طبيب أمريكي في غزة: خطة ترامب "خزي".. وواشنطن "فقدت قيمها"
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
قال الطبيب آدم حماوي، بصفته جراحاً عسكرياً سابق في الجيش الأمريكي، وتطوع مرتين في غزة خلال العام الماضي، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الدور الذي تلعبه الحكومة الأمريكية في القتل العشوائي والدمار هناك، ومعاناة شعب غزة.
وفّرت الولايات المتحدة الأسلحة التي تُستخدم لمهاجمتهم
وأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية: "شعرت بالخزي والغضب عندما شاهدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينشر مقطع فيديو مولداً بالذكاء الاصطناعي يروج فيه لخطته "للاستيلاء على غزة"، وإجبار سكانها على الرحيل، وإعادة تطويرها كمشروع عقاري فاخر يدر الأرباح".
وتابع الكاتب: "خدمت بلدي في زمن الحرب، وقاتلت من أجل القيم الأمريكية التي كنت أؤمن بها؛ وهي الالتزام بالديمقراطية والتعاطف مع المظلومين والشرف والشجاعة لفعل الصواب. واليوم، من الواضح لي تماماً أن الولايات المتحدة لا تحترم هذه القيم في تعاملها مع غزة". فقدان للقيم الأخلاقية
والشهر الماضي، عاد حماوي من مهمته الطبية الثانية إلى غزة. كانت زيارته الأولى في مايو (أيار) 2024، حيث سافر إلى القطاع مع فريق طبي دولي من المتطوعين. وقال: "لم أستطع الوقوف مكتوف الأيدي بينما رأيت هذا الكم الهائل من المعاناة، وكنت أعلم أن لديّ المهارات والخبرة اللازمة للمساعدة".
US doctor's testimony of what Israel did in Gaza hospital as Biden vetoed ceasefire:
“People were blindfolded and undressed, patients on crutches were put on the ground as Israeli soldiers took celebratory pictures with surviving healthcare workers in humiliating positions.” pic.twitter.com/uo0GCpWaRd
وأضاف: ما شهدته خلال تلك الأسابيع الثلاثة في غزة كان فوق أي تصور. رأيت أطفالاً يتدفقون إلى غرفة الطوارئ كإصابات جماعية. شاهدت عائلات بأكملها وقد مزقتها شظايا الانفجارات، كانوا محترقين، ومصابين بجروح ساحقة. فقدتُ عدداً لا يحصى من المرضى الذين كان من الممكن إنقاذهم، فقط لأن أجسادهم المنهكة من سوء التغذية لم تكن قادرة على الشفاء.
وقف القتال لم يوقف المعاناة
وفي يناير (كانون الثاني)، عاد إلى أحد مستشفيات غزة أثناء الهدنة. لم يكن عليه إجراء العديد من العمليات الجراحية بسبب الإصابات الحربية، لكنه صُدم بمستوى الدمار الجديد الذي لحق بالمدينة في الأشهر الثمانية التي غاب فيها. والمباني التي كانت قائمة في مايو (أيار) لم تعد موجودة. والناس يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط أنقاض مدينتهم المدمرة.
وحتى عندما سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال مزيد من المساعدات خلال الهدنة، كانت هذه المساعدات غير كافية إطلاقاً. وعندما سُمح له أخيراً بالدخول بعد أسبوع من التأخير غير المبرر، مُنع من جلب الكثير من الإمدادات الطبية الأساسية اللازمة لعلاج المرضى. والآن، ومع بداية شهر رمضان، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن قطع جميع المساعدات عن غزة وسط خلافها مع حماس حول شروط استمرار الهدنة.
الولايات المتحدة: شريك في المأساة
بدلاً من حماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي، وفّرت الولايات المتحدة الأسلحة التي تُستخدم لمهاجمتهم. وقدمت الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل، رغم انتهاكها المتكرر للقانون الدولي وتجاهلها للاحتياجات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين.
