عين ليبيا:
2025-06-14@02:29:59 GMT

قمة فلسطين الطارئة.. موقف عربي موحد ضد الاحتلال

تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT

يجتمع القادة العرب في قمة استثنائية بالقاهرة لمناقشة القضية الفلسطينية، في وقت تمر فيه المنطقة بظروف غير مسبوقة، حيث يواجه العالم العربي والإسلامي ضغوطًا سياسية واقتصادية، بينما تستمر الولايات المتحدة والدول الأوروبية في دعم الكيان الصهيوني بلا تردد، متجاهلة القوانين والمواثيق الدولية، بل وتهدد الأسس التي قامت عليها المنظمات الأممية، والتي باتت عاجزة عن فرض أي قرارات عادلة لصالح القضية الفلسطينية.

الموقف العربي من القضية الفلسطينية

لطالما كانت القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في وجدان الأمة العربية، فهي ليست مجرد قضية سياسية، بل هي مسألة إنسانية ودينية واقتصادية. وعلى الرغم من أنها تخص الفلسطينيين بشكل مباشر، إلا أنها تؤثر على استقرار المنطقة والعالم بأسره.

لقد نشأت هذه القضية منذ وعد بلفور عام 1917، حينما قررت القوى الاستعمارية التخلص من اليهود في أوطانهم الأصلية، وزرعهم في فلسطين لخدمة أهداف استعمارية بريطانية، ثم تبعتها مرحلة الاحتلال العسكري الإسرائيلي بعد نكبة 1948، وما تلاها من حروب وصراعات امتدت حتى يومنا هذا.

منذ ذلك الحين، شهدت القضية الفلسطينية العديد من المحطات المفصلية، مثل:

نكبة 1948 التي أدت إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا. نكسة 1967 التي رسخت الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والجولان. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 لإخراج المقاومة الفلسطينية من بيروت. انتفاضات الفلسطينيين التي بدأت عام 1987 وتكررت بأشكال مختلفة، تأكيدًا على رفض الاحتلال.

ورغم كل هذه التطورات، لم يتمكن العرب من تحقيق موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية، بسبب التدخلات الدولية والانقسامات الإقليمية التي أضعفت العمل العربي المشترك.

الخلافات العربية وتأثيرها على القضية الفلسطينية

شهد العالم العربي منذ حرب أكتوبر 1973 خلافات داخلية أدت إلى تباين المواقف حول القضية الفلسطينية، إذ لجأت بعض الدول إلى مسار التسوية والاتفاقيات مع إسرائيل، بينما فضّلت دول أخرى دعم خيار المقاومة. وزاد الانقسام بعد اتفاق أوسلو عام 1993، الذي أدى إلى تراجع الدعم العربي الرسمي للفلسطينيين.

ورغم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 بهدف توحيد المواقف العربية، إلا أنها لم تستطع فرض إرادتها على الدول الأعضاء، بل ظلت رهينة للخلافات السياسية بين الأنظمة العربية، مما انعكس سلبًا على القضية الفلسطينية وأدى إلى غياب استراتيجية عربية موحدة لمواجهتها.

المستفيد من الخلافات العربية

لطالما كان الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من انقسام العرب، فقد استغل هذه التناقضات لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بينما انشغل العالم العربي بصراعاته الداخلية.

كما أن بعض الأنظمة العربية وجدت نفسها مضطرة للحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب، مما أثر على موقفها من القضية الفلسطينية، وأضعف الدعم الرسمي للفلسطينيين في المحافل الدولية.

في هذا السياق، جاءت الأزمات العربية المتتالية، مثل:

غزو العراق 2003 الذي أنهك إحدى أهم الدول العربية وأفقدها دورها الإقليمي. الربيع العربي 2011 الذي أدى إلى فوضى سياسية وانقسامات داخلية أضعفت عدة دول عربية. الأزمة الليبية والسورية التي زادت من تراجع الدور العربي في القضايا المصيرية.

كل هذه الأحداث جعلت القضية الفلسطينية أقل حضورًا في الأولويات العربية، مما منح الاحتلال فرصة لتوسيع استيطانه وتكريس سياساته القمعية ضد الفلسطينيين.

أهمية قمة فلسطين الطارئة

تعقد هذه القمة في وقت يشهد فيه العالم جرائم إسرائيلية غير مسبوقة، حيث نفذ الاحتلال عمليات قتل وتهجير ممنهج للفلسطينيين، وسط دعم أمريكي وغربي غير محدود، مما أدى إلى غضب شعبي عالمي، تجلى في تظاهرات حاشدة في أوروبا وأمريكا، رافضة للجرائم الصهيونية.

