أُمُّنَا إفْرِيقِيَا / من ديواني الخامس
يَا أُمَّنَا السَّمْرَاءَ يَا إِفْرِيقِيَا
يَا بِلادَ الشَّمْسِ وَ الأبَنُوسِ
وَ الْجُسُومِ الْعَارِيَةْ
وَتَعَاوِيذِ الدِّيَانَاتِ الْقَدِيمَةْ
وَالنُّقُوشِ عَلَى الصُّخُورِ
وَ الْحَضَارَاتِ الْفَرِيدَةِ الفَانِيَةْ
فِي الْكُهُوفِ وَ فِي الْمَغَارَاتِ السَّحِيقَةْ
وَالسَّعَالِي وَ الأحَاجِي
وَ الْخُرَافَاتِ الْغَرِيبةْ
وَ أسَاطِيرِ الشَّعُوبِ الفَانِيَةْ
كَمْ سَمَا فِي لِيْلِكِ الدَّاجِي عَمُودٌ مِنْ لهِيبْ
فَأحَالَ لَيْلَ سَمَائِكِ الْحُبْلَى
وَ الدَّيَاجِيرَ وَسِحْرَ الْغَابِةِ اللَّفَّاءِ
إلِى شَيْءٍ عَجِيبْ !!
طَلْسَمٌ لَمْ يَدْرِ كُنْهَهُ ،
لا السَّعَالِي السَّاكِنَاتُ عَلَى الشِّعَافِ
فِي لُجَّةِ الْجَبَلِ الْمَهِيبْ
وَ لا إبْلِيسُ فِي الأبْحُرِ يَغُوصْ!!
أَوْ عَلَى ظَهْرِهَبوبْ!
نَسِيجُ نَفْسِكَ أَنْتِ يَا أُمَّ الْحَضَارَاتِ
وَ يَا مِسْكَ الشُّعُوبْ
الْحِياةُ الْبِكْرُ فِيك سِحْرُهَا يُسْبِي الْقُلُوبْ
يَا نَضَارَاً وَلُجَيْنَاً نَامَ فِي الأعْمَاقِ
مِنْ زَمِنٍ عَهِيدْ
وَلأجْلَ هَذَا قَدْ تهَاوَى فِي مِجَاجِكِ
كلُّ صُعْلُوكٍ شَرِيدْ
كَالذُّبَابِ، جَحَافِلٌ مِنْ كُلِّ فَجٍّ
وَ كلِّ مُنْتَهِزٍ عَنِيدْ !
جَاءَ يَفْتَرِعُ الْعَذَارَى السُّمْر
يَبْتَغِي جَلْبَ الْعَبِيدْ!
وَ الثَّرَاءَ مِنْ الْكُنُوزِ
وَ هَبْرَةَ الْمَالِ الْعَدِيدْ
يَا بِلادَ الْعَاجِ وَ الألَمَاسِ وَ الأنَانَاسِ
وَ الطَّلْعِ النَّضِيدْ
وَ الُوُجُوهُ السُّمْرُ تَكْدَحُ
تَحْتَ قَرْنِ الشَّمْسِ
مِنْ عَهْدٍ بعِيدْ !!
لِمِثْلِ سِحْرِكِ كَانَ سِنْغُورُ يُغَنِّي
يَا مَلاذَ الْبَائِسِينْ
يَا بِلادَ الْعَاجِ وَ الأبَنُوسِ
وَ الْكَنْزِ الدَّفِينْ
يَا رُوَاءَ الْكَوْنِ وَ الشَّمْسِ الُوَضِيئَةِ
وَ الْقَمَرُ مَنْتَقِبٌ وَ سَافَرْ
يَرْبِط الْعُشَّاقَ وَجْدَاً
مَثْلَمَا شُدَّ الْوَضِينْ !
