رغم تماسك الدولار الأمريكي.. 0.8% زيادة في أسعار الذهب منذ مطلع الأسبوع الجاري
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
ارتفعت أسعار الذهب العالمي للجلسة الثالثة على التوالي ليبتعد أكثر عن أدنى مستوياته في 5 أشهر، وذلك بعد أن شهدت عوائد السندات الحكومية الأمريكية بعض التراجع الذي سمح للذهب بالتقاط الأنفاس هذا الأسبوع، وذلك على الرغم من تمسك الدولار الأمريكي بتحقيق المكاسب.
سجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاع خلال تداولات اليوم الأربعاء بنسبة 0.
منذ بداية الأسبوع وحتى الآن استطاعت أسعار الذهب الارتفاع بنسبة 0.8% وذلك بعد هبوط استمر لأربع أسابيع متتالية، والآن يحاول الذهب التماسك فوق المستوى 1900 دولار للأونصة مستغلا بعض التراجع في أسواق السندات.
التصحيح الإيجابي استمر في مستويات الذهب منذ بداية الأسبوع على الرغم من بعض البيانات الإيجابية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي، والجدير بالذكر أن تعافي الذهب جاء على الرغم من استمرار الدولار في الارتفاع مقابل العملات الرئيسية.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع اليوم بنسبة 0.2% وسجل أعلى مستوى منذ 10 أسابيع في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع السادس على التوالي.
عضو الاحتياطي الفيدرالي توماس باركين صرح يوم أمس أن البنك الفيدرالي يجب أن يكون منفتحًا على احتمال أن يبدأ الاقتصاد في التسارع بدلاً من التباطؤ، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على معركة التضخم.
تصريح باركن ساعد الدولار أن يستكمل ارتفاعه بعد التباطؤ الذي أظهره بدايات جلسة الأمس، لأن التصريح ساعد على ترسيخ حقيقة أن الفيدرالي سيستمر في سياسته النقدية المتشددة لفترة أطول من الوقت، سواء لجأ البنك إلى رفع جديد في أسعار الفائدة أو استقرت عند مستويات العالمية الأعلى منذ أكثر من 20 عاما.
في المقابل شاهدنا تراجع في عوائد السندات الحكومية الأمريكية خلال جلستي الأمس واليوم، فيما يبدو أنه استعداد لاستقبال حديث رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الجمعة القادمة، خاصة أن عوائد السندات قد سجلت مستويات قياسية مطلع هذا الأسبوع.
العائد على السندات لأجل 10 سنوات انخفض خلال جلسة اليوم بنسبة 1.5% وذلك بعد أن سجل العائد يوم أمس أعلى مستوى منذ 15 عاما عند 4.362%، بينما يتداول العائد على السندات لأجل 3 أشهر بالقرب من أعلى مستوياته منذ عام 2000 عند 5.483%.
التراجع خلال جلسة اليوم في عوائد السندات ساعد الذهب على اجتذاب المزيد من الاستثمارات بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة بعد تراجع العوائد، منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
بينما نجد أن ارتفاع الدولار الأمريكي قد عمل على الحد من مكاسب الذهب بعض الشيء بسبب العلاقة العكسية التي تربط بين الذهب والدولار، ولكن المستويات المتدنية التي سجلها الذهب من المحتمل أن تجتذب المزيد من عمليات الشراء خاصة بعد التشبع الأخير في البيع بشكل كبير.
هل يغير خطاب جيروم باول من قواعد اللعبة
وترى جولد بيليون أن خطاب رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة القادمة يعد هو محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع، وأن التحركات التي نراها منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ما هي إلا تعديل مراكز وتعديل مؤشرات فنية قبل الحركة الرئيسية التي ستنتج عن تصريحات رئيس الفيدرالي.
في ندوة جاكسون هول من العام الماضي 2022 جاء خطاب جيروم باول لمدة عشر دقائق ليتسبب بعدها في دفع الذهب إلى المزيد من الانهيار والتراجع ويدفع الدولار في المقابل إلى مستويات قياسية.
الخطاب الماضي لباول أشار خلاله إلى المعاناة التي ستتحملها الأسر والقطاع العائلي كنتيجة للسياسات التشديدية التي سينتهجها الفيدرالي لمحاربة التضخم، وأشار إلى التركيز الكامل للبنك على محاربة التضخم وإعادة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.
