ضحية جديدة لمعتقل صيدنايا في مأرب
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
وتداول ناشطون أمس حادثة جديدة لما اسموه معتقل صيدنايا مأرب الذي تم فيه اعتقال المواطن عبداللطيف جميل راشد الجميلي في مارب قبل3 أشهر وتم تحويله للمعتقل .
وأضاف الناشطون ان اهله خلال هذه الفترة تابعوا قضيته وطلبوا منهم ضمانه لاطلاق سراحه وتم العثور عليه أمس وهو جثة هامدة في احدي شوارع مدينة مارب ملفوفا في بطانية وعليه اثار تعذيب.
وخلال الفترة الماضية تم الإعلان عن وفاة معتقلين اثنين في حادثتين منفصلتين خلال أقل من 24 ساعة هما الشاعر راشد الحطام، من أبناء قيفة بمحافظة البيضاء، والشاب ماجد مبارك العامري الجهمي من أبناء قبيلة جهم في مديرية صرواح، واللتان لقيتا استنكارا واسعا وإدانات شعبية وحقوقية، وسلطتا الضوء على ما يتعرض له السجناء من تعذيب يؤدي إلى وفاة الكثير منهم.
وتشير إحصائيات محلية إلى أن حالات الوفاة في تلك السجون جراء التعذيب تقدر بالعشرات، إلى جانب ما يسببه من إعاقات دائمة، موضحة أن جثث بعض الضحايا لاتزال محتجزة في ثلاجات مستشفيات مدينة مأرب.
وبحسب إفادات ناجين من جحيم سجون الإخوان في مأرب فإن صنوفا من التعذيب التي يصعب وصفها بل وقد لا يتخيل الإنسان أن تصدر من بشر يمارسها السجانون بحق المعتقلين، فمن حرمانهم من الأكل والشرب إلى التعذيب والتعليق بالأيدي والأرجل وبتر الأطراف أحياناً بحق السجناء الرافضين لامتهان كرامتهم وإنسانيتهم والذين ينتهي الحال بالكثير منهم إلى الوفاة.
وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مأرب لا يتجاوز سجنين قبل العدوان، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح، على أكثر من 20 سجناً داخل المدينة ومديرية الوادي وتديرها بوحشية لا نظير لها لترهيب السجناء وتمارس أقسى أنواع التعذيب بحقهم بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم.
وترفض سلطة العرادة ومسؤولو الملف الأمني بمأرب السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع السجناء ومعاناتهم، كما يتم إخفاء مصيرهم عن ذويهم وعدم السماح لأهاليهم بزيارتهم والاطلاع على أحوالهم وهو إجراء مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية.
في حين تغض المنظمات الدولية والحقوقية الطرف عن ممارسات وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق السجناء والمعتقلين، وهو ما يشير إلى دعم سعودي أمريكي لجرائم الاختطافات والاعتقالات والتعذيب بحق السجناء في محاولة لإرهاب المواطنين وشرعنة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين.
وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظة مأرب مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة.
حيث يتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه فيقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أي محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم ومنعهم من التواصل مع أي أحد.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
رجال الدولة: أين نجدهم؟!
#رجال_الدولة: أين نجدهم؟!
الدكتور: #محمود_المساد
هل من علاقات ارتباطية بين الكرامة، وعلوّ الهامة، والتواضع، وبين رجل الدولة؟
وهل اقتران صفتي الرجولة، والدولة بشخص رجل الدولة هو من أعطاه هذا العلوّ بين الرجال: ( ذكورا وإناثا)؟
وهل يعدّ رجل الدولة بيت الحكمة، وكنزها، والصندوق السيادي لأجيالها؟
فقد نجد رجل الدولة بين زعماء السياسة، والإدارة المدنية، ورجال الدين والفكر، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، وقد لا نجده بينهم.فمن منهم يحمل سمات رجل الدولة وخصائصه،يصعب على الآخرين تقليده،أو القيام بدوره،كما يصعب عليهم حمل قدراته الخاصة. فهو الوحيد القادر على صناعة تاريخ الدولة بين الدول، وأن يشار إليه بالبنان، وذلك حتما نظير القرارات الصعبة التي يتخذها، و المشاريع الإستراتيجية التي يصنعها على مدى جغرافية الدولة، ويقوم بإدارتها .
