أبدى فريدريش ميرتس، زعيم المحافظين الفائرين في الانتخابات التشريعية الألمانية، مجددا انفتاحه على طرح باريس توفير مظلة حماية لأوروبا بواسطة الترسانة النووية الفرنسية، في وقت يشك فيه الأوروبيون بالتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال ميرتس، في مقابلة مع إذاعة دويتشلاندفونك اليوم الأحد، "نحن ببساطة يجب أن نصبح أقوى معا في الردع النووي بأوروبا".

وأضاف أن المناقشات يجب أن تشمل أيضا بريطانيا، وهي أيضا قوة نووية.

وفرنسا وبريطانيا هما القوتان النوويتان الوحيدتان في أوروبا الغربية.

ولفت ميرتس إلى أن الوضع الأمني العالمي المتغير يتطلب الآن أن يناقش الأوروبيون هذه القضية معا.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، عن استعداده لفتح نقاش حول توسيع قوة الردع النووي التي تتمتع بها فرنسا لتشمل دولا أوروبية أخرى، إثر دعوة ميرتس في هذا الصدد.

جاء ذلك بعد أن قال ميرتس الشهر الماضي إنه يريد نقاشا حول "المشاركة النووية" مع باريس ولندن.

تأتي الخطوات بعد أن استهل ترامب ولايته الرئاسية الثانية غير المتتالية بعكس مسار السياسة الأميركية حيال أوكرانيا، مثيرا مخاوف من حدوث قطيعة تاريخية مع أوروبا.

إعلان

في المقابلة التي أجريت الأحد، شدّد ميرتس على أن أي مناقشات في أوروبا ستجرى مع مراعاة "تعزيز المظلة النووية الأميركية، التي نرغب بالطبع في الحفاظ عليها".

كما أوضح أن "ألمانيا لن تتمكن، أو يُسمح لها، بامتلاك أسلحة نووية".

يشار إلى أنه لا يمكن لألمانيا حيازة أسلحتها النووية الخاصة إذ يشكل ذلك انتهاكا للمعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي، المنضوية فيها برلين.

ومع التباعد الحاصل بين ترامب والحلفاء الأوروبيين، دعا البعض في ألمانيا، بمن فيهم سياسيون من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، إلى حيازة برلين أسلحة نووية.

ودفعت هذه التطورات ميرتس الذي يجري تكتله (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى إعلان خطط الأسبوع الماضي لاستثمارات دفاعية ضخمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

هل أنقذت إدارة ترامب العالم من كارثة نووية بين الهند وباكستان؟

في تحرك مفاجئ يعكس حجم المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة نووية، تدخلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاحتواء التصعيد العسكري غير المسبوق بين الهند وباكستان، الذي تفجّر عقب هجوم أودى بحياة 26 شخصا، معظمهم من السياح الهندوس، في إقليم كشمير المتنازع عليه.

باكستان والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري في 10 مايو/أيار بعد أيام من الهجمات المتبادلة (الفرنسية)

وقد أشعل هجوم 22 أبريل/نيسان فتيل أزمة حادة بين الجارتين النوويتين، حيث اتهمت نيودلهي جماعة "لشكر طيبة" المدعومة من إسلام آباد بالمسؤولية عنه، قبل أن تبادر بشن غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية استهدفت ما وصفته بـ"معسكرات إرهابية".

المخاوف تصاعدت من أن النزاع الهندي الباكستاني قد يصل إلى استخدام الأسلحة النووية (الفرنسية)

وردّت باكستان بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة في عمق الأراضي الهندية، وتحدثت تقارير عن مواجهات جوية مباشرة بين مقاتلات الطرفين.

واشنطن بدأت موقفها بالحياد ورفضت التدخل في الصراع ومع تصاعد الهجمات غيرت موقفها فجأة (الفرنسية)

وفي حين كانت المنطقة على شفا مواجهة شاملة، بدا الموقف الأميركي في البداية متحفظا، إذ صرّح نائب الرئيس جي دي فانس بأن النزاع "ليس من شأن الولايات المتحدة"، مكتفيا بالدعوة إلى التهدئة.

رغم التهدئة استمرت الاشتباكات المحدودة في بعض المناطق (أسوشيتد برس)

غير أن الأوضاع تغيرت بسرعة، بعد تعرض قاعدة "نور خان" الجوية القريبة من العاصمة الباكستانية لضربات صاروخية، مما أثار مخاوف واشنطن من أن تمتد الضربات إلى منشآت نووية أو قيادات عسكرية حساسة.