وَ يَمُوتُ مِنْ فَرْطِ الصَّبَابَةِ
كلُّ مُلْتَاعٍ حزِينْ
كَانَ للْعَهْدِ حفِيظا
حَادِبَاً ثَمَّ أَمِينْ
سَامَهُ الْوَجْدُ عَذَابَا
فَغَدَا يُغَالِبُ ثُمَّ يَنْدُبُ حَظَّهُ
مِنْ سَطْوَةِ الزَّمَنِ الْخَؤونْ
هَجَمُ الْغُزَاةُ الفَاتِحُونْ
جَاءَ الْعُتَاةُ الْمُجْرِمُونْ
مِنْ الْمَنَافِي وَالسُّجُونْ
وَ كُلُّ مَعْتوهٍ دَعِيٍّ
وَ كُلُّ أفَّاكٍ أَثِيمْ
وَ كُلُّ فظٍّ فَاجِرٍ
مَارقٍ نَزِقٍ زَنِيمْ
يُفْسِدُون وَ يَسْرِقُونَ
وَ يَنْهبُون وَ يَحْرِقُونَ
السَّادَةُ الْمُتَشَدِّقُونْ
بِالْحَضَارَةِ وَ الرُّقِيِّ
بَاسْمِ الرِّيَادةِ وَ الفُنُونْ
دَاسُوا عَلَى عَرْضِ الْعَذَارَى وَالأيَامَى
أَسَرُوا الْحَرَائِرَ وَ الرِّجَالَ
وَ أرْسلُوهُم فِي السَّفَائِنِ
وَ الْقَوَافِلِ بِالحَدِيدِ مُصَفَّدُونْ
جَاءَ الْغُزَاةُ إِلَى تُرَابِكِ
عَبْرَ السِّنِينَ قبَائلاً يَتسَابَقُونْ
جَاءُوا زُرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا
يُدَنِّسُونَ تَرَابَكِ الْبِكْرَ الْعَفِيفْ
بَالْمَكْرِ وَ الْبَأْسِ الشَّدِيدْ
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونْ
فَعَاثُوا فِي الأرْضِ الْفَسَادْ
وَ أَسْرَفُوا قَتْلاً وَ سَبْيَاً وَ احْتِقَارَاً
لِلْمُكْرَهِين الْبَائِسِين!!
جَاءَ الطُّغَاةُ الْبِيضُ، زُمَرَاً
بَاسْمِ التَّدَيُّنِ وَ الصَّلِيبْ
وَ رِفْعَةِ الإنْسَانِ ، أَنَّى يُؤْفَكُونْ!!
أغْرَاهُمُ الشَّيءُ الْكَثِيرْ
فَأَقْبَلُوا يَتَسَابقُونَ وَ يُوفِضُونْ
أغرَاهُمُ الْقَمَرُ الْمُوَشَّحُ
بِغَلالاتِ السَّدِيمْ
وَقَوْسَ اَلسَّمَاءِ اَلْحُلْوِ قَدْ لَاحَ بَهِيًّا
يُوَشِّحُ الأُفَقَ الْمُبِينْ
وَ سَمَاؤُكِ الزَّرْقَاءُ حُبْلَى
بَالنَّيَازِكِ وَ النُّجُومْ
وَ الْغَابُ وَ الأنهَارُ وَ الأوْدَاءُ تَزْهُو
وَ رُبَاكِ وَ الصَّحْرَاءُ وَ الشَّمْسُ المُشِعَّةٌ
وَ سِحْرُ حُسْنِكَ فِي الْخَرِيفْ
وَفِي دُجَى اللَّيْلِ الْبَهِيمْ
يا بِلادَ الأَنْهُرِ الْعَذْرَاءِ تَجْرِي
مُنْذُ عَهْدِ الْغَابِرِينْ
يَا بِلادَ الرَّعْدِ وَ الأَضْوَاءِ
وَ الْبَرْقِ وَ الأُفُقِ الممـد
مُتْعَة لِلنَّاظِرِينَ
وَ غَرَائبِ الْغَابَاتِ وَ الأشْجَارِ سَامِقَةً
عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي وَ الدُّهُورْ
وَ الأيَائِلِ وَ السِّبَاعِ
وَ الظِّبَاءِ مِنْ كُلِّ لَوْنْ ،
وَ سِحْرُ الْغَابَةِ الْعُظْمَى
وَ الْبَحْرُ وَ الأجْبَالُ تَشْمَخُ
فِي عنَانِ الجَّوِّ
مِيرُو وَ كِيبُو وَ كَلِمِنْجَارُو
وَ الْوَادِي الْعَجِيبْ
حُسْنٌ وَ سِحْرٌ وَ بَهَاءْ
يُورِثُ الْقَلْبَ الْوَجِيبْ
أَلا قَاتَلَهُم اللهُ أَنَّى يُوجَدُونْ!!
