الأوبزرفر: ستارمر يمشي على حبل مشدود بين أوروبا والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
في تقرير مطول، أفادت صحيفة الأوبزرفر اللندنية بأن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يجد نفسه في موقف صعب يتطلب سلوكا حذرا ومدروسا بشأن تطورات الأوضاع بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن أوكرانيا عقب لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن الجمعة الماضي.
وشبّهت الصحيفة -التي تصدر كل يوم أحد عن مؤسسة غارديان الإعلامية- وضع ستارمر الآن كمن يسير على حبل مشدود بين الولايات المتحدة وأوروبا، محاولا أن يكون جسرا بين ترامب والقارة العجوز.
ولم يكد رئيس الوزراء البريطاني يفرغ من اجتماعه مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، حتى بدأ التوافق حول أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في التداعي والانهيار.
وذكرت الصحيفة أن ستارمر مهد، في اجتماعه مع ترامب، الطريق جيدا للرئيس الأميركي من خلال التزامه بزيادة نفقات الدفاع البريطانية، مانحا بذلك الأخير كل ما كان يتمناه وأكثر.
ستارمر وترامبفقد أشاد ترامب بالموقف التفاوضي القوي لستارمر بخصوص الرسوم الجمركية، وبالعلاقة الخاصة بين بلديهما، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، مبديا إعجابه بـ"لكنة ستارمر الجميلة". وقال ترامب "لو كانت لدي مثل هذه اللكنة، لأصبحت رئيسا قبل 20 عاما".
إعلانلكن بعض من هم على دراية بسلوك ترامب على مر السنين، وكيف يتحول من مزاج وطريقة عمل إلى أخرى في غضون ساعات أو حتى دقائق، لاحظوا أن مواضيع في غاية الأهمية لم تُحسم في الاجتماع وظل الغموض يكتنفها بشكل مثير للقلق، حسب الصحيفة التي زعمت أن الأمور لم تكن كلها على ما يرام كما قد يبدو للوهلة الأولى.
فقد كانت هناك مجالات كان من الواضح أنها بحاجة إلى مزيد من التفاصيل، أحدها متعلق بمطالب أوروبا وأوكرانيا بضرورة أن توفر الولايات المتحدة دعما أمنيا إذا تم التوصل إلى أي اتفاق سلام مع روسيا بوساطة ترامب.
ولعل هذا الافتقار الصارخ للتفاصيل -وفق الأوبزرفر- هو الذي تكشف في اجتماع آخر في البيت الأبيض بعد أقل من 24 ساعة على لقاء ستارمر. فقد شهد اجتماع الجمعة مشادة حادة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني، وقد سارت نتائجه على غير ما كان متوقعا.
وعلى الرغم من أن الوفد البريطاني خرج من اجتماعه مع ترامب وعلامات الرضا بادية على وجوه أعضائه بعد أن أسمعوا الرئيس الأميركي ما يريد سماعه -حسب مصدر بوزارة الخارجية البريطانية- فإن الأمور سارت على غير ما يرام بعد ذلك، عكس ما كان يعتقد الناس.
أوروبا تقاومأما السبب في هذا التباين، فتعزوه الصحيفة إلى تصريحات القادة الأوروبيين الذين من المقرر أن يكون قد استضافهم ستارمر لعقد اجتماع في لندن في وقت سابق من يوم الأحد. وتقول الصحيفة إن هؤلاء هم نفس القادة الذين هرعوا لتوجيه رسائل دعم لزيلينسكي بعد الإذلال الذي تعرض له على يدي ترامب ونائبه جيه دي فانس.
وكان من بين الأوروبيين الذين وقفوا إلى جانب زيلينسكي، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني فريدريش ميرتس الذي فاز حزبه بأكبر حصة من الأصوات في الانتخابات الفدرالية في فبراير/شباط.
وقد كتب ميرتس منشورا على الإنترنت موجها إلى زيلينسكي قائلا: "نحن نقف إلى جانب أوكرانيا في السراء والضراء. يجب ألا نخلط أبدا بين المعتدي والضحية في هذه الحرب المروعة".
إعلانويوم السبت، التقى ستارمر بالرئيس الأوكراني في لندن. وقد عبّر أحد الوزراء البريطانيين -لم تكشف الصحيفة عن هويته- عن اعتقاده بأن ستارمر بدأ يدرك مدى صعوبة أن يكون الجسر الذي يربط بين ترامب وأوروبا.
