صدى البلد:
2025-06-27@11:46:05 GMT

أول تعلق من مؤلف مسلسل معاوية بعد الهجوم عليه

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

تحدث الكاتب الصحفي خالد صلاح كاتب سيناريو وحوار المسلسل التاريخي "معاوية"، الذي اثار الجدل خلال الايام القليلة عن معاوية بن أبي سفيان وانه لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه على أسنة الرماح، بل كان إنسانًا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيًا حين تستدعي الحاجة، ولينًا حيث ينبغي التروي والتدبر.

وكتب في منشور بصفحته على "فيسبوك": "حين بدأنا هذا المشروع مع MBC Studios، لم تكن غايتنا أن نصوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى، أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه".

وأضاف: "تأمل معي ماذا جرى في دراما التاريخ، تصور فتى نشأ في بيت العظمة، تحت سقف أغنى بيوت قريش، ثم فجأة تهتز الأرض من تحته، أخته رملة، الأقرب إلى قلبه، تترك أهلها وتفر مع زوجها إلى الحبشة، تاركة خلفها إرثًا من التساؤلات والوجع، وأمه هند، التي كانت سيدة مكة بلا منازع، تهوي أمام عينيه من قمة الجبروت إلى وادٍ من الخسائر والانكسار، فقدت أباها وأخاها وعمها في بدر، وظلت تحمل جراحها حتى جاء يوم أحد، فتنفست الصعداء بالانتقام المجرم المقيت، لكن الرياح لا تستقر طويلًا، فما لبثت أن وقفت بعد أعوام، وهي التي كانت تملأ الدنيا عنادًا، وقفت أمام النبي محمد بن عبد الله، ترفع صوتها بالشهادة، وتدخل دين من كانت بالأمس تسعى للنيل منه بالدم والنار".

وتابع: "كيف يقرأ فتى صغير آنذاك في مثل عمر معاوية هذا المشهد؟ كيف يفهم التحولات الجارفة التي جعلت من قريش القوية، قريشاً المغلوبة، ثم من قريش المغلوبة بالأمس إلى القبيلة القائدة للدين الجديد؟".

وواصل: "لم يكن معاوية رجل سيف كخالد بن الوليد، ولا ناسكًا زاهدا كعلي بن أبي طالب، ولا قارئا حافظا كعبد الله بن مسعود، ولا أقرب للنبي مثل حذيفة بن اليمان أو عمار بن ياسر، لكنه كان رجل التدبر الطويل والانتظار الصامت، من طفولته أدرك أن الانتصارات ليست كلها في ساحات القتال، وأن الحرب ليست دائمًا حلًا، بل أحيانًا تكون الحرب هي المصيدة التي يقع فيها المتعجلون، تعلم أن النصر الحقيقي هو أن تصمد حين يسقط الآخرون، وأن تدير المعركة بالعقل لا بالغضب".

وقال: "لكن أي حياة يمكن أن تمضي بلا خسائر؟ فقد أحب، وعرف مرارة الفقد، رحلت عنه زوجته الأولى، التي كانت أقرب إلى قلبه من كل شيء، مات ابنه عبد الرحمن، فانطفأت في داخله شعلة الأبوة، ورأى أخاه يزيد ينهار أمامه تحت وطأة الطاعون، ولم يكن في يده سوى أن يشاهد الموت وهو يأخذ منه أحبته واحدًا تلو الآخر، ثم جاء حب آخر، ميسون بنت بحدل، لكن الحب وحده لم يكن كافيًا، لم تحتمل حياة القصور، لم تر في الذهب والحرير ما يغريها بالبقاء، فتركت كل شيء وعادت إلى البادية، إلى حياة البساطة التي لم يستطع معاوية، بكل ما لديه، أن يمنحها إياها".

وأضاف: "ثم جاءت الطعنة الكبرى، مقتل ابن عمه وخليفة المسلمين عثمان بن عفان، وفجأة، لم يعد معاوية واليًا يدير شئون الشام من بعيد، بل أصبح الرجل الذي يرى نفسه مسئولًا عن دم عثمان، عن الثأر، عن تحقيق العدالة كما يراها هو من وجهة نظره، صار هو ولي الدم في عائلة تطالبه بالانتقام من القتلة".

وواصل: "لم يكن الصراع مع علي بن أبي طالب خيارًا سهلًا، ولم يكن كرهًا في الإمام العادل، ولكنه وجد نفسه وسط معادلة لم يعد يملك رفاهية الانسحاب منها، معادلة حكمتها السياسة بقدر ما حكمها الدم".