الجيش الهندي أبلغ في 10 مايو/أيار عن هجمات باكستانية جديدة على طول الحدود بين الجارتين (الفرنسية)

ودفعت هذه التطورات البيت الأبيض إلى إعادة تقييم موقفه، وباشرت الإدارة الأميركية، عبر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، وفانس نائب الرئيس الأميركي، سلسلة اتصالات رفيعة مع قيادات البلدين.

أفراد الأمن الباكستاني يُغلقون طريقا قرب قاعدة نور خان الجوية العسكرية بعد غارات هندية في 10 مايو/أيار (الفرنسية)

وتحدث فانس مباشرة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بينما أجرى روبيو اتصالا مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، إضافة إلى وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار.

باكستان شكرت ترامب علنا على وساطته في حين تجاهلت الهند الإشارة إلى أي دور أميركي (الفرنسية)

وبعد 4 أيام من الضربات المتبادلة التي استخدمت فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة، أعلن الرئيس ترامب، عبر منصة "إكس"، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن الولايات المتحدة قامت بوساطة مباشرة.

الهند امتنعت عن الاعتراف بأي تدخل خارجي (غيتي)

وقد رحبت باكستان بالاتفاق وأشادت بالدور الأميركي، في حين امتنعت الهند عن الاعتراف بأي تدخل خارجي، وأصرت على أن الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات ثنائية.

الهدنة جاءت بعد تصعيد وصفه خبراء بأنه الأخطر منذ عقود (الأوربية)

وجاء إعلان الهدنة بعد تصعيد وصفه خبراء بأنه الأخطر منذ عقود، خاصة مع دخول الطائرات المسيّرة بقوة في ساحة المعركة، وتبادل الطرفين استهداف قواعد جوية حساسة.

متفجرات وحطام طائرة مسيرة بعد اعتراضها من قبل نظام الدفاع الجوي الهندي في 10 مايو/أيار (الفرنسية)

كما تحدثت مصادر استخباراتية باكستانية عن محاولات هندية لاستدراج إسلام آباد لاستخدام مقاتلات "إف-16" الأميركية الصنع، في خطوة قد تمنح نيودلهي ذريعة لتصعيد إضافي.

الهدنة لم توقف القتال تماما، إذ استمرت المناوشات بعد إعلان وقف إطلاق النار وسط شكوك في صمود الاتفاق (رويترز)

ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، استمرت الاشتباكات المتقطعة على جانبي الحدود في كشمير، حيث أفادت تقارير بوقوع خروقات من الجانبين.

شظية قذيفة هاون بعد قصف عبر الحدود قرب خط السيطرة بين باكستان والهند في الشطر الباكستاني (الفرنسية)

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الهند أجواء سياسية محتقنة، ودعم شعبي واسع لإستراتيجية رئيس الوزراء مودي المتشددة تجاه باكستان.

نقطة تفتيش مؤقتة على طريق المطار بعد سماع دوي انفجارات في سريناغار بكشمير الهندية في 10 مايو/أيار (الأوربية)

وفي المقابل، حذرت باكستان من أن أمنها القومي يتعرض لاستفزازات متعمدة، داعية إلى الحوار والاحتكام إلى الاتفاقات الدولية، لا سيما ما يتعلق بمعاهدة تقاسم المياه التي تشكل شريانا حيويا لاقتصادها الزراعي.

الأحداث الأخيرة بين الهند وباكستان تبقى تذكيرا بمخاطر التصعيد النووي وأهمية الوساطة الدولية للحفاظ على السلام (الفرنسية)

ورغم ما أبداه محللون من تفاؤل حذر بشأن سلوك الطرفين، خاصة مع اقتصار الهجمات على أهداف عسكرية وغياب الضربات الإستراتيجية الكبرى، فإن الوضع يبقى هشا وقابلا للانفجار في أية لحظة، في ظل استمرار التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات، وتصاعد النزعة القومية في البلدين، مما يثير مخاوف من عودة التوتر في حال فشل المساعي لبدء حوار جاد ومستدام.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أنا مع إيران تمامًا.. لن تكون قوة نووية
  • جبران: أوروبا منفتحة على العمالة المصرية.. ولعبنا دورا كبيرا في غلق باب الهجرة غير الشرعية
  • ما موعد مباراة إنتر ميلان و باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا؟
  • الوضع في سوريا يشكل تهديدًا أمنيًا لأوروبا
  • ترامب: حلنا دون وقوع حرب نووية
  • الكشف عن حكم نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس وإنتر ميلان
  • ترامب: منعنا اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان
  • كيف يستعد منتخب ألمانيا لمنافسات دوري أمم أوروبا؟
  • كوكايين على طاولة ماكرون وستارمر ومستشار ألمانيا.. هذه حقيقة الفيديو المتداول
  • هل أنقذت إدارة ترامب العالم من كارثة نووية بين الهند وباكستان؟