بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

لم تكن مجزرة سبايكر عام 2014 مجرّد جريمة قتل جماعي بحق أكثر من 1700 شاب أعزل، بل كانت جرحاً مفتوحاً في قلب العراق، لم يندمل حتى اليوم. قد يكون الرصاص قد توقف في القصور الرئاسية بتكريت، لكن الموت الذي حصد أولئك الشباب ما زال يحصد أقرانهم بطرق أخرى البطالة، الهجرة، المخدرات، السجون، الجهل، وفقدان العدالة.


الشهداء الذين وقعوا ضحية الغدر في سبايكر، كانوا يمثلون أحلاماً شبابية بوظيفة، وأمان، ومستقبل. واليوم، آلاف الشباب العراقيين يعيشون ذات الإحباط والخذلان، وكأن المجزرة تتكرر كل يوم، لا بالجثث، بل بضياع الحياة.

في وطن يعاني من بطالة تتجاوز نسبها 40% بين الشباب، أصبح الشارع العراقي مزدحماً بالخريجين الباحثين عن فرصة عمل، أو عن أمل ضائع. العشرات يطرقون أبواب الوزارات والمؤسسات الحكومية دون مجيب، فيما يتحول البعض إلى ضحايا الجريمة المنظمة، أو يهاجرون عبر البحار طلباً لحياة لم يجدوها هنا أما السجون، فقد غصّت بشباب أوقعهم الفقر في براثن الجريمة أو دفعهم الإهمال نحو طرق لا يعرفون عواقبها. كثيرون يُعتقلون بلا محاكمات عادلة، وبعضهم ضحايا المخدرات، التي أصبحت تهدد جيلًا بأكمله، في ظل غياب واضح لدور الدولة في المواجهة الحقيقية.
والجهل ما يزال أحد أخطر أوجه الاستمرار غير المعلن لمجزرة سبايكر. فالتعليم الذي كان طريقاً للنجاة، بات عبئاً ثقيلاً على عائلات لا تملك ثمن النقل أو القرطاسية. وتراجع المستوى التربوي والأكاديمي أفرغ الجامعات من مضمونها، وترك آلاف الشباب بلا أفق.
في هذا المشهد القاتم، من حقنا أن نسأل هل انتهت سبايكر؟ أم أنها أخذت شكلاً جديداً أكثر خفاءً وهدوءاً، لكنه لا يقل فتكاً؟
إن المسؤولية لا تقع فقط على الحكومات المتعاقبة، بل على المجتمع بكل مكوناته. نحتاج إلى مشروع وطني يعيد بناء ثقة الشباب بوطنهم، ويحول آلام الماضي إلى قوة تغيير. فلا عدالة لدماء الشهداء إذا ظل أقرانهم يموتون يومياً على قارعة الإهمال.
مجزرة سبايكر لم تكن نهاية، بل بداية فصل طويل من المعاناة. ولن تُطوى صفحتها حتى نضمن أن لا يُدفن شباب العراق مرة أخرى، لا في حفرة جماعية، ولا في صمت المؤسسات.

ختاما إنها ليست مجرد ذكرى، بل قضية حياة أو موت لوطن بأكمله.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

منتخب شباب العراق يلاقي نظيره البحريني في الشهر المقبل

آخر تحديث: 31 يوليوز 2025 - 11:33 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال عضو اتحاد الكرة العراقي غالب الزاملي، الخميس، إن “المنتخب الأولمبي البحريني سيصل إلى البصرة اليوم الخميس للدخول في معسكر قصير استعداداً لتصفيات كأس آسيا المقررة في شهر أيلول المقبل”.وأضاف الزاملي أن “المنتخب الأولمبي العراقي سيلاقي نظيره البحريني مرتين على ملعب البصرة الدولي، يومي السبت والثلاثاء المقبلين”.وأوضح، أن الاتحاد العراقي لكرة القدم، بالتنسيق مع الاتحاد الفرعي في البصرة، خصص ملاعب المدينة الرياضية لإجراء تدريبات الفريقين، فضلاً عن تأمين أماكن الإقامة والنقل وكافة المستلزمات اللوجستية.ويستعد المنتخب الأولمبي العراقي لخوض تصفيات كأس آسيا، حيث أوقعته القرعة ضمن المجموعة السابعة إلى جانب منتخبات كمبوديا، وعمان، وباكستان، والتي ستُقام منافساتها خلال الفترة من 1 إلى 9 أيلول/سبتمبر المقبل.وكان المنتخب العراقي قد أنهى مؤخراً معسكراً تدريبياً في تونس، خاض خلاله مباراتين وديتين أمام ناديين من الدوري التونسي الممتاز، خسر الأولى أمام شبيبة القيروان بهدفين مقابل هدف، وفاز في الثانية على الرياضي البنزرتي بهدفين دون رد، وأقيمت المباراتان على ملعب مجمع عين دراهم الرياضي.

مقالات مشابهة

  • العراق بالمرتبة السادسة بالاستيراد من تركيا خلال الشهر الماضي
  • اتحاد شباب العمال يشكل غرفة عمليات لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ
  • منتخب شباب العراق يلاقي نظيره البحريني في الشهر المقبل
  • أوفياء كشافة شباب مكة يطمئنون على فضل
  • «قرى أطفيح تقرأ».. استكمال توزيع الكتب على مكتبات مراكز شباب حياة كريمة
  • وكيل الخارجية الفلسطينية: المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل
  • وزير الشباب والرياضة يشهد ختام فعاليات اللجنة العامة لبرلمان شباب مصر
  • شباب القليوبية يجتمع بأعضاء مجلس إدارة منطقة القليوبية لكرة اليد لمناقشة خطة التطوير
  • الأقصر تشارك في فاعليات «مصر النهاردة رياضة» احتفالًا بأول إنجاز أوليمبي مصري
  • منتخب شباب العراق في المجموعة الثانية من بطولة الخليج للشباب