المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان” يؤكدون على أهمية دور المقاومة في مواجهة التهجير
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
الثورة نت|
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” على الثوابت الفلسطينية المتمثلة في أن التهجير القسري الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948م حتى اليوم، هو جريمة مستمرة تتناقض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية.
وأوضح المشاركون في بيان صادر عن المؤتمر الدولي الذي شارك فيه شخصيات أكاديمية وحقوقية وناشطين من اليمن ومختلف دول العالم، أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها هو حق غير قابل للتصرف وحق ثابت شرعي وقانوني وسياسي لا يسقط بالتقادم.
وأشار البيان إلى دور الجهاد والمقاومة في مواجهة التهجير من خلال الجهاد والمقاومة بجميع أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي هي حق مشروع تكفله القوانين الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال وهي ضرورة استراتيجية لمنع تنفيذ مخططات التهجير والاستيطان.
ودعا إلى توحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وتعزيز العمل المشترك بين جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية باعتبارها حجر الأساس في مواجهة مشاريع العدو الصهيوني.
وشدد بيان المؤتمر على تكثيف التحركات الشعبية والاحتجاجات السليمة في الداخل والخارج لمواجهة سياسات التهجير، خاصة في غزة والقدس والضفة الغربية.
لفت إلى ضرورة العمل على محاسبة العدو الصهيوني، على جرائم التهجير والاستيطان أمام المحاكم الدولية وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية وإلزامه بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.. مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفاعل لوقف جرائم العدو الإسرائيلي ووقف سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وجددّ البيان التأكيد على رفض كافة مشاريع التوطين أو تصفية قضية اللاجئين، والتأكيد على ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين في الشتات ودعم صمودهم.
وفيما يخص استراتيجيات دعم صمود الفلسطينيين، أكد البيان على تعزيز دور الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي في كشف جرائم العدو الإسرائيلي وفضح سياسات التهجير والعمل على نشر الحقائق الفلسطينية في المحافل الدولية، ودعم المشاريع الاقتصادية والتنموية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لتعزيز صمود الفلسطينيين أمام سياسات الحصار والتهجير القسري.
وحث على تشجيع المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتكثيف جهودها في توثيق جرائم العدو الإسرائيلي ونشر التقارير الحقوقية التي تثبت الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
وبشأن تعزيز التضامن الدولي، دعا البيان الشعوب الحرة في العالم، والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى مواصلة الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه العدو الإسرائيلي، وتعزيز الحملات الدولية لمقاطعة العدو الإسرائيلي سياسيًا واقتصاديًا وأكاديميًا BDS باعتبارها وسيلة مؤثرة لمحاسبته على جرائمه.
وأكد البيان على دور الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في الخارج على دعم القضية الفلسطينية ونقل معاناة الفلسطينيين إلى الرأي العام العالمي.
وبخصوص أهمية التوثيق، طالب بيان المؤتمر بالعمل على إنشاء أرشيف فلسطيني رقمي يُوّثق جرائم العدو الإسرائيلي من تهجير وهدم منازل واعتداءات.
وشدد على تشجيع إنتاج الأفلام الوثائقية والمحتوى الإعلامي الذي يعكس معاناة الفلسطينيين ويكشف زيف الدعاية الصهيونية.. مؤكدًا أن فلسطين ستبقى قضية إنسانية وأن التهجير القسري لن ينجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وسيظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه، مستمرًا في مقاومته المشروعة حتى التحرير والعودة.
وحيا المشاركون في ختام المؤتمر بكل إجلال وإكبار أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في القدس وغزة والضفة وكل فلسطين من النهر إلى البحر، والأسرى في سجون العدو الإسرائيلي.. مؤكدين أن المقاومة ستبقى مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صنعاء جرائم العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی المشارکون فی
إقرأ أيضاً:
فؤاد شكر… قلبُ المقاومة وعقلُ الطوفان
عدنان عبدالله الجنيد.
من عليّ العلوِّ، ومحسن الإحسان، وشكر الوفاء، خرج قلبٌ بحجم أمة وروحٌ بحجم السماء.
هنا… حيث البقاع يرفع رأسه إلى السماء، وحيث الجبال تحفظ أنفاس الأبطال، خرج فؤاد شكر كالسيف المسلول من غمد التاريخ، يحمل على كتفيه وصايا الشهداء ورايات النصر.
لم يكن رجلًا عابرًا في دفتر الأيام، بل كان العاصفة التي تسبق الانتصار، والعقل الذي يرسم خرائط الميدان بمداد الدماء. في زمن المساومة والانكسار، جاء فؤاد شكر ليقول للأمة: الطريق إلى القدس لا يُرسم بالحبر… بل يُخطّ بالدم، ولا يُقاس بعدد الخطوات… بل بعدد الشهداء.