ويأتي انعقاد هذه القمة رفضًا للمخططات الأمريكية، وخاصة “صفقة القرن” التي سعت إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وإعادة رسم خريطة المنطقة لصالح إسرائيل. وقد تصدّت عدة دول عربية، أبرزها مصر والأردن، لهذه المخططات، كما أبدت العديد من الدول الإسلامية والأوروبية مواقف حازمة تجاه المشروع الأمريكي.

التطلعات لموقف عربي موحد

يُنظر إلى هذه القمة على أنها فرصة حقيقية لإعادة توحيد الصف العربي، خاصة في ظل التحديات الراهنة، إذ يمكن أن تشكل قراراتها نقطة انطلاق نحو استراتيجية عربية جديدة لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

إن إصدار موقف عربي رسمي موحد سيرسل رسالة قوية إلى الولايات المتحدة وحلفائها، مفادها أن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الأولويات العربية، وأن أي محاولات لتجاوزها ستواجه بمواقف حازمة. كما يمكن استثمار الانقسامات بين الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ظل الخلافات حول سياسات واشنطن الخارجية، لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

خاتمة

إن هذه القمة ليست مجرد اجتماع عربي عادي، بل هي محطة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، تعيد للقضية زخمها، وتحولها إلى أولوية دولية لا يمكن تجاوزها. فهل سيكون القادة العرب على مستوى التحدي، أم ستظل القضية الفلسطينية رهينة للخلافات والمصالح الضيقة؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة هذه القمة

إقرأ أيضاً:

قيادي بمستقبل وطن: مصر كانت ولا تزال حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية

أشاد المهندس البديوي السيد، الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بمحافظة الإسكندرية، ببيان وزارة الخارجية المصرية الصادر اليوم بشأن زيارة بعض الوفود الأجنبية للمناطق الحدودية المتاخمة لقطاع غزة، مؤكدًا أن البيان جاء واضحًا وحاسمًا ليعبر عن الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية.

دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

وقال السيد في تصريح صحفي، إن مصر كانت ولا تزال حجر الزاوية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفًا أن ما تقوم به الدولة المصرية، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، يعكس التزامًا تاريخيًا لا يتغير رغم كل التحديات.

ترامب يكشف عن تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد مع الصينيقلل السموم والضغط والسكر.. اعرف فوائد عصير البنجر

وأضاف الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية أن البيان المصري جاء ليرد بحكمة على أي محاولات للتشويش على الدور المصري الأصيل، ويؤكد في ذات الوقت أن تحركات الوفود الأجنبية في المناطق الحدودية يجب أن تكون بالتنسيق الكامل مع الدولة المصرية، لما لها من سيادة ومسؤولية تجاه أمنها القومي وكذلك تجاه القضية الفلسطينية التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من أولويات السياسة الخارجية المصرية.

دعم القضية الفلسطينية 

واختتم المهندس البديوي السيد تصريحه بالتأكيد على أن حزب مستقبل وطن يقف خلف القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية في كل ما تتخذه من خطوات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، ويثمن في الوقت ذاته جهود الدولة في تقديم المساعدات الإنسانية، وفتح معبر رفح لعبور الجرحى والمصابين، ورفضها القاطع لأي محاولات لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم.

طباعة شارك مستقبل وطن حزب مستقبل وطن صمود قافلة الصمود البرلمان

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو| بنحارب من سنة 48 وبندفع التمن غالي.. أحمد موسى: مصر أشرف دولة لها موقف لصالح القضية الفلسطينية.. مصطفى بكري: الرئيس السيسي قالها مبكرًا لا للتهجير.. ومصر تدافع بشرف
  • إعلامي تونسي: لا نقبل بتشويه دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
  • بنحارب من سنة 48 وبندفع التمن غالي.. أحمد موسى: مصر أشرف دولة لها موقف لصالح القضية الفلسطينية
  • برلمانية: مصر لا تقبل أن يُزايد أحد على مواقفها تجاه القضية الفلسطينية
  • وكيل دفاع النواب: لا يمكن المزايدة على دور مصر في القضية الفلسطينية
  • المؤتمر: الموقف المصرى من القضية الفلسطينية لا يقبل المزايدة
  • برلماني: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للتفاوض
  • خوسيه ريبييرو يدعم القضية الفلسطينية بـحظاظة
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر كانت ولا تزال حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية
  • حزب الجيل: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية لا يحتمل المزايدة