حَسَدُوكَ بَغْيَاً أَنْ حَبَاكِ اللهُ
بِالْخِيْرِ الْعَمِيمْ
وَ نِيلُكَ الفَضِّيُّ يَجْرِي
بِالَّلآلِئِ وَ النَّضَارِ وَ بِاللُّجَيْنْ
سَرَقُوا الَّلآلِئَ وَ الْكَنُوزْ
لَمْ يَتْرُكُوا أَثَرَاً إلا سَرَقُوهُ
أَوْ شَوَّهُوهُ أَوْ أَحْرَقُوهْ
وَ كنُوزَ مِصْرَ وَ الْعِرَاقِ وَغَيْرِهَا!
وَ مَا كَنْزُ سِيغو بِبَعِيدْ
وَلا أَمْوَالُ مَانْسَا
وَ قَصْرُ بِينِين الثَّمِي
وَ مِنْ عُتَاةِ السَّارِقِين
لَمْ يَكن فرْلِينِي وَحْدَهُ
السَّارِقَ النَّكَدَ اللَّعِينْ
بَلْ كَانَ فِرْلِيني، وَ أرشِينَارُ
وَ بُونَابُرتُ وَ الْغَاصِبين الآخَرِينْ
جَرَائِمُ لَنْ يضيعها الزَمَنٌ
وَلا التَّقَادُم سَوْفَ يُسْقِطُهَا
عَلَى مَرِّ السِّنِينْ!!
الجَوْف
٢٢/ ٢/ ٢٩٢٢
whatsapp + 249113543012
oshibrain@myyahoo.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ی ا ب لاد ال غ اب
إقرأ أيضاً:
يونامي ترحل: كفى وصاية
13 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: في لحظة تاريخية تلامس أعماق الروح العراقية، تغادر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أرض الرافدين نهائياً، بعد اثنين وعشرين عاماً من الوجود الذي بدأ في 2003.
إنها ليست مجرد إغلاق لبعثة سياسية، بل هي شهادة حية على انتصار إرادة شعب، ودليل دامغ على أن العراق قد نضج ليحكم مصيره بيده، بعيداً عن أي وصاية خارجية.
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحكمة عميقة: انتهاء عمل يونامي لا يعني قطيعة مع الأمم المتحدة، بل بداية فصل جديد يقوم على الشراكة الحقيقية.
هذا الفصل الجديد يعكس حق العراق الأصيل في تقرير مستقبله بنفسه، بعد أن أثبت استقراره السياسي والأمني، ونجاحه في بناء مؤسسات ديمقراطية قادرة على الصمود.
الحكومة الحالية، أكملت مشوار السنوات السابقة، ونجحت في إبعاد العراق عن محاور الصراع الإقليمي، وأرسيت توازناً داخلياً وخارجياً يجعل بلادنا جسراً للسلام لا ساحة للنزاع.
المشاريع الإنمائية والعمرانية الضخمة، التي غيرت وجه المدن والأرياف، تؤكد أن ديمومة الإعمار أصبحت واقعاً ملموساً، لا حلماً بعيداً.
في هذا السياق، يبرز رحيل يونامي كرمز للتحرر الجماعي.
إنه انتصار للكرامة الوطنية، يشفي جراح الماضي ويفتح أبواب الأمل.
ومع ذلك، يظل الطريق أمامنا يتطلب يقظة مستمرة. يجب أن يستمر مسار التوازن الداخلي والخارجي، ليبقى العراق قوياً مستقلًا، جاهزاً لمواجهة التحديات، وأبرزها محاربة الفساد المستشري، الذي بدأ ينحسر في السنوات الأخيرة بفضل الإصلاحات الجريئة.
إن رحيل يونامي ليس نهاية، بل بداية عصر جديد من السيادة الكاملة، حيث يعود العراق إلى موقعه الطبيعي كقلب نابض للشرق الأوسط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts