القاهرة - أكّد وزيرا خارجية مصر والسودان السبت 8مارس2025، أنّ منظمة التعاون الإسلامي تبنّت، في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة فرانس برس بعد الاجتماع "بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية.

.. التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية".

وأضاف أنّ الخطوة المقبلة تتمثّل في أن "تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين وغيرهم للخطة... هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأميركي".

بدوره، أكد نظيره السوداني علي يوسف الشريف أنّ "هناك اتفاقا تاما بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية".

وتابع "كان هناك بعض المواقف التي تطالب بتشدّد أكثر تجاه إسرائيل، وهذا ليس اختلاف ولكنه طلب بمواقف أقوى".

وأثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.

تبنّى القادة العرب خلال قمة طارئة في القاهرة الثلاثاء خطة طرحتها مصر لإعادة إعمار غزة تلحظ عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكنّ وزارة الخارجية الأميركية قالت الخميس إن الخطة المصرية بشأن غزة "لا تلبّي تطلّعات" ترامب.

وكان عبد العاطي قال في وقت سابق إن بلاده، وهي وسيط رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ستسعى للحصول على دعم الدول الإسلامية لخطتها لإعادة إعمار غزة في قمة جدة "حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية".

وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته الافتتاحية "دعم الخطة العربية".

وأعلن طه "دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين"، بحسب بيان صحافي لمكتبه.

وحذر طه من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".

من جهته، دعا رئيس وزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى "الأشقاء لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال".

ولم يصدر بيان نهائي عن الاجتماع بعد.

- "فترة حاسمة" -

وكان محللون أفادوا فرانس برس بأن منظمة التعاون الإسلامي مستعدة لدعم الخطة العربية على نطاق واسع كبديل من اقتراح ترامب القاضي بالسيطرة على غزة.

وقالت دبلوماسية باكستانية لفرنس برس في مقر الاجتماع إنّ "الهدف الرئيسي للاجتماع هو تبني الخطة العربية".

وتابعت "إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي بحاجة إلى أن يظهر متّحدا قدر الإمكان بمواجهة الخطة الأميركية".

ويُتوقّع أن تعطي القمة التي تجمع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، البالغ عددها 57 دولة، زخما للخطة العربية التي "تحتاج مصر إلى دعم واسع النطاق لها"، بحسب الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة رابحة سيف علام.

وقالت إنّ القمة تهدف "لمحاولة بناء تحالف موسع يرفض التهجير"، مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام "الأميركيين والمجتمع الدولي".

وَحَّدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية أيضا زعماء عربا قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.

وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة سيؤكد "الدور السعودي... ويعبّر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم الإسلامي".

وأضاف "ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا وتركيا وإيران حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيدا من  الزخم إلى الخطة العربية".

كذلك، أعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.

والجمعة أيضا، أعادت منظمة التعاون الإسلامي عضوية سوريا التي تم تعليقها عام 2012 في وقت مبكر من الحرب الأهلية إبّان حكم بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان "يمثّل هذا القرار خطوة هامة نحو عودة سوريا إلى المجتمعين الإقليمي والدولي كدولة حرة وعادلة".

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

“الشعبية”: اعتراف ترامب بشأن سد النهضة يؤكد التورط الأمريكي باستهداف الشعوب العربية

الثورة نت /..

اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء اليوم الأحد، “اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أن سد النهضة قد بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة، والذي أدى إلى تقليص كبير في تدفق مياه نهر النيل” تأكيدٌا جديدا على المخططات الإجرامية المتواصلة للإدارة الأمريكية لضرب استقرار وسيادة الدول العربية، وعلى رأسها الشقيقة مصر خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني.

وقالت في بيان إن هذا الاعتراف العلني يكشف بوضوح مدى التورط الأمريكي عسكرياً وسياسياً ومالياً، في دعم مشاريع تستهدف أمن الشعوب العربية وحقوقها التاريخية، وخاصةً الأمن المائي المصري الذي يُعد ركيزة للاستقرار الوطني.

وأشار البيان إلى أن “التغطية الأمريكية لمشروع سد النهضة، والتورط الصهيوني في دعم هذا المشروع والتحريض الممنهج على مصر، هو جزء لا يتجزأ من مخطط خبيث لاستنزاف الشقيقة مصر وإضعاف دورها الإقليمي، بما يخدم مشروع الهيمنة الصهيونية”.

وقال: لقد أصبح واضحاً أن هذا المشروع لا ينفصل عن سياق أشمل من العدوان المتعدد الأوجه على دول المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة عبر أدوات مباشرة وغير مباشرة، لتفكيك منظومات السيادة الوطنية واختراق عمق المجتمعات من بوابات المياه، والاقتصاد، والنزاعات.

ولفت إلى “إن هذه السياسات التي باتت تُمارس تحت غطاء التنمية والدبلوماسية، ما هي إلا امتداد للاستعمار بصيغ جديدة”.

ودعت الجبهة “إلى بلورة موقف عربي وإفريقي موحد يواجه هذه السياسات التي باتت تهدد الأمن القومي المصري ومستقبل الشعوب بأكملها”.

وطالبت “بكشف وتوثيق الدور الأمريكي والصهيوني في إشعال الصراعات، وإلى بناء حالة شعبية ورسمية ترفض هذه السياسات القائمة على البلطجة والتفرد”.

وأكدت الجبهة “على حق الدول وعلى رأسها الشقيقة مصر الدفاع عن سيادتها ومقدراتها، بما في ذلك اتخاذ إجراءات رادعة لوقف هذا العبث الذي تمارسه الإدارة الأمريكية”، مشددة “على أن استهداف الشقيقة مصر اليوم هو حلقة في سلسلة طويلة من التآمر على المنطقة، وأن التصدي لهذا المشروع يتطلب إرادة سياسية واضحة، وتحركاً شعبياً واعياً يكبح جماح هذا العدوان الأمريكي الصهيوني الشامل على شعوب المنطقة وسيادتها وأراضيها ومقدراتها”.

مقالات مشابهة

  • "التعاون الإسلامي": وقف التصعيد يدعم الأمن الاستقرار في المنطقة
  • أمير دولة قطر يستقبل وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
  • منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإعلان التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يشيدون بدور وكالة بيت مال القدس في دعم صمود سكان المدينة المقدسة
  • المملكة تنضم إلى توصية منظمة “OECD” بشأن الذكاء الاصطناعي
  • “الشعبية”: اعتراف ترامب بشأن سد النهضة يؤكد التورط الأمريكي باستهداف الشعوب العربية
  • الوزير الشيباني يلتقي نظيره التركي على هامش أعمال الدورة الـ 51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
  • لقاء على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الجزائري
  • الوزير الشيباني يلتقي نظيره اليمني على هامش أعمال الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
  • تركيا.. انعقاد الاجتماع الـ51 لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي