شاهد كيف اعترضت بكين طريق سفن فليبينية في عرض بحر الصين الجنوبي
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
مناوشة في عرض البحر.. تُظهر هذه المشاهد التي التقطها خفر السواحل الفلبيني المواجهة الأخيرة بشأن السيادة بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
منعت الثلاثاء سفن خفر السواحل الصينية لساعات مرور سفن خفر السواحل الفلبينية قرب منطقة سكند توماس شول المتنازع عليها مع الفلبين، حيث تحتفظ بكين هناك بسفينة عسكرية وترسل الإمدادات.
وسمحت الصين، تأكيداً لملكيتها للمنطقة، بمرور سفينتين تحملان إمدادات، متذرعة بأسباب إنسانية.
وتطالب بكين بالسيادة الكاملة تقريباً على بحر الصين الذي يعد ممراً تجارياً لبضائع تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات سنوياً، وسط مطالبات منافسة من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام.
وعلى الرغم من انتكاساتها في المحاكم الدولية، تنتهج الصين سياسة حازمة بشكل متزايد، الأمر الذي أثار قلق دول أخرى في المنطقة والولايات المتحدة، التي تراقب عن كثب أنشطة بكين في المنطقة وترى أنها تهدد حركة الملاحة البحرية العالمية.
الولايات المتحدة تتعهد الدفاع عن الفيليبين في بحر الصين الجنوبيواشنطن تنشر فيديو للواقعة.. بكين تندد بـ"الاستفزاز" الأمريكي بعد حادثة طيران فوق بحر الصيندورية جوية مشتركة صينية روسية فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقيوكانت الصين قد تجاهلت قراراً صدر عام 2016 عن محكمة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي يقضي بأن المطالبة التاريخية للصين بمعظم البحر لا أساس لها.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حرائق غابات مستعرة في تركيا والسلطات تعلق حركة الشحن في مضيق الدردنيل من بينها مصر والسعودية.. دول عدة طرقت باب البريكس، لكن شروط الانضمام مبهمة كيف يمكن للشباب الإفريقي المساهمة في النمو العالمي؟ مجتمع- نزاعات سفينة الصين الولايات المتحدة الأمريكية توتر سياسي الفلبينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سفينة الصين الولايات المتحدة الأمريكية الفلبين روسيا الشرق الأوسط السعودية موسكو الحرب الروسية الأوكرانية فولوديمير زيلينسكي شرطة إسبانيا فرنسا قمة دول البريكس روسيا الشرق الأوسط السعودية موسكو الحرب الروسية الأوكرانية فولوديمير زيلينسكي بحر الصین
إقرأ أيضاً:
المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
في خطوة أثارت موجة من القلق العالمي، أوقفت الصين في 4 أبريل 2025 تقريبًا جميع صادراتها من سبعة أنواع من معادن الأرض النادرة، إضافة إلى مغناطيسات قوية مصنوعة من بعض هذه المعادن.
وهذه الخطوة التي تمثل تحولا استراتيجيا في ملف سلاسل التوريد العالمية، تأتي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين والولايات المتحدة، وتُهدد بإحداث نقص حاد في مواد خام أساسية تدخل في صناعات تقنية وصناعية حيوية في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يرفع من منسوب التحديات أمام الصناعات الغربية ويثير مخاوف من توقف بعض المصانع.
تتكون معادن الأرض النادرة من 17 عنصرًا تقع قرب نهاية الجدول الدوري، وهي ليست نادرة بالمعنى الحرفي، ولكن استخراجها وفصلها يتطلب عمليات معقدة وشاقة، تشمل مراحل متعددة واستخدام مواد كيميائية قوية. تهيمن الصين على هذا القطاع، حيث تنتج نحو 70% من الإنتاج العالمي الخام وتعالج كيميائيًا حوالي 90% من الإنتاج العالمي، بما في ذلك كميات كبيرة من المعادن التي تستوردها من دول مثل ميانمار والولايات المتحدة نفسها.
السبعة أنواع من المعادن التي تم تعليق تصديرها، مثل الديسبروسيوم والتيربيوم والساماريوم، تُعرف بأنها معادن "ثقيلة" صعبة الفصل، وتُستخدم أساسًا في تصنيع مغناطيسات ذات مقاومة حرارية عالية، تدخل في صناعات تقنية متقدمة ومتنوعة.
عمليات التعدين وأثرها البيئيبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تُجرى عمليات استخراج معادن الأرض النادرة في وادٍ قرب بلدة "لونغنان" الصينية، حيث يتم استخدام مادة كبريتات الأمونيوم لاستخراج المعادن من الرواسب الطينية، وهي عملية تسبب تلوثًا بيئيًا بالغًا. يتم تحويل هذه المعادن إلى بلورات نادرة تُرسل إلى مصانع ضخمة للمعالجة والمعالجة الكيميائية.