وحقيقة،لا يمكننا أن نجد رجل الدولة بين عديد السياسيين الذين لا خبرة لهم في إدارة شؤون الدولة،كما لا تنجح مؤسسات الدولة،ولا تتناسق معا، إلا بعد أن يتوّلى شأنها أشخاص يتمتعون بخبرات عالية المستوى بتصريف شؤونها،ويتمكنون من المعرفه العميقة بشؤون مجتمعاتهم،ومتطلبات شرائحها،وكيفية التعامل مع المشكلات التي تنجم عن العلاقات التفاعلية بين كل من الدولة، والمجتمع.
من هنا،نتأكد بأن ثلاثية صفات رجل الدولة: ” الحكمة، والقوة، والقيادة الاجتماعية ” هي من أهلته لهذه المنزلة التي أملت عليه بالضرورة سمات شخصية،وكفايات شاملة: سياسية، وفكرية، واجتماعية، وثقافية، وإدارية؛ محلية ودولية،بناها عبر مسيرة تراكمية ناجحة خلقت منه وفيه رجل الدولة.حيث بات يتمتع بالشخصية القوية التي يفرضها على الجميع بالحكمة، والقوة في إدارته المواقف، والمرؤوسين،عندما كان على رأس الهرم في أي مؤسسة،وأي سلطة، كما يتمتع بكفايات خاصة في صنع قراراته سواء أكانت تكتيكية أم إستراتيجية،إضافة إلى قدرته في الدفاع عن آرائه من دون أن يخرق القانون العام، فضلاً عن قدرته على اختيار نوع الأسئلة التي يسألها لمستشاريه،وطريقة صياغتها …فهو لا يهتم بالخطب،والأقوال،والشعارات بقدر ما يهتم بالأفعال،وترجمة ذلك بمنجزات تُحسب له،لا عليه.
وتأسيسا على ما تقدم، يجدر بنا أن نسأل: كم من هؤلاء الأشخاص لدينا ” ذكورا وإناثا “،؟ وكم منهم يُجمع المجتمع عليه أنه رجل دولة بحق؟
القادة يُصنعون،حين تؤسّس الدولة معهدًا أو جامعةً لصناعة القادة، وقد اقترح عبد السلام المجالي ذلك!!
لقد شهدنا نماذج لقيادات غابت قبل أوانها منهم: أحمد عبيدات، الروابدة،الكباريتي،عبّد الحميد شرف،عون خصاونة،حيث لم ينالوا فرصهم لإظهار مواهبهم وقدراتهم!! في حين نال كل من: مضر بدران، وزيد الرفاعي، وعبد السلام المجالي، من الفرص ما مكّنتهم من التميز.
ففي العادة؛ وفي جميع الدول الناجحة تدعم الدولة من تظهر عليه مثل هذه السمات والخصائص التي تبشر بميلاد رجل دولة واعد، وتُمكّنه من تحمل مسؤوليات متنوعة صاعدة،يُراكم بها خبراته،وتُخضعه لاختبارات عملية تتدرج بالصعوبة والتعقيد، وتراهن بعدها على سماته وخصائصه من التغير،أو التراجع.
وبهذا، فإن رجل الدولة يستمد رؤيته من قوة العصر الذي يعيشه، ويتطلع في كل قراراته إلى المستقبل وتحدياته، يستشرف الظروف والمتغيرات على مستوى العالم، ويلتقط منها ما يخدم مصالح دولته العليا، ويعزز نجاح خططه الاستراتيجية والتنفيذية، دونما أي التفات للماضي وإخفاقاته،لا يجامل، ولا يناكف، ولا يتحامل.
هذه ليست أحلامًا، فالأردن يستحق الأفعال السامية!!