ويتجلى الموقف الصعب الذي يواجهه رئيس الوزراء البريطاني في بيان أصدره يميل فيه إلى جانب الأوروبيين بشأن أوكرانيا، مؤكدا فيه على دعمه الثابت لكييف في حربها ضد روسيا.
من دون أميركاويأتي هذا البيان غداة اجتماع ستارمر الأحد مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والدانمارك من بين دول أخرى، ودول من خارج الاتحاد الأوروبي بما في ذلك كندا وتركيا وأوكرانيا.
وأشارت الأوبزرفر إلى أن الأمل كان يحدو المسؤولين الأوكرانيين في الحصول على دعم ترامب لبلادهم عقب فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
لكن الصحيفة البريطانية ترى أنه إذا كان ثمة أمل مرتجى في أن يدعم ترامب أوكرانيا، أو حتى أن يكون وسيطا منصفا بين موسكو وكييف، فقد تلاشى أمام أعينهم يوم الجمعة بعد أن تحولت زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض إلى "أكبر كارثة دبلوماسية في هذا القرن".
ويخشى كثيرون في أوكرانيا مما هو أسوأ في القادم من الأيام. وطبقا للصحيفة، فإن المهندسين الأوكرانيين يسارعون لإيجاد بديل لخدمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي يملكها إيلون ماسك مستشار ترامب، والذي يلعب دورا حاسما في ساحة المعركة.
وبدون تلك الخدمة، قد تفقد الوحدات العسكرية الأوكرانية في الجبهات الأمامية للقتال ميزة الاستفادة من الفيديوهات التي ترصد الطائرات الروسية المسيرة في حينه.
وفي الوقت نفسه، إذا أوقفت الولايات المتحدة تدفق البيانات الاستخباراتية، ستعاني أوكرانيا في تحديد أهداف العدو وتدميرها، بما في ذلك تلك الموجودة في عمق روسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الوزراء البریطانی الولایات المتحدة أن یکون
إقرأ أيضاً:
الموفد الأميركي إلى سوريا: حرب إيران وإسرائيل تمهد لطريق جديد في الشرق الأوسط
قال الموفد الأميركي إلى سوريا توماس باراك إن الحرب بين إيران وإسرائيل تمهد لـ"طريق جديد" في الشرق الأوسط، واعتبر أن سوريا ولبنان يحتاجان للتوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل.
وأضاف باراك، في حوار لوكالة الأناضول نشر اليوم الأحد، "ما حصل للتو بين إسرائيل وإيران هو فرصة لنا جميعا للقول: توقفوا، فلنشق طريقا جديدا"، لافتا إلى أن تركيا "هي عنصر رئيسي في هذا الطريق الجديد".
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان يعتبران هذا الوضع فرصة لتغيير الوضع الحالي، وقال "تحدث القائدان مباشرة عن أولوياتهما وشاركا بصدق كيف يمكنهما تحسين حياة الناس في المنطقة (الشرق الأوسط)".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك اتفاق متوقع بين سوريا وإسرائيل، قال باراك "نعم، هذا أملي. يجب أن يتوصلوا إلى اتفاق في مرحلة ما".
وأشار إلى أن إسرائيل "كانت بوضوح عدو الدولة السورية في الماضي"، والرئيس أحمد الشرع "أظهر بوضوح أنه لا يكره إسرائيل، ولا يحمل كراهية دينية لها، ويرغب في السلام على الحدود".
وأضاف "أعلم أن إسرائيل تريد الشيء نفسه. من المحتمل أن نرى بداية حوار غير معلن حول قضايا أكثر بساطة مثل أمن الحدود. ومع مرور الوقت، سيتحول هذا إلى حوار أوسع لنزع التصعيد".
وأشار باراك إلى أنه يعتقد أن اتفاقا مماثلا يمكن أن يتحقق مع لبنان، وقال "لماذا لا يمكننا العيش في سلام؟ مهما كانت ممارساتي الدينية، فإنها اعتقادي الشخصي وسأمارسها بسلام وبمنأى عن السياسة".
وبخصوص العلاقات مع تركيا، أشار باراك -الذي يشغل أيضا منصب سفير الولايات المتحدة في أنقرة- إلى أن الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة حول العقوبات المفروضة على أنقرة واستبعادها من برنامج تطوير مقاتلات إف-35 لشرائها أنظمة دفاع جوي روسية، سيلقى تسوية على الأرجح بحلول نهاية العام.
إعلانوأضاف "أنا واثق من أننا سنتمكن من إيجاد حل بحلول نهاية العام، وأنا على قناعة بأنه ستتم تسوية المشكلة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى تركيا دائمًا كحليف كبير في الناتو.