حتى عام 2010، كانت عمليات التعدين تُدار من قبل مافيا محلية قبل أن تتدخل الحكومة الصينية لتنظيم القطاع، نظرًا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لهذه المعادن.
الاستخدامات الصناعية الحيوية لمعدن الأرض النادرةتدخل معادن الأرض النادرة في تصنيع العديد من المنتجات الأساسية، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية حيث تُستخدم المغناطيسات ذات القوة العالية في المحركات الكهربائية، بالإضافة إلى استخدامها في أنظمة الفرامل والتوجيه والمقاعد القابلة للتعديل.
كما تدخل هذه المعادن في تصنيع الإلكترونيات، التوربينات الهوائية، المعدات الطبية، والعتاد العسكري. مغناطيسات الأرض النادرة أقوى بحوالي 15 مرة من مغناطيسات الحديد لنفس الوزن، وتُصنع مغناطيسات مقاومة للحرارة من معادن مثل التيربيوم والديسبروسيوم، ما يجعل توقف توريدها مهددًا بتعطيل خطوط الإنتاج، كما حدث مؤخرًا في مصنع شركة فورد بشيكاغو.
تعليق متكرر للصادرات وأسباب القرار الصينيلم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الصين صادرات معادن الأرض النادرة كأداة ضغط. ففي عام 2010، أوقفت الصين صادراتها إلى اليابان خلال نزاع سياسي، مما دفع الأخيرة إلى بناء مخزونات استراتيجية وتعزيز شراكات مع شركات بديلة مثل Lynas في أستراليا.
أما القرار الحالي، فيأتي بسبب تصنيف بكين لهذه المعادن بأنها "ذات استخدام مزدوج" مدني وعسكري. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الساماريوم في الصواريخ بعيدة المدى، واليتريوم في أجهزة الليزر. وترى الولايات المتحدة أن الخطوة سياسية، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
رغم التوصل إلى اتفاق في مايو 2025 لخفض هذه الرسوم، ما زالت صادرات المعادن النادرة معلقة بحجة أنها تشمل دولًا عدة وليس فقط أمريكا.
تداعيات وقف صادرات المعادن النادرةيُعد تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة ورقة ضغط اقتصادية واستراتيجية قوية، ذات تداعيات واسعة على سلاسل التوريد العالمية. فقد أدى التعليق إلى نقص حاد في المواد الأساسية التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية، الإلكترونيات، الروبوتات، التوربينات، والمعدات العسكرية.
هذا النقص دفع الأسعار العالمية لبعض المعادن الأساسية مثل التيربيوم والديسبروسيوم إلى ارتفاعات كبيرة، ما أثر سلبًا على الصناعات المعتمدة عليها، وأدى إلى اضطرابات في الإنتاج وتهديدات محتملة لتوقف بعض المصانع في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما أثرت الأزمة على الصناعات العسكرية والتقنية، خصوصًا في تصنيع المقاتلات والطائرات بدون طيار والرقائق الإلكترونية، نظراً لاعتمادها على هذه المعادن في أنظمتها الحيوية.
ردود الفعل الغربية ومحاولات تنويع مصادر التوريدفي مواجهة الأزمة، تسارعت الدول الغربية في البحث عن مصادر بديلة لمعدن الأرض النادرة، متجهة إلى أستراليا وكندا، إضافة إلى محاولات لتطوير سلاسل توريد محلية مستقلة. كما لجأت بعض الشركات إلى استخدام مغناطيسات بديلة أقل كفاءة لكنها لا تعتمد على المعادن المحظورة.
أدت هذه الأزمة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الصين والغرب، وأثرت على المفاوضات التجارية المستقبلية، لكنها في الوقت ذاته شكّلت فرصة للدول المنتجة الأخرى، مثل أستراليا وماليزيا، التي استفادت من زيادة الطلب، لا سيما الشركات مثل Lynas.
بالإضافة إلى ذلك، دفعت الأزمة دولًا مثل اليابان إلى تعزيز مخزوناتها الاستراتيجية من معادن الأرض النادرة تحسبًا لمزيد من التعطيلات.
تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة كشف هشاشة سلاسل التوريد العالمية واعتماد الصناعات المتطورة على موارد استراتيجية تهيمن عليها دولة واحدة. وقد أبرز هذا القرار الحاجة الملحة للدول الغربية لتنويع مصادرها وتعزيز قدرتها على الاكتفاء الذاتي في المواد الحيوية. وبينما تستمر المواجهات الاقتصادية بين بكين والغرب، يبقى هذا الملف مفتوحًا على سيناريوهات متقلبة، تحمل معها تحديات وفرصًا في الوقت ذاته.