اكتشافات الغاز الجديدة.. هل تصبح مصر مركزا عالميا للطاقة؟
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
شهد قطاع الغاز الطبيعي في البلاد طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، بفضل الاكتشافات الضخمة التي وضعتها في مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة.
ومع تزايد الإنتاج والاستثمارات الأجنبية، يبرز التساؤل حول قدرة مصر على التحول إلى مركز إقليمي للطاقة ومدى تأثير ذلك على اقتصادها ودورها الجيوسياسي. فهل تمتلك مصر المقومات الكافية لتحقيق هذا الطموح؟.
أكد خبراء الطاقة، أن مصر شهدت انطلاقة قوية في قطاع الغاز الطبيعي منذ اكتشاف حقل ظهر عام 2015، وهو أكبر حقل غاز في البحر المتوسط بطاقة إنتاجية تجاوزت 3.2 مليار قدم مكعب يوميًا.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تتابعت الاكتشافات الكبرى مثل حقل نور، حقل أتول، حقول شمال الإسكندرية، وأخيرًا حقل نرجس، مما عزز الاحتياطيات المصرية وأعادها إلى قائمة الدول المصدّرة بعد سنوات من الاعتماد على الاستيراد.
لتحقيق حلم التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، تبنّت مصر استراتيجية شاملة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية:
1. تطوير البنية التحتيةاستثمرت مصر في بناء وتحديث محطات إسالة الغاز في إدكو ودمياط، مما منحها ميزة تصديرية قوية للأسواق الأوروبية والآسيوية. كما شهدت شبكة خطوط الأنابيب توسعًا لربط الحقول الجديدة بمراكز الإنتاج والتوزيع، ما يعزز من كفاءة عمليات النقل والتصدير.
2. تعزيز التعاون الإقليمي والدوليأنشأت مصر منتدى غاز شرق المتوسط عام 2019، والذي يضم دولًا مثل اليونان، قبرص، إسرائيل، إيطاليا، الأردن، وفلسطين، مما جعلها محورًا رئيسيًا لتنسيق سياسات تصدير الغاز في المنطقة.
كما وقّعت القاهرة اتفاقيات مع كل من إسرائيل وقبرص لنقل الغاز وإسالته داخل مصر قبل إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية.
نجحت مصر في استقطاب شركات عالمية كبرى مثل "إيني" الإيطالية، "شل" البريطانية، و"إكسون موبيل"، مما عزز عمليات البحث والتنقيب عن الغاز في المناطق الواعدة.
إلى جانب ذلك، ساهم تعديل القوانين وتحرير سوق الغاز في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وفتح الباب أمام القطاع الخاص للمشاركة في هذا النمو المتسارع.
ساهم تصدير الغاز الطبيعي في تحقيق إيرادات كبيرة عززت الاحتياطي النقدي المصري وساعدت في تقليل عجز الموازنة. وتشير التقارير إلى أن صادرات الغاز المسال المصرية بلغت حوالي 8 ملايين طن في عام 2023، مما جعل القطاع أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي.
2. دعم قطاع الصناعة والطاقةوفرت الاكتشافات الأخيرة إمدادات طاقة مستقرة للصناعات المحلية بأسعار تنافسية، مما ساعد في تحسين تنافسية المنتجات المصرية عالميًا.
كما عزز الاعتماد على الغاز الطبيعي من جهود مصر للتحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل استخدام الوقود الأحفوري الملوث.
ساعدت الاكتشافات الضخمة والبنية التحتية القوية على تعزيز مكانة مصر في سوق الغاز العالمي، خاصة في ظل مساعي أوروبا لتنويع مصادرها بعيدًا عن الغاز الروسي بعد الأزمة الأوكرانية.
هذا التحول منح القاهرة نفوذًا استراتيجيًا أكبر في الإقليم وأسهم في تقوية علاقاتها مع القوى الاقتصادية الكبرى.
رغم الإنجازات الكبيرة، لا يزال الطريق إلى التحوّل الكامل كمركز إقليمي للطاقة محفوفًا بالتحديات، ومن أبرزها:
المنافسة الإقليمية: دخول دول مثل تركيا وإسرائيل على خط تصدير الغاز قد يؤثر على الدور المحوري الذي تطمح إليه مصر.التقلبات الاقتصادية العالمية: تذبذب أسعار الغاز والطاقة قد يؤدي إلى عدم استقرار العائدات المصرية من هذا القطاع.البيروقراطية والتشريعات: الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات القانونية والإدارية لتسهيل الاستثمارات وجذب المزيد من الشركات العالمية.تمتلك مصر جميع المقومات اللازمة للتحوّل إلى مركز إقليمي للطاقة، من احتياطيات ضخمة وبنية تحتية متطورة إلى تعاون إقليمي قوي.
