رئيسة المكسيك تندد برسوم ترامب وتتوعد بالرد
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم اليوم الثلاثاء إنه لا مسوغ للرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات من المكسيك، وأضافت أن حكومتها سترد بإجراءات جمركية وغير جمركية.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم اعتبرت شينباوم أنه "لا يوجد سبب أو منطق أو مسوغ لدعم هذا القرار الذي سيؤثر على شعبنا ودولنا… لا رابح من هذا القرار".
ودخلت إجراءات التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحا في واشنطن (05:01 بتوقيت غرينتش) بعد توقف مبدئي لمدة 30 يوما انخرط خلالها المسؤولون المكسيكيون في محادثات مع واشنطن وتعزيز الأمن على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأعلن ترامب أمس الاثنين أن المكسيك و كندا والصين لم تبذل جهودا كافية لوقف تدفق مادة الفنتانيل المخدرة القاتلة والمواد الكيميائية المستخدمة في إنتاجها إلى الولايات المتحدة.
وقالت شينباوم إن المكسيك تعاونت مع الولايات المتحدة في قضايا الهجرة والأمن ومكافحة تهريب المخدرات.
وأضافت "في هذه الأيام الثلاثين، تم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجريمة المنظمة والاتجار بالفنتانيل، بالإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية بشأن الأمن والتجارة".
إعلانوقالت شينباوم إنها ستقدم تفاصيل حول رد المكسيك، تتضمن الرسوم الجمركية المضادة، في فعالية ستقام في ساحة زوكالو الشهيرة في العاصمة يوم الأحد.
وانخفض البيزو المكسيكي صباح اليوم الثلاثاء نحو 1% أمام الدولار.
والمكسيك أكبر الشركاء التجاريين مع الولايات المتحدة، حيث تسيطر على 16% من التجارة العالمية مع أميركا، تليها كندا بنسبة 14%، ثم الصين بنسبة 11%.
وحذر اقتصاديون من أن سياسة حافة الهاوية التي ينتهجها ترامب تضع أميركا الشمالية على شفا حرب تجارية، وستضر بالنمو الأميركي، وتؤدي إلى تفاقم التضخم، وربما تؤدي إلى الركود في المكسيك وكندا.
وتخاطر التعريفات الجمركية الجديدة التي يلوح بها ترام بزعزعة استقرار الاتفاقية التجارية لأميركا الشمالية التي وقعها ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الولايات المشتعلة.. هل يقود قرار ترامب بطرد المهاجرين أمريكا نحو المجهول؟
في مشهد يعكس تصاعد التوترات الداخلية داخل الولايات المتحدة، تفجّرت موجة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في مدينة لوس أنجلوس، على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد المهاجرين غير الشرعيين، لاسيما من دول أمريكا اللاتينية. هذا القرار، الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والحقوقية، فتح الباب أمام مواجهة جديدة بين الإدارة الفيدرالية وعدد من حكّام الولايات، وسط انقسام حاد داخل المشهد الأمريكي الداخلي.
وفي هذا السياق، قدّم الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، قراءة تحليلية لأبعاد هذه الأزمة المتفاقمة، وتداعياتها السياسية والدستورية.
أكد الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، أن تطبيق قرار طرد المهاجرين غير الشرعيين، لا سيما من دول أمريكا اللاتينية، يمثل تنفيذًا مباشرًا لتعهد انتخابي قطعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت شعار "أمريكا أولًا". وأضاف أن ترامب يسعى إلى تقليص أعداد المهاجرين القادمين من دول مثل المكسيك وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، خاصة أولئك المقيمين في ولايات بعينها.
وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، إلى أن هذا القرار أثار موجة من الغضب والاحتجاجات العنيفة داخل الولايات المتحدة، إذ يراه المهاجرون قرارًا مجحفًا، وتضامنت معهم في ذلك أطراف عديدة داخل المجتمع الأمريكي، أبرزها أعضاء من الحزب الديمقراطي، ومؤسسات حقوقية، بل وبعض الشركات متعددة الجنسيات التي ترى في القرار تعديًا على المبادئ الإنسانية وتهديدًا للاستقرار الاجتماعي.
وأبرز الدكتور العناني أن الأزمة اشتدت بعد لجوء ترامب إلى نشر الحرس الوطني في عدد من الولايات، وعلى رأسها كاليفورنيا، معتبرًا أن هذا الإجراء يُعد تجاوزًا دستوريًا لصلاحيات حكّام الولايات، مما دفع حاكم ولاية كاليفورنيا للتصريح بأن ترامب تخطى حدود القانون الفيدرالي، خاصة وأن الصلاحيات الأمنية في الولايات متروكة دستوريًا لحكامها وليس للرئاسة.
واعتبر العناني أن ما تشهده الولايات المتحدة اليوم من اضطرابات هو منعطف حاد في تاريخها، مؤكدًا أن شخصية ترامب وتصميمه على المضي في قراراته التصعيدية، تجعلان من التراجع أمرًا مستبعدًا. بل على العكس، يرى أنه سيزيد من وتيرة التصعيد في مواجهة الاحتجاجات، رغم تصاعد حالة الغليان الشعبي واتساع رقعة المتضامنين.
وفي السياق ذاته، أشار العناني إلى أن الأزمة تعكس حالة من الانقسام العميق داخل النخبة السياسية الأمريكية، حيث يهاجم عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي قرارات ترامب، سواء تلك المتعلقة بالهجرة أو بسياساته الاقتصادية، كفرض الرسوم الجمركية على الصين، وهو ما أدى إلى تباطؤ الأسواق العالمية وارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا التصعيد السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا ينفصل عن السياق الانتخابي، حيث يسعى الديمقراطيون إلى استغلال أخطاء ترامب المحتملة، سواء في الداخل أو في السياسات الخارجية، لتعزيز فرص مرشحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وختامًا، حذر الدكتور أحمد العناني من خطورة تصاعد هذا الصراع الداخلي، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتجاجات العنيفة قد يؤدي إلى اضطرابات تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، وربما تُحدث تحولات عميقة على غرار ما جرى في التجربة السوفيتية. وفي الوقت نفسه، يرى أن ترامب لن يتراجع، بل سيواصل الاعتماد على الأدوات الأمنية، كالحرس الوطني، لتنفيذ سياساته، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من البيت الأبيض لمعالجة الأزمة بشكل جذري قبل أن تتفاقم أكثر.