مفتي الجمهورية: مكارم الأخلاق الضابط لمفهوم التدين الصحيح
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن مكارم الأخلاق هي الضابط لمفهوم التدين الصحيح.
وأضاف عياد خلال لقائه ببرنامج" نظرة" المذاع على قناة" صدى البلد": الإيمان الذي نبتغيه ليس حكرا على مجرد معرفة ذهنية أو إقرار بأن للكون إله يسيره، لكن عند المطالبة بحقوق الإله والالتزام بما جاء عن الإله تجد الفرق كبير.
وتابع الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية،: "هناك الكثير من الأفكار المغلوطة التي نشأت نتيجة مفاهيم وضعت لنفسها صورة معينة أساءت للدين وظلمت الدين"، موضحا: "الإيمان معرفة ترى أثر ذلك في معاملتك مع نفسك ومع غيرك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكارم الأخلاق التدين الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية المزيد
إقرأ أيضاً:
التواضع بين قيمة الأخلاق وحدود الكرامة
في زمنٍ تداخلت فيه المفاهيم، وتبدلت فيه المعايير، يبقى التواضع علامة من علامات النبل، ودليلًا على نضج الشخصية ورُقيّ الأخلاق. فالتواضع لا يعني الضعف، ولا يقلل من قيمة الإنسان، بل يعكس قوة داخلية راسخة، لا تتكئ على الغرور، ولا تحتاج لإثبات الذات بإقصاء الآخرين أو التعالي عليهم.
غير أن من المؤسف أن بعض النفوس، المريضة بالكِبْر أو المصابة بعقد النقص، تسيء فهم التواضع، فتراه مذلة، وترى الطيبة سذاجة، والتسامح ضعفًا وتراجعًا. وهذه النفوس لا تعرف قيمة الأخلاق لأنها لم تُربَّ عليها، ولا تحترم الطيب لأنه، في نظرها، قابل للاستغلال.
والحقيقة أن العيب لا يكمن في التواضع، بل في من لا يُحسن قراءته. فالتواضع لا يُهين صاحبه، بل يكشف معادن من حوله؛ فمن قُدّم له التواضع ولم يعرف قدره، أساء استغلاله، ومن مُنح احترامًا ولم يقدّره، جعل منه وسيلة للتسلط والتجاوز.
هنا تظهر ضرورة التمييز بين التواضع وحفظ الكرامة. فأن تكون متواضعًا لا يعني أن تتنازل عن حقك أو تسمح بإهانتك. التواضع فضيلة حين يصحبه وعي، ويكون أقوى حين يحرسه احترام الذات. فكن طيبًا، لكن بحكمة، كريمًا دون أن تُستنزف، متواضعًا دون أن تُفسَّر رفعة أخلاقك على أنها ضعف.
القاعدة التي يجب أن تُرسَّخ في الوعي: عامل الناس بأخلاقك، لا بأخلاقهم، لكن لا تهدر كرامتك تحت شعار التسامح. فالقيم العظيمة لا تزدهر إلا بين من يُقدّرها، أما من يبتذلها، فلا يستحق أن تُمنح له.
نحن اليوم بحاجة إلى تواضعٍ تحرسه الكرامة، وإلى طيبةٍ يرافقها وعي، وإلى قوةٍ تُمارس برفق دون أن تتنازل عن هيبتها.
وفي الختام، يبقى التواضع زينة لا يتحلى بها إلا الكبار، ويبقى احترام الذات حدًا لا ينبغي تجاوزه، حتى تظل الأخلاق محفوظة، والكرامة مصونة، في زمن بات فيه فهم القيم أمرًا نادرًا.