الشاعر شكيب جهشان.. معلم الانتماء الوطني الفلسطيني والجندي المجهول
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
لم يسعَ يوماً للصدارة، ولا أن يكون الرجل الأول، أو صاحب الكاريزما القيادية، ولا الشاعر النجم صاحب القصائد المنبرية المصوّرة والمشهورة، ابتعد عن الظهور والصف الأول في المناسبات العامة.
كان الرجل الخفي والجندي المجهول، متواضعاً، بعيداً عن الغرور (الذي يصيب الشعراء النجوم)، وعن الكاميرا والصورة. كان معروفاً بتواضعه وتمسكه بالقيم الوطنية التي ربى تلاميذه عليها وعلى حب الوطن والانتماء.
كان مخلصاً لأصدقائه الأحياء، وفياً للراحلين، حريصاً على إرثهم وإحياء ذكراهم، من دون أن يتصدر المشهد..
فمن هو شاعرنا؟
إنه الشاعر شكيب نجيب جهشان، ابن قرية المغار في قضاء طبريا المولود فيها سنة 1936. وفي مدرستها الابتدائية تلقى علومه الأولية قبل أن ينتقل إلى الناصرة ويلتحق بمدرستها الثانوية.
تخرج عام 1955 من المدرسة الثانوية، وعمل معلِّماً في وزارة المعارف. وبدأ رحلة التدريس عام 1957 في قرية دير الأسد أولاً، ثم في مدرسة الرامة الثانوية، يدرّس اللغة العـربية لمدة 23 سنة مرّت فيها أجيال خرج منها مجموعة من الشعراء المعروفين. والتحق بعدة دورات استكمالية في الجامعة العبرية في القدس، في أثناء عمله مدرساً ثانوياً.
تزوج عام 1964 وعاش في قرية الرامة، ورُزق بأربعة أبناء (طبيبان ومعالج طبيعي، ومحام). وفي عمر 52 سنة، تقاعد مبكراً من عمله في مدرسة الرامة عام 1988، وأقام في الناصرة منذ 1987 حتى وفاته.
وفي خضمّ عمله من أجل الكينونة الأدبية الفلسطينية، والحفاظ على اللغة العربية كمصدر أساسي في الحفاظ على الهوية في الداخل الفلسطيني، شارك مع مجموعة من الكُتاب الفلسطينيين من أصحاب البلاد المحتلّة، أواخر ثمانينيات القرن الماضي في تأسيس "الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين"، وانتُخب نائباً لرئيسه دورتين متتاليتين.
كما شارك عام 1996 في تأسيس مؤسسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، تخليداً لذكرى صديقه الشاعر الراحل، وبقي عضواً في هيئتها الإدارية حتى رحيله.
وفي 14 شباط (فبراير) 2003، رحل الشاعر الكبير شكيب جهشان عن عمر يناهز ستاً وستين سنة.
أصدر المجموعات الشعرية التالية:
1 ـ أحبكم لو تعرفون كم، قصائد، 1988.
2 ـ ثم ماذا، قصائد، 1989.
3 ـ أذكر، مطولة شعرية، 1992.
4 ـ رباعيات لم يكتبها عمر الخيام، رباعيات، 1993.
5 ـ لوحتان، لوحتان شعريتان، 1994.
6 ـ عامان من وجع وتولد فاطمة، قصائد، 1996.
7 ـ نمر الياسين الساعديّ يحكي لكم، حكاية شعرية، 1996.
8 ـ جادك الغيث، شعر، 1998.
9 ـ طيارة حرامية، شعر للأطفال، 1998.
10 ـ على شوق لأيام غوالٍ، نص نثري، 2001.
11 ـ يطلّون أوسمة من شذى، شعر، 2002.
12 ـ صوت الوشوشة، مجموعة قصائد غير منشورة (نشره أصدقاؤه)، 2023.
نماذج من شعره
مجزرة
أوقفوا هذه المجزره
وأعيدوا لنا ريحنا العاطره
مجزره
مجزره
أيها السافكونْ
من دمي أطهرَهْ
أوقفوا هذه الطعنة الغادره
مجزره
مجزره
من لباغٍ إذا دارت الدائره
مجزره
مجزره
وتظلُّ الحياه
حلوةً ساحره
وتظلُّ الجباه
حرةً ثائره
"أوقفوا هذه المجزره"
من قصيدة كان يا ما كان
كانت لنا في سالف الأيّام
زيتونةٌ خضراءْ
يعششُ الدوريُ في عبابها
وتورقُ السماءْ
وكان يا ما كانْ
ودارت الأيامُ والزمانْ
وهبت العاصفةُ الهوجاءْ
فانذبَحَ الدوريّ في أحضانِ
زيتونتنا الخضراءْ
وجفت السماءْ..!!
