتي انتهي سريانها اليوم86 سنتا، أو 1.
وكان خام غرب تكساس الوسيط يصعد قبل نهاية الجلسة حتى اندلعت مشادة كلامية في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وهدد ترامب بوقف الدعم لكييف بينما غادر زيلينسكي البيت الأبيض دون توقيع اتفاقية للتنمية المشتركة للموارد المعدنية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25 بالمئة على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس آذار، وذلك إلى جانب رسوم إضافية بنسبة 10 بالمئة على الواردات الصينية.
وقد تؤدي حرب الرسوم الجمركية إلى إبطاء النمو العالمي، وإشعال فتيل التضخم، وبالتالي التأثير على الطلب على النفط الخام.
وقالت وزارة النفط العراقية اليوم الجمعة إن بغداد ستعلن خلال الساعات المقبلة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق من خلال شركة تسويق النفط (سومو) عبر ميناء جيهان التركي.
ومن المقرر أن يصدر العراق 185 ألف برميل يوميا عبر (سومو)، ومن المقرر أيضا أن تزيد هذه الكمية تدريجيا.
ورغم ذلك قالت ثمانية شركات نفط دولية تعمل في إقليم كردستان إنها لن تستأنف الصادرات بسبب عدم الوضوح بشأن اتفاقيات تجارية وضمانات لسداد مدفوعات عن الصادرات السابقة والمستقبلية.
وقال هاري تشيلينجويريان رئيس الأبحاث لدى مجموعة أونيكس كابيتال "يثير استئناف الصادرات تساؤلات حول كيفية امتثال العراق لالتزاماته في إطار أوبك+، بعد أن أنتج باستمرار ما يزيد على حصته".
وأضاف "إذا أرجأ (تحالف) أوبك+ عودة 120 ألف برميل يوميا من التخفيضات الطوعية للإنتاج اعتبارا من أبريل نيسان، فإن الزيادة في العراق ستتجاوز هذا القيد".
وقالت ثمانية مصادر في أوبك+ إن المجموعة تناقش ما إذا كانت ستمضي في خطتها التي تقضي بزيادة إنتاج النفط في أبريل نيسان أو ستجمدها في الوقت الذي يواجه فيه أعضاؤها صعوبة في قراءة مشهد الإمدادات العالمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترامب: لن تبقى لنا فرصة اقتصادية إذا لم نرد على الرسوم الجمركية بمثلها
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لن تكون لبلدنا فرصة للبقاء اقتصادياً إذا فرضت علينا الدول رسوماً جمركية ولم نفرض عليها رسوماً مضادة بسرعة"، في تأكيد على التوجهات الحازمة لإدارته في التعامل مع القضايا التجارية الدولية.
ويأتي هذا التصريح في وقت طلبت فيه إدارة ترامب من محكمة استئناف فيدرالية وقف تنفيذ حكم قضائي ثانٍ صدر الأسبوع الماضي، يقضي بتعليق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي بموجب قانون السلطات الاقتصادية الدولية الطارئة (IEEPA)، حيث ترى الإدارة أن وقف الرسوم يُضعف من موقعها التفاوضي مع الدول الأخرى ويقوّض فعالية التهديد الاقتصادي.
ترامب: لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بأي شكل من الأشكال
إقالة مفاجئة لـ 3 مسؤولين "مؤيدين لإسرائيل" بإدارة ترامب وسط خلافات مع نتنياهو
وكان القاضي الفيدرالي رودولف كونتريراس قد حكم لصالح شركتين أمريكيتين، "Learning Resources" و"hand2mind"، بأن استمرار فرض الرسوم سيُلحق بهما ضرراً لا يمكن تداركه، كما أوضح أن قانون الطوارئ الاقتصادية لا يتضمن أي نص يسمح بفرض رسوم جمركية، وهو ما يُشكك في قانونية الإجراءات التي تبناها ترامب.
وسارعت الإدارة إلى استئناف الحكم أمام محكمة استئناف دائرة العاصمة، وسط أسبوع قانوني مضطرب للرسوم الجمركية التي أقرها ترمب، ما زاد من الغموض المحيط بمستقبل رؤيته الاقتصادية.
وبينما تركز القضية الحالية على الشركتين المذكورتين، فإن دعوى قضائية أوسع تنظر فيها محكمة التجارة الدولية قد تُحدث تأثيرًا جذريًا على سياسة الرسوم الجمركية بأكملها. ففي 28 مايو، أصدرت المحكمة حكمًا يعتبر أن ترمب تجاوز صلاحياته عندما فرض ما سُمي بـ"رسوم يوم التحرير"، بالإضافة إلى رسوم طالت دولاً مثل الصين والمكسيك وكندا تحت ذريعة مكافحة تهريب الفنتانيل.
وقد تم استئناف الحكم فورًا، لتُصدر محكمة استئناف فيدرالية قرارًا بتجميده مؤقتًا، ما أعاد مؤقتًا صلاحية فرض الرسوم للإدارة الأمريكية. الحكم الأصلي صدر ضمن ملفين قانونيين: الأول من شركات تجارية صغيرة، والثاني من 12 مدعيًا عامًا ديمقراطيًا بقيادة ولاية أوريغون.
تصريحات ترامب الأخيرة، المقترنة بتصعيده القانوني، تؤكد أن الرسوم الجمركية أصبحت أحد أبرز أدواته السياسية والاقتصادية، في ظل تحديات قانونية متزايدة قد تُعيد تشكيل خريطة السياسة التجارية الأميركية لسنوات قادمة.