والآن، وبعد أن أصبحت غزة تحت الأنقاض بسبب هذه السياسات، تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة قرارات قد تزيد الوضع سوءاً، وفق الكاتب.
Opinion | I'm a US Army Doctor Who Volunteered in Gaza. American Actions There Betray the Values I Fought For | Opinion - Newsweek https://t.co/CPtd9wqz7v
— Frank Hessari (@Frank_Hessari) March 4, 2025أولاً، قررت إدارة ترامب خفض المساعدات الخارجية وإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بشكل أحادي، مما أدى إلى وقف تمويل البرامج التي كانت تقدم المساعدات الإنسانية العاجلة للعديد من سكان غزة.
والآن، يدعو الرئيس ترامب بشكل صادم إلى إخلاء غزة بالكامل و"السيطرة الأمريكية" عليها. يبدو أن رؤيته تنصبّ على تحقيق الأرباح لنفسه وللمطورين العقاريين الأثرياء، دون أي اعتبار للإنسانية والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
استعيدوا إنسانيتكم
ويقول الكاتب إنه تعرف على العديد من الفلسطينيين خلال مهماته هناك، وأعجب بصمودهم وشجاعتهم. إنهم محطمون بسبب ما حدث، ويخشون مما قد يحدث إذا انهارت الهدنة واستؤنفت الحرب والقصف. ومع ذلك، فإن القليل منهم يرغب في مغادرة وطنه الوحيد.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "كمحارب قديم أقسم على حماية هذا البلد وقيمه، أطالب قادتنا بتذكر هذه المبادئ. لقد تسببت سياساتنا في أضرار جسيمة في غزة تحت إدارتي بايدن وترامب على حد سواء. لقد فقدنا روحنا كأمة. علينا أن نستعيد إنسانيتنا، ونجد الشجاعة لفعل الصواب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام أمريكي: ترامب يُمهل إيران ويُجمّد الضربة العسكرية مؤقتًا
نقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، عن مسؤول أمني رفيع وآخر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الرئيس دونالد ترامب قرر إرجاء تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، مشترطًا تخلي طهران عن برنامجها النووي كشرط أساسي لوقف التصعيد.
وأشارت الشبكة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للملف الإيراني، ستيف ويتكوف، واصل التواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال الأيام الماضية، حتى في ظل بحث ترامب توجيه ضربة عسكرية لطهران، ما يعكس استمرار المساعي الدبلوماسية خلف الكواليس.
تضارب في التسريبات وتصعيد متأرجحويأتي هذا التطور بعد ساعات فقط من نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا قالت فيه إن ترامب أبلغ مساعديه بموافقته على خطط توجيه ضربة لإيران، لكنه لم يُصدر الأمر بالتنفيذ، في انتظار ما ستؤول إليه مواقف طهران خلال الأيام المقبلة بشأن برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع موقع "أكسيوس"، قال ترامب إن الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران قد يعزز فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران، موضحًا أن التصعيد العسكري ربما يضعف موقف القيادة الإيرانية ويدفعها إلى التفاوض بجدية.
وأضاف ترامب: "لا أعتقد أن الضربة الإسرائيلية تُعرقل مسار المفاوضات النووية، بل على العكس، ربما تُجبر الإيرانيين على العودة إلى طاولة الحوار".
ضغوط سياسية ودبلوماسية متوازيةويرى مراقبون أن إدارة ترامب تسعى لاستخدام الضربة الإسرائيلية كورقة ضغط لدفع إيران إلى تقديم تنازلات في الملف النووي، دون التورط المباشر في نزاع عسكري شامل، لا سيما في ظل المواقف المتباينة داخل البنتاجون بشأن جدوى التدخل العسكري في هذه المرحلة الحساسة.
وفي ظل هذه الأجواء، تزداد الدعوات الدولية للتهدئة والحوار، بينما تُبقي واشنطن خياراتها مفتوحة بين التصعيد العسكري والتسوية الدبلوماسية، وسط ترقب لموقف إيران النهائي من شروط ترامب.