في زمن غابت فيه الأبطال، وقفت النبي شيت شامخة، تلد قلوبًا لا تعرف الهوان، ومنها خرج فؤاد شكر… عقل الطوفان، وقلب الثورة التي لا تهدأ، وصوت الدم الذي ينطق بالحق. هو ذاك الذي جعل من النصر رسمًا على جبينه، ومن الشهادة شعلةً لا تنطفئ، ومن المقاومة ملحمةً تُروى على ألسنة الأحرار.
فليشهد التاريخ أن العقول التي تُقتل لا تموت، وأن القلوب التي تُنزف تولد أجيالًا لا تعرف الاستسلام.
في سفوح النبي شيت، القرية البقاعية التي كانت وما تزال معقل العزّة ومصنع الرجال، حيث يمتزج هواء البقاع بعبق البارود، وحيث تُزرع في قلوب الفتيان بذور المقاومة كما تُزرع في الحقول سنابل القمح، وُلد رجل استثنائي سيصبح لاحقًا أحد أعمدة المقاومة الإسلامية وأدمغتها الفذة.
هناك، حيث التاريخ يسير جنبًا إلى جنب مع البطولة، خرج فؤاد علي شكر – السيد محسن – حاملاً إرثًا من الإيمان والصلابة، وممهورًا بوصايا الأبطال الذين سبقوه إلى ساحات الجهاد. من هذه الأرض التي أنجبت السيد عباس الموسوي، انبثق قلبٌ نابض وعقلٌ متّقد، سيخطّ اسمه في سجل الخالدين.
فؤاد القلب… علي العلو:
كان اسمه الأول فؤاد، والقلب في اللغة هو موضع الإحساس والعقل معًا، حيث تتلاقى المشاعر والفكر.
وقد كان قلبه بحجم أمة، ينبض بالإيمان، ويضخ العزيمة في شرايين الميدان.
أما علي، فهو العلوُّ والرفعة والشرف، وقد تجسدت فيه هذه المعاني حين ارتقى فوق كل الصغائر، وحمل راية الجهاد بيد لا تعرف الانكسار، ووقف شامخًا كالجبال التي تحتضن قريته.
محسن في فعله… شاكر في وفائه:
كان محسنًا في عمله إلى أبعد الحدود، يتقن التخطيط كما يتقن المجاهد حمل بندقيته، يزرع النجاح في كل مهمة أوكلت إليه، ويؤدي واجبه بأرقى صور الإحسان.
وكان شكرًا في وفائه، لا ينسى دماء الشهداء الذين سبقوه، من عباس الموسوي إلى عماد مغنية، وفاءً لمبادئهم واستمرارًا لطريقهم.
المؤسس والمقاتل الأممي:
وُلد في 25 نيسان 1961، وكان من الجيل المؤسس لحزب الله. برز منذ بداياته كقائد ميداني محنّك، أصيب في معركة خلدة عام 1982 وهو يذود عن تراب الوطن. لم يكن جهاده حبيس الجنوب اللبناني، بل حمل همّ الأمة إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، مناصرًا المستضعفين هناك في وجه آلة القتل الصربية، مؤكدًا أن المقاومة عقيدة لا تعترف بالحدود الضيقة.
مهندس العمليات النوعية:
قاد تأسيس الوحدة البحرية للمقاومة، وأشرف على عمليات نوعية هزت أمن الاحتلال، وكان العقل المدبر لعمليات الثأر بعد استشهاد السيد عباس الموسوي عام 1992.
وكان أحد أهم المخططين لعمليتي تصفية الحساب عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996، ورافق السيد حسن نصر الله في مفاوضاته غير المباشرة حينها.
في حرب تموز 2006، تجلت عبقريته العسكرية وهو يضع الخطط التي أربكت العدو، ليصبح في قاموس الاحتلال “كابوس التخطيط” و”اليد اليمنى للأمين العام”.
عقل الطوفان:
منذ طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، كان شكر القائد المشرف على جبهة الإسناد اللبنانية، يمد غزة بالسلاح والخطط، ويحول جنوب لبنان إلى خاصرة مشتعلة تربك العدو.
إسرائيل والولايات المتحدة لاحقتاه لسنوات، وعرضت واشنطن خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، لكن قلب المقاومة ظل ينبض، حتى جاءت غارة الغدر الصهيونية في 30 تموز 2024، لتستهدفه في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
الخاتمة:
رحل فؤاد شكر جسدًا، لكنه بقي عقل المقاومة المدبر وقلبها النابض.
بقي مثالًا للقائد الذي جمع بين عمق الفكر وصلابة الميدان، بين عليّ العلو ومحسن الإحسان وشكر الوفاء.
سلامٌ على النبي شيت التي أنجبته، وعلى كل بقعة من الجنوب حفظت خطاه.
وليعلم العدو أن كل فؤاد يُستشهد، يولد ألف فؤاد جديد… وأن دماء القادة هي نهر يسقي طريق القدس حتى يتحقق الوعد الحق.
“في الذكرى الأولى لرحيله: الرجل الثاني في حزب الله، المخطّط العسكري لحرب تموز، وصاحب البصمة الخفية في العمليات النوعية، وناصر المسلمين في البوسنة والهرسك”