سبايكر لم تنتهِ بعد شباب العراق بين رصاص الماضي وخنادق الحاضر
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
لم تكن مجزرة سبايكر عام 2014 مجرّد جريمة قتل جماعي بحق أكثر من 1700 شاب أعزل، بل كانت جرحاً مفتوحاً في قلب العراق، لم يندمل حتى اليوم. قد يكون الرصاص قد توقف في القصور الرئاسية بتكريت، لكن الموت الذي حصد أولئك الشباب ما زال يحصد أقرانهم بطرق أخرى البطالة، الهجرة، المخدرات، السجون، الجهل، وفقدان العدالة.
الشهداء الذين وقعوا ضحية الغدر في سبايكر، كانوا يمثلون أحلاماً شبابية بوظيفة، وأمان، ومستقبل. واليوم، آلاف الشباب العراقيين يعيشون ذات الإحباط والخذلان، وكأن المجزرة تتكرر كل يوم، لا بالجثث، بل بضياع الحياة.
في وطن يعاني من بطالة تتجاوز نسبها 40% بين الشباب، أصبح الشارع العراقي مزدحماً بالخريجين الباحثين عن فرصة عمل، أو عن أمل ضائع. العشرات يطرقون أبواب الوزارات والمؤسسات الحكومية دون مجيب، فيما يتحول البعض إلى ضحايا الجريمة المنظمة، أو يهاجرون عبر البحار طلباً لحياة لم يجدوها هنا أما السجون، فقد غصّت بشباب أوقعهم الفقر في براثن الجريمة أو دفعهم الإهمال نحو طرق لا يعرفون عواقبها. كثيرون يُعتقلون بلا محاكمات عادلة، وبعضهم ضحايا المخدرات، التي أصبحت تهدد جيلًا بأكمله، في ظل غياب واضح لدور الدولة في المواجهة الحقيقية.
والجهل ما يزال أحد أخطر أوجه الاستمرار غير المعلن لمجزرة سبايكر. فالتعليم الذي كان طريقاً للنجاة، بات عبئاً ثقيلاً على عائلات لا تملك ثمن النقل أو القرطاسية. وتراجع المستوى التربوي والأكاديمي أفرغ الجامعات من مضمونها، وترك آلاف الشباب بلا أفق.
في هذا المشهد القاتم، من حقنا أن نسأل هل انتهت سبايكر؟ أم أنها أخذت شكلاً جديداً أكثر خفاءً وهدوءاً، لكنه لا يقل فتكاً؟
إن المسؤولية لا تقع فقط على الحكومات المتعاقبة، بل على المجتمع بكل مكوناته. نحتاج إلى مشروع وطني يعيد بناء ثقة الشباب بوطنهم، ويحول آلام الماضي إلى قوة تغيير. فلا عدالة لدماء الشهداء إذا ظل أقرانهم يموتون يومياً على قارعة الإهمال.
مجزرة سبايكر لم تكن نهاية، بل بداية فصل طويل من المعاناة. ولن تُطوى صفحتها حتى نضمن أن لا يُدفن شباب العراق مرة أخرى، لا في حفرة جماعية، ولا في صمت المؤسسات.
ختاما إنها ليست مجرد ذكرى، بل قضية حياة أو موت لوطن بأكمله.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
رئيس شباب النواب يطمئن علي بعثة الأهلي المشاركة في كأس العالم للأندية
حرص الدكتور محمود حسين ، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ، الاطمئنان على بعثة النادي الاهلي المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم ، المقامة بالولايات المتحده الامريكيه.
وأجرى النائب محمود حسين ، اتصالا بالمهندس خالد مرتجي ، رئيس بعثة النادي الاهلي ،للاطمئنان علي أوضاع الفريق قبل خوضه اولي لقاءاته أمام انتر ميامي الأمريكي ، في افتتاح البطولة ،مؤكدا دعم لجنة الشباب وجميع الشعب المصري ، للنادي الاهلي ممثل الدولة المصرية الوحيد في هذا المحفل العالمي ليسعد الجماهير المصرية بتحقيق نتائج إيجابية في تلك البطولة .
وأكد رئيس لجنة الشباب ، أن الرياضة المصرية ،تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ،حيث حرصت القيادة السياسية علي تقديم كافة الدعم للرياضة والرياضين ،متمنيا التوفيق لجميع الفرق المصرية بتحقيق إنجازات كبيرة لرفعة الكرة والرياضة المصرية عالميا .
من جانبه وجه المهندس خالد مرتجي ، الشكر للنائب الدكتور محمود حسين، لاهتمامه وحرصه علي التواصل مع بعثة الأهلي ،والتأكيد علي وقوفه خلف الفريق حتي يصل لأبعد نقطة في بطولة كأس العالم للأندية.