مركز أبحاث يحث الحكومة على إصلاحات قطاعية جوهرية لإنجاح مشاريع الطاقات المتجددة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
أوصى مركز أبحاث مستقل بإجراء إصلاحات قطاعية ذات أولوية من أجل الانتقال إلى طاقات متجددة منخفضة انبعاثات الكربون. واعتبر المركز أن هذه الإصلاحات « ترتكز أساسا حول خلق هيكل مؤسسي جديد على شكل هيئة تنظيمية قوية، ومراجعة للأسعار تبين أدوار مختلف الفاعلين، وإعادة تنظيم المكتب الوطني للكهرباء، وتطوير الإنتاج الطاقي اللاممركز، بما يسمح بالتزود الطاقي التنافسي في المجالات الترابية، والحد من القيود المفروضة على توفير الغاز الطبيعي في القطاع الصناعي ».
وأصدرت مبادرة « إمـال » للمناخ والتنمية، وهو أول مركز أبحاث مستقل يعنى بقضايا التغيرات المناخية تقريرا بعنوان: « الانتقال الطاقي بالمغرب في ضوء التوجهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد » .
ويعد هذا التقرير بمثابة رصد مستقل للإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى تنزيل التوجيهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد 2021-2035، الذي تم إنجازه من لدن لجنة خاصة، بتعليمات من الملك محمد السادس.
ويهتم هذا التقرير بسؤال الانتقال الطاقي الذي حظي باهتمام بالغ ضمن توصيات النموذج التنموي الجديد، الذي يَعتبِر أن للمغرب الإمكانات التي تؤهله ليصبح رائدا على المستوى الإقليمي في مجال الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون في أفق 2035.
ويرى التقرير أنه رغم الريادة التاريخية للمغرب في الانتقال الطاقي والجهود الملموسة الجارية، هناك فجوة بين الطموحات الكبيرة المعلن عنها والإنجازات التي تم تحقيقها.
ويعتبر التقرير أن أيَّ تسريع لتحقيق الانتقال الطاقي لا يمكن أن ينجح بدون نقلة نوعية، ليس فقط من المنظور التقني، بل من خلال تناول القضية من زاوية استراتيجية وسياسية شفافة.
ويحذر تقرير « إمال » من المخاطر الاقتصادية الناجمة عن بطء الانتقال الطاقي، الذي من شأنه التأثير على نمو الاقتصاد الوطني وقدرته التنافسية. وبالتالي فإن الإنتاج الذاتي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستكون تكلفة إنتاجها منخفضة، فضلا عن أن اعتماد المغرب لفترة طويلة على واردات الوقود الأحفوري له تأثير سلبي على الموارد المالية للبلاد، وحسابها الجاري واحتياطيها من العملات الأجنبية. كما أن التأخير في خفض كثافة الكربون في شبكة الكهرباء يمكن أن يؤدي إلى تكاليف إضافية، خاصة مع لجوء الاتحاد الأوربي وجهات أخرى إلى وضع آليات لمعاقبة المنتجات عالية الكربون.
ويحدد التقييم الذي أجرته « إمـال » كذلك ثلاثة جداول أعمال كأولويات لهذا القطاع، بدءاً بتشجيع الإنتاج اللاممركز للطاقة، ولا سيما الخلايا الكهروضوئية على الأسطح، والتي يمكن أن تقلل من اعتماد البلاد على واردات الوقود الأحفوري مع خلق فرص عمل استثنائية.
وتتعلق أولوية العمل الثانية حسب التقرير، بمراجعة عقود الشراء طويلة الأجل، وخاصة بالنسبة إلى محطات الفحم، بسبب المخاطر المحتملة التي تشكلها على الاقتصاد المغربي وقدرته التنافسية الصناعية. ومن شأن هذا الإجراء أن يمثل أيضا فرصة كبيرة لحشد التمويل الدولي للمناخ وملاءمة جهود المغرب مع التطورات الدولية.
وخلص التقرير إلى أن تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في جعل المغرب منصة لتبادل الكهرباء الخضراء يتطلب عدة خطوات مهمة، ولا سيما تطوير الروابط الإقليمية، ومواءمة سوق الكهرباء الوطنية مع السوق الأوربية، بالإضافة إلى إصلاح قطاع الكهرباء والحد من انبعاثاته الكربونية ووضع أنظمة فعالة لفتح إمكانات الإنتاج المتجدد في المغرب.
ويهدف نشر « إمـال » لهذا التقرير إلى إثراء النقاش الوطني ودعم مختلف المتدخلين، من أجل تسريع وتيرة المنجزات، بالمملكة لتصبح رائدا عالميا في الطاقة الخضراء، وتطمح المبادرة إلى استمرار هذا التقييم المستقل بشكل دوري من أجل تقديم وجهة نظر المجتمع المدني حول إنجازات القطاع على ضوء توصيات النموذج التنموي الجديد.
كلمات دلالية الطاقات المتجددة تقرير مبادرة "إمـال" للمناخ والتنمية مركزالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الطاقات المتجددة تقرير مركز الانتقال الطاقی التنموی الجدید
إقرأ أيضاً:
أبحاث جديدة تكشف نتائج واعدة بشأن علاج سرطان القولون والمستقيم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحتلّ سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثانية كأكثر مسببات الوفاة شيوعًا في الولايات المتحدة، وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان.
