وتعد قلعة حلب من أكبر قلاع العالم وأقدمها وأحصنها، ولا يعرف تاريخ بنائها لقدمها، ويقال إنها لم تفتح أبدا بالقوة، بل بالحيلة والخداع. بينما يؤكد باحثون أن التل الذي أقيمت عليه القلعة بدأ استخدامه قبل نحو ألف سنة في العصور الوسطى التاريخية، فكان مقرا لمعابد وثنية.
ويقول المؤرخ محمد نور حباق إن قلعة حلب فيها منشآت مدنية وعسكرية دفاعية ودينية ومرافق عامة.
وتداولت الأمم السيطرة على القلعة والمدينة لآلاف السنين، حتى بدأت الفتوحات الإسلامية ووصل المسلمون إلى شمال بلاد الشام.
ويروي المؤرخون أنه عندما وصل الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح منطقة النسرين جنوب غرب حلب صالح أهلها وبنى فيها مسجدا، وكانت أقرب مدينة لموقعه هي حلب، وكان يحكمها أخوان واحد اسمه يوحنا وكان راهبا متسامحا، والثاني يوقنا وكان قائدا قاسيا.
ولما سمع يوحنا بقدوم المسلمين، نصح أخاه بعقد الصلح معهم، لكن يوقنا رفض وجمع جيشا قوامه 12 ألف فارس و10 آلاف مقاتل وخرج بهم في مواجهة المسلمين بنفس الوقت.
ومن جهته، جمع أبو عبيدة الجيش وجعل كعب بن ضمرة قائدا عليهم، وعندما وصل جيش المسلمين إلى أطراف حلب تفاجأ بجيش يوقنا، فاندلعت المعركة.
وخاف رجال الدين بحلب من انتصار المسلمين، لذلك خرجوا من المدينة من طرف آخر وتوجهوا إلى أبي عبيدة، وعندما عادوا إلى المدينة تسربت أخبار الصلح إلى جيش يوقنا، فبدأ بالتراجع بعد أن كانت كفته راجحة، فانسحب الجيش إلى المدينة وعلى رأسهم يوقنا، وعندما دخل المدينة واجه رجال الكنيسة وأهل المدينة وقال لهم "ويلكم صالحتم العرب ونصرتموهم علينا".
إعلانوتشتهر حلب بمدارسها التاريخية العريقة المتخصصة بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وكانت المساجد والمدارس الشرعية وما زالت تعج بالبراعم الذين يتعلمون كتاب الله رغم كل الظروف والصعوبات.
وفي سنوات الحرب والثورة السورية بقيت المدرسة في حلب حاضنة للقرآن الكريم، وتنقل نوره من جيل إلى جيل.
9/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بخالص الحزن والأسى، الشيخة الجليلة محاسن عبد الحميد مصطفى منصور، أقدم محفظة للقرآن الكريم بقرية أبو قرقاص البلد – محافظة المنيا، والتي انتقلت إلى رحمة الله -تعالى- عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
لقد كانت الفقيدة -رحمها الله- نموذجًا مضيئًا للمرأة المصرية، التي نذرت عمرها لخدمة كتاب الله، فأنشأت أجيالًا من الحفّاظ، وأثرَت بعلمها وخلقها الطيب مجتمعها المحلي، حتى أضحت منارات الخير تُضيء من بيتها، الذي أوصت بتحويله إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم، في وصية نبيلة تجسد إخلاصها الكامل لرسالة القرآن الكريم.
ويتقدّم الوزير بخالص العزاء إلى أهل الفقيدة وتلاميذها ومحبيها، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجعلها في زمرة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يُخلف الأمة في مصابها خيرًا، وأن يُجري أجرها فيمن تعلم منها القرآن وسار على نهجها في خدمته.
{إنا لله وإنا إليه راجعون}