أما اجتماع هذا الأسبوع فيشهد معطيات مختلفة فقد تراجع التضخم من ذروته عند 9.1% في يونيو 2022 ليصل إلى 3.2% في يوليو 2023، ومن غير المرجح أن يأتي خطاب باول حاد وقاسي هذه المرة على الأسواق، إلا أن الوصول بالتضخم إلى 2% سيظل هدف واضح للبنك الفيدرالي.
من غير المتوقع أن يدلي باول بتصريحات تغير قواعد اللعبة على شاكلة انتهاء سياسة التشديد النقدي، ولكن من المرجح ان يشير إلى ما انجزه البنك من نتائج خفض معدلات التضخم ولا يزال هناك المزيد لبذله.
أيضاً من غير المحتمل أن يشير باول صراحة إلى خطوة البنك القادمة سواء لتثبيت الفائدة أو رفعها، وبالرغم من ذلك فإن الأسواق تسعر احتمال بنسبة 85% أن يبقي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه في سبتمبر القادم.
خطاب جاكسون هول سيؤثر على تحركات الذهب والدولار ولكن بشكل معتدل إلى حد ما، لأنه من غير المتوقع أن يعلن عن تغيير جذري في مخططات البنك بشأن التضخم والسياسة النقدية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيادة في أسعار الذهب اسعار الذهب العالمي جولد بيليون
إقرأ أيضاً:
الذهب يتذبذب بين قوة الدولار وتوقعات خفض الفائدة
تراجعت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تراجع الأوقية بالبورصة العالمية، متأثرة بانتعش طفيف في الدولار، وسوق الأسهم، ما قلل من الطلب على الملاذ الآمن، ووفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
تراجع أسعار الذهب
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بقيمة 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4685 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنحو 28 دولارًا، لتسجل 3352 دولارًا.
سعر جرام الذهب
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5354 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 4016 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3124 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 37480 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد ارتفعت بقيمة 110 جنيهات خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4600 جنيه، واختتم التعاملات عند مستوى 4710 جنيهات، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بقيمة 90 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3290 دولار، واختتمت التعاملات عند 3380 دولار.
تراجع أسعار الذهب محليًا يأتي بفعل تراجع الأوقية عالميًا، والتي سجلت أعلى مستوياتها في أربعة أسابيع، قبل أن تتعرض لضغوط بيع لجني الأرباح نتيجة تعافي الدولار وارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى مستوى 104.35، مستردًا جزءًا من خسائره الأخيرة، كما حققت الأسهم الأمريكية مكاسب قوية انعكست إيجابيًا على الأسواق الآسيوية، ما دفع بعض المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب مؤقتًا.
وأوضح «إمبابي» أن التوترات الجيوسياسية المستمرة، إلى جانب التوقعات المتزايدة بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، لا تزال عوامل داعمة لأسعار الذهب، وتحد من تراجعاته رغم ضغوط السوق.
وتُشير التقديرات إلى احتمال تنفيذ خفضين للفائدة الأمريكية خلال عام 2025، وهو ما تدعمه تصريحات حديثة لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ما يعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوّط ضد تقلبات أسعار الفائدة والتضخم.
تترقّب الأسواق خلال الأسبوع الجاري صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤثرة، في مقدمتها تقرير فرص العمل، وتقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة، إلى جانب اجتماع البنك المركزي الأوروبي وبيانات إعانات البطالة الأسبوعية.
وأعلن معهد إدارة التوريد (ISM) أمس الإثنين تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 48.5 نقطة خلال مايو، مقابل 48.7 نقطة في أبريل، وأقل من التوقعات البالغة 49.3 نقطة، ما يعكس استمرار الضغوط في القطاع الصناعي الأمريكي، كما أظهر التقرير استقرارًا في ضغوط الأسعار، مع بقاء مؤشر الأسعار عند 69.4 نقطة.
وعلى الرغم من أن الذهب لم يتفاعل بقوة مع هذه البيانات، إلا أن ضعف أرقام التصنيع يعزز من حالة القلق في الأسواق بشأن تباطؤ الاقتصاد، ما يضيف دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر في المدى القصير.
الذهب لا يزال يتحرك في نطاق مستقر نسبيًا بين تأثيرات متعددة — من جهة، ضغوط الدولار والأسهم، ومن جهة أخرى، دعم مستمر من التوترات السياسية وتوقعات السياسة النقدية التيسيرية، وتبقى توجهات المستثمرين مرهونة بما ستكشف عنه البيانات الأمريكية خلال الأيام المقبلة، وسط حالة ترقب عالية في الأسواق العالمية.