السلام الهش في جنوب السودان مهدد.. توترات بعد اعتقال مسؤول عسكري كبير
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
القاهرة- (زمان التركية)ــ أسفر اعتقال الفريق غابرييل دوب لام، وهو مسؤول عسكري كبير متحالف مع النائب الأول للرئيس ريك مشار، من قبل قوات دفاع جنوب السودان إلى تعريض اتفاق السلام لعام 2018 للخطر. وتصاعدت التوترات مع تكثيف الوجود العسكري حول مقر إقامة مشار، مما يهدد بتجدد الصراع وسط سلام هش بالفعل.
في تطور مهم يهدد السلام الهش في جنوب السودان، اعتقلت القوات الفريق غابرييل دوب لام، الحليف الرئيسي لنائب الرئيس الأول ريك مشار.
وبحسب بال ماي دينج، المتحدث باسم مشار، فإن العملية التي تتضمن نشر قوات حول مقر إقامة مشار تشكل خرقاً لاتفاق السلام الذي أعيد تنشيطه. وحذر دينج من أن مثل هذه الإجراءات تعرض مجلس الدفاع المشترك للخطر، وهو عنصر حاسم في اتفاق السلام يهدف إلى الحفاظ على هيكل القيادة العسكرية، وبالتالي تعريض عملية السلام بأكملها للخطر.
ورغم أن اللواء لول رواي كوانغ المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، ووزير الإعلام مايكل ماكوي امتنعا عن التعليق، فإن تاريخ الصراع يثير مخاوف كبيرة. فقد خلفت الحرب الأهلية في عام 2013 نحو 400 ألف قتيل، وشردت الملايين، وأثرت بشدة على الاقتصاد، وخاصة في إنتاج النفط. وقد تؤدي التصعيدات الأخيرة إلى تجدد الأعمال العدائية إذا لم تتم إدارتها بعناية.
Tags: الفريق غابرييل دوب لامجنوب السودانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: جنوب السودان جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
المنوفي الذي هزم أمريكا وإسرائيل
لم يكن أنور السادات مجرد رئيس جلس على مقعد الحكم بعد ناصر، بل كان عبقرية سياسية نادرة أدركت أن معارك الأوطان لا تُدار بالشعارات بل بحسابات العقل واتخاذ القرار في التوقيت الصحيح، خاصة بعد هزيمة ومعنويات في الأرض، قرأ السادات خريطة المنطقة بعيون تختلف عن الجميع وحسم قراره، فجاء قرار الحرب في السادس من أكتوبر ليغير الموازين ويعيد لمصر مكانتها بذكاء نادر وانتصار دبلوماسي غيّر وجه الشرق الأوسط لعقود.
تحرك السادات برؤية لم يفهمها كثيرون، فهو لم يرد حربا تُنهك مصر، بل حربا تُعيد إليها إرادتها، أعاد بناء الجيش في صمت، وحوّل الهزيمة إلى درس واليأس إلى طاقة، وفي الوقت الذي انشغل فيه خصومه بالخطابات كان هو يرسم خطوط المعركة في ذهنه، ويضع توقيتها بدقة رجل يعرف أن النصر لا يأتي صدفة، بل يُصنع بتوقيت محسوب.
في السادس من أكتوبر 1973 نطق القرار التاريخي ودوّت صيحة الله أكبر على ضفة القناة لتبدأ ملحمة العبور التي أدهشت العالم، لم يكن النصر مفاجأة للسادات بل ثمرة تخطيط دقيق بين العقل والسياسة والسلاح، أدرك أن النصر العسكري لا يكتمل إلا بانتصار سياسي، فانتقل من خنادق القتال إلى ساحات التفاوض، واضعًا نصب عينيه استعادة الأرض وتحقيق السلام بشروط المنتصر لا المهزوم.
لم يكن السلام عند السادات ضعفا بل امتدادا لشجاعة الحرب، واجه الجميع بقرار الذهاب إلى القدس وهو يعلم أنه يغامر بكل شيء في سبيل أن يحمي كل شيء، أراد أن يخرج بمصر من دائرة الدم إلى دائرة التنمية وأن يحول النصر إلى طاقة بناء لا استنزاف. عبقرية السادات لم تكن في قراراته فقط بل في توقيته، في قدرته على قراءة المستقبل، وفي شجاعته على مخالفة المألوف.
رحل السادات لكن بقي اسمه محفورا في ذاكرة الأمة كقائد آمن بأن الحرب وسيلة للسلام، لا غاية في ذاتها، وبأن مصر تستحق أن تكون في مقدمة الأمم لا في ذيلها، ذلك هو السادات بطل الحرب والسلام وابن المنوفية الهمام.