وتابع: "حكايتنا في هذا المسلسل ليست عن رجل يبحث عن السلطة لمجرد السلطة، ولم تكن قصة رجل خُلق لينتصر أو يُهزم، بل كانت مسيرة رجل تعلم كيف يتحايل على الريح، كيف لا يواجه العاصفة بعناد المغامرين، بل بحكمة من يعرف أن البحر لا يخضع إلا لمن يتقن فن الإبحار؛ لهذا كان معاوية شخصية درامية بامتياز، لأنه لم يكن ذلك القائد الذي يحسم الأمور بحد السيف وحده، بل كان ذلك العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن، في النهاية، هو أذكى اللاعبين".

ونوه: "في معاوية، لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة، لم ننظر إليه كحاكم نقش اسمه في كتب التاريخ، بعض الكتب مجدت سيرته، وبعضها لعنته بلا هوادة ، بل رأيناه كروح عاشت، وتألمت، وانتصرت، روح ساقتها الضرورة إلى الهدى أحياناً، وإلى الخطايا أحياناً أخرى ، ثم سارت إلى قدرها مثل كل من سبقوها، المسلسل ليس عن صراع صحابة تقاتلوا، لكنه عن إنسان خاض صراعه الأول مع نفسه، ثم دارت به طاحونة الصراعات مخيراً أو مجبراً حتى نهاية العمر".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خالد صلاح معاوية المزيد لم یکن

إقرأ أيضاً:

إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة واللهجة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على بيانات الدول العربية في المنطقة والدول الإسلامية حول العالم تعقيبا على الضربات الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران، لافتا إلى مواقف متفاوتة في اللهجة وشدتها.

صورة خامنئي مع بعض القادة الذين قتلتهم إسرائيل، معروضة في ساحة الثورة، وسط طهران بإيران، في 24 يونيو 2025. Credit: NEGAR/Middle East Images/AFP via Getty Images)

وقال عراقجي في مقابلة أجراها على "العربي الجديد" ونقلتها وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية، منها وكالة أنباء مهر: "كان الموقف جيداً على المستويين (الشعبي والرسمي) دانت جميع الدول العدوان، بعضها بلهجة شديدة وبعضها بلهجة أكثر هدوءاً، لكننا شهدنا موقفاً موحّداً تقريباً في كل المنطقة والعالم الإسلامي".

وتابع: "كان البيان الذي صدر عن وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول قوياً جداً، وأضاف بنداً خاصاً لإدانة العدوان الأميركي، إذ تزامن ذلك مع انعقاد اليوم الثاني للاجتماع في اليوم نفسه، أعتقد أن مواقف الحكومات كانت إيجابية، وعلى المستوى الشعبي والرأي العام في الدول العربية أو الإسلامية أو في مناطق أخرى، شهدنا تضامناً غير مسبوق مع الشعب الإيراني".

واستطرد الوزير قائلا: "هذا يظهر بوضوح في التغريدات والمقالات واللقاءات المختلفة. وأتصوّر أنّ التقارب بين الرأي العام العربي والإسلامي والشعب الإيراني حصل أكثر من أي وقت مضى، وهذه إحدى بركات الأحداث، أنا سعيد جداً لأن عدوان إسرائيل كان له على الأقل هذه الفائدة الكبرى، وهي توحيد الرأي العام العربي والإسلامي بشكل غير مسبوق، وازدياد التضامن الإقليمي".

وأضاف: "لسنواتٍ، سعت بعض الأطراف إلى تخويف المنطقة من إيران وتصويرها خطراً وتهديداً، أما اليوم فقد زال هذا الخوف وبات العدو الحقيقي معروفاً للجميع، فقد حاولت إسرائيل سنوات أن تعكس هذه المعادلة، وتروّج أن إيران تهديدٌ للمنطقة، لكن هذه الخطة فشلت نهائياً، أودّ أن أشكر وسائل الإعلام العربية، لا سيما المعلقين والكتّاب في العالم العربي الذين أدّوا دوراً مهماً في شرح هذه المواقف وتوضيحها، ونحن نقدّر ذلك وسنواصل العمل على تعزيز هذه الوحدة والتضامن الذي تشكّل اليوم".

مقالات مشابهة

  • حسين علي رعد رئيسًا لاتحاد بلديات بعلبك وعباس معاوية نائبا
  • بعد انتهاء التصعيد الإسرائيلي الإيراني| ترامب يهاجم الإعلام الأمريكي.. وخبير: كانت تمثيلية
  • الإدارة الأمريكية تعلق على تصريحات المرشد الأعلى الإيراني
  • طهران تعلق التعاون مع الوكالة الذرية.. لا رقابة أو تفتيش
  • وكالة الطاقة الذرية تعلق على قرار إيران بإيقاف التعاون معها
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة واللهجة
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • الرئيس الإيراني لأمير قطر: نأسف للأضرار التي سببها الهجوم على قطر