أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن البلاء سنة إلهية، وهو في حقيقته اختبار وتمحيص وتهذيب، وليس عذابًا في كل حال. 

لماذا يحاسبنا الله طالما أقدارنا مكتوبة؟.. مفتي الجمهورية يوضح الحقيقةمفتي الجمهورية: العزوف عن الزواج أزمة أخلاقية تهدد المجتمعالبلاء رحمة من الله

واستشهد بقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ • الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ • أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (سورة البقرة، الآيات 155–157).

ففي هذه الآيات يتضح أن البلاء قد يكون رحمة من الله ومطية للفوز بالجنة، إذا قابله العبد بالصبر والرضا.

جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني اليومي، حيث أشار  أن من الأسئلة التي كثيرًا ما تتردد في أذهان الناس: لماذا خلق الله تعالى البلاء؟ ولماذا يكون العذاب أبديًّا رغم أن الجُرم محدود في الزمن؟

وأوضح المفتي أن الابتلاءات تختلف وتتنوّع، وقد يظنها الإنسان ظلمًا أو شرًّا، لكنها في ميزان الله عدلٌ وخيرٌ مطلق، وإن خفي وجهه علينا. وضرب مثالًا بما دار بين موسى عليه السلام والخضر، حيث بدا في الظاهر أن أفعال الخضر غير مبررة، ثم انكشف في النهاية وجه الحكمة الإلهية.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نبّه إلى أن الابتلاء علامة على القرب من الله، فقال: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه"، وفي الحديث الآخر: "إذا أحبّ الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط."

كما تطرّق إلى السؤال عن أبدية العذاب رغم أن الذنب مؤقت، فأوضح أن العقوبة لا تُقاس بزمن الفعل، بل بخطورته وآثاره، تمامًا كما أن بعض الجرائم في الدنيا قد تقع في لحظة واحدة، ويُحكم على صاحبها بالسجن فترة طويلة.

وأكد أن من كفر بالله أو جحد رسله باختياره، فإن إرادته في الكفر دائمة، ولو عاد إلى الدنيا لعاد إلى ما نُهي عنه، كما قال تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ۚ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (سورة الأنعام، الآية 28)، لافتًا إلى أن هذا الكفر ليس اضطرارًا، بل اختيار مستمرّ، يستحق صاحبه عذابًا دائمًا، وذلك من تمام عدل الله تعالى، إذ الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (سورة الرحمن، الآية 60)، وقوله تعالى: {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (سورة فصلت، الآية 46).

الإجبار على المعصية

وبيّن المفتي، ردًّا على من يزعم أنه مجبر على المعصية، أن هذا زعم باطل لا دليل عليه، لأن الله أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وبيّن الطريق، وأعطى الإنسان العقل والحرية في الاختيار، كما قال تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (سورة النساء، الآية 165)

وفي ختام حديثه، أكد مفتي الجمهورية أن: البلاء قد يكون نعمة، والعذاب الأخروي هو عدل إلهي، لا ظلم فيه، قائم على علم الله بما تُخفيه القلوب وتُثبته الأفعال.

ودعا إلى أن نرضى بقدر الله، ونسلّم لحكمته، فهو اللطيف الخبير، الذي لا يظلم أحدًا، ولا يُحاسب إلا بعد البيان والتمكين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء المعصية العذاب مفتي الجمهورية الابتلاءات المزيد مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

كريم بنزيمة: لهذه الأسباب يعاني ريال مدريد تحت قيادة تشافي ألونسو

يمر ريال مدريد بفترة عصيبة للغاية بعد خسارته مباراتيه الأخيرتين أمام سيلتا فيجو ومانشيستر سيتي ويتزايد الضغط على المدرب تشافي ألونسو الذي قد يقال من منصبه بعد أقل من عام على توليه المسؤولية .

وعانى ريال مدريد خلال الأسابيع القليلة الماضية من تراجع في النتائج والأداء وعلى الرغم من ان توجية  الجزء الأكبر من اللوم الى تشافي ألونسو الا ان نجم الريال السابق ونادي اتحاد جدة السعودي حاليا كريم بنزيما اكد لصحيفة ليكيب الفرنسية إن المشكلة تكمن في اللاعبين أنفسهم . 

بنزيما : اللاعبون هم سبب ازمة ريال مدريد الحقيقية 

وقال كريم بنزيما لصحيفة ليكيب : ما ينقصهم ببساطة هو التناغم بين مبابي و فينيسيوس و بيلينجهام و ورودريجو. يجب أن يعرف كل لاعب دوره في الملعب على بيلينجهام أن يفهم أنه صانع الألعاب وليس الهداف و مبابي هو الهداف وليس صانع الألعاب الهجومي و فينيسيوس ليس لاعب ارتكاز بل جناح أيسر. طالما أن كل لاعب يعرف دوره في الملعب فهذا يكفي لأننا نتحدث عن لاعبين من بين أفضل عشرة لاعبين في العالم وجميعهم في فريق واحد.

ويؤمن بنزيما إيمانا راسخا بأن ألونسو ليس هو من سيخرج ريال مدريد من دوامة الهزائم بل اللاعبون أنفسهم وقال بنزيما :  لا المدرب لا يستطيع فعل أي شيء هو لديه أسماء وهو من يحسن اختيار اللاعبين. بعد ذلك الأمر يتعلق باللاعبين. إذا كان زميلك أفضل منك فعليك تقبل ذلك فالمشكلة تكمن في عدم تقبل أن من أمامك يسجل أهدافا أكثر لهذا السبب تواجه مشاكل عندما يكون لديك خمسة أو ستة لاعبين رائعين و كل لاعب يساهم بشيء ما وفي النهاية يحظى هداف الفريق دائما باهتمام أكبر من غيره و لكنه دائما بحاجة إلى الآخرين  فلا يمكنك فعل كل شيء بمفردك.

مقالات مشابهة

  • 3 أمور ترفع قدرك عند الله.. مركز الأزهر يوضح
  • أذكار الصباح اليوم مكتوبة كاملة.. بداية مباركة ليوم مليء بالخير
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • إيران تصادر ناقلة نفط أجنبية بحمولة 6 ملايين طن.. لهذه الأسباب
  • كريم بنزيمة: لهذه الأسباب يعاني ريال مدريد تحت قيادة تشافي ألونسو
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • أذكار الصباح اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025.. «اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحَزنِ»
  • حكم ترك صلاة الجمعة بسبب البرد الشديد والمطر.. مفتي الجمهورية يوضح
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر