الاستقراء اليمني للمتغير العالمي
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
أكتب هذه السطور بعد ثلاثة أيام من إعلان قائد الثورة، بأن اليمن سيستأنف عملياته العسكرية البحرية لحصار الكيان الصهيوني وإسناد الشعب الفلسطيني، كما كان قبل الوصول للاتفاق الذي يماطل الكيان الصهيوني في تنفيذه ويرتكب خروقاته بما يتناقض مع الاتفاقات في فلسطين ولبنان غير زيادة الاعتداءات على سوريا واحتلال المزيد من أراضيه من قبل هذا الكيان.
قائد الثورة أعطى مهلة أربعة أيام للوسطاء لمنع استمرار إبادة التجويع في غزة وفتح المعابر والمنافذ بما يمثل تنفيذاً للجانب الإنساني في اتفاق الهدنة، وما لم يتحقق ذلك فاليمن سيعود للانخراط في أداء دوره لحماية وإسناد الشعب الفلسطيني بكل ما هو ممكن ومتاح يمنياً..
أمريكا والكيان يعرفان حق المعرفة أن اليمن عندما يقرر أو يسير في موقف فذلك بمثابة موقف لا يقبل مساومة أو مداهنة أو انتقاصاً على طريقة ما تسمى جامعة وقمماً عربية..
و لهذا فإني أتعاطى الموقف اليمني وأقرأه فوق مهلة الأربعة الأيام وربما ليس كثير الأهمية أن يرفع أو لا يرفع هذا الحصار الجديد لغزة، وأعتقد أن اليمن لا يرتكز ولا حتى يركّز على استجابة أمريكا والكيان لرفع هذه الإبادة الجماعية المتجددة باستعمال التجويع..
المهلة هي فقط لإخراج الوجه من الوسطاء وممن يعنيهم الأمر عالمياً، لأن الموقف اليمني يجسّد الموقف الإنساني عالمياً إلى جانب أرضيته الأخلاقية والدينية والقومية..
منطق أن أمريكا وإسرائيل وما يريدانه هو الحق وهو الحرية ومن يخالفهما أو يختلف معهما هو الإرهاب هو منطق فترة استثنائية لهيمنة أمريكا عالمياً و ذلك تجاوزه واقع المنطقة والعالم وعفا عليه الزمن وإن ظل ذيول أمريكا في المنطقة والمنبطحون لإسرائيل تطبيعاً من فوق أو تحت الطاولة يستعملونه خوفاً من أمريكا وخوفاً على كراسيهم في الحكم..
فالموقف اليمني بين أهم أسسه هو أن المقاومة والسعي لتحرير فلسطين هو حق مشروع في كل الديانات والشرائع السماوية والأرضية بما فيها مواثيق وقرارات الأمم المتحدة التي لازالت هي النظام الدولي القائم فوق أي أخطاء أو خطايا هي معطى لفترة استثنائية للهيمنة الأمريكية، ولهذا فالأمم المتحدة تحتاج لأن تحرر أو تتحرر من القرارات الأحادية التي سرقت وسلبت صلاحيتها حتى أصبح الاستعمار في حديثه وتحديثه يمنع النضال المشروع بل ويقمع المشروعية ذاتها بتوصيف «الإرهاب»..
أسوأ و أبشع إرهاب في التاريخ البشري هو ما تمارسه أمريكا وإسرائيل أمام العالم في فلسطين ولبنان وغيرهما، وعندما يصف مندوب الكيان الصهيوني بأن مجلس الأمن هو «مجلس الأمن للإرهاب»، فهذا التوصيف هو بحد ذاته الإرهاب العالمي الأمريكي المرهوب والمدان عالمياً، وبالتالي فهذا الجنون الصهيوني حتى في مجلس الأمن هو امتداد لجنون أمريكي تجاوزه الزمن فوق أي جنون لنتنياهو أو ترامب أو غيرهما..
هزيمة السوفييت في أفغانستان هو الذي أسس لاستثنائية الهيمنة الأمريكية عالمياً، وانهزام أمريكا استراتيجيا أمام روسيا أنهى هذه الفترة الاستثنائية للهيمنة الأمريكية، ولذلك فإن ترامب جيئ به ليمنع هزيمة أمريكية أكبر وأعمق في أوكرانيا وهو يعي هذا فيما يفعله ولكنه يستخدم المتراكم الأمريكي للمزيد من إذلال الأنظمة العميلة الخانعة وذلك استعملته بريطانيا العظمى حتى وبساط العظمة يسحب من تحت قدميها..
