الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تعريف الإعلان الدستوري من الأمور المختلف فيها في الفقه الدستوري؛ فقد ترك الفقهاء الخوض في وضع اصطلاح لمفهومه بسبب اختلافهم حول القيمة القانونية للإعلانات الدستورية في الأساس.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور حمد الحبابي، الأستاذ المساعد في القانون العام بجامعة قطر، في حديث للجزيرة نت، أن الإعلان الدستوري يعد بمثابة دستور مصغر يتم إصداره في حالات تمر فيها الدولة بظروف استثنائية لأجل تنظيم المرحلة الانتقالية المؤقتة، أي مرحلة ما بعد الثورات أو الانقلابات، ويهدف إلى وضع أسس جديدة تحكم المجتمع في المرحلة الانتقالية، لحين الوصول إلى دستور دائم يحقق الاستقرار المؤسسي للدولة.
ويوضح الدكتور الحبابي أن الإعلان الدستوري يعتبر توطئة غير بديلة عن الدستور الدائم الذي يتم إصداره في مرحلة استقرار الدولة بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية.
ويضيف الحبابي أنه من خصائص الإعلان الدستوري أنه "مؤقت"، نظرا لأنه وثيقة تُعتمد في المرحلة الانتقالية، وهي فترة مؤقتة في طبيعتها، ولا يُفترض أن يكون الإعلان الدستوري دائما أو بديلا طويل الأمد عن الدستور المستقر للدولة.
الأسباب التي تدفع الدول إلى إصدار إعلان دستوريوفقا للدكتور الحبابي، تصدر هذه الإعلانات الدستورية للانتقال من الحالة السياسية والاجتماعية والفلسفية التي كانت تنظم الدولة في السابق إلى نشأة نظام جديد مختلف في مضمونه وشكله وأسسه عن نظام سابق، من أجل وضع أسس جديدة يسير عليها المجتمع، وعادة ما تُصدر الدول إعلانا دستوريا بعد اندلاع ثورة أو تنفيذ انقلاب.
إعلان أبرز الحالات التاريخية التي شهدت إصدار إعلانات دستوريةمن الأمثلة التاريخية البارزة على إصدار إعلانات دستورية، حالة ليبيا عام 1969، عندما قاد معمر القذافي انقلابا عسكريا أنهى النظام الملكي وأصدر إعلانا دستوريا في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
ويشرح الدكتور الحبابي أن المادة 37 من الإعلان الدستوري الليبي 1969 نصّت على سريان هذا الإعلان حتى إصدار دستور دائم، وهو ما لم يتحقق في حكم القذافي الذي استمر حتى عام 2011، حين صدر إعلان دستوري جديد عقب الثورة الليبية.
كما يشير الدكتور الحبابي إلى المادة 18 التي نصّت على أن "مجلس قيادة الثورة هو أعلى سلطة في الجمهورية العربية الليبية ويباشر أعمال السيادة العليا والتشريع ووضع السياسة العامة للدولة نيابة عن الشعب، وله بهذه الصفة أن يتخذ كافة التدابير التي يراها ضرورية لحماية الثورة والنظام القائم عليها، وتكون هذه التدابير في صورة إعلانات دستورية أو قوانين أو أوامر أو قرارات ولا يجوز الطعن فيما يتخذه مجلس قيادة الثورة من تدابير أمام أي جهة".
ويوضح أن هذا النص أتاح للسلطة التأسيسية تأجيل إصدار الدستور الدائم، والاكتفاء بإعلانات دستورية متعاقبة، مثل الوثيقة الدستورية الصادرة عام 1977، التي شكّلت مرحلة أخرى من التنظيم الدستوري المؤقت في ليبيا.
هل يمكن تعديل الإعلان الدستوري؟بحسب الدكتور الحبابي، فإن الإعلان الدستوري يجوز تعديله عبر إصدار إعلان دستوري آخر عن طريق السلطة الواضعة للإعلان.
المبادئ الأساسية التي يتضمنها الإعلان الدستورييرى الدكتور الحبابي أن الإعلانات الدستورية غالبا ما تتضمن موضوعات جوهرية، مثل:
شكل الدولة ونظام الحكم. الفصل بين السلطات. تحديد الحقوق والحريات الأساسية، مثل حرية الرأي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان المرحلة الانتقالیة الإعلان الدستوری إصدار إعلان
إقرأ أيضاً:
غضب إسرائيلي من إعلان بريطانيا الإعتراف بالدولة الفلسطينية
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء، إنها ترفض إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرة أن الخطوة تمثل “تغييرا في الموقف البريطاني تحت تأثير الضغوط السياسية الداخلية والخطوة الفرنسية”.
وأضافت الوزارة في بيان: “هذا الإعلان يعد مكافأة لحماس ويضر بالجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن”.
بدوره قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع تعليقا على إعلان بريطانيا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “هدم السد”، في إشارة إلى بدء موجة من الضغوط الغربية المتزايدة على إسرائيل بشأن سياساتها في قطاع غزة.
وأوضح المصدر لـ”صحيفة يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن الإعلان البريطاني لم يكن مفاجئا في ظل ما وصفه بـ”الضغط السياسي الهائل” الذي تعرضت له الحكومة البريطانية.
ووصف المصدر الإسرائيلي القرار بأنه “إعلان سيء”، معتبرا أنه “يوجه رسالة خاطئة إلى حركة حماس ويشجعها على عدم الموافقة على أي صفقة” لإنهاء الحرب في القطاع.