ومع استمرار جهود التنقيب وتوسيع شبكة التصدير، تبدو مصر في طريقها لتكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي. غير أن مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية ستظل عاملًا حاسمًا في تحقيق هذا الطموح على أرض الواقع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل الطاقة الاستثمارات الغاز الطبيعي ل إلى مرکز إقلیمی للطاقة الغاز الطبیعی الغاز فی مصر فی
إقرأ أيضاً:
هدى يس: مصر مركز إقليمي لجذب الاستثمارات الأجنبية
شاركت دكتورة هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، ضيف ومتحدث رئيسي فى ملتقى مسار الإيجابي 3، الذي نظمته هيئة إنقاذ الطفولة وإدارة الشركات والمنظمات مجلس الوحدة الاقتصادية بإدارة المستشارة روان فاخوري.
وخلال كلمتها أكدت دكتورة هدى يسى، على أن المناخ الاستثمارى فى مصر جاذب و يشهد طفرة غير مسبوقة .. فى ظل رئاسة الرئيس السيسي المجلس الأعلى للاستثمار، والذى يشدد دائمًا على تحسين مناخ الاستثمار والعمل كمركز إقليمي لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشارت إلى أن توجيهات الرئيس بإطلاق حزمة متكاملة من التيسيرات لمختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة.. تمثل جميعها مؤشرات و رسائل طمأنة للمستثمرين للاستثمار فى مصر .
وأوضحت أن الدليل على وجود مناخ استثمارى جاذب هو إقبال الشركات العالمية نحو الاستثمار فى مصر واخرهم الصفقة الاستثمارية السعودية القطرية وإقامة مشروع علم الروم في مصر وغيرها من المشروعات الكبرى.
وألقت فى كلمتها الضوء حول أهم ملامح ومزايا الاستثمار فى مصر: ومنها الإصلاحات التشريعية والمؤسسية وتبسيط الإجراءات على المستثمرين، والسرعة فى تأسيس الشركات من حيث الوقت والتكلفة بنية أساسية حديثة ومتطورة، وعمالة ماهرة تحصل على مرتبات متوسط أجور تنافسية وتقدر بحوالي 28 مليون عامل - وهى الأكبر في المنطقة، والقرب من الأسواق العالمية حيث تعتبر مصر الخيار الأمثل والبوابة للوصول إلى الأسواق العالمية في أوروبا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى إفريقيا والهند، وتطبيق استراتيجية لتطوير الصناعة وحزمة التيسيرات المقدمة للمشروعات الصناعية فى مختلف القطاعات وإنشاء منصة مصر الصناعية الرقمية.
وقالت أن من العناصر الرئيسية التى يبحث عنها المستثمر قبل الدخول إلى السوق المصرى، هو توافر الاستقرار السياسي والاقتصادي، والأمن والأمان فى الدولة و أهمية توفير بيئة آمنة للمشروعات ويُقلل من المخاطر، مضيفة: " الحمد لله" مصر تتمتع بالأمن والاستقرار تحت قيادة الرئيس السيسي ،ربنا يديم علينا تلك النعمة الأمن والأمان "، وأيضًا سهولة خروج رأس المال المستثمر فى الوقت الذى يرغبه المستثمر .
وبسؤالها حول دور اتحاد المستثمرات العرب فى دعم الاستثمارات، أشارت يسى، إلى أن الاتحاد يحرص على إقامة اللقاءات والمؤتمرات و منصات اقتصادية و تجارية والفعاليات المحلية والعالمية بصورة مستمرة لتعزيز الاستثمار المصري والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، والربط بين المستثمرين العرب والأفارقة والدول الصديقة ... واقامة اللقاءات الثنائية المباشرة (B2B)، وكان من آخرها قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي في دورته الـ 28 التى عقدت بالقاهرة أكتوبر الماضى، مشيرة إلى أن الاتحاد يمثل قوة اقتصادية ناعمة ودبلوماسية شعبية مؤثرة تساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية لمصر، وجذب الاستثمارات.
وحول دور الاتحاد فى دعم ريادة الأعمال، أشارت هدى يسى إلى حرص اتحاد المستثمرات العرب على تطبيق ثقافة داعمة لريادة الأعمال و المساندة للمشاريع الجديدة، وتسهيل الحصول على الموارد المالية والخبرة من خلال إطلاق مبادرات " كيانك " و " أنا إنسان " و"معا نستطيع" لتمكين ودعم المرأة اقتصاديا من خلال التدريب من أجل التشغيل ودعم مشروعات صغيرة لهن والمساعدة فى تسويق و ترويج منتجاتهن، وأيضًا من خلال بروتوكول التعاون المشترك بين الاتحاد وجهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يتم دعم رائدات الأعمال فى توفير التمويل اللازم لهن وأيضا الدعم الفنى من دراسات جدوى وغيرها.