***
كانت لنا في سالف الأيّام
عروسُ تركُمانْ
يشدُّها الدفءُ إلى أزهارنا
يهفو لها الجنانْ
وكان يا ما كان
ودارت الأيّام والزمانْ
وعاث في سفوحنا شيطانْ
فأحرق الأزهار والألوان
والحلوى وعطرَ التركمانْ
وانفطر الجنان
***
كان لنا في سالف الأيّامْ
سُمَّاقةٌ.. سمَّاقَة
تستلهم الجبالُ من شموخها
الشموخَ والطلاقة
وكان يا ما كان
ودارت الأيّام والزمانْ
وطوَّفت في حيِّنا أفَّاقة
فارتعد الشموخُ في جبين
سُماقتنا السُّماقة
واهتزت الطلاقة
***
كان لنا في سالف الأيّامْ
شجيرةٌ صبَّارْ
ينتفضُ الشوكُ على خدودها
ويولدُ النهارْ
وكان يا ما كانْ
ودارت الأيّام والزمانْ
ومرَّ في ديارنا غدَّار
فجرَّح الخدودَ والعيون
والإصرار في شجيرة الصبّار
واقسمَ النهارْ
***
وكان يا ما كانْ
حكاية يحفظها الزمانْ
حكاية يرفضُها الزمانْ
يكون ما لا بُدَّ أن يكونْ
وتولدُ الحياةُ من برودة المنونْ
عقاربُ الساعة لا تسير للوراءْ
وحلكةُ الظلام تخلق الضياءْ
وجدّنا التاريخُ يقرع الآذان وجدّنا الزمانْ
يزرع في القلوبِ، في الدروب، في العيونْ
حكاية الزمان للزمانُ
ودفقة الضياءَ للعيونْ
يكونُ ما لا بُدَّ أن يكونْ
يكونُ ما لا بدَّ أن يكونْ!!!
*كاتب وشاعر فلسطيني
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الشاعر الفلسطينية الهوية فلسطين مسيرة شاعر هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وکان یا ما کان کان یا ما کان أن یکون
إقرأ أيضاً:
تدريس مادة البرمجة لطلاب المدارس المصرية اليابانية
أعلن محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه تم الاتفاق مع الجانب الياباني على إدخال مادة البرمجة لطلاب المدارس المصرية اليابانية
وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن إدخال مادة البرمجة لطلاب المدارس المصرية اليابانية يأتي في إطار خطة التوسع في مسارات تدريس البرمجة
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، إلى أن المادة التعليمية المُقدمة من الجانب الياباني في مادة البرمجة ، تتميز بالسير وفقاً لمنهج محدد وواضح، كما تنقسم إلى مستويات من مبتدئ ثم متوسط ومتقدم.
كما أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، التوسع في المدارس اليابانية، مُوضحاً أن عدد تلك المدارس سيصل إلى 70 مدرسة ببداية العام الأكاديمي 2025/2026
وكانت قد فتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني باب التقديم للعمل كـ”معلم متدرب” لحديثي التخرج (من سن ٢١ إلى ٢٣ عامًا) في المدارس المصرية اليابانية ، وذلك لمدة لا تقل عن عام دراسي وحتى عامين ، وذلك في خطوة تعد الأولى من نوعها ضمن جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتطوير المنظومة التعليمية وبناء قدرات المعلمين الشباب
رابط التقديم لوظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانيةيمكن الآن لمن يهمه الأمر الدخول على رابط التقديم لوظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانية من خلال الضغط على https://ejsadmpa.moe.gov.eg/
خطوات التقديم في وظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانيةادخل على رابط التقديم لوظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانية اكتب الرقم القومىاكتب البريد الإلكترونىاكتب العنوان المطابق للبطاقةحدد الوظيفة الحاليةحدد جهة العمل الحالية/ العنواناكتب الوظيفة المتقدم إليهاومن المقرر أن يتم اختيار المتقدمين لـ وظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانية، وفق معايير دقيقة تراعي دافعية التعليم والقدرة على الابداع في المهام التربوية، علمًا بأنه سيتم تزويد المعلم المتدرب بالمهارات اللازمة بما يؤهله أن يكون معلم متميز ومبدع.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن المعلمين المتدربين سيتلقون تدريبًا عمليًا، إلى جانب دعم فني وأكاديمي مستمر، من أجل تطوير قدراتهم المهنية، وإكسابهم مهارات التعليم الحديثة، ضمن بيئة تعليمية تفاعلية ومحفزة.
ومن المقرر أن يجرى تقييم المتقدمين لـ وظيفة معلم متدرب في المدارس المصرية اليابانية من خلال مراحل فنية وشخصية دقيقة لاختيار الأكفأ والأكثر جاهزية للقيام بهذا الدور التربوي.
وجدير بالذكر أن المدارس المصرية اليابانية تُعد نموذجًا تعليميًا متميزًا يمزج بين منظومة التعليم المصري وثقافة “التوكاتسو” اليابانية، التي تركز على تنمية شخصية الطالب، وتعزيز قيم التعاون والانضباط والمسؤولية، من خلال مجموعة من الأنشطة التربوية اليومية المتكاملة.