تُقدّر الجمعية أن هذا المرض سيتسبب بإصابة أكثر من 150 ألف أمريكي ووفاة 53 ألف شخص.
قدّمت دراسات جديدة عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، الذي نُظم خلال الأيام القليلة الماضية، نتائج واعدة فيما يتعلق بالتدخلات الدوائية ونمط الحياة، والنظام الغذائي وممارسة الرياضة وتأثيرها على المرض.
أوضحت الجمعية الأمريكية للسرطان أنّ تشخيص سرطان القولون والمستقيم قد انخفض بشكل عام في العقود الماضية بفضل تحسّن إجراءات الفحوصات المبكرة إلى حدٍ كبير.
لكن أصبحت معدلات الإصابة تزداد بين الشباب، مع تقدير الأبحاث أنّ سرطان القولون والمستقيم سيصبح السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا بحلول عام 2030.
لَفَتت أبحاث سابقة إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان القولون والمستقيم.
وأكدت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "New England Medicine" وعُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الأحد، هذه النتائج خلال بيانات تجارب سريرية موثوقة.
تابع الباحثون بين عامي 2009 و2024، نحو 900 مريض بسرطان القولون كانوا قد أكملوا العلاج الكيميائي، وتلقى نصف هذا العدد كتيبًا إرشاديًا يشجعهم على اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة وممارسة الرياضة، بينما تم توجيه النصف الآخر أيضًا لاستشاري نشاط بدني لمدة ثلاث سنوات.
وجد الباحثون انخفاضًا بنسبة 28% في خطر عودة المرض أو الإصابة بسرطان جديد لدى المرضى الذين خضعوا لبرنامج التمارين الرياضية.
بلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من دون مرض 80% للمجموعة التي تلقت استشارة رياضية، مقارنةً بنسبة 74% للمجموعة التي تلقت الكتيب فحسب.
بمعنى آخر، استطاع برنامج التمارين الرياضية منع عودة المرض أو الإصابة بسرطان جديد لدى مريض واحد من كل 16 مريضًا.
قال أستاذ علم الأورام بجامعة كوينز بأمريكا والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، الدكتور كريستوفر بوث: "هذه الفائدة تُضاهي فائدة العديد من أدوية السرطان عالية الجودة لدينا، إذا لم تتجاوزها".
وأضاف: "يجب اعتبار التمارين الرياضية عنصرًا أساسيًا في علاج سرطان القولون".
لا يزال العمل جاريًا لفهم سبب قدرة التمارين الرياضية على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ولكن يعتقد الخبراء أنّ ذلك قد يرتبط بكيفية مساهمة التمارين الرياضية في تقليل مستوى الالتهاب في الجسم.
كما وجدت دراسة جديدة أخرى عُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الأحد أنّ الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات ساعدت أيضًا في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بسرطان القولون في المرحلة الثالثة.
استنتجت الدراسة أنّ المرضى الذين لجأوا إلى أنظمة غذائية أكثر مقاومة للالتهابات، شملت القهوة، والشاي، والخضار الورقية، وتمتعوا بمستوى أعلى من النشاط البدني، شهدوا انخفاضًا في خطر الوفاة بنسبة 63% مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا أنظمة غذائية أكثر تسببًا للالتهابات، بما في ذلك اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والحبوب المكررة، والمشروبات المحلاة بالسكر، ومارسوا أنشطة بدنية بمستوى أقل.
قالت الزميلة السريرية في قسم أمراض الدم والأورام بـ"معهد دانا فاربر للسرطان" والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سارة تشار: "عندما ننظر إلى معدل الإصابة بسرطان القولون لدى الأفراد الأصغر سنًا.. يوحي لنا ذلك بوجود عامل بيئي، سواء من الأطعمة التي نتناولها، أو نمط حياتنا، أو المواد الكيميائية التي قد تكون موجودة في طعامنا، أو أشياء أخرى، قد تكون مسؤولة عن هذه المعدلات بعيدًا عن نطاق العوامل الوراثية وحدها".
وأضافت: "لذا من المهم للغاية بالنسبة لنا في المجال الطبي ألا نفكر في كيفية تأثير أنظمتنا الغذائية ونمط حياتنا على خطر الإصابة بهذا السرطان فحسب، بل التفكير أيضًا في كيفية تعامل الأشخاص معه بعد الإصابة به".
في الدراسة التي يقودها بوث، تم تطوير "وصفة تمارين رياضية" لكل مشارك بناءً على حالة كل مريض.
وأوضح بوث أنّ غالبية المشاركين تمكنوا من تحقيق الزيادة المطلوبة في النشاط البدني خلال ممارسة المشي السريع لمدة ساعة تقريبًا لثلاث أو أربع أيام في الأسبوع.
وأضاف أن التدخلات المتعلقة بنمط الحياة مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، تُعتبر مستدامة أيضًا للأنظمة الصحية، لكن من الضروري أن يساعد النظام في دعم المرضى بالوصول إلى الموارد اللازمة للتدخلات السلوكية.