و لهذا.. فالموقف اليمني وفق إعلان قائد الثورة ما يجسد موقف العالم للمستقبل في ظل تعددية الأقطاب، ولذلك فالموقف اليمني بأفقه البعيد واستقرائه البعيد والدقيق يتجاوز كل من ينطق ويتمنطق بمنطق الاستعمار الغربي الأمريكي في العالم وليس فقط في المنطقة..
دعوا أمريكا ومعها الكيان اللقيط تستعرض عضلاتها في نهايات استعمارها واستعمالها الاستعمار كما فعلت بريطانيا العظمى في الغزو الثلاثي لمصر، فيما مشكلة الاستعمار- الاستعمال واقعيا – انتهت وباتت المشكلة فقط هي تخليق البديل التوافقي التعايشي عالمياً بدون استعمار وإن بالاستعمال وإعادة تأسيس عالم أكثر عدالة وأقل ظلماً لكل العالم وفي كل العالم، والطبيعي أن تتشبث أمريكا بعظمتها كما مارست بريطانيا..
على كل الذين ظلوا يتعاملون مع اليمن باستعلاء أو ينظرون إليه بدونية أن يعرفوا أن اليمن قفز في موقفه الإيماني الإنساني العالمي فوق تصورهم وفوق قدراتهم على التصور، وذلك هو القائم وأفقه بات هو القادم، ومرة أخرى الزمن بيننا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إرهاب مليشيا الحوثي يُهدد بعزل بنوك اليمن عن العالم
حذرت قيادة البنك المركزي اليمني في عدن من التحديات التي تواجه البنوك العاملة في اليمن بسبب تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية والمحت لمخاوف عزلها عن النظام المالي العالمي.
وجاء التحذير في سياق اللقاء الذي جمع نائب محافظ البنك محمد باناجة في العاصمة عدن الأربعاء مع وفد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن.
وبحسب الاعلام الرسمي فقد ناقش باناجة مع السفراء جهود البنك المركزي في إعادة تأهيل البنوك ونقلها من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية إلى مناطق الحكومة الشرعية.
وأكد نائب محافظ البنك على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمنع الجماعة الحوثية من استغلال المؤسسات المالية لتمويل أنشطتها الإرهابية.
مشيراً الى التحديات الكبيرة التي تواجه البنوك اليمنية في الحفاظ على علاقاتها مع البنوك المراسلة في الخارج، نتيجة الضغوط التنظيمية والمخاطر المرتبطة بالإجراءات الإرهابية للمليشيات الحوثية.
باناجة أكد بالبنك المركزي يبذل جهودًا حثيثة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لمساعدة البنوك اليمنية على استعادة وتعزيز علاقاتها الخارجية، بما يتيح لها الاستمرار في تمويل عمليات الاستيراد وتسهيل تحويلات المغتربين.
هذا التحذير جاء بعد أيام من تقارير لوسائل إعلام محلية تحدثت عن قيام البنوك الوسيطة بإغلاق حسابات لعدد من البنوك التجارية في اليمن، بما فيها بعض البنوك العاملة بالمناطق المحررة، دون أسباب واضحة.
ونظراً لاستحالة وجود علاقة مباشرة بين كل البنوك في مختلف دول العالم، تلجأ هذا البنوك وخاصة في الدول النامية الى "البنوك الوسيطة" للعب دور الوسيط في تحويل المعاملات المالية الدولية فيما بينها عبر النظام المالي العالمي "السويفت".
وتعاني البنوك التجارية في اليمن من تداعيات تنصيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الإدارة الأمريكية التي تفرض سطوتها على النظام المالي العالمي عبر أدوات عديدة منها البنوك الوسطية أو "بنوك التسوية" ونظام التحويلات "السويفت" العالمي.
ما يجعل من فرض واشنطن عقوبات على أي بنك في العالم، عزلاً له من النظام المالي العالمي، كما حدث مع بنكي "اليمن الدولي" و"اليمن والكويت" بعد فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات عليهما بتهمة تقديم المساعدة لمليشيا الحوثي بالوصول الى النظام المالي العالمي.
ووفق خبراء فأن الخطر على البنوك التجارية في اليمن بما فيها العاملة بالمناطق المحررة سيظل مستمراً في ظل عدم فرض قيادة البنك المركزي في عدن لسلطتها وإشرافها على القطاع المصرفي في اليمن بالكامل ومنع أي تدخل لمليشيا الحوثي.